لا يزال العلماء والشركات حول العالم يضعون سطح القمر تحت مرمى أنظارهم، في سباق على الوصول إلى الموارد والهيمنة على الفضاء، ما جعل الأمور في هذا الشأن تتطور يومًا بعد يوم، ما يبشر بعصر جديد لمحاولة استكشاف القمر في ظل المهمات الرحلات المستمرة إلى هناك.

«وكالة ناسا تريد إعادة البشر إلى القمر»، هكذا تحدثت شبكة «بي بي سي» البريطانية، عن نية رواد فضاء أرتميس في الهبوط إلى هناك في عام 2026، بينما تؤكد الصين إنها سترسل البشر إلى القمر بحلول عام 2030، وبدلاً من الزيارات العابرة، تهدف الخطة إلى بناء قواعد دائمة، مشيرة إلى أنه في عصر تجدد سياسات القوى العظمى، يمكن أن يؤدي هذا السباق الفضائي الجديد إلى تصدير التوترات على الأرض إلى سطح القمر.

وحذر جاستن هولكومب، عالم الجيولوجيا من جامعة كانساس من تأثير هذا السباق، مؤكدًا: «علاقتنا بالقمر ستتغير جذريًا قريبًا جدًا، إذ إن سرعة استكشاف الفضاء الآن تتجاوز قوانين الأرض.

هل تستطيع أي دولة امتلاك القمر؟

وتنص اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1967، على أنه لا يمكن لأي دولة أن تمتلك القمر، وبدلاً من ذلك، فإن معاهدة الفضاء الخارجي التي تحمل اسمًا خياليًا تقول إنه ملك للجميع، وأنّ أي استكشاف يجب أن يتم لصالح البشرية جمعاء ولصالح جميع الدول.

وعندما تزايدت التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي بعد الحرب العالمية الثانية، كان الخوف من أنّ يصبح الفضاء ساحة معركة عسكرية، وبالتالي فإنّ الجزء الأساسي من المعاهدة كان عدم جواز إرسال أي أسلحة نووية إلى الفضاء، وقد اشتركت فيه أكثر من 100 دولة، إلا أنّ عصر الفضاء الجديد يبدو مختلفًا عن ذلك الوقت، وتعد أحد تغييراته الرئيسية أنّ مهمات القمر الحديثة ليست مجرد مشروعات للدول، بل منافسة بين الشركات أيضًا، بحسب التقرير.

منافسة شرسة للسيطرة على موارد القمر

في يناير من العام الجاري، أعلنت بعثة تجارية أمريكية تدعى بيريجرين، أنها ستأخذ رمادًا بشريًا وعينات من الحمض النووي ومشروبًا رياضيًا، إلى القمر، إلا أنّ تسرب الوقود أدى إلى عدم وصولها إلى هناك، والتنافس على امتلاك القمر، يكمن في أنّ أي دولة تتمتع بصناعة فضائية ناجحة يمكنها أن تحقق دفعة كبيرة للاقتصاد في ظل موارده غير المحدودة، فعلى الرغم من أن التضاريس القمرية تبدو قاحلة إلى حد ما، إلا أنها تحتوي على معادن وعناصر أرضية نادرة مثل الحديد والتيتانيوم والهيليوم أيضًا.

وتختلف تقديرات قيمة كل هذا بشكل كبير، لذلك من السهل أنّ نرى لماذا يرى البعض القمر كمكان لكسب الكثير من المال، ومع ذلك، من المهم أيضًا ملاحظة أن هذا سيكون استثمارًا طويل الأجل جدًا، وأن التكنولوجيا اللازمة لاستخراج هذه الموارد القمرية وإعادتها ما زالت بعيدة المنال، بحسب التقرير.

«المورد الذي يمكن أن يكون عليه الطلب الأكبر هو الماء»، هكذا أوضحت سارة راسل، أستاذة علوم الكواكب في متحف التاريخ الطبيعي: «عندما تم تحليل صخور القمر الأولى التي أعادها طاقم أبولو، كان يُعتقد أنها جافة تمامًا، ولكن بعد ذلك حدث نوع من الثورة منذ نحو 10 سنوات، واكتشفنا أن لديهم آثارًا قليلة من الماء داخل بلورات الفوسفات»، مشيرة إلى تجميد احتياطيات من الجليد المائي داخل الحفر المظللة  على القمر بشكل دائم، ويمكن للزوار المستقبليين استخدام المياه للشرب وتوليد الأكسجين، كما يمكن لرواد الفضاء استخدامها في صنع وقود الصواريخ، عن طريق تقسيمه إلى هيدروجين وأكسجين، مما يسمح لهم بالسفر من القمر إلى المريخ وما بعده.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القمر الفضاء ناسا

إقرأ أيضاً:

ماذا سيحدث إذا ولد طفل في الفضاء؟

#سواليف

مع تسارع خطط البعثات إلى #المريخ، تبرز أسئلة محيرة حول قدرة #الجسم_البشري على التكيف، خاصة فيما يتعلق بالحمل و #الولادة في الفضاء.

