الطالبي العلم من سيول: مشروع أنبوب الغاز نيجيريا المغرب سيساهم في تنمية 13 بلداً أفريقيا
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
زنقة 20 ا الرباط
أكد رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، الذي يمثل الملك محمد السادس في القمة الكورية الإفريقية الأولى، اليوم الثلاثاء في سيول، أن المغرب يظل مقتنعًا بأن الشراكة الإفريقية-الكورية تشكل إضافة أساسية لجهود تقدم القارة، واستقرار العالم، وتحقيق العدالة الدولية. مشيرا إلى أن موضوع القمة الكورية الإفريقية الأولى “المستقبل الذي نضعه معا : النمو المشترك والاستدامة والتضامن”، يكثف الطموحَ المشترك للقارة الإفريقية وجمهورية كوريا من أجل التنمية والتقدم والسعي الجماعي إلى رفع التحديات التي تواجه المجموعة الدولية،
وقال الطالبي العلمي إن هناك “تحدياتٌ، تتعاظم، مع كامل الأسف وتتسع، لتمتد من الجيوسياسي والأمني إلى الاختلالات المناخية وانعكاساتها الكبرى، خاصة على بلدان قارتنا التي ليست مسؤولة إلا بقسط ضعيف عن احترار الكوكب الأرضي، إذ لا تساهم سوى بأقل من % 4 من انبعاثات الغازات المسببة لهذا الاحترار”.
وأبرز العلمي أن “هذه التحديات وغيرُها تجثم على عددٍ كبير من بلدان القارة الإفريقية، وتَكْبَحُ جهودَ التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتُثقل كاهلَ الإِنفاق العمومي، وتنتج حالات من اليأس والإحباط، خاصة في أوساط الشباب الإفريقي المتطلع إلى حياة أفضل وإلى الكرامة، وهو ينظر إلى الرخاء الذي يتمتع به نظراؤه في قارات أخرى”.
وتابع رئيس مجلس النواب “وإذا كانت قارتنا لم تعد تلك القارة المنكوبة، إذ تشهدُ دينامياتٍ عميقةً سياسية ومؤسساتية واقتصادية، وانتقالاتٍ هامةً، فإن مؤشراتِ التنمية، والدخل والفقر، والتجهيز، والولوج إلى الخدمات في إفريقيا لا تزال الأقل على المستوى الدولي”.
وأكد العلمي أنه “ليس هذا الوضع قدرا لا راد له Ce n’est pas une fatalité، لأن قارتَنا تتوفر على إمكانيات هائلة: موارد بشرية شابة هائلة، وموارد أولية معدنية نفيسة وضخمة واستراتيجية، أراضي خصبة شاسعة، إذ تتوفر القارة على 60% من الأراضي القابلة للزراعة في العالم. يضاف إلى ذلك، المواردُ البحرية التي تتوفر عليها القارة، وتشكل مخزنا استراتيجيا للغذاء، ومجالا أزرقَ واعدا للأنشطة والخدمات والنقل”.
وشدد العلمي على أن “هذه الإمكانيات تحتاج إلى الآليات والتمويلات والمهارات التي تحولها إلى ثروات تحقق النهضة الإفريقية المأمولة. وأعتقد أن جمهوريةَ كوريا بحكم تاريخها، وصدقية شراكاتها، وحيادها، وعقيدتها الدبلوماسية، مؤهلةٌ للإسهامِ في تحقيق هذه النهضة من خلال شراكاتٍ تتجاوزُ الثنائيَّ إلى ما هو قارِّي متعدّدِ الأطراف”. مشيرا إلى أن “هذه القمة تشكل منطلقا لتحقيق هذا الهدف”.
وأوضح العلمي أن المملكة المغربية، التي تجمعها بجمهورية كوريا علاقاتُ وِدٍّ وتعاونٍ ومبادلاتٌ تجاريةٌ متنوعة، تفخر بالروابط المتينة المتنوعة التي تجمعها بالأغلبية الساحقة من البلدان الإفريقية. فمنذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش في 1999، وقعت بلادُنا أكثر من ألف (1000) اتفاقية وبروتوكول تعاون مع أربعين دولة إفريقية أخرى ليتجاوز عدد الاتفاقيات التي تجمع المملكة مع أشقائها الأفارقة 1500. ويعكس هذا الكمُّ الهائلُ من الاتفاقيات التزامَ المغرب الصادقِ، القَارِّ والهادفِ من أجل تعاونٍ إفريقي-إفريقي”.
