عربي21:
2025-05-31@07:18:10 GMT

إدانة ترامب.. إنقلاب إستباقي

تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT

توصّلت هيئة محلفين مكوّنة من 12 عضوا يوم الخميس الموافق 30 مايو 2024، إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مذنب في كافة التهم الـ 34 التي يواجهها بشأن تزوير وثائق للتغطية على مبلغ مالي دفعه لشراء صمت ممثلة إباحية قبل انتخابات عام 2016. ومن المقرر أن يتم النطق بالحكم وفق ما ورد من تقارير قبل أربعة أيام من موعد إنعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، أي في11 يوليو.



وبالاستناد الى النتيجة التي خلصت إليها هيئة المحلفين، أصبح ترامب أوّل رئيس أمريكي سابق مدان جنائياً مع عقوبة قد تصل الى أربع سنوات. ويشير بعض القانونيين الى أنّه عادة ما تصدر أحكام أقصر من هذه المدّة الزمنية للمدانين بمثل هذه الجريمة فيما يواجه البعض غرامات مالية أو يتم وضعهم تحت المراقبة. لكنّ وكيل الدفاع عن ترامب قال أنّ فريقه سيستأنف الحكم "في أقرب وقت ممكن"، فيما أمهل القاضي فريق الدفاع عن ترامب حتى 13 يونيو لتقديم دفوعه وللنيابة العامة حتى 27 حزيران للرد على هذه الدفوع.

وتعليقاً على هذه التطورات اعتبر رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، إدانة ترامب "مخزية"، فيما قاله محاميه السابق والشاهد الرئيسي في المحكمة مايكل كوهين أنّ يوم صدور النتيجة هو يوم تاريخي لأمريكا وأنّه بالرغم من أنّ المرحلة كانت شاقة بالنسبة له ولعائلته إلاّ أنّ ما تحقّق هو تأكّد على مبدأ العدالة. لكن ما يبدو للبعض انّه مجرّد عمليّة قضائية لتحقيق العدالة يرى آخرون أنّها جزء من انقلاب استباقي مدبّر.

الأوضاع في الولايات المتّحدة  ليست كما تبدو عليه لبعض المراقبين من الخارج، إذ يلعب المال والإعلام وأجهزة المخابرات والسياسيين الفاسدين بالإضافة إلى اللوبيات دوراً كبيراً في تشكيل مخرجات مثل هذه الأحداث وصناعتها أو التأثير عليها بالإضافة إلى التأثير على الرأي العام. خلال السنوات الأربع الماضية، تمّ إثارة الكثير من القضايا والمشاكل في وجه ترامب في ما يعتبره كثيرون عملية مدبّرة لمنعه من الترشح للإنتخابات الرئاسية أو تهشيم حظوظه في الفوز.

لا يعني ذلك بالضرورة أنّ ترامب بريء من هذه التهم، فهو رجل غير متوازن ولا يمكن توقع سلوكه وغارق في الفساد. لكن هل تقتصر هذه الصفات عليه دون غيره؟ يشير البعض الى قضايا فساد تتعلّق بجو بادين وعائلته تمّ حجب النقاش بخصوصها في الإعلام وفي المؤسسات الرسمية من قبل أجهزة حكومية كقضية حاسوب هانتر بايدن، وقضية تلقي بايدن وهانتر رشاوى من أوكرانيا.

سواءً كانت إدانة ترامب جزء من مخطط استباقي للإطاحة به وقطع الطريق عليه للوصول إلى البيت الأبيض مرة أخرى، أم أنّه كان مساراً طبيعياً لتحقيق العدالة، فالأكيد أنّ مشاكل الولايات المتّحدة الداخلية والخارجية آخذة في الازدياد في ظل التراجع الأمريكي على المستوى العالمي، وهو تراجع من المتوقّع أن يستمر على مختلف الجبهات خلال المرحلة المقبلة.وفي هذا السياق، هناك من يرى بأنّ ترامب رجل غير تقليدي، بمعنى أنّه لا ينتمي للطبقة السياسية التقليدية ولا يمكن للمؤسسات الرسمية أن تسيطر عليه أو تؤثّر فيه، وأنّه من الأفضل إبعاده عن المشهد لاسيما في ظل الاستقطاب السياسي والإجتماعي المتزايد في الولايات المتّحدة، وتصاعد إتجاه اليمين المتطرف. اذ يعتبر مكتب التحقيقات الفيدرالي أن والجماعات اليمينيّة المتطرّفة المُسلّحة هم التهديد الإرهابي المحلي الأكبر في الولايات المتحدة منذ العام 2019.

