مليشيا الحوثي تقود حملة اختطافات لموظفي الأمم المتحدة بصنعاء
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
اقدمت مليشيا الحوثي على عملية اختطاف لعدد من الموظفين الأمميين العاملين في صنعاء بينهم من يعمل في مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، بعد أن داهمت مقر عملهم ومساكنهم في صنعاء والحديدة وصعدة وعمران وأودعتهم سجن المخابرات، وبحسب مصادر موثوقة في صنعاء فإن المليشيا اتهمتهم بالعمل كمخبرين لجهات خارجية.
وأوضحت منظمة «ميون» لحقوق الإنسان في اليمن، اليوم (الجمعة)، أن حملة مداهمات واختطافات متزامنة نفذتها مليشيا الحوثي أمس (الخميس) طالت موظفين في منظمات وهيئات ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى عاملة في 4 محافظات يمنية تقع تحت سيطرة الحوثي. وأضاف أن عدد المختطفين بلغ 18 موظفاً، بينهم من تمت مداهمة منازلهم والتحقيق معهم داخلها ومصادرة جوالاتهم وحواسيبهم قبل اقتيادهم على متن مركبات عسكرية إلى جهة مجهولة.
وكشفت «ميون» في بيان عن عدد وأسماء المنظمات الأممية التي اختطف موظفيها وهو: موظف يعمل لدى اليونيسف، و6 من موظفي المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وموظف لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وموظف لدى برنامج الأغذية العالمي وموظف لدى مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، وموظف لدى منظمة إنقاذ الأطفال، و3 من موظفي الاستجابة للإغاثة والتنمية (RRD)، وموظفان لدى منظمة أوكسفام، وموظف لدى منظمة كير، وموظفة لدى الصندوق الاجتماعي للتنمية.
وأدانت منظمة ميون الحقوقية بأشد العبارات التصعيد الحوثي الخطير الذي يشكل انتهاكا لامتيازات وحصانات موظفي الأمم المتحدة الممنوحة لهم بموجب القانون الدولي، معتبرة ما جرى ممارسات قمعية ابتزازية للحصول على مكاسب سياسية ومادية، مطالبة بالكشف عن مصير هؤلاء المختطفين والإفراج الفوري عنهم وعن زملائهم الذين لا يزالون في معتقلات الجماعة المسلحة في صنعاء منذ نحو 30 شهرا وجميع الأشخاص الآخرين المحتجزين بشكل غير قانوني في مناطق سيطرتها.
ولم تصدر الأمم المتحدة ومكاتبها بما فيها مكتب المبعوث الأممي أي بيانات حول ما يجري ضد الموظفين الأمميين ولم يعرف جنسيتهم حتى اللحظة.
وكانت مليشيا الحوثي طلبت في يناير الماضي من الموظفين من الجنسيات البريطانية والأمريكية مغادرة مناطقها ومنعتهم من العمل فيها، وأصدرت أخيراً حكما بإعدام مدير شركة كانت تعمل في مراقبة توزيع المساعدات الأممية كطرف ثالث متهمة إياه بالتخابر مع يصفونهم بـ«الأعداء» للجماعة.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی الأمم المتحدة فی صنعاء
إقرأ أيضاً:
“عيد الولاية” الحوثي.. معركة تطييف اليمن لترسيخ “الحق الإلهي” وتصفية الجمهورية
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من محمد عبدالله
في تناقض صارخ مع توجه المجتمعات نحو إرساء دعائم الدولة المدنية والديمقراطية، دأب الحوثيون على توسيع نطاق احتفالاتهم السنوية بـ”عيد الغدير” أو “يوم الولاية”. هذا المشهد يتجاوز حدود الطقوس الدينية، ليحمل في طياته رسالة سياسية عميقة تهدف إلى ترسيخ مفهوم “الحق الإلهي في الحكم” أي أن لهم الحق في حكم اليمنيين بأمر من الله.
يُمثل هذا تحديًا مباشرًا لمبادئ الشورى والدستور والمواطنة المتساوية، ويكشف عن رؤية عقائدية تسعى لإعادة تشكيل بنية الدولة على أسس تتعارض جوهريًا مع مرتكزات الدين الإسلامي والنظام الجمهوري.
