الدوحة- كشف المدير العام لصندوق قطر للتنمية خليفة بن جاسم الكواري عن إنفاق الصندوق أكثر من 6 مليارات دولار في صورة مساعدات تنموية وإنسانية إلى أكثر من 100 دولة حول العالم وذلك منذ إنشائه عام 2002، بهدف توفير الأدوات المالية للبلدان النامية في العالم العربي وخارجه والاستجابة الفعالة للمساعدات الإنسانية والتنموية.

وأوضح الكواري -في حوار مع الجزيرة نت- أن الصندوق ينفق ما بين 500 و600 مليون دولار أميركي سنويا لتمويل المشاريع التنموية والإنسانية لتلبية الاحتياجات الإنسانية للمستفيدين في المجتمعات الهشة من دون انتظار لأي عائد مادي.

وأضاف أن الصندوق يعد واجهة دولة قطر في دعم الشعوب عن طريق توفير الأدوات المالية والبرامج لتحقيق التنمية الشاملة في العالم، لافتا إلى أن ميزانية الصندوق تُحدَد سنويا بناء على تعهدات دولة قطر لصالح الدول النامية التي تعلن سنويا في المؤتمرات الدولية والمحلية حسب الأزمات التنموية والإنسانية ذات الأولوية.

وإلى نص الحوار:

في البداية، حدثنا عن فكرة إنشاء الصندوق والهدف منه بشكل عام، وكيفية المساعدة في تحقيق الأهداف التنموية العالمية.

تأسس صندوق قطر للتنمية لتنسيق وتنفيذ المشاريع والمساعدات التنموية والإنسانية في الدول المحتاجة ودعم المجتمعات الهشة والمهمشة، لا سيما في مناطق النزاع، وذلك بموجب القانون رقم 19 لعام 2002 وتعديلاته، إذ تهدف قطر من خلاله إلى ترجمة سياستها الخارجية في مجال الأمن والسلم الدوليين، عبر جهاز قوي يخطط وينفذ مساعدات دولة قطر.

على مدار السنوات الماضية، تضاعفت جهود المنظمات الإغاثية والتنموية لمساعدة شعوب الدول النامية والمنكوبة، ولعل دور دولة قطر كان واضحا، فكانت لاعبا أساسيا في تلك الجهود حول العالم.

وفي هذا الصدد، قدم الصندوق المساعدات لعديد من الدول في جميع أنحاء العالم انسجاما مع أهداف التعاون الدولي في رؤية قطر الوطنية 2023 وأهداف التنمية المستدامة، ومنها الهدف الرابع: "ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع". وكذلك الهدف الثالث: "ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار".

ومن بين أهداف التنمية المستدامة أيضا الهدف الثامن الخاص بتعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع.

وسعيا لتحقيق الأثر التنموي الأمثل، يعمل الصندوق على تحقيق أهداف التنمية المستدامة الأخرى مثل الهدف الثاني بشأن "القضاء التام على الجوع"، والهدف السادس بشأن "توفير المياه النظيفة والنظافة الصحية"، إضافة إلى هدف التنمية المستدامة رقم 17 حول "عقد الشراكات لتحقيق الأهداف".

أعلن الصندوق مؤخرا إنشاء مدينة للنازحين في الشمال السوري، ما تفاصيل هذه المدينة والهدف منها؟

هذا من أحدث المشروعات التي يتم العمل على تنفيذها في الفترة الحالية، ويعمل الصندوق على إنشاء مدينة متكاملة يستفيد منها 70 ألف فرد. وتقع المدينة المزمع إنشاؤها في منطقة جرابلس في محافظة حلب، وتتكون من 190 بناية للشقق السكنية، ومسجد مركزي كبير، وسوق تجاري ومدرسة ابتدائية وثانوية ومركز صحي، بالإضافة إلى حدائق ومساحات مفتوحة، والصندوق يهدف عن طريق هذه المدينة إلى توفير سبل العيش الكريم للاجئين السوريين والنازحين داخليا، فضلا عن دعم قدرتهم على الصمود.

