الأوساط الأدبية والفنية فى العاصمة البرتغالية لشبونة تحتفل خلال شهر يونيو المقبل بذكرى ميلاد الشاعر البرتغالى فرناندو بيسوا والملقب بالشاعر الأول (13 يونيو ١٨٨٨–30 نوفمبر 1935) نصوص بيسوا تعكس فكرة اللامشروع الذى يمثله بيسوا والذى ربما يكون أعظم إنجازاته؛ كتب بيسوا أولى قصائده عام ١٨٩٥ ونشر أولى مقالاته النقدية للشعر البرتغالى عام ١٩١٢ وفى نفس العام أسس مجلة بعنوان (اورفى).
الأديب المصرى الدكتور وائل العشرى قاص ومترجم مصرى (50 عاما).. حصل على درجة الدكتوراه فى الأدب العربى الحديث من جامعة نيويورك عام 2009.
وائل العشرى كان سباقا فقدم لنا كتابه المهم عن الشاعر انطونيو فرناندو بيسوا. الكتاب صدر عن دار (الكتب خان) المصرية.
من أشهر اعمال بيسوا كتاب (اللاطمانينة).. بيسوا تم تصنيفه كأهم شاعر برتغالى إلى جانب ميجيل توجرا زفيرجيلو فيريراواجوستينا بيسالويس وخوسى ساراماجو الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب عام ١٩٩٨.٠
إلا أن بيسوا كانت له خاصية وفلسفة جعلته منفردًا وظهر هذا التفرد منذ ظهور مجلة (اورفى) وفى عام ١٩٢٧ أسس مجموعة من الشعراء الشباب مجلة مكملة لاورفى اسمها (الحضور) أو الحركة ومع كل هذا التجمع تمكن بيسوا من التفوق عليهم ربما لأنه أصر على تقدير التراث البرتغالى فى قصائده إلى جانب ما تأثر به من قراءاته فى الأدب الإنجليزى الكلاسيكى لشكسبير وبايرون ووالت ويتمان وادجار الآن بو؛ يضاف إلى ذلك تأثيره بالحياة الافريقية حيث عاش سنوات طفولته وبداية شبابة فى جنوب أفريقيا لأن أمه تزوجت بعد موت أبيه من قنصل البرتغال فى جنوب أفريقيا؛ وهناك اكتسب ثقافة وفنون جديدة تضاف إلى ما اكتسبه من الأدب الإنجليزى ومن تراث بلده الأصلى البرتغالى.
اشتهر أدبه وقصائده بالتمرد ورفض أى قيود يمكنها أن تعرقل وطنه الأم ولهذا عارض فى أشعاره كل الحكام الذين طغوا وكتب بيسوا بأسماء مستعارة هربًا من الرقابة ونشر ديوانه (الرسالة) وهى ملحمة وطنية وفاز من خلالها بجائزة انترودوكينتال عام 1934 ولكنه غاب عن حضور تسليمها احتجاجا على القيود المفروضة من الديكتاتور سالازار الذى ضيق الخناق على الحريات العامة وانهى بيسوا حياته بكتابة قصائد تسخر منه.
المدهش أن بيسوا كتب عددا من القصائد باسمه بلغت 327 قصيدة.. بينما ترك ما يقرب من ثلاثين ألف نص مخطوط ومطبوع يحمل 72 اسما مستعارا!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نادر ناشد كاريزما
إقرأ أيضاً:
في مواجهة الأدب العالمي .. جديد المركز القومي للترجمة
في إطار خطة وزارة الثقافة لنشر الوعي من خلال ترجمة المعارف المختلفة، صدر حديثًا عن المركز القومي للترجمة، برئاسة الدكتورة كرمة سامي الطبعة العربية من كتاب "في مواجهة الأدب العالمي" تأليف إميلي أبتر وقامت بترجمته عن اللغة الإنجليزية غادة الحلواني ومراجعة بهاء الدين مزيد.
تتمثِّل إحدى الحجج الأولية التى يتبناها هذا الكتاب في أن عديدًا من المجهودات الحالية لإحياء الأدب العالمى ترتكن إلى فرضية عدم قابلية الترجمة. وبناء عليه، تصبح عدم قابلية القياس وما يسمى بغير القابل للترجمة، غير مندمجين اندماجًا كافيًا فى الوظيفة الاستكشافية للأدب.
ويتخذ الكتاب موقفا مناهضا لمفهوم الأدب العالمي؛ من أجل إعادة التفكير في الأدب المقارن، مركِّزا على المشكلة التي تبرز حين تتجاهل أنساق الدراسات الأدبية سياسات "ما لا يقبل الترجمة"، عالم تلك الكلمات التي يعاد ترجمتها باستمرار أو تترجم ترجمة خاطئة أو تنتقل من لغة إلى لغة أو حين تقاوم الإحلال.
كما يمنحنا الكتاب بديلا لمفهوم "الأدب العالمي" وهو نسق مهيمن في العلوم الإنسانية، متجذر في تصورات القراءة والاستحسان العالمي اللذين يهيمنان على سوق الأدب، وهو مفهوم " آداب عالمية عدة" تدور حول المفاهيم الفلسفية ونقاط الضغط الجيوسياسية.