إسرائيل تواصل جرائمها ضد النازحين فى دير البلح
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
تحويل القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية لتأمين مسيرة الأعلام بـ«الأقصى»
حزب الله يحرق المستوطنات الإسرائيلية فى الشمال الفلسطينى مع جنوب لبنان
ارتكبت أمس قوات الاحتلال الصهيونية مجزرة مروعة بدير البلح وسط قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة عدد كبير من الفلسطينيين بمركز لإيواء النازحين فى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وهى ضمن المناطق التى زعم الاحتلال أنها آمنة.
وأضاف الشهود أن المنطقة مكتظة بالنازحين الذين لجأوا إليها هرباً من القصف الإسرائيلى، كونها من المناطق التى زعم الاحتلال أكثر من مرة أنها آمنة, وتواصل إسرائيل حرب الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى صاحب الأرض على قطاع غزة، لليوم 242 على التوالى بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رءوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وارتفعت حصيلة الضحايا إلى 36 ألفاً و550 شهيداً، وإصابة 82 ألفاً و959 آخرين، أغلبيتهم من النساء والأطفال، فى حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض. وأعلنت الأمم المتحدة أن الوضع فى غزة يزداد سوءاً، وإنه لم تعد هناك مستشفيات عاملة فى رفح وأوضح رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) فى الأرض الفلسطينية المحتلة «أندريا دى دومينيكو» فى مؤتمر صحفى، أن هناك جهوداً كبيرة لإعادة إنشاء مستشفى فى المنطقة الوسطى، لكن لم تعد هناك مستشفيات عاملة فى رفح، باستثناء المستشفيات الميدانية، وأشار إلى إرسال فرق طبية إلى المنطقة من جميع أنحاء العالم مشيراً إلى أن الأطباء لم يتمكنوا من العثور على مكان لعلاج المصابين. وأضاف «دومينيكو» أنه أصبح من الصعب جدا على عمليات الأمم المتحدة أن تستمر فى وجودها فى غزة فى ظل الوضع الحالى. وقال لأكون صادقاً، أعتقد أنه لا يوجد مكان آخر فى العالم يعانى فيه النظام من ضغوط كبيرة، وأعتقد أنه لا توجد بعثة أخرى للأمم المتحدة يمكنها مواصلة أنشطتها فى ظل هذه الظروف غير غزة.
وحولت سلطات الاحتلال الإسرائيلى، مدينة القدس المحتلة وبلدتها القديمة إلى ثكنة عسكرية، بذريعة تأمين «مسيرة الأعلام» الاستفزازية، التى تنوى الجمعيات الاستعمارية تنظيمها اليوم الأربعاء. ودفعت سلطات الاحتلال بأكثر من 3 آلاف شرطى إلى القدس المحتلة، ونصبت الحواجز العسكرية على الطرقات الرئيسية، فيما أعلنت أنها ستغلق محاور رئيسية وتدفع بالمزيد من عناصر شرطتها إلى المدينة، وذلك عشية ما يسمى «مسيرة الإعلام»، التى ستمر من أحياء القدس القديمة لتحط فى ساحة البراق. وكانت منظمات «الهيكل» المزعوم وجماعات استعمارية، دعت إلى أكبر اقتحام للأقصى صباح اليوم، وحذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، من خطورة التصعيد الإسرائيلى على المسجد الأقصى المبارك، عشية إحياء ذكرى احتلال مدينة القدس. وأشارت إلى أن «الكنيست الإسرائيلى سيعقد لأول مرة، جلسة نقاشية تحت عنوان (عودة إسرائيل إلى جبل المعبد)، بدعوة مما يسمى وزير الأمن القومى الإسرائيلى المتطرف ايتمار بن غفير، من أجل دراسة خطة لفرض الطقوس التوراتية داخل المسجد الأقصى». ودعت «الهيئة»، إلى «النفير