أزمة سياسية تواجه «العمال» قبل أسابيع من الانتخابات البريطانية
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلةعلى بعد شهر واحد تقريباً من الانتخابات التشريعية المزمعة في الرابع من يوليو المقبل، تبدو الساحة السياسية في بريطانيا حافلة بالتقلبات السياسية، التي تشمل كلا الحزبيْن الرئيسييْن؛ «المحافظين» الحاكم و«العمال» المعارض، وذلك وسط استطلاعات للرأي، لا تزال ترجح تحقيق المعارضة «العمالية»، فوزاً كبيرا في الاقتراع.
ففي حين تتواصل الأزمات الداخلية في صفوف «المحافظين»، من جانب تيارات متمردة على قيادة رئيس الوزراء ريشي سوناك للحزب؛ يسعى بعضها لإبعاد سوناك عن موقعه القيادي رغم ضيق الوقت المتبقي على إجراء التصويت، بدأت رياح الخلافات تعصف بالأوساط «العمالية» بدورها، مع توجيه اتهامات لزعيم الحزب المعارض «كير ستارمر»، بشن ما وُصِفَ بـ «حملة تطهير»، ضد التيارات التي تتبنى توجهات أميل إلى اليسار.
وفي تصريحات نشرتها مجلة «ذا ويك» البريطانية على موقعها الإلكتروني، شددت مصادر سياسية مطلعة في لندن، على أن فريق العمل التابع لزعيم حزب «العمال»، عكف طيلة العام الماضي، على اختيار قائمة من المرشحين، الذين يُرى أن فرص تمردهم على قيادة الحزب أو تعرضهم لمشكلات حال خوضهم للعملية الانتخابية، منخفضة.
ويقول منتقدو «ستارمر»، إنه يسعى لاختيار المقربين منه للتنافس على المقاعد المضمون الفوز بها بالنسبة لـ «العمال» في الانتخابات المقبلة، ومنع الشخصيات ذات الصبغة اليسارية بشكل أكبر، من الترشح على مقاعد شغلوها في السابق، أو تنافسوا عليها على الأقل.
ومن بين الشخصيات التي تم تداول اسمها على هذا الصعيد، القيادية المخضرمة ديان أبوت، ذات العلاقة الوثيقة بالزعيم السابق للحزب جيريمي كوربين، الذي عُلِقَّت عضويته الحزبية عام 2020، وأعلن أواخر الشهر الماضي، أنه سيخوض المنافسة الانتخابية، كمرشح مستقل.
وسبق أن شغلت أبوت، وهي أول امرأة سوداء البشرة تُنتخب لعضوية البرلمان في بريطانيا، مناصب عدة في حكومة الظل «العُمالية»، من بينها وزير الداخلية في حكومة ظل قادها كوربين، وذلك بين عاميْ 2016 و2020. كما سعت القيادية العُمالية البارزة، إلى أن تترشح عن حزب العمال، لانتخابات بلدية لندن منتصف العقد الماضي، ولكن مسعاها في هذا الشأن لم يُكلل بالنجاح.
ستارمر نفى أن يكون قد منع آبوت، التي تشغل مقعدها النيابي منذ عام 1987 ما يجعلها أقدم نائب من أصحاب البشرة السمراء تحت قبة مجلس العموم البريطاني، من خوض الانتخابات الوشيكة.
لكن التقارير لا تزال متواصلة بشأن اعتزام «ستارمر»، الذي يسعى لإعادة حزبه إلى السلطة بعد 14 عاماً من الجلوس في صفوف المعارضة، منع ساسة «عماليين» آخرين من الترشح، ومن بينهم فايزة شاهين، التي كان من المقرر ترشيحها في الاقتراع المقبل قبل أن تعلن تلقيها إخطاراً بإلغاء هذا الاختيار، وكذلك النائب الحالي لويد راسل مويل. ولكن محللين سياسيين بريطانيين، قالوا إن هذه الخطوات، تهدد بإثارة غضب القاعدة التقليدية المؤيدة لـ «العمال»، والمتعاطفة بشكل أكبر مع القيادات اليسارية السابقة للحزب وحلفائها، مشددين على أن ستارمر لم يكن يتوقع الضجة التي نجمت عن تحركاته الأخيرة، وانعكاسات ذلك على شعبية الحزب قبل أسابيع معدودة من الانتخابات.