بقاء ترامب في المشهد السياسي من شأنه أن يُشكل حاضنة رسمية لهذه القوى. ويواجه ترامب منذ نهاية ولايته في عام 2020 سيلاً من الاتهامات والملاحقات القضائية في قضايا مختلفة، ويعتقد مناصرو ترامب أنّه قد تمّ تسييس القضاء الأمريكي واستخدامه كسلاح ضدّه الرئيس السابق في هذه القضية، وأنّ ذلك جزء من مخطّط لإبعاده عن الساحة السياسية وحرمانه من التنافس على الانتخابات المقبلة سيما في ظل تراجع حظوظ بايدن بسبب الموقف من الحرب الإسرائيلية على غزّة.

وفقاً لاستطلاع أجرته "سي أن أن" قبل حوالي شهر من الآن، فإنّ ترامب يتفوّق على بايدن بواقع 49% مقابل 43%، وأنّ 55% من الأمريكيين يرون أن ولاية ترامب السابقة كانت ولاية ناجحة مقابل 44% يرون أنّها فاشلة. وتشير نتائج بعض استطلاعات الرأي التي تمّ نشر نتائجها الخميس الماضي إلى أنّ بايدن خسر الكثير من أصوات بعض المجموعات التي أمّنت له الإنتصار خلال الانتخابات الرئاسية السابقة لاسيما فئة الشباب.

واستناداً إلى نتائج هذا الاستطلاع، فإنّ حوالي 44% من الديمقراطيين لا يوافقون على طريقة إدارة بايدن لملف الحرب الإسرائيلية على غزّة. ويشير هذا الاستطلاع إلى أنّ بايدن قد يتفوّق على ترامب بنقطتين لكنّه قد يخسر أمام مرشّح ثالث بأربع نقاط.  المثير للاهتمام أنّ هذه التطورات التي حدثت قبل خمسة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد تترك تأثيرها المباشر على النتائج النهائية للانتخابات إذا لم يتم حرمان ترامب من الترشّح.

وبهذا المعنى، فهي قد تأتي بنتائج عكسية إذا ما نجح ترامب بتوظيفها لكسب المزيد من الشعبية من خلال التركيز على دور الضحيّة. يطرح هذا السيناريو كذلك تساؤلات عن مستقبل الولايات المتّحدة إذا ما قام رئيس سابق مدان بالترشح والفوز، وكيف سينعكس ذلك على الانقسام السياسي والاجتماعي في البلاد، وعلى الصراع الداخلي الجاري في ظل الحديث المتزايد عن إمكانية أن تشهد الولايات المتّحدة حرباً أهلية في المستقبل القريب.

وسواءً كانت إدانة ترامب جزء من مخطط استباقي للإطاحة به وقطع الطريق عليه للوصول إلى البيت الأبيض مرة أخرى، أم أنّه كان مساراً طبيعياً لتحقيق العدالة، فالأكيد أنّ مشاكل الولايات المتّحدة الداخلية والخارجية آخذة في الازدياد في ظل التراجع الأمريكي على المستوى العالمي، وهو تراجع من المتوقّع أن يستمر على مختلف الجبهات خلال المرحلة المقبلة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب إدانة الرأي القضاء امريكا قضاء إدانة رأي ترامب مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المت حدة إدانة ترامب جزء من

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تواجه إدانة دولية متصاعدة بسبب فوضى توزيع المساعدات

تشهد اسرائيل تصاعدا غير مسبوق في الضغوط الدولية بعد تحول جهود توزيع المساعدات في قطاع غزة الى فوضى عارمة، في الايام الاولى من تطبيق آلية مساعدات جديدة مدعومة من الولايات المتحدة وتل ابيب، وسط تحذيرات من كارثة انسانية غير مسبوقة في القطاع المحاصر، وفق تقرير نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية.

ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، اسفرت حوادث الازدحام والفوضى عند مراكز توزيع المساعدات جنوب القطاع عن استشهاد 11 فلسطينيا واصابة العشرات منذ بداية الاسبوع. في المقابل، نفت مؤسسة غزة الانسانية المسؤولة عن هذه المراكز وقوع شهداء او جرحى في منشآتها، ووصفت التقارير بانها "معلومات مضللة مصدرها حماس".