وشد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه، والتصدى لأية محاولة من جانب المستعمرين لاقتحامه وإقامة شعائر توراتية داخل المسجد». وواصل حزب الله لليوم الرابع على التوالى، تكثيف وتيرة استهدافه مواقع ومستوطنات شمالى فلسطين المحتلة فيما صعدت تل ابيب بشن عشرات الغارات الجوية وصولاً إلى عمق الجنوب، ما أسفر عن استشهاد شخصين فى غارتين إحداهما قرب مدينة صيدا. وأحرق حزب الله اللبنانى عشرات المواقع الصهيونية بمستوطنة كريات شمونا بشمال فلسطين المحتلة مع جنوب لبنان، والتهمت الحرائق نحو 4 آلاف دونم، وتسببت بإصابة أكثر من 10 أشخاص بجروح طفيفة. وقالت القناة 13 الإسرائيلية إن ما لا يقل عن 11 شخصاً بينهم 6 من قيادات قوات الاحتياط. أعلنت وسائل إعلام العدو أن مجلس الحرب الصهيونى سيعقد اجتماعًا لمناقشة التصعيد على الجبهة اللبنانية بطلب من حزب «معسكر الدولة» الذى يتزعمه الوزير فى مجلس الحرب «بينى جانتس». ودعا وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير، إلى تدمير وإحراق حزب الله، بعد أقل من 24 ساعة على دعوته إلى إحراق لبنان. وأشار تقرير لموقع واينت الإسرائيلى إلى الزيادة فى عمليات القصف بالصواريخ التى أدخلها حزب الله فى الأيام الأخيرة وأثرها على المستوطنين. وأكد التقرير أنه فى نهاريا، «ركضوا إلى الأماكن المحصنة ثلاث مرات أمس، واندلع حريق بعد سقوط طائرة مسيرة، وفى عكا، انطلقت صفارات الإنذار لليوم الثالث على التوالى، كما تعاملوا لساعات مع النيران بعد مئات من الدفعات الصاروخية على مستوطنة كتسارين، ناقلاً سخرية أحد المستوطنين من تقييمات الحكومة وردود فعلها على هجمات حزب الله بالقول متهكماً: «لا توجد حرب فى الشمال!». ويقول بعض المحللين اللبنانيين إن أحد أسباب التصعيد هو أن «حزب الله» يريد أن يرفع السقف إلى الحد الأقصى، استعداداً لأى عملية تفاوض يحتمل أن تقود إليها التطورات فى غزة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ارتكبت إصابة عدد كبير ط قطاع غزة مجزرة مروعة قوات الاحتلال الصهيونية م حزب الله
إقرأ أيضاً:
بيت حنينا.. هوية مقسّمة بين جدارين وذاكرة فلسطينية لا تنكسر
أكبر مدينة بالقدس من حيث المساحة، قسمها جدار الفصل الإسرائيلي إلى قسمين: "بيت حنينا الجديدة" داخل القدس، و"بيت حنينا القديمة" التي أخرجها الجدار عن المدينة، ويعود تاريخ القرية إلى أكثر من 4 آلاف عام، ويعود تاريخها إلى الحقبة الكنعانية.
تقع بلدة بيت حنينا بين بلدتي شعفاط والرام شمال مدينة القدس وتبعد عنها 8 كيلومترات، وتحيط بها قرى وبلدات: الرام، بير نبالا، النبي صوئيل، بيت اكسا، شعفاط، عناتا، وحزما.
ويبلغ أجمالي عدد سكان البلدة بنحو 27 ألف نسمة، غالبيتهم الساحقة داخل القدس، ونحو 10 آلاف في الجزء المعزول خارج المدينة. فيما كانت مساحة القرية تقدر بأكثر من 16 ألف دونما لكن مساحتها اليوم لا تتجاوز 2700 دونما بفعل الاستيطان والجدار.
بيت حنينا الجديدة ومن خلفها بيت حنينا البلد.
ووفقا لروايات عدة فإن اسم القرية مستوحى من بيت لشخص يسمى حنينا، ويقول بعض العلماء أن حنينا مشتق من الآشورية "هان نينا" وهو ما يعني "الذي يستحق الحنان والشفقة". وهناك من قال إن التسمية هي من "حانينا" السريانية بمعنى "الذي يستحق الحنان"، أو من "حنا" بمعنى عسكر، فيكون معنى التسمية "بيت المعسكرين والمخيمين".