واعتبر أن “الالتزام ليس وليدَ اليوم، إذ إنه جزء من تاريخ المملكة العريق، ومن تقاليدها وثقافتها. وقد تعزّز، ذلك خلال مرحلة كفاح إفريقيا من أجل الاستقلال وفي فجر الاستقلالات الوطنية، إذ بادر جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، إلى الدعوة إلى مؤتمر الدار البيضاء الذي انعقد في بداية يناير 1961، وانبثق عنه “ميثاق إفريقيا الجديدة”. وتوخى هذا الحدث توحيد جهود القارة، أولا من أجل استرجاع ما تبقى من أجزائها، وثانيا من أجل الوحدة الإفريقية. وقد تُوِّجَ هذا المسلسل بإحداث منظمة الوحدة الإفريقية”.
وأشار إلى أنه “وربطا للحاضر والمستقبل، بالماضي باعتباره تاريخا حَيّاً، حَرَصَ صاحب الجلالة نصره الله منذ 2000 على إطلاق عدة مبادرات، وأطلق مع أشقائه رؤساء الدول الأفارقة مشاريع إنمائية مهيكلة، بناء على رؤيةٍ بعيدة المدى تتوخى انبثاق إفريقيا جديدة : إفريقيا قوية، وإفريقيا جريئة تتولى الدفاع عن مصالحها. وإدراكا من المغرب، لمركزية الفلاحة والتنمية المستدامة في التنمية الشاملة بالقارة، حَرَصَ جلالة الملك مع عدد من أشقائه الأفارقة منذ 2016 بمناسبة قمة المناخ بمراكش على إطلاق عدة مبادرات لفائدة القارة، منها مبادرة ملاءمة الفلاحة الإفريقية (AAA). وترافَع المغرب من أجل جعل إفريقيا في قلب الانشغالات المناخية على المستوى العالمي، وهو ما تجسد في إحداث ثلاث لجان حول المناخ والتنمية المستدامة بإفريقيا (منطقة الساحل وحوض الكونغو والدول الجزرية الصغيرة)”.
وكشف العلمي أن “هذا الترافعَ يواكب ما ينجزُه المغرب من أجل جعل الفلاحة الإفريقية مستدامة وذات مردودية عالية ومنتجة للدخل والشغل الضامن للكرامة، ومُساهِمَةٍ في الأمن الغذائي”.
ومن جهة أخرى، يضيف العلمي “ينبغي التذكير بالأهمية الاستراتيجية لمشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب الذي يهدف إلى المساهمة في تنمية 13 بلدا إفريقيا وتمكينها من مادة حيوية للتقدم : الطاقة”.
وأبرز أن “هذا المشروع يتكامل مع المبادرة الدولية التي أعلن عنها صاحب الجلالة في نونبر 2023 والتي تتوخى، تأسيسا على تشخيص الخصاص في التجهيزات الأساسية في بلدان الساحل الإفريقية، تمكين هذه البلدان من الولوج إلى المحيط الأطلسي وفك العزلة عن تلك التي لا تتوفر على منافذ بحرية وتنفيذ مشاريع مهيكلة عابرة للحدود تربط إفريقيا بالعالم وتشرك مختلف القوى الاقتصادية في هذا المشروع الإنمائي الطموح.
يتعلق الأمر، يؤكد العلمي، إذن بمشاريع ذات أهداف نبيلة إنسانية، قبل أن تكون تجارية، وهي تجسد الإرادة في تمكين الشعوب الإفريقية من الحق في التنمية، والاستفادة من التطور الصناعي والتكنولوجي والعلمي، والولوج إلى الخدمات الأساسية.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: العلمی أن من أجل
إقرأ أيضاً:
إنفانتينو يفتتح بالمغرب أول مقر إقليمي للفيفا في إفريقيا
قام جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السبت، بالمغرب المقر الإقليمي للفيفا –فرع إفريقيا، وذلك بحضور رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم باتريس موتسيبي، إلى جانب رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم فوزي لقجع، وعدد من كبار المسؤولين الرياضيين من إفريقيا وخارجها.
ويأتي هذا الافتتاح تتويجا لاتفاقية تم توقيعها يوم 16 دجنبر 2024 بمدينة مراكش، بين الاتحاد الدولي لكرة القدم، والحكومة المغربية، والاتحاد المغربي لكرة القدم، في إطار خطة استراتيجية تهدف إلى دعم وتطوير كرة القدم الإفريقية، عبر تعزيز البنية المؤسساتية وتوفير المواكبة التكوينية والتقنية للقارة.
