مسقط - العمانية

تفضّل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم - حفظه الله ورعاه - فترأس صباح اليوم اجتماع مجلس الوزراء بقصر البركة العامر.

وقد استهلّ جلالته - أبقاه الله - الاجتماع بالحمد والشكر لله عزّ وجلّ على واسع رحمته وجزيل نعمه وفيض آلائه وعلى ما أنعم به على عُمان العزيزة وأهلها الكرام وكافة من يعيش فيها من وافر فضله، سائلًا جلالته المولى سبحانه وتعالى أن يسبغ على الجميع أفضاله وجزيل عطاياه، وأن يمن على الجميع بالصحة والعافية والرخاء، إنه سميع مجيب الدعاء.

ثم تفضّل جلالته باستعراض الأوضاع المحلية.. ففي الشأن الاقتصادي اعتمد مجلس الوزراء الحساب الختامي للدولة للعام المالي 2023م الذي أوضح - ولله الحمد - تحسنًا في الأوضاع المالية، وتراجعًا في حجم الدين العام، ما أدى إلى استمرار تحسن التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان، مشيدًا جلالته - أعزه الله - بكافة الجهود المبذولة في هذا المجال.

وحرصًا من مجلس الوزراء على تطوير قطاع سوق رأس المال في سلطنة عُمان، ولتفعيل دوره كخيار تمويلي، تعزيزًا لمساهمة الشركات التجارية في الاقتصاد المحلي، وزيادة القيمة السوقية لبورصة مسقط، إلى جانب زيادة عدد الشركات المدرجة فيها.. وجّه جلالته - أبقاه الله - بإطلاق برنامج تحفيزي يتضمن عددًا من المبادرات لتحويل عددٍ من الشركات الراغبة في الاستفادة من البرنامج المشار إليه إلى شركات مساهمة عامة وإدراجها في أسواق رأس المال، وتأسيس سوق فرعية في بورصة مسقط بمسمى (سوق الشركات الواعدة) تستهدف الشركات الخاصة والعائلية والشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، إضافة إلى مبادرة لتحول الشركات محدودة المسؤولية إلى شركات مساهمة مقفلة وذلك من خلال تقديم حزمة من الحوافز للشركات المذكورة.

ونظرًا لأهمية القطاع الصناعي باعتباره أحد أهم قطاعات التنويع الاقتصادي الرئيسية، وقاطرة النمو في رؤية عُمان 2040، ولبناء ثقافة الابتكار الصناعي في سلطنة عُمان.. اعتمد مجلس الوزراء "الاستراتيجية الصناعية 2040" بهدف الدفع بالتنويع الاقتصادي، وتحسين مستوى منتجات الصناعات العُمانية، وتكوين قاعدة صناعات تحويلية حديثة قائمة على التكنولوجيا، مشيدًا جلالته - أيده الله - بكافة الجهود المبذولة من الجهات الحكومية المشاركة في إعداد الاستراتيجية المشار إليها.

وتأكيدًا للاهتمام السامي لجلالته بالشأن الاجتماعي، وفي ضوء ما توليه الحكومة من أولوية لتطوير نظام الوقف في سلطنة عُمان بالنظر لأهميته وإسهاماته في تعزيز مبادئ التكافل والتراحم لدى أفراد المجتمع، وبهدف تقديم رؤية جديدة للأوقاف، ولاستدامة أموال الوقف وأصولها وتهيئتها للاستثمار.. وجّه جلالته - أبقاه الله - بإنشاء (المؤسسة العُمانية الوقفية) لاستثمار أموال الأوقاف وبيت المال، وفقًا لأفضل الممارسات في هذا الشأن، ورفدها بالكفاءات المؤهلة في مجال الاستثمار والإدارة المالية من القطاعين العام والخاص، لتتمكن من القيام بدورها المأمول.

