ألقت الأجهزة الأمنية المصرية القبض على أحد الأشخاص في محافظة الجيزة، إثر قيامه بالترويج لبيع قطع أثرية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مثيرا حالة من الجدل.

وقالت وزارة الداخلية المصرية، في بيان لها اليوم الأحد، إن الأجهزة الأمنية رصدت ما تم تداوله بشأن قيام أحد الأشخاص بالإعلان عن بيع "شاهدة قبر ملكي أثري".

وأضاف البيان أنه "بالفحص تم تحديد وضبط مرتكب الواقعة، وتبين أنه مقيم بدائرة قسم شرطة الطالبية غرب الجيزة وبحوزته 2 شاهد قبر ملكي، 2 عملة معدنية".

وتابع: "بمواجهته اعترف بحيازته للمضبوطات بقصد الإتجار، وبعرض المضبوطات على الجهات المختصة أفادت بأثريتها، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار مصر

إقرأ أيضاً:

«فيسبوك» وإخوته يتجسسون علينا

وأنا أقرأ تقريرًا نُشر مؤخرًا في موقع صحيفة «رأي اليوم» تحت عنوان «ما الذي يعرفه فيسبوك عنك فعلًا؟» تذكرتُ ما حدث ذات يوم وأنا مع عدد من الزملاء في أحد المكاتب بمقر عملنا السابق في الإذاعة، إذ دار الحديث حول الهواتف النقالة وإمكانياتها في التجسس، فأكد لنا زميل أنّ باستطاعة الهاتف النقال أن يسجِّل وهو مغلق أيَّ حديث بالصوت والصورة. ولكي يبرهن لنا صحة كلامه أغلق الهاتف وتركه في الطاولة قائلًا: «تحدثوا عن أيِّ شيء وأنا خارج المكتب وسأعود بعد دقيقتين». عندما عاد فتح الهاتف فإذا كلامنا بالفعل مسجل بالصوت والصورة.

تلك الحادثة أكدت لي أنه مع تصاعد الحضور الرقمي في حياتنا فإنّ أساليب التجسس على الناس آخذة في التطور، وأصبح الإنسان نفسُه حاملًا - بعلم منه أو بغير علم - أجهزة ترصدُ كلَّ تحركاته، وتنقلُ تفاصيل حياته الخاصة إلى جهات متعددة بكلِّ يسر وسهولة. وأهمُّ هذه الأجهزة بالتأكيد هو الهاتف الذكي، إذ هو الآن جهاز تتبّع يعمل على مدار الساعة، من خلال تطبيقات التواصل المختلفة والخرائط والكاميرات والميكروفونات وغيرها من البرامج التي أصبحت جميعُها أبوابًا مفتوحة على مصراعيها لتتبع حياة الإنسان وتحركاته.

ولا شك أنّ منصتين مهمتين مثل «فيسبوك» و«إكس» هما منصتان تتجسسان على مستخدميهما، حتى وإن كان تقرير «رأي اليوم» اقتصر فقط على تناول منصة «فيسبوك» ووجهها الآخر، وكيف باتت تتجاوز كونها مجرد وسيلة تواصل اجتماعي، إلى منظومة تكنولوجية معقدة تعمل على جمع وتحليل كميات هائلة من بيانات المستخدمين، باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. سلط التقرير الضوء على قدرة المنصة على تتبع وتفسير أنماط السلوك البشري بمستوى كبير من الدقة، يجعلها تعرف عن المستخدم أكثر ممّا يعرفه أقرب الناس إليه.

وحسب الإحصائيات فإنّ -فيسبوك- هو أحد أكثر المنصات تأثيرًا وانتشارًا على الإطلاق، إذ يستخدمه يوميًّا أكثر من مليارين ومائة مليون شخص، بينما يرتفع عدد المستخدمين شهريًّا إلى أكثر من ثلاثة مليارات، وهو ما يعادل تقريبًا نصف عدد مستخدمي الإنترنت حول العالم. لذا تُشكِّل منصة فيسبوك، مصدرًا رئيسيًّا للتواصل الرقمي حول العالم، لكنه - حسب ما يكشف التقرير - لا يكتفي باستضافة المستخدمين، بل يُعامل كلَّ واحد منهم باعتباره مشروع دراسة مفصّلا، إذ يُخضع للتحليل والتصنيف كلّ ما ينشره المستخدم، وكلّ تعليق يكتبه، وكلّ صفحة يتابعها. ويُضاف إلى ذلك تتبع علاقاته التفاعلية داخل المنصة، ومدى قربه من بعض الأصدقاء أو الحسابات، والمدة التي يقضيها على التطبيق، وتوقيت دخوله وخروجه، وصولًا إلى نوعية المحتوى الذي يشدّ انتباهه.