تتحول المدارس والمساجد والمناسبات العامة، خاصة في 18 ذي الحجة من كل عام (الموافق 14 يونيو/حزيران لهذا العام)، إلى ساحات تعبئة مذهبية تستهدف النشء، في محاولة لتطييف مجتمع يمني عرف الجمهورية لأكثر من نصف قرن. تثير هذه الممارسات تساؤلات جدية حول مستقبل التعايش الوطني، حيث تسعى جماعة الحوثي، وهي سلطة أمر واقع فُرضت بالقوة، إلى ترسيخ شرعية بديلة قائمة على القوة والغلبة بدلاً من العقد الاجتماعي، مستخدمة الرموز الدينية لفرض تصورها الأحادي للحكم.
في مقاربة عميقة لخطورة فكرة “الولاية” التي تسعى جماعة الحوثي لفرضها على المجتمع اليمني، يتساءل الكاتب والسياسي توفيق عبدالعزيز: لماذا يحتفل الحوثي بذكرى ما يُسمّى “عيد الولاية” وهو يحكم صنعاء منذ سنوات؟ السؤال ليس بريئًا، والإجابة ليست رمزية. فبحسب عبدالعزيز، يحتفل الحوثي أولًا باعتبار ما جرى نجاحًا لمشروعه القائم على فرض “حقه الإلهي” المزعوم بالحكم, وثانيًا، يسعى إلى ترسيخ قناعته تلك في وعي الناس، بتبرير سلطته المفروضة قسرًا رغم خلوها من أي شرعية أخلاقية، أو رصيد شعبي، أو إنجاز يُذكر.
المعضلة في مشروع الحوثيين لا تقف عند حدود انقلاب على السلطة الشرعية، بل تتجاوزها إلى كونهم حركة إحلالية تحمل مشروعًا مناهضًا للعقل البشري ومنجزاته السياسية والأخلاقية, فهم لا يطرحون بديلًا سياسياً لدولة فاشلة، بل يحاولون إحياء منظومة كهنوتية تتعارض جذريًا مع كل ما أفرزته الحداثة من مفاهيم الحكم الرشيد والتداول السلمي للسلطة, وفي هذا الإطار، لا يمكن فهم “عيد الولاية” إلا كأداة لشرعنة سلطة مغتصبة، وكسلاح أيديولوجي يُستخدم في معركة ضد مفهوم الدولة نفسها.
يرى عبدالعزيز، في حديثه لموقع “يمن مونيتور”، أن الحوثي لا يسعى فقط إلى تمجيد لحظة التمكين العسكري، بل إلى شرعنتها دينيًا، باعتبارها “لقاءً بالوعد الإلهي” حسب زعمه، حيث امتلك السلاح وخاض الحرب و”استعاد الحق لأهله”، كما يروج أتباعه, ومن هنا فإن “عيد الولاية”، بنظر الجماعة، ليس مجرد مناسبة دينية، بل إعلان عن حتمية إيمانية وطريق إجباري على اليمنيين أن يسلكوه: “الإيمان بما تؤمن به السلالة”.
لكن عبدالعزيز يحذر من أن الأمر لا يقف عند حدود الطقوس والمظاهر، بل يتعداه إلى ما هو أخطر: “نحن لا نواجه مجرد خرافة طائفية تلوّث وعي الأجيال، بل ارتدادًا واضحًا عن كل ما راكمه اليمنيون من قيم سياسية ومدنية خلال العقود الماضية”. ويصف الاحتفال بعيد الولاية بأنه “إلغاء متعمّد وصادم لميراث العقل السياسي اليمني”، ومحاولة لتقويض المبادئ الجمهورية التي رسخها الشعب اليمني ولو على المستوى الرمزي والمعنوي”.
إعادة تشكيل الوعيوباستغلال التاريخ والدين، والاعتماد على الجهل والحرمان، يُعاد تشكيل الوعي الجمعي بطريقة تُقصي مفاهيم الدولة المدنية والمواطنة المتساوية، مما يعيد اليمن إلى نماذج ما قبل الدولة الحديثة، كعصور الظلام في أوروبا.
