د. جلال جراغي خلال الأيام الأخيرة الماضية، حصلت تطورات على مستوى المنطقة التي تعتبر إيران عمودها الفقري فأي حدث أو تهديد ضدها يعتبر تهديدا ضد إيران مباشرة فرأينا أن الولايات المتحدة قامت مؤخرا بإرسال طائرات حربية مثل اف35 واي-10، و اف 16 إلى المنطقة بهدف تصعيد الأمور فيها. الهدف المعلن من قبل واشنطن لتحشيد قواتها وأسلحتها في المنطقة هو ذريعتها المعتادة والدائمة المتمثلة في أن نشاطات إيران تسبب في انعدام الأمن الإقليمي، وهذه السياسة الأمريكية تأتي طبعا في إطار مقاربتها المعتادة ضد ايران المسماة بـ “ايران فوبيا” غير أن الهدف الرئيس والمبطن هو الدول العربية الاقليمية وإطلاق تهديدات ضدها تنطوي على  أنها اذا ما توجهت أكثر من هذا نحو دول مثل الصين وروسيا وابتعدت عن موضوع الكيان الصهيوني والتطبيع معه فإن بإمكان الولايات المتحدة تعريض أمن هذه الدول للخطر.

فأما بالنسبة لتهديدات أمريكا المعلنة ضد إيران فإن البلد يأخذ هذه التهديدات على محمل الجد فتعد عدتها لأي مواجهة واعتداء من قبل واشنطن فعلى هذا فإن الرسائل التي تريد ايران ارسالها من خلال مناورة ” اقتدار ” في مياه الخليج الفارسي والجزر الايرانية الثلاث أي ابوموسي وتنب الكبرى وتنب الصغرى هي اولا أن ايران مستعدة لكل السيناريوهات المستقبلية المحتملة حتى في زمن المصالحات والمعادلات الراهنة على المستوى الإقليمي.  وإيران تريد أن تقول بأنها مستعدة للدفاع عن مصالحها ومصالح الدول الإقليمية أمام تحشيد القوات الأمريكية المتعجرفة و المتغطرسة. وثانيا أن إيران تجدد قولها وموقفها بأنه ليست هناك حاجة لوجود القوات الأجنبية في المياه الاقليمية وإن الدول الاقليمية خاصة تلك المطلة على ضفتي الخليج الفارسي بإمكانها الدفاع والحماية عن الاستقرار والأمن الإقليميين على اساس علاقات الجوار والاخوة والمودة الاسلامية ومن خلال التعاون والتآزر مع بعضها البعض، ولا حاجة لوجود أمريكا وحلفائها الأوروبيين. وثالثا، إجراء المناورات في مختلف المراحل الزمنية أمر طبيعي بالنسبة لإيران لأنها دولة قوية ومنتجة للأسلحة المتطورة والمتقدمة وبحاجة الى اختبار أسلحتها الحديثة من الصواريخ في مختلف المديات والطائرات المسيرة المتقدمة. رابعا، ايران لا تجامل ولا تساوم أحدا في مصالحها العليا خاصة في ظل التهديدات التي يطلقها الأعداء الصهاينة والأمريكيون ضدها فعليها أن تكون على أهبة الاستعداد للتعاطي مع أي نوع من المستجدات والمفاجآت التي قد تطرأ في المنطقة. باحث وكاتب في شؤون السياسة والإعلام

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

السلطات السورية تغلق بحضور ممثلين عن المغرب المباني التي استخدمها انفصاليو “البوليساريو” في دمشق

في إطار زيارة البعثة التقنية المغربية المكلفة بالتحضير لإعادة فتح سفارة المملكة المغربية بسورية، إلى دمشق، انتقلت بعثة مشتركة، تضم مسؤولين مغاربة ومسؤولين سوريين كبار، إلى عين المكان لمعاينة الإغلاق الفعلي لمكتب انفصاليي +البوليساريو+ في العاصمة السورية.

وقد جددت السلطات السورية، من خلال هذه الخطوة، تأكيد التزامها باحترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة، رافضة أي شكل من أشكال الدعم للكيانات الانفصالية.

وتعكس هذه الخطوة أيضا الإرادة الراسخة لدى سورية لتقوية تعاونها الثنائي مع المغرب وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

مقالات مشابهة

  • السلطات السورية تغلق بحضور ممثلين عن المغرب المباني التي استخدمها انفصاليو “البوليساريو” في دمشق
  • سلطان عمان والرئيس الإيراني يبحثان المستجدات الراهنة في المنطقة
  • صدور “الغسق المسافر” للشاعر جلال الشرع
  • “وزير الاتصالات”: عسير وجهة استثمارية عالمية يقودها تمكين القيادة وحراك رقمي وابتكاري متسارع
  • برعاية أمير المنطقة.. انطلاق “منتدى عسير للاستثمار” في نسخته الثانية
  • شركات الطيران الأجنبية التي ألغت أو أجلت رحلاتها إلى “إسرائيل” نتيجة الضربات الصاروخية على مطار اللد “بن غوريون”
  • إيران تندد بالدعوى الفرنسية ضدها أمام العدل الدولية
  • ترامب: المفاوضات النووية مع إيران “جيدة جدا”
  • ما دلالات تزايد كمائن المقاومة قرب المنطقة العازلة بغزة؟
  • “خطاب الكراهية”.. محاضرة للدكتور جلال نوفل في دمشق