"قمة المنامة" والمسؤولية التاريخية
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
محمد بن رامس الرواس
تشهد مسيرة مجلس التعاون الخليجي منعطفًا تاريخيًا بالغ الأهمية في قمة البحرين؛ مما يستدعي تواجد جميع القادة الحكماء؛ لأنَّ المرحلة تستدعي حكمة القادة وقدرتهم على قراءة اللحظة، وفهم ما وراء كواليس السياسة ومآلات التحولات الإقليمية والدولية، وفي هذا السياق تبرز أهمية حضور حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- في أعمال القمة الخليجية المرتقبة في المنامة.
ويأتي حضور جلالته- حفظه الله- من منطلق إدراكه العميق بأن مجلس التعاون ليس مجرد إطار سياسي أو اقتصادي؛ بل هو قدر جغرافي ومسؤولية تاريخية تربط شعوب وأنظمة ومصالح ومصير مشترك، وقد كان جلالته، كعادته مبادرًا في اللحظة التي تحتاج إلى من يقف مع أشقائه قادة مجلس التعاون الخليجي لكي يشدوا على أيدي بعضهم البعض لأجل استمرارية المجلس كونه ضرورة استراتيجية تفرض نفسها على الدول الخليجية الست.
كان ولا يزال جلالته حريصًا على أن يؤكد بأنَّ المرحلة المهمة جدًا تتطلب حضورًا مباشرًا وفعّالًا فمسيرة مجلس التعاون الخليجي تحتاج اليوم إلى صوت واضح، وإلى مشاركة صادقة تعيد توحيد الرؤية الخليجية وتُعيد برمجة صياغة رؤاها وتكاتفها وتعاونها.
إن المسيرة الخليجية مرّت بمحطات صعبة وتحديات عديدة، لكن جذور التعاون أعمق من العوائق والتحديات، واليوم يؤكد جلالة السُّلطان المُعظم- حفظه الله- بحضوره أن القوة الحقيقية للمجلس تكمن في قدرته على تجاوز العقبات وصناعة حلول تحفظ المصالح العليا لدولة المجلس؛ حيث إن المستقبل يجب أن يُصنع بإرادة وإيمان القادة لا بمتغيرات الظروف، هذا بجانب إيمان جلالته بأنَّ المجلس قادر على الانتقال إلى مرحلة أفضل لتصبح مرحلة أكثر انسجامًا، وأكثر إدراكًا لمتطلبات الأمن والتنمية والتآزر المشترك.
لذلك جاءت مشاركة السلطان هيثم في هذه المحطة الهامة لمسيرة المجلس كوقفة تاريخية تعكس دورًا فاعلًا لسلطنة عُمان في تثبيت البيت الخليجي، وحرصًا أصيلًا على أن تبقى مسيرة مجلس التعاون راسخة، قابلة للنمو والتجديد، وقادرة على حماية شعوبها في عالم يموج بالتحولات والمتغيرات والتحديات الكبرى.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
خبراء ومحللون لـ«الاتحاد»: «قمة البحرين» تعزز الموقف الخليجي لمواجهة التحديات
أحمد عاطف (القاهرة)
شدد خبراء ومحللون على أهمية «قمة البحرين» في تعزيز الموقف الخليجي الموحد لمواجهة التحديات الإقليمية، مؤكدين أن العمل الخليجي المشترك يمثل عاملاً حاسماً لتحقيق الاستقرار في المنطقة، في ظل تقلبات المشهد الإقليمي وتنامي التحديات الأمنية والاقتصادية.
وأشاد هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، بالإنجازات التي حققها مجلس التعاون في السنوات الأخيرة، سواء على صعيد الأمن والدفاع أو الاقتصاد والطاقة والبنية التشريعية، مما يعكس قدرة المجلس على التحول من إطار تنسيقي إلى منصة فاعلة تعزز ثقل ونفوذ دوله في المشهد الإقليمي والدولي، مشيرين إلى أن التحديات الراهنة، من استقرار أسواق الطاقة إلى الملفات الأمنية في مناطق الصراع، تجعل من الوحدة الخليجية ضرورة استراتيجية مهمة لا غنى عنها.
وأوضح خالد العجمي، المحلل السياسي الكويتي، أن العمل الخليجي المشترك أثبت جدارته في التعامل مع الأزمات بوعي استراتيجي موحد، مشيراً إلى أن تراكم الإنجازات في مختلف المجالات لم يعد خطوات منفردة، بل مساراً متكاملاً يصنع وزناً إقليمياً صعب التجاهل.
وقال العجمي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الخطاب الموحد يمنح دول مجلس التعاون الخليجي قدرة أكبر على امتصاص الصدمات والتفاوض من موقع قوة، وفتح أبواب شراكات دولية تعزز استقرار الإقليم، لا سيما أن المسار الخليجي اليوم ليس خياراً سياسياً فحسب، بل ضرورة استراتيجية ترتقي بدور دول المجلس في المشهد الإقليمي والدولي.
من جانبه، أكد علي الشعباني، المحلل السياسي اليمني، أن القمة الخليجية في البحرين تُعد قمة استثنائية بالغة الأهمية، ومخرجاتها تعكس وحدة المنظومة الأمنية في منطقة الخليج، إضافة إلى كونها رسالة واضحة لكل من يحاول تهديد أمن واستقرار المنطقة. وذكر الشعباني، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإرادة الخليجية الموحدة لتحقيق الأمن والاستقرار تمثل العامل الرئيس في مواجهة التحديات التي تتسارع يومياً، مشيراً إلى أن نتائج قمة البحرين تعكس قدرة المجلس على التعامل مع التغيرات الجيوسياسية في المنطقة بشكل استباقي. وفي السياق، قال المحلل السياسي الأردني، محمد مصالحة، إن تجمع دول الخليج في مجلس التعاون يمثل واحدة من أهم الخطوات التي تعول عليها المنطقة لتكون جامعة للعمل العربي المشترك.
وأضاف مصالحة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن دول المجلس تتماثل في تركيبها الاجتماعي وعاداتها وموقعها الجغرافي والتاريخي، مما يجعل مصالحها مشتركة ويتيح إمكانيات كبيرة للتنسيق الفعّال في المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية والسياسية.
وأشار إلى أن مجلس التعاون الخليجي يمثل نموذجاً يحتذى به في مناطق عربية وإقليمية أخرى، معرباً عن أمله في تحقيق المزيد من التوحد في المجالات الاقتصادية والتجارية والقانونية. بدوره، أوضح عادل المدوري، المحلل السياسي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن إنجازات مجلس التعاون الخليجي في السنوات الأخيرة امتدت لتشمل الاقتصاد والطاقة والبنية التشريعية، مما جعل دول المجلس أكثر قدرة على مواجهة التحديات الإقليمية المعقدة، مشيراً إلى أن التنسيق الخليجي يعكس رؤية موحدة واستراتيجية مشتركة، تعزز من قدرة دول المجلس على التأثير في السياسات الإقليمية والدولية، وتحقيق مصالح شعوبها في بيئة محفوفة بالمخاطر.