حافلات المدارس فوق صفيح ساخن
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
ناصر بن سلطان العموري
بدأ حر الصيف وبدأت معه اللسعات الحارقة، وبحسب المختصين في الطقس فإنَّ فصل الصيف فلكيًا لم يبدأ، وما نشعر به الآن من لهيب ليس سوى بوادر أسخن فصول السنة... نسأل الله السلامة للجميع.
وصلتني عدة مناشدات من القراء الكرام جلهم من أولياء أمور الطلبة عبر الإيميل كلها تتحدث حول موضوع واحد وهو معاناة أبنائنا الطلاب في أداء الامتحانات في هذه الأجواء الحارة ووسائل النقل التي تقلهم أغلبها دون تكييف؟! ناهيك عن حال بعض أجهزة التكييف في المدارس القديمة يرثى لها.
كما علمت من أحد التربويين أن هناك مقترحات أدرجت لتقليص العام الدراسي من 180 يومًا إلى 160 يومًا؛ أي بتقليص 20 يومًا رأفةً بحال الطلبة ممن يؤدون الامتحانات في هذه الأجواء الحارة جدًا، عندها يمكن تقديم الامتحانات إلى شهر مايو؛ حيث تكون الحرارة أقل بعض الشيء ولكن للأسف مطالبهم لم تجد آذانًا صاغية من الوزارة.
والغريب أنه في هذا الجو الحار بعض الحافلات تُنزل الطلاب بعيدًا عن مساكنهم في نقطة تجمع واحدة، ولا أعلم هنا لم لا يتم تنزيل الطلاب كل مجموعة قرب مقر سكنهم على الأقل.
وإذا تحدثنا عن الحافلات وحالها؛ فالمقال سيطول والحديث سوف يتشابك، لكن من المؤسف حين نرى بعض الحافلات التي تقل أبناءنا الطلبة متهالكة وغير مُكيَّفة؛ بل إن مثل هذه الحافلات تُستخدم للرحلات الطلابية، ولك أن تتخيل كم هو المشوار صعب ومُتعب للطلبة في مثل هذه الحافلات طبعًا، وهنا لا نُعمم، فبعض المدارس لديها- ولو بضع- حافلات مناسبة يكون المحظوظ من يستقلها، وإن كان البعض، لا سيما القديمة منها يخلو من المواد التي تساعد على تقليص درجة الحرارة مثل "المخفي" الذي يُلصق على النوافذ.
والغريب حين تجد بعض الامتحانات تبدأ في منتصف النهار؛ أي بعد الساعة العاشرة والنصف صباحًا، ولا أدرى هنا ما الحكمة من هذا؟ حيث إن الطالب سوف ينتظر الحافلة ابتداءً من الساعة التاسعة وسط حرارة الجو، ناهيك عن الحرارة التي سوف تُرافقه في الحافلة نفسها، والأمر ربما سوف يطارده خصوصًا في المدارس القديمة؛ حيث أجهزة التكييف التي تعبت من الصيانة؛ بل إن منها ما هو خارج الخدمة. ولا أدري هنا لم لا يتم استخدم مدارس الحلقة الأولى الحديثة منها لتكون مركزا للامتحانات بصفتها مجهزة كونها حديثة البناء؟! ونأمل توفير مرافق مُظللة، ويا حبذا لو تكون مكيفة، ربما ستكون خدمة ممتازة للطلبة وللحفاظ عليهم من أشعة وحرارة الشمس، كما إن توزيع المياه الباردة سيكون إضافة جدًا ممتازة تخفف لسعة حرارة الجو.
ومن الجميل مستقبلا تكثيف التوعية للطلبة ولأولياء الأمور حول كيفية التعامل مع الحرارة الشديدة من خلال شرب الكثير من السوائل لزيادة ترطيب الجسم ومنع الجفاف وارتداء ملابس خفيفة مناسبة للطقس الحار، وتطبيق هذه الاقتراحات يتطلب تعاونًا بين الأهالي المدارس، والجهات الحكومية لضمان توفير بيئة آمنة وصحية للطلاب خلال الأشهر الحارة. ولما لا يتم الرصد المستمر للحرارة؛ حيث يمكن للمدارس تثبيت أجهزة لقياس درجة الحرارة في الحافلات ومواقع الانتظار لمراقبة الظروف والتأكد من أنها آمنة للطلاب.