واستكمالًا لسعي الحكومة المستمر في توفير سبل الحياة الكريمة، وتهيئة المساكن الملائمة للمواطنين بما ينسجم مع الخطط الإنمائية.. أقرّ مجلس الوزراء اعتماد مبلغ إضافي وقدره (70) سبعون مليون ريال عُماني لتعزيز برنامج المساعدات السكنية بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني لعامي 2024م و2025م، بحيث يتم تخصيص جزء من المبلغ لشراء مساكن جاهزة للمستحقين في المشاريع الحديثة ضمن المبادرات الوطنية للأحياء السكنية التي تشرف عليها الوزارة.

وفي ضوء الاهتمام السامي المتواصل بقطاع التعليم، ولتقليل التحديات المعيشية التي تواجه بعض الطلبة المبتعثين الدارسين بمؤسسات التعليم العالي الخاصة.. وجّه جلالة السُّلطان المعظّم - حفظه الله ورعاه - الجهات المعنية باتخاذ ما يلزم لمنح طلبة الابتعاث الداخلي الدارسين بمؤسسات التعليم العالي الخاصة المستحقين - وفقًا للأسس المعمول بها من قِبل لجنة نظام الدعم الوطني - مخصصات شهرية بدءًا من العام الدراسي القادم.

وفي إطار استعراض جلالة السُّلطان المعظّم - أعزه الله - القضايا الإقليمية والدولية.. تطرق جلالته إلى الأوضاع في المنطقة والحرب الجائرة على قطاع غزة، وإلى العلاقات الثنائية مع الدول الشقيقة والصديقة، وما حفلت به الفترة الأخيرة من زيارات ولقاءات للدول الشقيقة أسفرت عن نتائج طيبة، مؤكدًا - حفظه الله ورعاه - حرص سلطنة عُمان على تعزيز علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة كافة، وتعاونها البنّاء بما يخدم المصالح المتبادلة بين الشعوب.

وفي ختام الاجتماع.. تفضّل جلالة السُّلطان المعظّم - حفظه الله ورعاه - بالتطرّق إلى عددٍ من الجوانب التي تهم الوطن والمواطنين، وأسدى توجيهاته الكريمة في هذا الشأن متمنيًا جلالته للجميع دوام التوفيق والسداد لما فيه الخير والنماء لهذا الوطن العزيز وأبنائه الأوفياء.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جلالة السلطان في "قمة المنامة"

 

مدرين المكتومية

منذ أن تواترت الأنباء الرسمية بمشاركة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في أعمال القمة الخليجية السادسة والأربعين التي تنعقد الأربعاء في العاصمة البحرينية المنامة، والتحليلات السياسية لم تتوقف؛ نظرًا لأنها المرة الأولى التي يشارك فيها جلالة السلطان- أيده الله- منذ تولِّي مقاليد الحكم في عام 2020، كما إنها المرة الأولى لمشاركة سلطان عُمان في أعمال القمة منذ عام 2011.

وهذه المشاركة تعكس مدى الأهمية الاستراتيجية للقمة الراهنة، والتي تنعقد في أعقاب تحولات عميقة شهدتها منطقتنا خلال السنوات القليلة الماضية، لا سيما بعد حرب الإبادة الجماعية في غزة، والاعتداءات العسكرية الخارجية على دولة قطر الشقيقة. فقد شهدت منطقة الشرق الأوسط تغيرات جذرية منذ أن اجتاحت المنطقة رياح الفوضى والقلاقل والاضطرابات، ما تسبب في تغير حاد في المشهد الإقليمي. ورغم أن دولنا الخليجية كانت في منأى عن تلك الاضطرابات، إلّا أن تداعيات المشهد أثرت بطرق غير مباشرة؛ سواء فيما يتعلق بتنامي التوترات الجيوسياسية أو الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية التي ألقت بظلالها على بلداننا.

غير أن حصافة وحكمة قادة دول الخليج- حفظهم الله- أسهمت بالدرجة الأولى في امتصاص الصدمات وتخفيف حدة التداعيات التي توالت على المنطقة، وواصلت دول الخليج مسيرتها نحو مزيد من الشراكة والتكامل على المستويات الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية والاجتماعية والرياضية والثقافية، وغيرها من مجالات التعاون البيني.

