الثورة نت:
2025-05-28@10:40:16 GMT

التقليد الأعمى وغباء المحاكاة

تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT

 

 

من المفارقات الغربية عند شبابنا العربي خاصة شباب الجامعات أنهم يحاكون شباب الغرب في ملابسهم وسهراتهم، وفي أغانيهم، وفي عاداتهم وموضاتهم وفي أكلهم وشربهم حتى حركاتهم وكلماتهم وقصات الشعر الغربية، وهنا يحضر في بالي قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم» لتحذن حذو بني إسرائيل القذة بالقذة والنعل بالنعل حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه» وفي المقابل لا يحاكونهم مثلا هذه الأيام في التضامن مع غزة وصمودهم في الحر والبرد، وتماسكهم رغم فصل بعضهم من جامعاتهم وحرمانهم من الحصول على وظائف مستقبلا في بعض الشركات الكبيرة، و لم يقلدوهم في ثباتهم رغم سجن بعضهم وجرهم بعنف من ساحات الاعتصام ،بل وسحل بعضهم، لقد تحرك شباب الجامعات الأمريكية والغربية، نصرة للمستضعفين في غزة تاركين دراستهم وحياتهم ومصالحهم، هجروا بيوتهم المريحة للبقاء في خيام بين البرد والمطر والحر والشمس والتوتر وهجمات الشرطة، وبالمقابل لم يتحرك شباب جامعاتنا وكأن الأمر لا بعنيهم وكأن غزة ليست أرضا عربية وأهلها ليسوا أهلنا والمسجد الأقصى ليس مسرى نبينا .


كشفت أحداث غزة مدى تهاوي هذه الأمة وأن حتى التقليد والتبعية الثقافية للغرب لا يكون إلا في السخافات والترهات والمزيد من الضياع والانحدار والسقوط، وليس في العلم والوعي والإنسانية والشجاعة والثبات على الموقف.
ولكم هو مؤلم أن يكون شبابنا الذين تؤمل فيهم الأمة مخرجا مما هي فيه- يكونون- على هذه الشاكلة، وندرك جيدا أنه من الظلم أن نحمل الشباب كل المسؤولية، فالمجتمعات العربية متخاذلة صامتة، وإن خرجت أحيانا في مظاهرات تنقطع بعدها بدافع الخوف أو الملل، وما الشباب إلا جزء من المجتمع، بل هو الجزء الحيوي الفعال، وضعف تحركاتهم التي تصل إلى مستوى الصمت كليا في أغلب الأوقات، ينبئ بأن أمتنا مازالت بعيدة كل البعد عن تصحيح مسارها، ومواجهة عدوها والحفاظ على استقلالها، وتحصينها من التبعية الثقافية والفكرية والاقتصادية وحفظ كرامتها واللحاق بركب الحضارة.
إن الحل الأمثل لإخراج شبابنا العربي من الوهن والضعف والتقليد الأعمى وغباء المحاكاة هو تثقيفهم بثقافة القرآن، لتبنى معارفهم ويصحح فكرهم وتقوى نفوسهم، وتشحذ هممهم، ثقافة قرآنية سليمة تبعدهم عن التطرف الفكري والانحراف العقائدي، وتجعلهم يندفعون مجاهدين في سبيل الله لا يخافون في الله لومة لائم، يبنون أوطانهم ويحمونها وينهضون بأمتهم وفق توجيهات إلهية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أحزاب اللقاء المشترك: انتصار المقاومة اللبنانية على العدو علامة فارقة في تاريخ الأمة

وأوضحت أحزاب اللقاء المشترك، في بيان  أن هذا النصر المجيد، الذي تحقق بتضحيات جسام وصمود أسطوري، سيظل علامة فارقة في تاريخ الأمة، ودليلاً ساطعاً على أن المقاومة الصادقة والمرتبطة بشعبها قادرة على كسر هيبة الاحتلال وتحقيق السيادة والكرامة.

وأكد البيان وقوف أحزاب اللقاء المشترك، الدائم مع قوى المقاومة في وجه مشاريع الهيمنة والاحتلال، داعيًا إلى تعزيز وحدة الصف العربي والإسلامي لمواجهة التحديات الراهنة.

مقالات مشابهة

  • ???? الدعامة يشفشفون بعضهم .. النار تأكل بعضها …!
  • شباب حزب الأمة بعدما خسروا تاريخهم ومستقبلهم صاروا يختبئون خلف المؤتمر السوداني
  • عيون الأمة الحارسة والمرابطة.. مشاتل التغيير (20)
  • الأمة متغافلة في نصرة الأقصى
  • ما يمكن الخروج به من لقاء مبارك الفاضل أنه رجل يفتقر المبدأ والحياء
  • صنعاء هي القمة
  • اختتام أنشطة الدورات الصيفية في حجة
  • أحزاب اللقاء المشترك: انتصار المقاومة اللبنانية على العدو علامة فارقة في تاريخ الأمة
  • د.حماد عبدالله يكتب: كفـانا غطرسـة.. وغباء !!
  • نصف شعب