صحف عالمية: نتنياهو وقع في فخّ من صنع يديه وواشنطن تعمل على جبهتين
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
تطرقت صحف ومواقع عالمية إلى عدة محاور لها علاقة بتطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومنها خطة التسوية التي عرضتها الإدارة الأميركية وأثارت جدلا داخل إسرائيل، والاعتراف بالدولة الفلسطينية من طرف بعض الدول.
وركز موقع "ميديا بارت" الفرنسي على خطة التسوية التي عرضتها الإدارة الأميركية، وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجد نفسه مرة أخرى في مأزق كبير داخلي وخارجي، بسبب هذه الخطة.
ورأى الموقع أن "نتنياهو وقع في فخّ من صنع يديه، لأنه منح بنفسه الطرف الأميركي صلاحية التقدم بخطة حل. وعندما أُعلنت الخطة، وقع في حيرة، بين رفضها الذي يُعرّضه للضغط، أو قبولها الذي يعني انهيار ائتلافه الحكومي".
وحسب "وول ستريت جورنال"، فإن الإدارة الأميركية تعمل على جبهتين، لكنها تواجه مطبات في كلتيهما، الجبهة الأولى هي وقف الحرب والثانية إعادة فتح معبر رفح، مضيفة على لسان مسؤولين أن المفاوضات التي شهدتها القاهرة أمس الأحد بهذا الخصوص توصلت فقط إلى ضرورة مواصلة اللقاءات.
وكتب عاموس هاريل في "هآرتس" أن عدم إحراز إسرائيل تقدما في غزة يجعل الوضع على الحدود اللبنانية أكثر سوءا، ويزيد فرص نشوب حرب شاملة بكل ما تعنيه من دمار، مشيرا إلى أن واشنطن تُعول على أن هدنة في غزة ستؤدي إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
وفي مقال نشرته صحيفة " لوموند" الفرنسية، دافع رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره عن قرار بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية "لأنها شرط أساسي لا سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين من دونها".
وقال المسؤول النرويجي إن العالم لا يستطيع انتظار نهاية الصراع ليعترف بدولة فلسطينية، وعدّد المآسي المترتبة على الحرب الحالية في غزة، مضيفا أن "كل ما فعلته هذه الحرب هو أنها جلبت الوبال على غزة، وقوّضت أمن الفلسطينيين والإسرائيليين على السواء".
ومن جهة أخرى، كتبت "الغارديان" عن قوافل الشحنات التجارية خارج جهود الإغاثة، والتي قالت إنها تعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مما يجعل بعض السلع متوفرة في القطاع، لكن بأسعار باهظة، وفي الوقت ذاته، يخنق التوغل الإسرائيلي في رفح (جنوبي قطاع غزة) طرق الإمداد الحيوية.
وتظهر أرقام الأمم المتحدة -تضيف الصحيفة- أن شحنات المساعدات من غذاء ودواء انخفضت بنسبة الثلثين منذ أن بدأت إسرائيل توغلها البري في رفح، لكن إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت غزة ارتفع، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.
أما "الفايننشال تايمز" فتطرقت إلى المضايقات التي بدأ يتعرض لها طلاب جامعيون في الولايات المتحدة ردا على مشاركتهم في فعاليات مناهضة للحرب في غزة. وقالت الصحيفة إن شركات بدأت تفرض فحوصا معمّقة على طلبات التوظيف، لافتة الانتباه إلى حالة طالبة كانت على وشك الحصول على وظيفة في شركة قانونية دولية، لكن تسريب مراسلة داخلية كانت قد أرسلتها بصفتها مندوبة للطلاب دفعت الشركة إلى التراجع عن توظيفها، لأن المراسلة اعتُبرت مؤيدة للفلسطينيين.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ذي أتلانتيك: ترامب أصبح يعتقد أن نتنياهو يطيل أمد الحرب بغزة
كشفت مجلة "ذي أتلانتيك" الأميركية، نقلا عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الأخير بات يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب في غزة، رغم أن الأهداف العسكرية الإسرائيلية "قد تحققت منذ مدة".
وقالت المجلة إن ترامب أبلغ مقربين منه أن استمرار الحرب لا يخدم المصالح الأميركية، وإن صور الأطفال الجائعين في القطاع أثرت عليه شخصيا. وبحسب مسؤولين، فقد أوفد ترامب مبعوثه ستيف ويتكوف إلى المنطقة للضغط على إسرائيل لتخفيف أزمة الجوع في غزة.
وأضاف التقرير أن الرئيس الأميركي، رغم استيائه من نتنياهو، لا يعتزم محاسبته بشكل جدي، ويرى أن الخلافات بين الحلفاء أمر طبيعي. كما أن "صبر ترامب ينفد بشكل أساسي تجاه حماس وليس تجاه نتنياهو"، وفقا للمصدر نفسه.
وفيما يتعلق بموقف البيت الأبيض، قالت المجلة إن الإدارة الأميركية تعتقد أن نتنياهو يتخذ خطوات تُعرقل التوصل إلى اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، وأنه يواصل الحرب "حفاظا على سلطته السياسية".
علاقة متوترةكذلك، أشارت المجلة إلى أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو كانت متوترة منذ اعتراف الأخير بفوز الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في انتخابات 2020، رغم محاولات ترميمها مؤخرا من خلال زيارات متعددة لنتنياهو إلى البيت الأبيض.
وقد تعمّق التوتر بعد فرض إسرائيل حصارا غذائيا وسياسة تجويع على غزة في مارس/آذار الماضي، ما أدى إلى تفاقم المجاعة وتحذيرات منظمات حقوقية من انتشار الجوع بين الأطفال.
وفي تصريح سابق، قال ترامب ردا على تقارير إسرائيلية "كاذبة" تنفي وجود مجاعة في غزة: "بناء على ما أراه في التلفزيون، هؤلاء الأطفال يبدون جائعين للغاية… هذه مجاعة حقيقية، ولا يمكن تزويرها".
يُذكر أن ترامب يواجه ضغوطا داخل تياره السياسي، خاصة من جناح "أميركا أولا"، الرافض لانخراط واشنطن في صراعات خارجية، بما في ذلك الحرب في غزة. كما بدأ بعض أبرز مؤيديه في الكونغرس ووسائل الإعلام، مثل مارجوري تايلور غرين وستيف بانون وتاكر كارلسون، بانتقاد إسرائيل بشكل علني.
إعلانوختمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى أن الرئيس ترامب يسعى لإنهاء الحرب ووقف الصور المروعة التي تُعرض في وسائل الإعلام، قائلا لأحد مستشاريه إنه يريد فقط أن تتوقف هذه القصص عن الظهور على التلفزيون.
وبدعم أميركي مطلق، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أسفر حتى اللحظة عن استشهاد وإصابة أكثر من 205 آلاف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.