«محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» تعزز شراكتها مع مؤسسات أكاديمية في صربيا
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
بلغراد (الاتحاد)
أخبار ذات صلةعززت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، شراكتها العلمية مع مؤسسات أكاديمية في جمهورية صربيا، من خلال إبرام مذكرتي تفاهم مع كلية الدراسات الإسلامية، والجامعة العالمية في نوفي بازار، وذلك ضمن رؤية الجامعة لتوسيع قاعدة شركائها الاستراتيجيين في مجال العلوم والدراسات الإنسانية والاجتماعية والفلسفية، وتعزيز خططها الرامية إلى تقديم الإسلام والثقافة العربية بطريقة حضارية، تقوم على نشر فضائل التسامح والمحبة واحترام حقوق الإنسان، وإعلاء قيم الاعتدال والوسطية والانفتاح على ثقافات العالم المختلفة.
وقع مذكرتي التفاهم من جانب جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، الدكتور خليفة مبارك الظاهري المدير العام، فيما وقعها من كلية الدراسات الإسلامية في صربيا الدكتور أنور عمروفيتش عميد الكلية، ومن الجامعة العالمية البروفيسور بييرويتش رئيس الجامعة.
ونصت بنود المذكرتين على وضع إطار عام لتعزيز التعاون والتنسيق بين جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية ونظيرتيها من الجانب الصربي، ووضع الأسس التي تحكم العلاقة بينهم ليتسنى لهم القيام بواجباتهم في إطار هذا الاتفاق وفق اللوائح التي تحفظ لكل طرف خصوصياته، وتضمنت البنود عدداً من المحاور من ضمنها: تبادل أعضاء الهيئة الأكاديمية، وتبادل الطلاب في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا، وتبادل المواد الأكاديمية والأنشطة الخارجية المشتركة في المجال العلمي والأكاديمي، مثل الدورات التدريبية المعتمدة والمؤتمرات والندوات، والمشروعات البحثية المشتركة، والنشر الأكاديمي والعلمي وتبادل النشرات الأكاديمية والوثائق العلمية، إلى جانب التعاون في كتابة أطروحات الدكتوراه المشتركة.
إلى ذلك التقى وفد جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، خلال زيارته لجمهورية صربيا رئيس المشيخة الإسلامية والمفتي العام لصربيا الدكتور مولود دودتش، وبحث الجانبان سبل التعاون في المجال الديني وتطوير مناهج الدراسات الإسلامية، وتقديم الإسلام والثقافة العربية بطريقة حضارية، تقوم على نشر فضائل التسامح والمحبة واحترام حقوق الإنسان، وإعلاء قيم الاعتدال والوسطية.
كما التقى وفد الجامعة معالي مايا بوبوفيتش وزير العدل بجمهورية صربيا، وناقش اللقاء العلاقات الاستراتيجية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية والفلسفة، بما يعزز مجالات التعاون الحضاري والإنساني بين الجانبين.
وقال الدكتور خليفة الظاهري إن زيارة وفد الجامعة لجمهورية صربيا كانت ناجحة بكل المقاييس، وفتحت مجالات أرحب للتعاون العلمي والأكاديمي والديني مع الجانب الصربي، مؤكداً أن توقيع مذكرتي التفاهم مع مؤسسات التعليم العالي في صربيا، تجسد اهتمام جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بالشراكات العلمية، باعتبارها السبيل الأمثل لتبادل الخبرات والمعلومات مع المؤسسات الأكاديمية إقليمياً ودولياً، والاستفادة من التجارب المشتركة في ترقية وتطوير البرامج التعليمية والمعرفية، وقال إن هذه الخطوة تمكن الجامعة من الانفتاح على المجتمع الصربي، وإيصال رسالتها الخاصة بتعزيز قيم الأخوة الإنسانية والوسطية والاعتدال إلى قطاعاته المختلفة، خاصة الطلاب والأكاديميين وقادة الرأي والمعرفة.
وقال الظاهري إن جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية لن تدخر وسعاً في سبيل تنفيذ بنود مذكرتي التفاهم على أرض الواقع، والمضي قدماً في تحقيق أهدافهما ومراميهما النبيلة، مؤكداً أن هذه الخطوة تعتبر بداية حقيقية لتعاون استراتيجي مستقبلي بين الجامعة والجانب الصربي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية صربيا جامعة محمد بن زاید للعلوم الإنسانیة
إقرأ أيضاً:
جدل بعد دعوة لنقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى الرياض
أثارت تصريحات نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عماد جاد، بشأن نقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى المملكة العربية السعودية، موجة من الجدل وردود فعل متباينة في الأوساط المصرية.
وكان جاد قد نشر تدوينة عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، تحت عنوان "دعوة للتفكير بهدوء"، دعا فيها إلى ما وصفه بـ"مقترح موضوعي ومفيد لكافة الدول العربية"، يتمثل في تولي السعودية رئاسة الجامعة ونقل مقرها إلى الرياض أو أي مدينة سعودية أخرى.