واعتبر المحللون أن «ستارمر» ربما أوجد لنفسه «أعداءً من دون مبرر»، حتى من بين أنصاره أنفسهم، إذا ما ظهر وكأنه يشن حرباً شعواء على تيار «يساري»، سبق أن وجد له مكانا داخل حزب «العمال» في ظل زعمائه السابقين، ومن بينهم توني بلير وجوردون براون. وربما تفضي تبعات ذلك، إلى إضعاف ستارمر ومؤيديه، بل وقد تقلص هامش الفوز الانتخابي المحتمل للحزب.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الانتخابات البريطانية بريطانيا انتخابات بريطانيا حزب المحافظين حزب العمال كير ستارمر
إقرأ أيضاً:
ترامب يشعل خلافا جديدا مع صادق خان.. وعمدة لندن يرد: مهووس بي
أشعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولة جديدة من السجال مع عمدة لندن صادق خان، بعد تصريحات حادة اتهمه فيها بمحاولة "تغيير هوية" العاصمة البريطانية، ما دفع خان للرد بوصف ترامب بأنه "مهووس" به، في مواجهة سياسية امتدت أصداؤها إلى الحكومة البريطانية.
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لمراسلتها في لندن، كارلا آدم، قالت فيه إنه في ظل التوتر القائم بين الولايات المتحدة وأوروبا، أشعل الرئيس دونالد ترامب من جديد فتيل الخلاف مع عمدة لندن صادق خان، الذي اتهمه زورا بمحاولة فرض الشريعة الإسلامية في العاصمة البريطانية، واصفا إياه بأنه "فظيع، شرير، ومثير للاشمئزاز".
وأضافت أنه سرعان ما ردّ خان، واصفا ترامب بأنه "مهووس" به، ووجّه إليه انتقادا لاذعا آخر، مشيرا إلى أن عددا قياسيا من الأمريكيين ينتقلون للعيش في بريطانيا.
وأشارت أن الحكومة البريطانية تدخّلت للدفاع عن خان، موجّهة توبيخا نادرا للإدارة الأمريكية، التي سعت جاهدة للحفاظ على تحالفها معها رغم عدم استقرار ترامب السياسي والمزاجي.
وبينت أن رحى الحرب الكلامية بين ترامب وخان دارت بشكل رئيسي في موقع مجلة "بوليتيكو" الذي نشر مقالة مع ترامب هذا الأسبوع وصف فيها رئيس بلدية لندن، وهو مسلم ذو ميول يسارية ومن أصول باكستانية بريطانية، بأنه "رئيس بلدية فظيع، وحشي، ومثير للاشمئزاز"، وزعم أن لندن "مكان مختلف" عما كانت عليه يوما ما.
وقال ترامب في المقابلة: "أحب لندن... أكره أن أرى هذا يحدث"، مشيرا إلى أن "جذوري أوروبية". فقد وُلدت والدة ترامب في اسكتلندا، وهاجر جده لأبيه من ألمانيا.
وقالت إنه عندما طُلب من خان الرد، قال لموقع "بوليتيكو" إن ترامب "مهووس" به، وأشار إلى المفارقة في تدفق الأمريكيين إلى بريطانيا.
وأوضَحَت أنه خلال فترة الاثني عشر شهرا المنتهية في أيلول/ سبتمبر، تقدم أكثر من 8,000 أمريكيا بطلبات للحصول على الجنسية البريطانية، وهو رقم سنوي قياسي، بزيادة قدرها 41 بالمئة عن الاثني عشر شهرا السابقة، وفقا لبيانات وزارة الداخلية.
وذكرت أن خان قال، مستخدما عبارة ترامب: "لندن تتحول إلى مكان مختلف. نحن أعظم مدينة في العالم."
وأضاف: "أظن أن هذا أحد أسباب توافد أعداد قياسية من الأمريكيين إلى هنا لقضاء العطلات، أو للإقامة، أو للاستثمار، أو للدراسة".