وقد كشفت أحدث الدراسات العلمية عن مخاطر مروعة يمكن أن تواجه أي محاولة للإنجاب خلال رحلات الفضاء البعيدة، في تحذير صارخ يهدد أحلام استعمار الكواكب الأخرى. فبحسب فريق من الباحثين المتخصصين، فإن البيئة الفضائية القاسية تشكل تهديدا وجوديا للأجنة و #الأطفال حديثي الولادة.

وتبدأ القصة من لحظة #الإخصاب، حيث توضح الدراسات أن ثلثي الأجنة البشرية ( 66%) في ظروف الأرض الطبيعية تنتهي بالإجهاض التلقائي، وهي نسبة مرشحة للارتفاع بشكل كبير في #الفضاء بسبب الظروف القاسية.

مقالات ذات صلة زلزال بقوة 8.8 درجات يضرب شرق روسيا ويتسبب بتسونامي وأوامر إخلاء بدول / شاهد 2025/07/30

ففي رحم الأم في الفضاء، سيواجه الجنين تحديين رئيسيين: انعدام الجاذبية والإشعاع الكوني.

انعدام الجاذبية

رغم كونه عائقا أمام عملية الإخصاب الميكانيكية، قد لا يؤثر بشكل جذري على استمرار الحمل بعد انغراس الجنين. والمفارقة تكمن في أن الجنين ينمو أساسا في بيئة تشبه انعدام الوزن داخل السائل الأمنيوسي. لكن الولادة نفسها ستكون تجربة صعبة، حيث تطفو السوائل والأجسام بحرية، ما يجعل عملية التوليد والعناية بالمولود أكثر تعقيدا بآلاف المرات مقارنة بالأرض.

اﻹشعاع الكوني

يأتي الخطر الحقيقي من الإشعاع الكوني – تلك الجسيمات الذرية عالية الطاقة التي تسير بسرعة الضوء. فعلى الأرض، يحمينا الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي، لكن في الفضاء، تصبح هذه الجسيمات القاتلة تهديدا يوميا.

وقد تكون إصابة واحدة من هذه الجسيمات للجنين في الأسابيع الأولى قاتلة، ومع تقدم الحمل، يزداد الخطر حيث يصبح الرحم والجنين هدفا أكبر للإشعاع، ما يزيد احتمالية الولادة المبكرة ومضاعفاتها الخطيرة.

وسيواجه الأطفال المولودون في الفضاء تحديات تنموية فريدة. فمن دون جاذبية، كيف سيتعلم الرضيع رفع رأسه أو الزحف أو المشي؟ هذه المهارات التي نعتبرها بديهية تعتمد كليا على وجود جاذبية أرضية. كما أن التعرض المستمر للإشعاع قد يؤثر على النمو العقلي والإدراكي لهؤلاء الأطفال.

ورغم هذه التحديات، لا يستبعد العلماء إمكانية نجاح الحمل الفضائي في المستقبل. لكن الطريق طويل ويتطلب حلولا مبتكرة للحماية من الإشعاع، ومنع الولادة المبكرة، وضمان نمو صحي في بيئة منعدمة الجاذبية.

وحتى ذلك الحين، تبقى فكرة “أول طفل يولد في الفضاء” حلما علميا يحتاج إلى الكثير من البحث والتجريب قبل أن يصبح حقيقة.

مقالات مشابهة

  • التونسي الجوادي يحرز ذهبية 800 متر ببطولة العالم للسباحة
  • الجانب الخفي في مسيرة لطفي لبيب.. كاتب وسيناريست وجندي في حرب أكتوبر
  • ماذا سيحدث إذا ولد طفل في الفضاء؟
  • كاتب إسرائيلي: تجويع غزة لا يمكن تبريره للعالم
  • العالم ينتفض بوجه الاحتلال.. مطالبات بوقف الحرب في غزة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة
  • ست اتجوزت رجلين في فرح واحد.. حالة غريبة تشعل السوشيال ميديا في العالم | اعرف القصة
  • فريق تويوتا جازو للسباقات يحقق فوزًا تاريخيًافي رالي إستونيا
  • ماكنتوش في أفضل حالاتها في مونديال السباحة
  • رئيس اللجنة الأولمبية القطرية النائب الأول لـ"أنوك" يتوج الفائزين في سباق 400 متر سباحة حرة للرجال في بطولة العالم للألعاب المائية
  • الألماني لوكاس مارتنز يتوج بذهبية 400 متر حرة في بطولة العالم للألعاب المائية