وقيل إن الاسم نسبة إلى سيدة مشهورة بالكرم كانت تدعى "حنينا" سكنت القرية، وبعد ذلك تناقلت الأجيال اسمها وسميت البلدة "بيت حنينا".
يعد مؤسس البنك العربي عبد الحميد شومان من السكان الأصليين لبيت حنينا، وأيضا الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي اغتالها الاحتلال في عام 2022 وكانت تسكن في منعطف يعرف مقدسيا بـ "دخلة جنة عدن".
اشتهرت بيت حنينا بزراعة الزيتون واللوزيات، وأهم ما يميزها زراعة المشمش، ويقول العارفون بسيرة الأرض والشجر إن القرية شهدت طفرة في زراعة اللوزيات، والمشمش المستكاوي والبرقوق في بداية الثلاثينيات من القرن العشرين.
وتوزعت زراعة المشمش على كل بساتين وأراضي القرية، حتى صارت رمزا لها ولمنازلها، وكانت ثمار مشمش بيت حنينا تباع يوميا في أسواق القدس.
ويعيش أهل القرية أيضا على الأنشطة التجارية، كما أن فيها مساحات من الأراضي الخالية، مما جعلها أرضا خصبة للمستثمرين في المشاريع الضخمة.
يعود تاريخ بلدة بيت حنينا إلى الفترة الكنعانية، وانضمت إلى أراضي الخلافة الإسلامية عام 636 ميلادية في عهد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب، وذلك بعد انتصار المسلمين على البيزنطيين في معركة اليرموك، وفي القرون الأولى من الحكم الإسلامي لفلسطين هاجر عدد من العرب إلى بيت حنينا، وكان اقتصادها يقوم بالأساس على الزراعة وتحديدا زراعة الزيتون والتين والشعير والبرغل.
شارع عبد الحميد شومان ومحيطه.
استولت الجيوش الصليبية عام 1099 على أراضي القدس ومن ضمنها بيت حنينا، وقتلت عددا من السكان واضطر البعض إلى مغادرة البلدة، إلا أنهم عادوا فيما بعد لزراعة بساتينهم وحقولهم، وتم طرد الصليبين واستعادة البلدة على يد القائد صلاح الدين الأيوبي، ولضمان الأغلبية المسلمة وكذلك لحمايتها من الغزو الصليبي المتجدد، جلب صلاح الدين قبائل بدوية قوية من صحراء النقب والحجاز الشمالية للاستقرار في البلدة.
أصبحت بيت حنينا وكل أراضي فلسطين جزءا من الإمبراطورية العثمانية عام 1517، وفي عام 1596 ظهرت قرية بيت حنينا في سجلات الضرائب العثمانية على أنها تتبع للواء القدس.
في عام 1883 وصف صندوق استكشاف فلسطين البريطاني في الضفة الغربية أن بيت حنينا قرية متوسطة الحجم مكونة من منازل حجرية قائمة على ارض صخرية جدا، تقع أعلى قمة الجبل بين الوديان، وأن القرية محاطة بشجر الزيتون، وتحتوي ينابيع على بعد مسافات قريبة من القرية إلى الغرب، كما ويوجد أيضا كروم العنب بالقرب من القرية.
وبعد نكبة عام 1948 أصبحت بيت حنينا والضفة الغربية جزءا من الأردن حتى عام 1967، وأثناء الحكم الأردني تم بناء طرق ومدارس جديدة. واستثمر العديد من سكانها في تطوير ضاحية حديثة عرفت باسم راس الطريق وتقع إلى الشرق على طول طريق القدس ـ رام الله.
صادرت سلطات الاحتلال معظم أراضيها بعد عام 1967 وأقامت عليها مستعمرة "عطروت" عام 1970من الناحية الشمالية، ومستعمرة "نفي يعقوب" عام 1973 من الناحية الشرقية، وأيضا مستعمرة "راموت" عام 1973 من الناحية الجنوبية الغربية.