استضافت دولة قطر مؤخرا مؤتمر الأمم المتحدة الخامس للبلدان الأقل نموا، الذي خرج بتوصيات برنامج عمل الدوحة، كيف تنظرون إلى هذا المؤتمر؟ وهل يمكن تحويل التعهدات المالية التي تمت خلاله إلى واقع في الدول الأكثر احتياجا؟

استضافة قطر لهذا المؤتمر تعد إنجازا مهما وفرصة استثنائية، فالمؤتمر من أبرز الأحداث العالمية التي تتكرر كل 10 سنوات فقط، والتي تسهم في تحسين أوضاع البلدان الأقل نموا، إذ أسفر عن تقديم التزامات وتوصيات برنامج عمل الدوحة التي تدعم الدول المعنية وتعمل على تحقيق احتياجاتها الضرورية في مختلف القطاعات.

وتم خلال المؤتمر تبادل الخبرات والمعرفة وتمويل عديد من المشاريع التنموية والإنسانية المرتبطة بالتعهدات المالية التي تمت خلاله، ويعمل الصندوق حسب التعهدات المالية التي تعلن عنها الدولة في الأحداث الدولية مثل هذا المؤتمر، كما أن الصندوق قام -ولا يزال يقوم- بدعم برنامج عمل الدوحة ومكتب الممثل السامي لتحويل التعهدات التي تتمحور حول تنمية الدول الأقل نموا إلى واقع.

أطلقتم مؤخرا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة "النساء في مناطق النزاع"، ماذا قدمتم لهذه المبادرة؟ وهل بدأت بالفعل عملها؟ وما الخدمات التي ستقدمها للمرأة في مناطق النزاع؟

ركز الصندوق على النساء في مناطق النزاع بشكل عام، وذلك قبل إطلاق المبادرة الأخيرة رسميا، فلقد دعم الصندوق كثيرا من المشاريع في مناطق النزاعات كسوريا، والسودان و فلسطين بهدف تمكين الفتيات والنساء من خلال دعم الصمود الاقتصادي للاجئين والنازحين والمجتمعات المضيفة اللاجئين بالاستجابة لاحتياجات النساء والفتيات، وفقا للأركان الخمسة لأهداف التنمية المستدامة.

يقوم الصندوق بتعزيز التعليم والصحة والتنمية الاقتصادية والخدمات الاجتماعية لفائدة النساء من خلال تقديم خدمات متنوعة بناء على معايير عالمية رائدة وحلول مبتكرة حسب احتياجات النساء والفتيات في كل منطقة جغرافية، وعلى سبيل المثال، يمكِّن الصندوق الفتيات من إتمام تعليمهن الابتدائي والثانوي عن طريق برامجه التعليمية وإتمام دراساتهن العليا عن طريق برنامج منح قطر.

كما يوفر الصندوق برامج تدريبية للأطباء تحت مبادرته التي أنشئت منذ عام 2015 "قطر تصنع الرؤية". وبالإضافة إلى ذلك، يوفر الصندوق الخدمات الصحية المتخصصة للنساء مثل الخدمات للحوامل.

حدثنا عن كيفية إسهام الصندوق في وضع قطر على خريطة العالم بصورة إيجابية، وكذلك القدرة على تحقيق التنمية بالدول الفقيرة والقطاعات الاجتماعية التي تحتاج للمساعدة الخارجية.

يقدم الصندوق المساعدات التنموية والإنسانية للدول النامية ومناطق النزاع والمجتمعات الهشة في كل من قطاعات التعليم، والرعاية الصحية، والتمكين الاقتصادي، والإغاثة، والبنية التحتية. وساهم دعمه لأكثر من 100 دولة في هذه القطاعات في تعزيز سمعة قطر بوصفها دولة رائدة في المجال التنموي الإنساني مهتمة بتحسين سبل العيش للمستفيدين بالدول النامية حول العالم.

يؤدي دعم الصندوق للدول النامية إلى تسريع تقدمهم نحو تحقيقهم أهداف التنمية المستدامة من خلال المشاريع والمبادرات المصممة لخدمة الاحتياجات المتنوعة الخاصة بكل دولة، لا سيما توفير الأدوات المالية للبلدان النامية في العالم العربي وخارجه، والاستجابة الفعالة للمساعدات الإنسانية والتنموية في كل من القطاعات المذكورة سابقا.