وعلّل جاد طرحه بالقول: "العرب جاءوا من السعودية واليمن، ووفق التوازنات الراهنة، أرى أن من الأفضل أن يكون أول أمين عام جديد للجامعة من الجنسية السعودية". واختتم بالقول: "فكروا بتأمل وهدوء، وستدركون سلامة هذا الرأي".
تحذيرات من تهديد الهوية العربية
في المقابل، عبر إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، مظهر شاهين، عن رفضه لهذا الطرح، محذراً من تداعياته على "الهوية العربية ووحدة الأمة".
وقال شاهين في بيان له: "رغم إدراكي لحُسن نية جاد ورغبته في المصلحة العامة، فإن حديثه يُعيد تعريف الانتماء العربي على أسس عرقية أو جغرافية، لا حضارية ولا ثقافية ولا لغوية"، معتبراً أن هذا التوجه ينطوي على "مخاطر جمّة تطال الحاضر والمستقبل العربي".
وأضاف: "الإيحاء بأن مصر ليست عربية الأصل يضعف من دورها التاريخي، ويوحي – وإن عن غير قصد – بأنها طارئة على الهوية العربية"، مؤكداً أن "العروبة ليست نسباً ولا موطناً جغرافياً، بل هي انتماء حضاري ولسان وثقافة".
وشدد شاهين على أن "مصر لم تكن تابعاً في المشروع العربي، بل كانت دوماً القائد والمجدد، ولعبت دوراً محورياً في حماية الهوية العربية والدفاع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية القدس الشريف".
ورأى شاهين أن انتقال رئاسة الجامعة إن تم ينبغي أن يكون في إطار التدوير المؤسسي أو اعتبارات مرحلية، وليس تأسيساً على أن العروبة انطلقت من الجزيرة العربية، وهو من وجهة نظره "مدخل بالغ الخطورة يقصي دولاً كبيرة كـمصر ويهدد وحدة الصف العربي".
واختتم بالقول: "مصر ليست مجرد دولة عربية، بل ركيزة المشروع العربي ودرعه الحامي، ومحاولات النيل من دورها هي تفريط في هوية الأمة ومستقبلها. العروبة لا يجب أن تُختزل في جغرافيا، بل تظل هوية جامعة".
موقف ميثاق الجامعة
ويأتي هذا الجدل في وقت تقترب فيه نهاية الولاية الثانية للأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، المقررة في أيلول/سبتمبر المقبل، وسط تقارير تتحدث عن نية القاهرة ترشيح رئيس الوزراء مصطفى مدبولي لخلافته.
ومنذ تأسيس الجامعة العربية في آذار/مارس 1945، استقر مقرها في القاهرة، كما نص ميثاقها في مادته العاشرة.
ومع ذلك، يجوز لمجلس الجامعة الاجتماع في أي مدينة أخرى. ويُعد نقل المقر بشكل دائم مخالفة للميثاق ما لم يتم تعديله بإجماع الدول الأعضاء.
وكان مقر الجامعة قد نُقل فعلياً إلى تونس عام 1979 عقب توقيع مصر معاهدة السلام مع الاحتلال الإسرائيلي، فيما علقت الدول العربية عضوية القاهرة آنذاك.
وفي عام 1980، عُقدت قمة في بغداد عُرفت بـ"قمة جبهة الرفض"، أكدت رفضها لاتفاقية كامب ديفيد، وقررت نقل المقر وقطع العلاقات مع مصر، باستثناء ثلاث دول هي سلطنة عُمان والصومال والسودان.
وبعد قطيعة دامت نحو عقد من الزمن، قررت قمة عمان عام 1987 إنهاء المقاطعة وإعادة العلاقات، وتم رفع علم مصر مجدداً على مقر الجامعة في تونس في حزيران/يونيو 1989.
وفي آذار/مارس 1990، عاد المقر رسمياً إلى القاهرة بعد مؤتمر الدار البيضاء الطارئ، وتم تعيين عصمت عبد المجيد أميناً عاماً جديداً للجامعة.
العرف والتوازنات داخل الجامعة
تنص المادة 12 من ميثاق الجامعة على أن تعيين الأمين العام يتم بقرار من مجلس الجامعة، وبموافقة ثلثي الدول الأعضاء البالغ عددها 22 دولة. ووفق الأعراف المتبعة، عادةً ما يُعين الأمين العام من مواطني دولة المقر، وهو ما جرى العمل به منذ تأسيس الجامعة.
وتبلغ مدة ولاية الأمين العام خمس سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة، ما يفتح الباب أمام تجاذبات دبلوماسية حول الشخصية القادمة التي ستتولى هذا المنصب، في ظل تحولات إقليمية وتوازنات جديدة داخل النظام العربي الرسمي.