وبالنسبة للطلاب ممن لديهم عذر طبي، فإن الامتحانات عن بُعد أو الإلكترونية، ستكون حلاً ممتازًا لتقليل التأثير السلبي لارتفاع درجات الحرارة على الطلاب، خاصة خلال أوقات الذروة، وإن كان البعض اقترح أن تُطبَّق الامتحانات الإلكترونية على جميع الطلبة؛ باستثناء المرحلة المفصلية في الدبلوم العام؛ وذلك لعدة أسباب نذكر منها: أولًا: السلامة والراحة؛ حيث يُمكن للطلاب أداء الامتحانات من راحة منازلهم، مما يقلل من الحاجة للتعرض للحرارة الشديدة أثناء الانتقال إلى المدرسة أو الانتظار للحافلات. وثانيًا: المرونة في التوقيت؛ إذ يُمكن تحديد أوقات الامتحانات بما يتناسب مع الظروف المناخية وتوفير إمكانية أداء الامتحانات في أوقات أخف حرارة من شهر يونيو. وثالثًا: تقليل الضغط النفسي؛ لأن الامتحانات الإلكترونية قد تساعد في تقليل الضغط النفسي على الطلاب الذين قد يجدون صعوبة في التركيز تحت ضغط الحرارة الشديدة. ورابعًا: استخدام التكنولوجيا؛ حيث تُعزِّز هذه الطريقة من استخدام التكنولوجيا في التعليم، مما يعود بالنفع على الطلاب من خلال تعزيز مهاراتهم التكنولوجية. وخامسًا: الاستمرارية التعليمية؛ إذ تضمن الامتحانات عن بعد استمرارية العملية التعليمية في حالات الطوارئ أو الظروف الجوية القاسية دون انقطاع.
ولتنفيذ هذا النظام بشكل فعّال، يجب على المؤسسات التعليمية التأكد من توفر البنية الأساسية التكنولوجية اللازمة وتدريب الطلاب والمعلمين على استخدام الأنظمة الإلكترونية بكفاءة. كما يجب التأكد من صحة وأمان النظام لضمان سير الامتحان بشكل سلس وعادل، وإن كنت أرى أن تطبيق الامتحانات إلكترونيًا غير مناسب للجميع، خصوصًا إذا علمنا أن القدرة المادية ليست سواء للجميع من حيث شراء أجهزة الحواسيب لعموم الطلاب، كما إن شبكة الإنترنت تبدو أنها ليست على ما يرام في بعض المناطق رغم الإعلانات البراقة لشركات الاتصالات!
حقيقية مشاهد مؤلمة وأنت ترى الطلاب يعودون للبيت في حافلات غير ملائمة لهذا الجو، وما ذُكر من اقتراحات في هذا المقال، نتمنى أن تنظر فيها الوزارة بعين الاعتبار والتقدير؛ مراعاة ورأفة لحال طلابنا الذين يستبسلون لمكافحة حرارة الجو لأداء الامتحانات.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الإجهاد الحراري.. جمال شعبان يحذر المواطنين من موجة الحر التي تضرب البلاد
حذر الدكتور جمال شعبان العميد السابق لمعهد القلب القومي، من التعرض المباشر لأشعة الشمس، موضحًا أن البلاد خلال هذه الفترة تشهد ارتفاعات كبيرة في درجات الحرارة.
وأضاف العميد السابق لمعهد القلب القومي، خلال برنامجه :" قلبك مع جمال شعبان" أن التعرض لأشعة الشمس ينتج عنها ارتفاع في الجلطات، ولذلك على كل مواطن الحفاظ على صحته.
ولفت إلى أن المواطن إذا أراد الخروج لقضاء أمر ما عليه أن يضع غطاء على الرأس، لآن تعرض الجسم للشمس ينتج عن ذلك خفاف، وينتج عنها الإجهاد الحراري والعرق الشديد.
وأشار إلى أن الحر ينتج عنه أزمات قلبية، وقد يسبب إغماء وفقدان للحياة، ولذلك على المواطنين الحذر من حرارة الجو.
ردًا على سؤال: كيف يمكن تجنّب الإصابة بأزمة قلبية؟
جاءت إجابته قائمة من النصائح الذهبية، لا تقتصر فقط على تعديل أسلوب الحياة، بل تمس الجانب النفسي والروحي للإنسان أيضًا.
وإليك أبرز ما أوصى به
إنقاص الوزن: السمنة عبء على القلب، فحاول التخلص من الوزن الزائد لتحرير شرايينك من الضغط المستمر.
التقليل من السكر والملح: الإفراط في تناول السكر والملح يؤدي إلى مشكلات مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وهما من أخطر العوامل المؤدية لأزمات القلب.
الابتعاد عن الدقيق والأرز الأبيض: استبدالهما بالحبوب الكاملة يساعد في ضبط السكر والكوليسترول.
الإقلاع عن التدخين، وعدم مجالسة المدخنين: لأن الدخان لا يرحم، سواء أكان مباشرًا أم سلبيًا.
عدم الإفراط في تناول المسكنات: فبعضها قد يرهق القلب ويزيد من خطر الإصابة.
المشي الهرولي يوميًا لمدة 45 دقيقة: رياضة المشي تعزز صحة القلب وتحسن المزاج وتخفف من التوتر.
الاكتشاف المبكر للضغط والسكر والكوليسترول وضبطهم: الوقاية خير من العلاج، والمتابعة الطبية المنتظمة تنقذ حياة.
التحلي بالسكينة والرضا والتسامح وهدوء الأعصاب: فالصحة النفسية جزء لا يتجزأ من صحة القلب.
وكن دائمًا مبتسمًا: فالابتسامة دواء مجاني ومباشر للقلب والعقل.
واختتم د. جمال شعبان منشوره بكلمات تمزج بين العلم والإيمان قائلاً:
"خذ بالأسباب وقل يا رب.. لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".
وأكد شعبان أن الوقاية تبدأ من داخلنا، وأننا نملك مفاتيح حماية قلوبنا إذا وعينا وعزمنا.