تحتفل الأمم المتحدة هذا العام بـ"اليوم العالمي للبيئة" الذي يصادف الخامس من يونيو من كل عام، تحت شعار "أرضنا مستقبلنا.. معاً نستعيد كوكبنا"، مسلطة بذلك الضوء على التحديات البيئية للأرض، وسبل تعزيز الجهود العالمية لوقف التصحر ومقاومة الجفاف، وحشد كل الجهود الدولية الممكنة لإنعاش مشاريع إعادة زراعة الأراضي وزيادة الغابات، وإحياء مصادر المياه، وإعادة تغذية التربة، لتحسين معيشة للبشر، ووقف الحرمان، وتحقيق الأمن الغذائي لجميع الأشخاص الضعفاء والمهمشين اقتصاديا حول العالم.

وحث أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالة وجهها إلى المجتمع الدُّوَليّ مساء أمس، عشية احتفال الأمم المتحدة بهذه المناسبة، الدول المانحة والمتقدمة على زيادة التمويل الموجه لدعم البلدان النامية في جهودها الرامية إلى التكيف مع ظواهر الطقس العنيفة وحماية الطبيعة ودعم التنمية المستدامة.

وحذر جوتيريش مما أسماه "المزيج السام من التلوث والفوضى المناخية وانهيار التنوع البيولوجي الذي أسهم في تحويل الأراضي السليمة في جميع أنحاء العالم إلى صحارٍ، والنظم الإيكولوجية المفعمة بالحياة إلى مناطق موت، بما في ذلك القضاء على الغابات والأراضي العشبية وصلابة الأرضي الداعمة للنظم الإيكولوجية والنشاط الزراعي والمجتمعات المحلية".

وتأتي تصريحات الأمين العام الأمم المتحدة، قبل ساعات من خطاب سيوجهه للمجتمع الدولي، بمناسبة اليوم العالمي للبيئة حول العمل المناخي من داخل المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي الكائن في منتصف ضاحية منهاتن وسط مدينة نيويورك.

أخبار ذات صلة رئيس الدولة يطلع على عدد من مبادرات الاستدامة والأفكار البيئية المبتكرة في مناسبة اليوم العالمي للبيئة محمد بن زايد: حماية كوكب الأرض مسؤولية جماعية

من جانبها، حذرت إنغر أندرسن المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، خلال تصريحات لها أمس بالأمم المتحدة، من استمرار التصحر وتدهور الأراضي اللذان يؤثران على أكثر من ثلاثة مليارات شخص حول العالم.وأكدت أن النظم الإيكولوجية للمياه العذبة تتدهور هي الأخرى، ما يجعل زراعة المحاصيل وتربية الماشية أكثر صعوبة، ويؤثر في الوقت نفسه وبشكل غير متناسب على المزارعين الصغار، والفقراء في المناطق الريفية، كما أكدت أنه من خلال استعادة النظم الإيكولوجية، "يمكن للمجتمع الدولي إبطاء الأزمة الثلاثية التي تواجه الكوكب المتمثلة في أزمة تغير المناخ، وأزمة الطبيعة وفقدان التنوع البيولوجي، بما في ذلك التصحر، وأزمة التلوث والنفايات".

ولفتت أندرسن، إلى إمكانية عكس مظاهر فقدان التنوع البيولوجي للأرض بحلول عام 2030، وذلك بما يتماشى مع الإطار العالمي للتنوع البيولوجي، مشيرة في هذا الخصوص إلى "عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم الإيكولوجية" الذي يدعم الالتزامات باستعادة مليار هكتار من الأراضي، وهي مساحة أكبر من الصين، مشيرة إلى تعهد ست دول في العام الماضي، باستعادة 300 ألف كيلومتر من الأنهار و350 مليون هكتار من الأراضي الرطبة.

