عادات يومية صحية للحفاظ على يقظة العقل.. تعرف عليها
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
الحفاظ على الحدة العقلية مع التقدم في العمر يتعلق باتباع عادات يومية وخيارات نمط حياة صحية.
ويمكن أن يظل بعض الأشخاص في حالة يقظة عقلية في السبعينيات والثمانينيات وما بعدها نتيجة لاتباعهم روتينا يوميا يساعدهم على البقاء يقظين.
وفيما يلي 8 عادات يمكن أن تصبح عناصر رئيسية في روتين يومي يحافظ على النشاط العقلي في مرحلة السبعينيات ومن بعدها، بحسب ما نشره موقع Global English Editing.
يعد النشاط البدني المنتظم من أكثر العادات شيوعاً بين الأشخاص الذين يحافظون على حدتهم العقلية في السبعينيات وما بعدها.
كما تساعد التمارين الرياضية في الحفاظ على اللياقة البدنية، بالإضافة إلى التأثير المباشر على صحة الدماغ.
وتزيد التمارين الرياضية من تدفق الدم إلى الدماغ مما يساعد على دعم الوظائف الإدراكية.
فيما يطلق المخ مواد كيميائية تعزز الحالة المزاجية وتجعل الشخص يشعر بمزيد من الاسترخاء.
وهناك عادة أخرى تم ملاحظتها لدى الأشخاص الذين يظلون متيقظين عقليا، وهي الالتزام بالتعلم مدى الحياة.
وتشمل أنشطة التعلم المتواصل القراءة والاشتراك في نوادي الكتب والمشاركة في الندوات والمحاضرات، وحتى التسجيل في دورات عبر الإنترنت.
ويحفز التعلم المستمر العقل ويجعل حياة المرء ممتعة وخالية من الملل.
إلى ذلك تعزز بعض الأطعمة صحة الدماغ. ويرتبط اتباع النظام الغذائي للبحر المتوسط، الغني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة وزيت الزيتون والبروتين الخالي من الدهون، بانخفاض مخاطر التدهور المعرفي.
ودمج المزيد من الأطعمة التي تعزز الدماغ مثل التوت الأزرق والقرنبيط وبذور اليقطين والشوكولاتة الداكنة في الوجبات اليومية يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.
التفاعل الاجتماعي المنتظم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العمر عادات يومية الأشخاص النشاط البدني التمارين الرياضية
إقرأ أيضاً:
يقظة أوروبا على صوت فلسطين
في الأيام والأسابيع الأخيرة، جرت تحركات أوروبية أعلى صوتا ضد حرب الإبادة والقتل الوحشي والتجويع والتعطيش بالجملة في “غزة”، بدت التحركات الجديدة مفاجئة للبعض، وقارن الكثيرون عن حق بين اليقظة الأوروبية النسبية وبين الموات العربي والإسلامي، رغم أن مآسي “غزة” ومحنة فلسطين تجرى في قلب العالم العربي والإسلامي، ويفترض أن تكون المشاعر والضمائر أكثر حرارة وفيضانا عند شعوب الدول العربية والإسلامية، وأن تكون الحكومات العربية والإسلامية أكثر مبادرة ونشاطا، لكن ما حدث ويحدث هو العكس بالضبط، وباستثناءات محدودة أهمها في اليمن وفى “صنعاء” بالذات، بينما بدا العالم العربي ـ وقبله العالم الإسلامي ـ غارقا في الصمت والتبلد وخذلان “غزة” واللا مبالاة بالدم المسفوح، بل ذهبت بعض حكومات العالم العربي إلى تقديم الهدايا للقتلة، ورمي تريليونات الدولارات تحت أقدام الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، ربما ليدفع من عوائدها مالا وسلاحا ومشاركة بحروب كيان الاحتلال “الإسرائيلي”، وتشجيعه على الإيغال في تدمير وإبادة وتهجير الفلسطينيين، والاستيلاء على أراضي دول عربية مجاورة، وتقويض أي تحرك عربي مشترك ولو كان صوريا، على طريقة استجابة أغلب الحكام العرب لأوامر “ترامب”، وامتناعهم عن المشاركة اللائقة في قمة “بغداد” العربية الأخيرة، ثم اكتفاء القلة التي حضرت بمناشدة “ترامب” القاتل نفسه أن يفعل شيئا لوقف حرب الإبادة، ومن دون أن تسأل هذه الحكومات نفسها عما تفعله هي، ولا أن تبرئ ذمتها من أوزار التواطؤ العاجز، ولا أن تفكر حتى في قطع علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية مع حكومة كيان الاحتلال.
