ترانيم وطنية ووجدانية في قصائد شعراء ملتقى البيارق بثقافي حمص
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
حمص-سانا
أحيا شعراء ملتقى البيارق الثقافي أمسية شعرية على منبر المركز الثقافي بحمص اليوم حيث تنوعت القصائد ما بين العامودي والنثري وأخرى زجلية ترنمت بعشق الوطن والحبيبة.
واستهل الأمسية الشاعر رجب ديب بنص نثري عن قداسة الشهادة والشهداء الذين بفضل دمائهم الزكية عبروا عن إرادة الأمة في الحياة والبقاء بسلام كي يبقى الوطن عزيزاً شامخاً منتصراً.
وبصوته الشجي أدى الخوري رضوان حاماتي القادم من اللاذقية قصيدتين كأنشودتين، الأولى بعنوان روحك ياروحي والثانية لسيدة السلام مريم العذراء وفيهما دعوة لعودة أبناء الوطن الى بلدهم.
وناجى الشاعرمحمد سلمان بقصيدته دمشق مدينة الميماس حمص حيث يفوح عبقر الياسمين الدمشقي حنينا في بيوت حمص وغوطتها وفي قصيدته الوجدانيةر الثانية على وجنتيك يبث لواعج شوقه لمن ترك في نفسه جمر العشق ملتهباً.
وبقصيدتين وجدانيتين كانت مشاركة الشاعر علي سويدان من بانياس الأولى بعنوان شممت عطرك و الثانية رياح المجامر وفي كلتيهما يعبر عن مشاعر محب أضناه الشوق الذي كتمه في قلبه لكنه ظهر في لحاظ من أحب.
وبنبرة حزينة على فراق فلذة الكبد عبرت الشاعرة حياة عنيد في قصيدتها إلى وحيدي عن أسفها لقسوة الحياة التي تحرمنا من اقرب الناس إلينا وفي نصها النثري الوطني الثاني الناجي الوحيد تتقاسم مع أمهات الشهداء والجرحى مشاعر الحزن على ما حل بالوطن من جهة ومشاعر التفاؤل بالأمل القادم من جهة اخرى.
وعبر الشاعر موسى معروف بقصيدته الوطنية علمي عن مدى إخلاص الشعب السوري لعلمه الذي كان وسيظل رمزاً وطنياً مقدساً مرفرفاً وشامخاً مهما اشتدت المحن وفي قصيدته الثانية التي اتخذت طابعاً غزلياً بعنوان لحظ عينيها يتغزل بجمال عيني محبوبته التي أسرت فؤاده الرقيق.
وتميزت مشاركة الشاعر محفوض محفوض بقصيدتين وجدانيتين وثالثة وطنية أداها بأسلوب غنائي لطيف أمتع الجمهور .
واختتم الشاعر مدين رحال الذي نظم الأمسية بقصيدتين وجدانيتين زجليتين باللغة المحكية وبأسلوب فكاهي الأولى كتبتك كلمة والثانية رسالة ناعمة وفيهما يعبر عن حبه للحياة مهما تقدمت به السنين.
وملتقى البيارق الثقافي الذي اسسته الشاعرة زينب نوفل منذ ثلاثة أعوام يضم نحو خمسة آلاف عضو من الأدباء والشعراء والمهتمين بالنشاطات الثقافية والحرف اليدوية في سورية وخارجها، ويقدم في نشاطاته التي تجول المحافظات السورية في فترة سلسلة من الامسيات لأدبية والشعرية للتعريف به والارتقاء بالثقافة بكل أوجهها النضرة .
حنان سويد
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الشاعر خميس المقيمي: الشعر ليس ترفًا لغويًّا بل محاولة لفهم اللحظة وتجاوزها
"العُمانية": يُعدُّ الدكتور خميس بن محمد المقيمي أحد أبرز الأصوات الشعرية في المشهد الثقافي العُماني المعاصر، حيث استطاع عبر تجربته الممتدة لأكثر من عقدين أن يرسخ مكانته بوصفه شاعرًا مجددًا في اللغة وباحثًا عن أفق مغاير في البناء الشعري.
وفي حديث خاص لوكالة الأنباء العُمانية، أشار المقيمي إلى أنّ علاقته بالشعر بدأت منذ سنوات الطفولة المبكرة، متأثرًا بالموروث الشفهي والفنون العُمانية التقليدية، وذكر أنّ أولى محاولاته الشعرية نُشرت في صفحة القرّاء بإحدى الصحف المحليّة وقُرئت لاحقًا عبر الإذاعة، وهو ما شكّل مدخلًا حقيقيًّا إلى عالم القصيدة.
وأكّد أنّ تجربته الشعرية اتسمت بالتطوُّر المستمر، واصفًا إياها بأنها “رحلة تنقيب” تُحرّكها الأسئلة أكثر مما تُغذيها الأجوبة.
وأضاف: “لا أكتب لإرضاء الذائقة العامة، بل أكتب لأفتح ثغرة بين العادي والممكن، وأسعى إلى تحميل اللغة أبعادًا غير تقليدية حتى ضمن قيود النص العمودي”.
وعن الخصوصية التي تّميّز شعره الوطني، أوضح المقيمي أنّ قصيدته الوطنية تنبض بروح وثابة تستنهض الشعور الجمعي، بينما تتسمُ قصائده الوجدانية برغبة صادقة في تفكيك اللحظة والانتصار للمعنى لا للانتشار.
وفي معرض حديثه عن تأثيراته الثقافية، أشار إلى أنه تأثر بتجارب متعددة في التاريخ والفلسفة والأدب القديم والتصوف، واستلهم من كل تيار ما يوازي همومه الشخصية وتجربته الوجودية.
وحول الهُوية العُمانية في قصائده، بيّن المقيمي أنه يعمل على تضمين المفردات المحلية وإحياء الأوزان الشعرية العُمانية التقليدية، في محاولة للحفاظ على جوهر الهُوية الثقافية وتمريرها إلى الأجيال الجديدة.
وفيما يتعلق بدور الشعر العُماني في التعبير عن الواقع الوطني، رأى أنّ ثمة فجوة قائمة بين المنجز الشعري وتطلعات الوطن، داعيًا إلى تجاوز ثنائية الشكل والإعجاب المتبادل.
وتطرّق المقيمي إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكّدًا أنها أسهمت في إيصال الصوت الشعري لكنها في الوقت ذاته أوجدت نوعًا من “وهم الشعر”، مضيفًا أنّ القيمة الحقيقية للقصيدة لا تُقاس بعدد الإعجابات، بل بتأثيرها وصدقها.
وبشأن مشاركاته الخارجية، أشار المقيمي إلى أنه شارك في العديد من الأمسيات الوطنية والخليجية، وكان له شرف إلقاء قصائده أمام شخصيات بارزة، وهي تجارب تركت في نفسه أثرًا عميقًا وعززت إحساسه بالمسؤولية.
وفي ختام حديثه، وجّه رسالة للشعراء الشباب قائلًا: “لا تستعجلوا النشر، استعجلوا النضج”، ودعا القرّاء إلى البحث في الشعر عن الأسئلة التي تُعيد ترتيب المعنى داخل القلب.
ويستعد الدكتور خميس بن محمد المقيمي لإصدار ديوانه الشعري الأول الذي سيحوي مختارات من نصوصه الممتدة على مدى عشرين عامًا، ويجسّد من خلالها رحلة شعرية توازن بين الوطن والذات والجمال.