بعد اتفاقيات عام 1995 التي انبثقت عن "اتفاقية أوسلو" تم تصنيف 12.2% من أراضي القرية كمنطقة (ب)، بينما تم تصنيف 87.8% المتبقية كمنطقة (ج).
قسم الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيت حنينا عبر الشوارع الالتفافية والمستوطنات إلى بلدتين منفصلتين، هما بيت حنينا القديمة وتتبع الضفة الغربية، وعند مجيء السلطة الفلسطينية ألحق هذا القسم الأخير بوزارات السلطة ومؤسساتها الخدماتية، مع أنه لا يزال يصنف بموجب الاتفاقات كمنطقة (ج) حيث الصلاحيات الأمنية هي من مسؤولية الجانب الإسرائيلي حصرا. وبيت حنينا الجديدة وتتبع أراضي القدس المحتلة.
ويعتبر حي الخربة، أو ما يطلق عليه الاحتلال "سديروت موشيه ديان"، آخر الأحياء المتبقية من الأراضي التي صادرها الاحتلال لبناء مستوطنة "بسغات زئيف"، وهو يقع داخل المستوطنة، وكان يضم معالم وقبورا تاريخية وآثارا إسلامية قام الاحتلال بإزالتها.
وتسبب جدار الفصل العنصري في العديد من الأضرار على البلدة، فقد تسبب في فصل العائلات الفلسطينية ومنع أي تواصل بينها، ومنع السكان من زيارات أقاربهم و مشاركتهم أفراحهم و أتراحهم.
كما صادر ما يزيد عن 5 آلاف دونما لأغراض الجدار الفاصل بين بيت حنينا البلد و بيت حنينا الجديدة. وحرمان الأهالي من ممارسة حياتهم الطبيعية حيث الاقتحامات المتكررة للجيش الإسرائيلي. بالإضافة إلى حرمان القرية من المساعدات و تعطيل المشاريع وتراكم الديون على المجلس البلدي، وشح الإمكانيات لدى المجلس وعدم توفير الدعم اللازم والكافي له.
الجزء الشمالي من بيت حنينا.
ولا زالت البلدة ومعها القدس الشرقية تعاني من شح المصادر المائية مقارنة بالأجزاء الأخرى من القدس وفلسطين، وفي بعض الأحيان يتم تزويد المنازل بالمياه فقط كل يومين بالأسبوع، ويؤثر هذا النقص سلبا على الحياة الاقتصادية والأنشطة اليومية لكثير من السكان، ويتوقع أن تزداد المشكلة مستقبلا في ظل تزايد عدد السكان وشح مصادر المياه.
ورد ذكر بيت حنينا عام 2014 في وسائل الإعلام التي ذكرت أن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري عرض في أحد خطاباته مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن يجعل بلدة بيت حنينا عاصمة لدولة فلسطين المستقبلية، وطالب كيري من عباس الاعتراف الرسمي بـ"إسرائيل كدولة يهودية". وعرض عليه أيضا أن يتم اعتماد الحي الموجود في بيت حنينا كعاصمة فلسطينية بدلا من منطقة القدس الشرقية كاملة.
ويلاحظ المتجول في أزقة القرية العتيقة عراقة مبانيها، لكن حالة من السكون غير معتادة في أجواء الريف الفلسطيني تلف البلدة، مع موسم المشمش واللوزيات والزيتون.
المصادر:
ـ "بيت حنينا قرية مقدسية تعود إلى 20 قرنا قبل الميلاد"، الجزيرة نت، 6/10/2024.
ـ "بيت حنينا..تعرف عليها: قرية مقدسية هاجر معظم سكانها"، الجزيرة نت، 6/6/2024.
ـ خالد الفقيه، "بيت حنينا والجدار العنصري"، مؤسسة الدراسات الفلسطينية،2011.
ـ موسوعة القرى الفلسطينية.
ـ موقع فلسطين في الذاكرة.