قد لا يكون موقف الحكومات العربية في حاجة إلى شروح، فأغلب هذه الحكومات ـ إن لم تكن كلها ـ مقطوعة الصلة بحس شعوبها، ومفروضة بالقوة والقسر في قصور الحكم، وتحظر التظاهر الشعبي لنصرة الشعب الفلسطيني، وتخشى أن يتحول التظاهر تضامنا مع الفلسطينيين إلى تحرك ضد أنظمة التخاذل ذاتها، وبعض هذه الحكومات تعلن جهارا نهارا كفرانها بالقضية وبالحق الفلسطيني، ولا تخفى تحالفها الفعلي مع كيان الاحتلال، وسعيها لدعمه وتمديد سطوته في المنطقة، والعداء المطلق لأى حركة مقاومة فلسطينية أو غير فلسطينية، وعملها الدائب لنزع سلاح المقاومين، بل والتبرؤ من أي صفة عربية كانت، حتى ولو كانت قبرا من رخام على طريقة الجامعة العربية وقممها الموءودة، والتحول إلى روابط بديلة عسكرية وسياسية، تكون “إسرائيل” مركز قيادتها ومحركها بالوكالة عن الحماية والرعاية الأمريكية، وبدعاوى تمويه ضالة، من نوع أولوية مواجهة الخطر الإيراني، وإحلال طهران في مركز العداوة بدلا من “تل أبيب” .
من هنا، تبدو المفارقة ظاهرة ومفهومة بين الموات المفجع للضمير العربي الإسلامي وبين الصحوة النسبية للضمائر الأوروبية، ففي أوروبا لا توجد حكومات “عربية” تقمع وتقهر أهلها، وتحظر التظاهر الشعبي، وفى عواصم أوروبا الكبرى والصغرى، كانت مظاهرات التضامن مع الفلسطينيين تتدفق إلى الشوارع والميادين، وعلى نحو بدا تدريجيا وتصاعديا عبر عشرين شهرا من حرب الإبادة والتقتيل الوحشي في “غزة” والضفة الغربية ولبنان، وإلى أن بدت حركة التظاهر كانشقاق مؤثر في المشهد الأوروبي، بين فئات شعبية تحتكم إلى الضمير الإنساني، وبين حكومات من اليمين ومن اليسار، ورثت وواصلت موقفا أوروبيا داعما مواليا بالخلقة لكيان الاحتلال “الإسرائيلي”، ومحتضنا للحركة الصهيونية، التي دمجت نفسها منذ البواكير مع الثقافة الغربية الأوروبية، ومع حكومات أوروبا الإمبريالية الاستعمارية، ومع الشعور الأوروبي باقتراف الذنب والتقصير في حماية اليهود من الافتراس النازي في الحرب “العالمية” الثانية، وهكذا تحول اليهود من ضحايا وعبيد لنسق الغرب الأوروبي في العصور الوسطى، ثم لنسق العنصرية الأوروبية في طورها الألماني النازي، وإلى أن بدت الحركة الصهيونية ـ في التعريف الأوروبي ـ كحركة تحرير لليهود من استعباد أوروبي متطاول المدى، بينما لم تكن لليهود من مظلمة تذكر في العالم العربي الإسلامي، وأرادت أوروبا العنصرية الاستعمارية حل مشكلة يهودها على حساب العرب والمسلمين بالذات، وتوالى اندفاع الخطى الأوروبية على ما يعرف الكافة، بدءا من “وعد بلفور” البريطاني، وإلى تسهيل بريطانيا ـ التي كانت عظمى ـ لإقامة كيان الاحتلال في فلسطين، ثم احتضان بريطانيا وفرنسا الاستعماريتين للكيان، وإلى أن حلت أمريكا في قيادة الدور نفسه، بعد قطع ذيل الأسد البريطاني في حرب السويس 1956م، ورغم التحولات التي جرت في الأدوار العالمية، إلا أن الرأي العام الأوروبي في أغلبه، ظل على عادات التأييد والدعم المطلق لكيان الاحتلال “الإسرائيلي “، الذى جرى تصويره كقطعة من الحضارة الغربية، وكمنارة للديمقراطية الغربية في منطقة متخلفة مظلمة، ومع صعود أمارات التحدي العربي لكيان الاحتلال وتوالى ظهور حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، بدت علامات تشقق هامشية في مشهد الرأي العام الغربي والأوروبي بالذات، بلغت ذروتها في شهور حرب الإبادة الجارية، وإن