تعتمد المنصة في كلِّ هذا على أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة، قادرة على التعرف على الوجوه في الصور، وقراءة النصوص داخل المنشورات، وتحديد المواقع الجغرافية الدقيقة، فضلًا عن التنبؤ بما قد يجذب المستخدم في المستقبل، وهذه الأنظمة - يضيف التقرير - لا تقتصر على فيسبوك وحده، بل تشمل التطبيقات المرتبطة به ضمن منظومة «ميتا» مثل واتساب وإنستغرام، «لتشكيل صورة رقمية موحّدة تُستخدم في تحسين الإعلانات، وتوجيه المحتوى بدقة غير مسبوقة». لكن الأمر لا يقف عند حدود المنصة؛ فقد أطلقت «فيسبوك» منذ عام 2015 خاصية تُعرف باسم Facebook Pixel، وهي عبارة عن «كود» برمجي يُزرع داخل مواقع إلكترونية ليتابع سلوك المستخدم الشرائي ويربطه بحسابه داخل فيسبوك، ما يسمح للشركة بمعرفة المنتجات التي بحث عنها والصفحات التي زارها، حتى وإن لم يكن داخل التطبيق نفسه. وكلُّ ذلك يصب في خدمة منظومة إعلانية تستغل أدق تفاصيل السلوك البشري.

ولكن هل -فيسبوك- يتنصت على المحادثات؟ يشير التقرير إلى أنّ جدلًا واسعًا دار حول سماع «فيسبوك» لمحادثات المستخدمين. وبينما تنكر الشركة تمامًا استخدام الميكروفون للتجسس، كشفت وكالة «بلومبيرغ» في عام 2019 عن استخدام فيسبوك لشركات خارجية لتفريغ المحادثات الصوتية التي تجري داخل تطبيق «ماسنجر»، ممّا أثار ضجة حول مدى اختراق الحياة الشخصية للمستخدمين. وفي رأيي فإنّ التركيز على أنّ هذه المنصات تستهدف المستهلكين التجاريين فقط، هو تسطيح كبير للمسألة؛ فالهدف أكبر من ذلك بكثير.

لقد أصبح التجسس على البشر اليوم مهمة سهلة، فكلُّ حركات المرء، من لحظة استيقاظه وحتى عودته إلى النوم، يمكن رصدها وتسجيلها وتحليلها بدقة عبر الهاتف المحمول الذي يرافقه طوال اليوم. وكلُّ نقرة على شاشة، وكلُّ موقع يُزار، وكلُّ كلمة تُقال في محادثة، تُصبح جزءًا من ملف رقمي شامل يشكل مرآة دقيقة لحياته اليومية، ويمكّن الخوارزميات من رسم خريطة نفسية وسلوكية كاملة للشخص.

يؤكد التقرير أنه «رغم إمكانية الوصول إلى سجل النشاط داخل المنصة، فإنّ عددًا كبيرًا من البيانات يظل مخفيًّا ويُستخدم في التحليل الداخلي دون معرفة المستخدم»، وهنا تثار تساؤلات جوهرية: هل الشركات التكنولوجية التي تجمع البيانات لأغراض تسويقية تُعد أطرافًا في عملية التجسس؟ وهل صحيح أنّ الشركات تجمع معلومات التسوق فقط؟ وهل المستخدم نفسه يتحمّل جزءًا من المسؤولية حين يوافق دون قراءة على شروط الاستخدام؟ وهل إذا قرأ شروط الاستخدام، يمكن أن يغيّر شيئًا؟! والسؤال الأهم هل يمكن الآن أن يستغني الناس عن هذه البرامج؟

طرح تقرير «رأي اليوم» سؤالًا: هل يمكنك إيقاف «فيسبوك» عن تتبعك؟ والجواب هو أنّ منع «فيسبوك» من جمع البيانات داخل منصته يكاد يكون مستحيلًا، إذ إنّ استخدام المنصة يتطلب منحها الصلاحيات التي تحتاجها.