وبيّنت أنه لطالما تحفظت الحكومة البريطانية على توجيه انتقادات علنية لإدارة ترامب. ويوم الثلاثاء، أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن داونينغ ستريت نفت تقصيرها في دعم خان، وأكدت أن رئيس الوزراء كير ستارمر يتمتع بعلاقات متينة مع الرجلين.
ولكن بحلول يوم الأربعاء، ازداد موقف داونينغ ستريت وضوحا. وصرح المتحدث باسم ستارمر للصحافيين قائلا: "هذه التصريحات خاطئة."
وقال المتحدث: "يقوم عمدة لندن بعمل ممتاز في لندن، حيث يوفر وجبات مدرسية مجانية في المدارس الابتدائية، ويساهم في تنقية هواء لندن من خلال أكبر منطقة هواء نظيف في العالم، وبدأ ببناء أعداد قياسية من المساكن الاجتماعية.. رئيس الوزراء فخور للغاية بإنجازات عمدة لندن، ويفخر بأن يعتبره زميلا وصديقا"، وأضافت أن وزراء الحكومة رددوا هذا الدفاع، وأن وزيرة الخارجية، إيفيت كوبر، صرحت بأن خان "يقوم بعمل ممتاز لصالح لندن بأكملها".
وأن وزيرة الثقافة، ليزا ناندي، قالت لشبكة "سكاي نيوز" إن وصف ترامب لخان "خاطئ". وأضافت ناندي: "صادق يقوم بعمل رائع للغاية لصالح لندن. نحن فخورون برؤساء بلدياتنا".
وقد تصادم ترامب وخان لسنوات، وبلغت حدة الخلاف ذروتها خلال ولاية ترامب الأولى، بحسب التقرير.
فقبل لحظات من هبوط طائرته في بريطانيا في أول زيارة دولة له عام 2019، استخدم ترامب وسائل التواصل الاجتماعي ليصف خان بأنه "خاسر محض يجب أن يركز على الجريمة في لندن". ووصف المتحدث باسم خان هذه التصريحات بأنها "إهانات صبيانية".
وفي وقت سابق من هذا العام، وفي خطاب ألقاه في الأمم المتحدة، ادعى ترامب أن لندن تريد "التحول إلى تطبيق الشريعة الإسلامية". ورد خان واصفا ترامب بأنه "عنصري" و"متحيز جنسيا" و"كاره للنساء" و"معاد للإسلام".
وقالت إنه خلال مؤتمر صحافي عقد في اسكتلندا هذا الصيف، ظهر ترامب إلى جانب ستارمر، ووصف خان بأنه شخص "بغيض"، ما دفع رئيس الوزراء إلى التدخل قائلا: "إنه صديق لي في الواقع".
وقد توخت بريطانيا الحذر في ردّها على استراتيجية الأمن القومي التي أصدرتها إدارة ترامب مؤخرا، والتي حذّرت من أن أوروبا تواجه "محوا حضاريا".
وأشارت إلى أن متحدثا باسم 10 داونينغ ستريت امتنع، يوم الثلاثاء، عن التعليق على أكثر الادعاءات استفزازا في الوثيقة، قائلا إنها "استراتيجية وضعتها الولايات المتحدة للولايات المتحدة، وهم من يجب أن يعلقوا عليها".
وأنه خلال جلسة استجواب رئيس الوزراء في البرلمان يوم الأربعاء، ضغط إد ديفي، زعيم الديمقراطيين الليبراليين الوسطيين، على ستارمر بشأن الاستراتيجية "المقلقة للغاية"، مشيرا إلى أنها "تردّد شعارات اليمين المتطرف حول "محو الحضارة"، وحذر من أن الحكومة الأمريكية "ستُنمّي المقاومة في أوروبا".
كما حث ديفي ستارمر على "الاتصال بالرئيس ترامب وتوضيح أن أي محاولات للتدخل في ديمقراطيتنا غير مقبولة بتاتا".
وأجاب ستارمر: "أرى أوروبا قوية، متحدة خلف أوكرانيا ومتحدة خلف قيمنا الراسخة في الحرية والديمقراطية، وسأظل دائما مدافعا عن هذه القيم وهذه الحريات".