بدت حركة التظاهر في الشارع بعيدة عن التأثير في مواقف الحكومات، ولعب التطور الهائل في وسائط الاتصال والشبكات الاجتماعية دورا ملحوظا، فقد كانت حرب “غزة” أول حرب إبادة مرئية للكل في مطلق التاريخ الإنساني، وتكفل النقل المرئي اللحظي بالصوت والصورة في يقظة ضمائر أوروبية غير مسبوقة، ولوقت طويل مضى ثقيلا محبطا، بدا أن مظاهرات الشوارع الأوروبية في جانب من المشهد، بينما ظلت مواقف الحكومات في أغلبها على الجانب الموالي بإطلاق لسردية كيان الاحتلال “الإسرائيلي”، وإلى أن بدأت المواقف الحكومية في التشقق تأثرا بما يجرى في الشوارع والجامعات، وتتابعت موجات التغير النسبي في مواقف الحكومات المنتخبة ديمقراطيا، وشهدنا موجة أولى في تغير مواقف حكومات “أيرلندا” و”أسبانيا” و”النرويج” و”سلوفينيا” و”بلجيكا” وغيرها، التي توالت اعترافاتها بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم على الأراضي المحتلة في حرب 1967م، ثم مرت مرحلة طويلة من تباطؤ الإيقاع، وإلى أن وصلنا إلى المرحلة الأخيرة مع حملة خنق وتجويع “غزة”، وإعلان مواقف جديدة من دول أوروبية، عرفت تاريخيا بالتصاقها مع حركة كيان الاحتلال تسليحا وتمويلا، ورأينا البيان المشترك لبريطانيا وفرنسا وكندا عبر المحيط الأطلنطي، الذى ندد بما أسماه “السلوك المشين” لحكومة الاحتلال، ولوح بتوقيع عقوبات على حكومة “بنيامين نتنياهو”، وطالب بفتح معابر المساعدات الإنسانية فورا، وإيقاف حرب الإبادة في “غزة” وتجميد الاستيطان في الضفة، ثم تطور الموقف المعلن إلى حدود أبعد، بإبداء الاستعداد للاعتراف بدولة فلسطينية، وكان لافتا، أن حكومة بريطانيا التي لعبت الدور الأكبر تاريخيا في إنشاء كيان الاحتلال، راحت تستدعى سفيرة “إسرائيل” في لندن لتوبيخها، وتعلن وقف مفاوضات تطوير اتفاقية التجارة الحرة مع “إسرائيل”، ولم يكن ذلك ليحدث على محدوديته ورمزيته، إذا لم تكن حركة التظاهر المؤيدة للحق الفلسطيني قد تطورت، وبلغ عدد المشاركين بإحداها نحو نصف مليون متظاهر، وهو ما جرى مثله في عواصم ومدن أوروبية أخرى، فقد تظاهر مائة ألف في “لاهاي” الهولندية حيث محاكم “الجنايات” و”العدل” الدولية، ودعت الحكومة الهولندية إلى مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و”إسرائيل”، وهو ما يلقى إلى الآن تأييدا ظاهرا من أغلب أعضاء الاتحاد الأوروبي (17 دولة مؤيدة)، وربما يواجه معارضة وتعطيلا من حكومة ألمانيا اليمينية بالذات، وعلى عكس حكومة “أسبانيا”، التي ذهبت إلى موقف أكثر تقدما، وأقر البرلمان الأشباني بالأغلبية مبدأ مراجعة ووقف صادرات السلاح وغيرها إلى كيان الاحتلال، ثم كان الغضب الأوروبي العام بعد إطلاق جيش الاحتلال النار على موكب الدبلوماسيين الأوروبيين على مشارف مخيم “جنين”، والتهديدات الأوروبية الأوسع بفرض عقوبات على الكيان .
وقد يرى البعض، أن الحراك الأوروبي الرسمي ليس كافيا بعد، وهذا صحيح طبعا، وإن كان لا يصح إنكار ما جرى من تغير نسبى، دفعت إليه تراكمات مظاهرات الشارع الغاضبة في بيئة ديمقراطية، لعبت فيها الجاليات الفلسطينية والعربية دورا بارزا ومؤسسا، فقد تكفل فلسطينيو أوروبا بدعم ونصرة شعبهم الفلسطيني في الداخل المحتل، تماما كما أن صمود “غزة” الأسطوري وصبرها المحتسب، لعب الدور الأعظم في إيقاظ الضمائر، ودفع غالب الحكومات الأوروبية إلى لغة أفضل .
* كاتب وسياسي مصري