تدفقت عشرات الالاف من الفلسطينيين الجوعى الى مواقع التوزيع ومستودعات برنامج الغذاء العالمي في الايام الاخيرة، في مشاهد فوضوية تعكس حجم الجوع والمعاناة. وتم توثيق عمليات اقتحام لمخازن مساعدات في دير البلح شمال القطاع، وسط اطلاق نار وسقوط شهداء وجرحى.

من جهتها، قالت الامم المتحدة إن الوضع الانساني في غزة بلغ "احلك مراحله"، ووصفت الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات بانها "مؤسسة عسكرية تعرض المدنيين للخطر ولا تضمن الكرامة او الكفاية".

وأكدت أن توزيع المساعدات تعثر بسبب غياب التصاريح من الجانب الاسرائيلي، مشيرة الى ان 600 شاحنة مساعدات ما زالت عالقة في غزة لم توزع حتى الآن، بينما يعاني شمال القطاع من غياب شبه تام للمساعدات.

تصاعدت حدة الانتقادات الغربية لاسرائيل بعد استمرار الحصار والقصف ومنع المساعدات، حيث قالت كاجا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي: "الضربات الاسرائيلية في غزة تتجاوز ما هو ضروري لمواجهة حماس... والاتحاد الاوروبي لا يدعم خصخصة توزيع المساعدات الانسانية".

من جانبه، صرح المستشار الالماني فريدريش ميرتس قائلا: "لا ينبغي للحكومة الاسرائيلية ان تفعل ما لم يعد حتى اقرب اصدقائها قادرين على تقبله".

وقبل أيام، هدد قادة بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ اجراءات ملموسة، من بينها فرض عقوبات موجهة، اذا استمرت اسرائيل في عدوانها ومنعها ادخال المساعدات.

أصدرت إسرائيل أمس الخميس أوامر اخلاء جماعية في معظم مناطق شمال وشرق القطاع، لتتبعها عمليات ترحيل قسرية من الجنوب. ويعتقد ان الخطة تهدف الى دفع مئات آلاف الفلسطينيين نحو شريط ساحلي ضيق، في وقت تتزايد فيه التحذيرات من ان اسرائيل تعامل من يتبقى في تلك المناطق كـ"مقاتلين".

أفاد سكان بأن الفوضى طغت على مواقع توزيع المساعدات. وقال عمر عبد ربه، احد سكان غزة، في مقطع مصور: "المكان كان مليئا بالفوضى والتدافع، صورة تعكس حجم المعاناة والجوع". ورغم حصوله على بعض المساعدات، شكر احد الحراس الامريكيين، لكنه اضاف ان كثيرين عادوا بخفي حنين.

في مشهد آخر، تم رصد استخدام قنابل دخانية وقنابل صوتية لتفريق الحشود، وسط شكاوى من سوء التنظيم.

وقال المواطن يوسف حماد لشبكة سي إن إن: "هذا كذب كبير، فخ وخيانة.. لا يوجد طعام، لا يوجد كرامة، هذا اذلال لشعبنا".

وفي وقت تتزايد فيه التحذيرات من مجاعة جماعية، لا تزال كميات المساعدات الواصلة الى غزة لا توازي الحد الادنى المطلوب، وسط تصاعد الغضب الشعبي، وانهيار المنظومة الانسانية.

طباعة شارك إسرائيل سي إن إن غزة

مقالات مشابهة

  • بايدن يدلي بأول تصريح حول إصابته بالسرطان
  • أول تعليق من بايدن حول إصابته بالسرطان
  • ترامب يتهم الصين بخرق اتفاق الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة
  • ارتطمت بالرصيف.. إنقلاب سيارة ملاكي على طريق السويس
  • ترامب: الصين انتهكت تماما الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة
  • إسرائيل تواجه إدانة دولية متصاعدة بسبب فوضى توزيع المساعدات
  • الناظور.. إدانة نائب رئيس جماعة ازغنغان بالحبس النافذ في قضية ارتشاء
  • الولايات المتحدة تلغي عقدا بقيمة 590 مليون دولار مع موديرنا للقاح مضاد لإنفلونزا الطيور
  • الولايات المتحدة توقف تصدير تقنيات حساسة رداً على قيود المعادن الصينية
  • إدانة رئيس جماعة تاوريرت المعزول بالسجن النافذ