ويتواجد المقر الجديد للفيفا بالقرب من مركب محمد السادس لكرة القدم، إلى جانب مقر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ويعد الأول من نوعه بهذا الحجم على صعيد القارة الإفريقية، ما يعكس الثقة الدولية في موقع المغرب ودوره الريادي كفاعل استراتيجي في النهوض بكرة القدم في إفريقيا.
وخلال حفل الافتتاح، أكد فوزي لقجع أن المقر الإقليمي الجديد للاتحاد الدولي لكرة القدم يحتضنه مركب محمد السادس، الذي أشرف على إنشائه جلالة الملك محمد السادس، في إطار رؤية استراتيجية متكاملة انطلقت منذ أكثر من 26 سنة، جعلت من المغرب أرضا للقاء وتبادل الخبرات وتكوين الأجيال الصاعدة من مختلف بلدان القارة.
وتوجه رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بالشكر لإنفانتينو وباتريس موتسيبي على هذا الدعم المتواصل، مؤكدا أن افتتاح هذا المقر يعكس العناية المستمرة بكرة القدم الإفريقية، ويمثل فرصة للعمل المشترك من أجل تطوير كافة الفئات، والارتقاء باللعبة في مختلف مستوياتها”.
كما شدد فوزي لقجع على أن المغرب سيبقى حاضنة للقارة الإفريقية، مضيفا: “المغرب كان وسيظل بلدكم الثاني. سنواصل العمل سويا من أجل تنمية شاملة، تشمل بطبيعة الحال تطوير كرة القدم لدى الفتيان والفتيات، انسجاما مع قيم الانفتاح والتسامح التي يكرسها الملك”.
من جهته، اعتبر رئيس “فيفا” إنفانتينو أن هذا اليوم يمثل محطة مهمة في تاريخ الفيفا، مؤكدا أن المكتب الإفريقي بالمغرب يكتسي طابعا عالميا بالنظر إلى ما حققته المملكة من تقدم ملحوظ في مجال تطوير كرة القدم.
كما أشار المتحدث نفسه إلى أن ما أنجزه المغرب في السنوات الأخيرة، لاسيما في كأس العالم “قطر 2022″، يعكس عملا استثنائيا وخططا مدروسة مكنت المملكة من أن تسبق غيرها بخطوات في المجال الرياضي، بفضل رؤية ملكية واضحة ودعم من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
كما شدد رئيس الفيفا على أن المملكة تتوفر على كل المقومات التي تؤهلها لاحتضان كبريات الأحداث الكروية، مشيرا إلى أن تواجد الفيفا في المغرب ليس فقط من أجل القارة، بل من أجل كرة القدم على الصعيد العالمي.
وبدوره، أبرز رئيس “كاف” موتسيبي، الدور المحوري للمغرب داخل إفريقيا، واعتبر افتتاح المكتب الإقليمي للفيفا محطة تاريخية تُعزز مكانة المملكة في الخارطة الكروية. وأكد أن المغرب يظل نموذجاً يحتذى به داخل القارة، مشيداً بالجهود المتواصلة التي يقودها فوزي لقجع للنهوض بكرة القدم الإفريقية، والتي جعلت من الجامعة شريكاً فعالاً في كل المبادرات القارية والدولية.
وأكد موتسيبي أن إفريقيا كسبت شريكاً موثوقاً فيه من خلال التعاون مع الفيفا، وعبر عن ثقته في أن كرة القدم الإفريقية تسير نحو مرحلة جديدة بفضل هذا النوع من الشراكات الاستراتيجية.
ويعكس افتتاح هذا المقر الجديد التزام الفيفا بتقوية حضوره في القارة الإفريقية، وتعزيز آليات التعاون مع الجامعات الوطنية، وتطوير البنيات التحتية وبرامج التكوين، بما يسهم في الارتقاء بمستوى اللعبة في مختلف البلدان الإفريقية.
ويعزز هذا المشروع مكانة المغرب كمركز إقليمي للقارات الإفريقية في مجال كرة القدم، كما يندرج ضمن الاستعدادات المتواصلة لاستضافة المملكة لعدد من مباريات كأس العالم 2030، رفقة إسبانيا والبرتغال.