ما الآليات التي يعتمدها الصندوق لتحديد أولويات تدخله في الدول التي بحاجة للمساعدات التنموية والإغاثية؟

عملية اختيار وتقييم المشاريع التنموية التي يعمل بها الصندوق تمر بعدد من المراحل وعلى عدد من الأقسام حسب اختصاص كل قسم، ولكن إن كنا سنتحدث عن المعايير، فلدينا في الصندوق معايير وإستراتيجية واضحة يتم اتباعها والاستناد إليها في اختيار المشاريع التنموية التي سنعمل بها، بحيث يتم النظر إلى عدة ركائز، الأولى أن يكون تركيز تقديم الدعم للبلدان النامية وعلى أساس احتياجات المتلقين والمصالح المتبادلة، فيتم اختيار المشاريع التي تقدم المساعدة لأقل البلدان نموا ومشاريع الاستجابة للأزمات والكوارث الإنسانية بالإضافة إلى المشاريع التي نرى أنها تسهم في تحقيق السلام والأمن في الدول الهشة والمتأثرة بالصراعات.

أما الركيزة الثانية، فهي الوفاء بالتزامات قطر الدولية من خلال دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والمتمثلة في 17 هدفا، ولكن لدينا في الصندوق تركيزا أكبر على 3 جوانب أساسية، وهي التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي، كما نعمل على إدراج التغير المناخي كجانب تركيز أساسي لما له من تأثير كبير في الوقت الراهن، ونهتم أيضا بالمشاريع التي تعزز التعاون والشراكات المحلية والدولية التي نؤمن بقوتها وفاعليتها، وذلك لتحقيق أكبر تأثير ممكن، وأخيرا تخضع جميع المشاريع لرصد شامل حيث نقيم تأثيرات المشاريع ونتائجها، ونحرص على النظر في التطورات وضمان استدامة الموارد في المشاريع حتى يتسنى لنا تحقيق استدامة التأثير، وهو الذي يعد التأثير الحقيقي والفعال الذي نطمح ونسعى إليه دائما من خلال المشاريع التي نقدمها.

ما أبرز الشراكات التي يعقدها الصندوق مع المؤسسات الدولية والإقليمية لتنفيذ برامجه؟

يتعاون الصندوق مع عديد من الشركاء المحليين والدوليين تعزيزا لمعتقده بأن تنمية الشراكات وسيلة قوية وفعالة لتحقيق أكبر تأثير ممكن، إذ يحافظ الصندوق على علاقات عريقة مع عديد من المنظمات الأممية، التي تدعم جهوده لتوسيع نطاق عمله عالميا والوصول إلى السياقات الهشة والمناطق التي تحتاج إلى مساعدة، لا سيما الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، ومنظمة الأمم المتحدة للشباب والرياضة، والمنظمة الدولية للهجرة، ومنظمة الأغذية والزراعة، وصندوق الزراعة الدولي.

وقدم الصندوق الدعم لهذه المنظمات، إما على مستوى المشاريع أو عبر برامج تمويل مرنة تضمن استمرارية هذه المؤسسات عن طريق دعم المصاريف التشغيلية، والاستجابة السريعة، إضافة إلى الصناديق القطرية. كما يدعم الصندوق شركاءه "أوربيس" ومؤسسة جبل التركواز، و"مؤسسة بيل وميليندا غيتس"، ويعمل كذلك مع شركائه الحكومة البريطانية والحكومة الفرنسية، إضافة إلى الحكومة الأميركية.

كم عدد الدول التي يعمل بها الصندوق؟ وهل هناك ميزانية محددة للتعاون مع أي جهة؟

قدم صندوق قطر للتنمية منذ نشأته وحتى يومنا هذا مساعدات تنموية وإنسانية إلى أكثر من 100 دولة حول العالم، وتجاوزت 6 مليارات دولار، لا سيما في توفير الأدوات المالية للبلدان النامية في العالم العربي وخارجه والاستجابة الفعالة للمساعدات الإنسانية والتنموية، حيث تركزت مساعدات الصندوق في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في فلسطين وسوريا واليمن والعراق.

وتلت هذه الخطوات مساعدات للدول ذات الأولوية في كل من قارة أفريقيا وآسيا، ومن ثم الدول الأخرى حول العالم والموجودة في الأميركيتين وأوروبا وأوقيانوسيا، كما دعم الصندوق عديدا من المنظمات العالمية والمتعددة الأطراف ولا سيما الأممية.