ويشير الكاتب عبدالعزيز أن الجماعة تستخدم “ولاية الإمام علي” كرافعة أيديولوجية لتأسيس “ولاية عبدالملك الحوثي”، في عملية إحلال سياسي مموهة بالدين والتاريخ. ويمضي بالقول إن تسويق خرافة الولاية يتم بدوافع متعددة، أهمها: نزعة نازية تقوم على تفوّق سلالي، وخوف متجذر من مواجهة الناس عبر الوسائل الديمقراطية.
بهذا المعنى، لا يبدو “عيد الولاية” مجرد مناسبة طائفية، بل أداة لتقويض الدولة وإلغاء التعاقد السياسي، واستبداله بمشروع شمولي يؤمن بأن الحكم امتياز سلالي لا يُكتسب بإرادة الشعب، بل يُمنح بـ”الحق الإلهي”, وهو ما يجعل من هذه الفكرة، بحسب عبدالعزيز، تهديدًا وجوديًا لفكرة الجمهورية ذاتها، وللمجتمع الذي يحاول انتزاع حقه في أن يكون شريكًا في تقرير مصيره، لا تابعًا لوهم مقدّس.
يرى الدكتور مختار الفقيه، الباحث في الفكر الإسلامي، أن ما يُعرف بـ”خرافة الولاية” لا تمت بصلة إلى جوهر العقيدة الإسلامية الصافية، بل تمثل انحرافاً خطيراً استُغل سياسياً لإشعال الحروب وسفك الدماء وتفكيك وحدة المجتمعات الإسلامية، وبالأخص الشعب اليمني.
وفي حديثه لـ”يمن مونيتور”، يصف الفقيه الولاية بأنها تحريف عنصري متعمد، عمدت قوى تاريخية مثل الفرس إلى اختلاقه بهدف إنتاج نسخة مشوهة من الإسلام، وقد وجدت هذه الخرافة مرتعاً خصباً لدى جماعة الحوثي، التي استخدمتها كسيف مسلط على رقاب اليمنيين لفرض سطوتها والاستئثار بالسلطة تحت غطاء ديني زائف.
ويشدد الفقيه على أن رسالة الإسلام الخاتمة جاءت مناهضة للعصبيات، ومؤسسة لمنظومة اجتماعية تقوم على العدل والمساواة، لا تميّز بين البشر على أساس السلالة أو العِرق، ولم تمنح فئة بعينها الحق الإلهي في إدارة شؤون الناس ومصادرة إرادتهم. ويرى أن ما تفعله جماعة الحوثي من استباحة للدماء، ونهب للثروات، وانتهاك للحريات، لا يمت بصلة إلى أي مرجعية دينية صحيحة، بل هو تجسيد فجّ للتوظيف السياسي للدين.
ويذهب الفقيه إلى أبعد من ذلك، حين يعتبر أن خرافة “الولاية” تمثل انقلاباً على النظام الاجتماعي الإسلامي، والتفافاً خطيراً على القيم السياسية التي أرساها الدين، وفي مقدمتها مبدأ الشورى وحق الشعوب في اختيار حكامها. ويضيف: “لا مكان لهذه الخرافة لا في الدين ولا في العرف اليمني؛ فقد عرف اليمنيون الحرية والنضال منذ فجر التاريخ، ولن يُخدعوا اليوم بأوهام تنتهك كرامتهم وتصادر إرادتهم”.
ويختتم الفقيه بأن جماعة الحوثي لا تحتفي بالمناسبات الدينية من منطلق روحي أو عقدي، بل توظفها كغطاء لشرعنة سلطتها القسرية، مؤكداً أن الجماعة قبل أن تكون طائفية هي حركة انتهازية صريحة، اختطفت إرادة الشعب، وفرضت هيمنتها بالقوة، دون اعتراف بشرعيته أو احترام لحقوقه.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةأنا طالبة علم حصلت معي ظروف صعبة جداً و عجزت اكمل دراستي و أ...
نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...
قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...