«سماحة الأديان وتقبل الآخر» في ندوة توعوية بطب أسنان طنطا
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
شاركت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف بالغربية، برئاسة الدكتور سيف رجب قزامل، رئيس فرع المنظمة بالغربية فعاليات الندوة التوعوية التي اقامتها كلية طب الأسنان بجامعة طنطا بعنوان "سماحة الأديان وتقبل الآخر".
وذلك في إطار الحملات التوعوية لجامعة طنطا بإشراف الدكتور محمود ذكى، رئيس جامعة طنطا، والدكتور محمود سليم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، و الدكتورة فاتن أبوطالب عميدة كلية طب الأسنان، الدكتورة كريمان السوداني وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
حاضر بالندوة الدكتورة بديعة الطملاوي، أستاذ الفقه المقارن والعميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية، والدكتور حسن عيد مدرس الفقه المقارن بشريعة طنطا عضو خريجى الأزهر فرع الغربية.
وأشارت الدكتورة بديعه الطملاوي، إلي أن أن التعايش السلمي ضرورة حياتية لايستغني عنها الناس في أي زمان ومكان، فقد شاء الله أن تكون التعددية من السنن الثابته، وقد أراد الله تعالى أن تتعدد الأديان وأن يتعايش الناس بالأمن والاستقرار بعيدًا عن ثقافة الكراهية والتعصب والتطرف، التي قد تؤدي إلى جرائم الاعتداء على النفس بلاجريرة اوذنب ارتكبته سوي نهج الوحشية.
وسوءالفهم والعنصرية البغيضة، ولقد تميز الإسلام برفضه فلسفة الصراع والبقاء الأقوى حتى لايصرع القوي الضعيف وتسود حياة الغابة، ولايتحقق الاختلاف الذي هو سنة كونية قال تعالى"لاتَستَوِي الحَسَنةُ ولاَ السّيِئةُ ادفَعْ بِالَّتىِ هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا الذي بَيْنَكَ وبَيَنَهُ عَدَاوَةُ كَأَنهُ وَليُّ حَمِيم"، والإسلام لايريد الصراع الذي ينفى الآخر أوينفي وجوده وإنما تدعيم التعايش والأخوة واحترام الآخر ونشر الرحمة والمحبة بما يخدم رسالة الإنسان في التمكين في الأرض وإعمارها على أسس إيمانية وتوحيدية، واستخدام أدوات الحضارة والعلم من أجل تحقيق هذه الرسالة النبيلة.
لافتة إلى أن الإسلام قرر الحرية الدينية التي تحترم إنسانية الإنسان وعقله الذي ميزة الله به قال تعالي"لآإِكْرَاه فىِ الدّينِ"، وعن النبي صلى الله عليه وسلم "من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها تُوجد من مسيرة أربعين عامًا"، وفي عهد الفتوحات الإسلامية لم يُمنع يهوديًا أونصرانيًا من أداء شعائر دينه اواكره على تركه، وهذه ليست سماحة فحسب بل هي تعاليم الدين الحنيف وثقافة التعددية والإنسانية القويمة التي تبني المجتمعات على أساس من الحرية والعدالة والمساواة وعبادة الله وتقواه والإرتقاء بالإنسانية جمعاء، والإسلام كرم الإنسان لإنسانيته وليس لدينه اومذهبه أولونه.
وذلك لأنه مسؤول في نظر الإسلام وله دور حيوي في أسرته مجتمعه ووطنه، وتعد عملية تربية الضمير والوعي المسؤوليات هي أساس الإصلاح في الحياة وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في قولة"قل آمنت بالله، ثم استقم" فقد جمع النبي بين الاعتقاد القلبي والسلوك العملي في فهم الدين والتعامل مع الناس بحيث يعيش المرء حالة من الرقابة الذاتية التي تقوده الي معاني الإحسان.
وفي كلمته أشارالدكتور حسن عيد، إلى أن تعاليم الإسلام السمحة ترسخ ثقافة التعايش السلمي في ظل تعددية دينية، ولقد اتسه المجتمع الإسلامي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده على مر العصور الإسلامية لجميع الأديان، وكفل عمليًا حرية الإنسان غير المسلم في ممارسة شعائر دينه.
مُؤكدًا على عمق الصلات الاجتماعية والثقافية والفكرية وغيرها بين المسلمين وغيرهم من أرباب الملل ليتعايش الناس في سلام وأمان واستقرار وتعاون وتعارف وإشاعة الخير وترسيخ السلام حتى أنه لم يجعل المخالفة في الدين سببًا من أسباب العدوان والبغى ونرى ذلك جليًا في قولة"لَّايَنهاكُمُ الَّلهُ عَن الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلوكُم في الدّيِن ولَمّ يُخْرِجُوكُم مّن دِياَركُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وتُقْسِطُواْ إِليِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ"، ولم يكن الإسلام سبيلًا لقتل الناس أيا كان دينهم اومذهبهم، أوفكرهم، أوترويعهم واستحلال ودمائهم أموالهم وأعراضهم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جامعة طنطا الغربية طب الأسنان ندوة ندوة توعوية أخبار محافظة الغربية خريجي الأزهر بالغربية
إقرأ أيضاً:
الإفتاء: الإسلام كرَّم ذوي الهمم ورفع عنهم المشقة وحرَّم السخرية منهم
أكدت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن الشريعة الإسلامية أولت ذوي الهمم اهتمامًا بالغًا، سواء في جوانب التكليف أو الحقوق، انطلاقًا من مبدأ أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس مختلفين، وراعى في شرعه الحكيم تلك الفروق، فأحاط كل فئة بما يتناسب مع حالها من عناية ورحمة.
وردًا على سؤال تلقته الدار بشأن كيفية تعامل الشرع الشريف مع ذوي الهمم من حيث التكاليف والحقوق، أوضحت أن قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 10 لسنة 2018 عرَّف ذوي الهمم بأنهم الأشخاص الذين يعانون من قصور أو خلل كلي أو جزئي – سواء كان بدنيًا، ذهنيًا، عقليًا أو حسيًا – يمنعهم بشكل دائم من التفاعل الكامل والفعّال مع المجتمع على قدم المساواة مع الآخرين.
وبيّنت دار الإفتاء أن الشريعة الإسلامية خفّفت عن هذه الفئة الكريمة من أبناء المجتمع في جانب التكاليف الشرعية، مراعاةً لظروفهم، كما منحتهم مكانة متميزة في منظومة الحقوق، وحرصت على كفالة كرامتهم الإنسانية، محذرةً من كل مظاهر السخرية أو الاستهزاء التي قد تُوجَّه إليهم.
واستدلت الدار بقول الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ...﴾ [الحجرات: 11]، مؤكدةً أن هذه الآية الكريمة تمثل أصلًا شرعيًا قاطعًا في تحريم السخرية واللمز والتنابز بالألقاب، لما في ذلك من انتقاص لحقوق الإنسان وكرامته.
كما شددت على أن السخرية من ذوي الهمم قد تخرج عن حدود الأدب إلى السبّ والبذاءة، وهما منهي عنهما شرعًا، ويُعدّان من خصال الفسوق، مستشهدةً بما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ» (متفق عليه).
وأكدت دار الإفتاء على أن احترام ذوي الهمم واجب شرعي، وأن أي انتقاص من شأنهم يخالف تعاليم الإسلام السمحة التي جاءت لترسيخ مكارم الأخلاق، والعدل، والرحمة بين الناس.