وعطفا على ذلك، لا تؤثر الجهة التي يتم التعامل معها الصندوق في عملية تحديد ميزانيات المشاريع، ولا تخصص مبالغ معينة للجهات، بل تحدد بحسب القطاعات الإستراتيجية للصندوق والمواقع الجغرافية بناء على تعهدات الدولة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أهداف التنمیة المستدامة المشاریع التنمویة الأمم المتحدة المشاریع التی دعم الصندوق الصندوق على حول العالم فی العالم دولة قطر فی الدول فی کل من عن طریق من خلال

إقرأ أيضاً:

صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين يستعد لاستقبال حجاج حملته

وسط منظومة متكاملة من الخدمات الهادفة لتوفير سبل الراحة، والإسهام في تأدية المناسك بكل سهولة ويسر، كشف صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين عن استعداده لاستقبال حجاج حملته هذا العام، الذين تحط رحالهم خلال الأيام القادمة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بمدينة جدة قادمين من مختلف مدن المملكة، ومتأهبين للانطلاق في رحلة إيمانية فريدة.

وحرصًا على تقديم أفضل الخدمات لضيوفه الحجاج استبق صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين حج هذا العام بمجموعة من التجهيزات التي هيأ من خلالها جميع طاقاته وإمكاناته لتسهيل نسك المستفيدين الذين يبلغ عددهم 500 حاج من الرجال والنساء، ووفر لهم عددًا من خدمات الإرشاد الديني والمكاني.

ووفر الصندوق لحجاج حملته التي تتخذ من أبراج مشعر منى مقرًا لها أماكن مهيأة بأحدث التجهيزات واللوازم التي يمكن الاحتياج إليها، من أبرزها قافلة طبية مجهزة بعدد من الكوادر الطبية والأجهزة الحديثة، كما يوفر للمرضى وكبار السن عربات نقل ترددي من وإلى الجمرات خلال أيام الحج.

وترافق حجاج الصندوق مجموعة من الخدمات والبرامج الثقافية والإعلامية؛ إذ يتاح لهم الحضور المباشر لتلك البرامج، كما يمكنهم الاستفادة منها عبر البث التلفزيوني المباشر في الغرف الخاصة بإسكانهم في مشعر منى، إضافة إلى عدد من المحاضرات التي تقام في مشعر عرفات.

اقرأ أيضاًالمملكة“الموارد البشرية” تطلق خدمتَي “أجير الحج”  و”التأشيرات الموسمية” لموسم الحج الجاري

ويتميز برنامج حجاج الصندوق بحفل معايدة في العاشر من ذي الحجة، يضم جميع المشاركين، وتقام فيه مجموعة من المسابقات والفعاليات والبرامج المميزة.

وتأتي مبادرة حملة حج هذا العام ضمن الأعمال التي يقدمها الصندوق من رعاية وتمكين للمستفيدين، وفقًا للتوجيهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس أمناء صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين -حفظهما الله-، لتقديم الدعم والرعاية لمستفيدي الصندوق.

يذكر أن صندوق الشهداء يسعى إلى تقديم خدمات متنوعة وبرامج مستدامة، تلبي احتياجات مستفيديه، وتقديم الرعاية والتمكين والتكريم لهم، إلى جانب القيام بأعمال خيرية يعود أجرها وثوابها لهم.

مقالات مشابهة

  • مدير «الدراسات العربية»: لا يوجد قطب يستطيع أن يمارس نفوذا في الكون كله
  • تدشين المرحلة الثانية من مشروع أتمتة أعمال صندوق النظافة بإب
  • عددهم 500.. "صندوق الشهداء" يستعد لاستقبال الحجاج من مستفيديه
  • صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين يستعد لاستقبال حجاج حملته
  • «الدعيلج»: نعمل على رفع السعة الاستيعابية واستكمال المشاريع في جميع مطارات المملكة
  • نائب أمير جازان يستقبل مدير صندوق التنمية الزراعية بالمنطقة
  • محافظ الفيوم: نعمل من خلال منظومة متكاملة بمختلف القطاعات خاصة الخدمية والتنموية
  • اليمن وقطر توقعان مذكرة تفاهم لدعم التمكين الاقتصادي ومعالجة البطالة لدى الشباب
  • اليمن وقطر توقعان على مذكرة تفاهم توفر فرص عمل لأكثر من 98 ألف شاباً وشابة
  • رئيس «الطيران المدني»: نعمل على رفع السعة الاستيعابية واستكمال المشاريع في جميع مطارات المملكة