تجدر الإشارة إلى أن الأمانة العامة للأمم المتحدة، أكدت في العديد من المناسبات والمحافل البيئية قناعتها بإمكانية "التعايش بسلام مع الأرض"، وحذرت وخاصة في السنوات الأخيرة، من التحديات والتهديدات المتزايدة التي لا تزال تواجه النظم البيئية في جميع أنحاء العالم، بدايةً من الغابات والأراضي الجافة إلى الأراضي الزراعية والبحيرات، وخاصة المساحات الطبيعية منها، التي يعتمد عليها الوجود البشري، ووصلت إلى مرحلة الانهيار.وبحسب تقارير اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، التي يوافق عام 2024 الذكرى الثلاثين لاعتمادها، "فإن هناك 40% من أراضي كوكب الأرض باتت تمر حاليا بمرحلة تدهور عام، وقد انعكست نتائجها بشكل أو بآخر على أوضاع معيشة نصف سكان العالم، واقتصاده، وحالة نموه واستقراره، بما في ذلك زيادة معدل مدة الجفاف بنسبة 29% منذ عام 2000".كما حذرت هذه التقارير من تداعيات تجاهل المجتمع الدولي لهذه التحذيرات، ومن عدم اتخاذه الإجراءات العاجلة الكفيلة بمعالجة مسببات هذا التدهور ووقف تداعياته وتطوراته السلبية، متوقعة توسع حالات الجفاف وتأثيره المباشر على أكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم بحلول عام 2050.

 

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: اليوم العالمي للبيئة مكافحة التصحر الأمم المتحدة الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

الجزائر تفتك عضوية أول مكتب تنفيذي للمنظمة العالمية لشباب حركة عدم الانحياز

ظفر المجلس الأعلى للشباب بعضوية في أول مكتب تنفيذي لمنظمة شباب حركة عدم الانحياز التي تأسست شهر جويلية من سنة 2022 بأذربيجان.

وقد تم  تمّ بتاريخ الثلاثاء 29 جويلية 2025 انتخاب ممثّلة الجزائر، عضو المجلس “عبد الجبار الحاجة شريفة”، بأغلبية ساحقة حصدت فيها 26 صوتاً من أصل 30، ضمن منافسة قوية ضمّت 05 مترشحين عن إفريقيا، كما تجدر الإشارة أن هذه الانتخابات جرت عن بعد لتعذّر تنظيمها حضوريّا.

ويعدّ هذا المكسب الشّبابي على الصّعيد الدّولي، ثمرة وامتداد طبيعي لمواقف الجزائر الثّابتة إزاء كلّ القضايا العادلة في العالم، وتأكيداً لسمعة ديبلوماسيتها واحترامها التّام للعهود والمواثيق الدّوليّة.

تجدر الإشارة أنّ ممثّلة الجزائر في المكتب التّنفيذي للمنظّمة، أصيلة ولاية بني عبّاس، وتتمتّع بالمؤهّلات والخبرة الّتي تمكّنها من شغل عضويتها بكلّ إقتدار، تحت إشراف السيد “Moustafa Hidaoui مصطفى حيداوي”، وزير الشباب مكلّف بالمجلس الأعلى للشباب، الذي يُعد من بين الأعضاء المؤسّسين لهذه المنظّمة.

يعدّ هذا الإنجاز، مكسباً للشّباب الجزائري، ومساراً جديداً للدبلوماسية الشبابية الجزائرية على منصّات المناصرة و المرافعات الدّوليّة، ضمانا لمشاركة شباب العالم النّامي في رسم معالم السّيّاسات الشّبابيّة الدّولية في كنف الشّموليّة والإنصاف.

مقالات مشابهة

  • محاولة جديدة لصياغة معاهدة لوقف التلوث بالبلاستيك
  • ماليزيا تدعو لتحقيق دولي في مقتل 1300 فلسطيني من طالبي المساعدات بغزة
  • صحفي: الاحتلال الطرف الأكثر تضررًا من الجهود المصرية لوقف إطلاق النار
  • حماس تدعو لمواصلة التصعيد الشعبي العالمي ضد العدوان والإبادة الجماعية والتجويع في غزة
  • وزير الخارجية: ننسق مع قطر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار بغزة
  • شخصيات بارزة بألمانيا تدعو المستشار لوقف الموت في غزة
  • الأمم المتحدة تدعو أنغولا للتحقيق بسقوط قتلى أثناء احتجاجات
  • مسؤول إماراتي: تعزيز التعاون مع شركات التكنولوجيا العالمية خطوة نحو التكامل الرقمي
  • ألمانيا تدعو لبدء محادثات حل الدولتين
  • الجزائر تفتك عضوية أول مكتب تنفيذي للمنظمة العالمية لشباب حركة عدم الانحياز