نحن إذن أمام معضلة كبيرة. فعندما تُحلل المنصات الاجتماعية كلَّ حركة للناس، ويصل الأمر إلى بناء ملفات رقمية دقيقة تحدّد توجهاتهم النفسية والثقافية وحتى السياسية، فهذا يؤكد أنّ حياتنا أصبحت مكشوفة تمامًا، وأنّ كلَّ ما نكتبه عبر الشاشات هو مادة تحليلية تغذي خوارزميات هذه المنصات، وهذا ما يفسر أنّ ظاهرة «الاستبانات» اختفت تمامًا من الصحافة ومن أبحاث الباحثين، لأنّ ما تتيحه مواقع التواصل أفضل بكثير من تلك «الاستبانات» التي يشارك فيها عدد محدود فقط، عكس ما يحدث في المواقع. وفي تصوري أنّه رغم سلبية تجسس هذه المواقع على الناس، إلا أنّ الحكومات التي تهتم بشعوبها تستطيع تحويل هذه السلبية إلى إيجابية، فعن طريقها تستطيع هذه الحكومات دراسة توجهات الناس واحتياجاتهم، وهذا أجدى بكثير من مراقبة فلان أو معاقبته على تغريدة ما، قد لا تُسمن ولا تغني من جوع، (كما يحدث في كثير من دولنا العربية)، إذ إنّ متابعة دقيقة لما يُنشر، يكفي لمعرفة التوجهات العامة للناس واحتياجاتهم ومواقع الخلل والتقصير، وغالبًا ما تكون النقاشات مدعمة بالحلول المقترحة.

لا غبار على أنّ مواقع التواصل غيّرت مفاهيم عديدة في حياتنا، فصار البعض يتحدّث بجرأة خلف الشاشة تفوق ما يملك من شجاعة في الواقع، وأصبح السعي وراء الانتشار في فضاء الشبكات يفوق أحيانًا السعي وراء بناء قيمة حقيقية أو فكرة مؤثرة، لكن في المقابل فإنها أفرزت صوتًا لمن لم يكن يُسمعون سابقًا، وسمحت بنشر الوعي بالقضايا الإنسانية، وقصة غزة خير دليل.

بوجود الكاميرات، وخدمات تحديد الموقع، وسجل التصفح، وغيرها من الأدوات، أصبح الإنسان مكشوفًا ومراقبًا في كلِّ حركاته وسكناته. وأصبحت كلماتٌ مثل «الحرية» و«الخصوصية» وحتى «الهوية» في مواجهة مع التقنيات الحديثة. والخطير أنّ مواقع التواصل هذه والذكاء الاصطناعي، يشكلان قوة تعيد تشكيل المجتمع وتفرضُ واقعًا جديدًا، ولا أتصور أنّ هناك حلًا لما تقدم عليه هذه المواقع من تجسس على حياة الناس؛ فالهاتف الذكي، والساعة الذكية، والسيارة الذكية، وحتى المنزل الذكي، كلها أمثلة على «ذكاء» يكشف التفاصيل الدقيقة لحياة الإنسان، ومن ذلك مثلًا وجود منصة متخصصة في البحث عن معلومات لأيِّ إنسان، إذ يكفي بضغطة زر واحدة - بعد كتابة اسم الشخص - أن تقدِّم لك كلَّ ما غرَّد به ونشره في مواقع التواصل.

زاهر المحروقي كاتب عُماني مهتم بالشأن السياسي الإقليمي

مقالات مشابهة

  • «فيسبوك» وإخوته يتجسسون علينا
  • خالد الغندور يكشف مفاجأة في تفاصيل إعلان صفقة الزمالك الجديدة
  • حقيبة مهملة تستنفر الأجهزة الأمنية في عبدون
  • تفاصيل تعدي سائق على عامل بمفك في الشرقية
  • عاجل | الأجهزة الأمنية تتعامل مع بلاغ عن حقيبة مشبوهة في حدائق عبدون
  • نائب محافظ الجيزة تبحث تأهيل الطرق والمنشآت لخدمة ذوي الإعاقة
  • ملثمون يحملون أسلحة بيضاء.. الداخلية تكشف تفاصيل مشاجرة الإسكندرية| فيديو
  • حضور كبير لأبناء الجالية المصرية باليونان للتصويت في انتخابات الشيوخ.. تفاصيل
  • الأجهزة الأمنية تواصل تكثيف دورياتها ونقاط التفتيش في العاصمة
  • سامسونج تستعرض مستقبل الذكاء الاصطناعي.. تفاصيل