وعلى مدى القمم الخليجية الماضية، مثّل الحضور العُماني قوة فاعلة في صياغة سياسات المنطقة، انطلاقًا من الدور التاريخي لسلطنة عُمان، بعُمقها الجيوسياسي والحضاري، وظلّت عُمان سندًا وظهيرًا داعمًا لاستمرار منظومة التعاون الخليجية، كقوة إقليمية موحدة في مواجهة المطامع الخارجية والتحديات التي تحيط بنا من كل صوب.

ولذلك عندما نُحلل مشاركة عاهل البلاد المُفدى- أيده الله- في أعمال القمة الخليجية اليوم، فإننا ننطلق من محورية الدور العُماني، الذي لم يتأثر بمستوى التمثيل الدبلوماسي، غير أن الحضور السامي يُضفي جلالة ومهابة سلطانية، لطالما نحن العُمانيون نفخرُ بها ونسعد بالإطلالة السامية؛ حيث إنَّ الكاريزما الشخصية لجلالة السلطان المعظم- نصره الله- تنشر هالة مهيبة من الوقار والسمو، وتعكس أسمى مظاهر الحكمة والفكر السديد، فضلًا عن أنها النموذج الأساس للسمت العُماني بكل ما يحمله من عُمق حضاري وثقافي ومعرفي.

ولقد لفت انتباهي خلال مشاركتي هذه الأيام في تغطية أعمال القمة بالمنامة، مدى الترحيب والحفاوة البالغة بالمقدم السامي، والسعادة الغامرة التي نقرأها على مُحيا الجميع، من مسؤولين وإعلاميين ومواطنين بحرينيين، بعدما علموا بخبر مشاركة جلالة السلطان في أعمال القمة، ما يعكس قدر المحبة والتقدير الذي يُكنه الشعب البحريني، وكذلك شعوب الخليج قاطبة، للمقام السامي لجلالة سلطاننا المعظم- أيده الله.

ولذلك لا يخالطني شكٌ بأن مخرجات القمة ستعكس مستوى الحضور بين القادة، وستطرح رؤى ومبادرات من شأنها أن تُعزز التكامل بين دول مجلس التعاون في جميع المجالات، لا سيما فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية وتدعيم أركان الاستقرار الإقليمي وصون أمن دول المجلس، وتأكيد الحرص على ترسيخ السلام والتعايش في منطقة الشرق الأوسط.

وأخيرًا.. إننا أمام مشهد سياسي مُغاير آخذ في التشكُّل، ويستند في جوهره على قيم مجلس التعاون الخليجي المبارك، والذي أسسه قادتنا الأفذاذ من أجل يكون حائط صد بوجه التحديات التي تعصف بالعالم والمنطقة، وكل أبناء الخليج على يقين بأن قادتنا- أيدهم الله- لن يدخروا جُهدًا من أجل إعلاء مصالح شعبوهم وتحقيق تطلعاتهم نحو غدٍ أكثر إشراقًا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • بالصور.. جلالة السلطان يشارك في "القمة الخليجية" و"القمة الخليجية الإيطالية" بمملكة البحرين
  • جلالة السلطان يشارك في "القمة الخليجية" و"القمة الخليجية الإيطالية" بمملكة البحرين
  • ماذا قدمت التعليم للطلاب ذوي الإعاقة ؟ .. الوزير يكشف التفاصيل
  • جلالةُ السُّلطان المعظّم ​يعود إلى أرض الوطن
  • التعليم العالي: دعم متكامل للطلاب ذوي الإعاقة في الجامعات المصرية
  • جلالة السُّلطان المعظّم يغادر مملكة البحرين
  • جلالةُ السُّلطان المعظّم يُشارك في القمّة الخليجيّة
  • جلالة السلطان يغادر مملكة البحرين
  • جلالة السلطان في "قمة المنامة"
  • "قمة المنامة" والمسؤولية التاريخية