أيام تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك، والذي يسعى فيه كل مسلم مقتدر للتقرب لله عز وجل بالأضحية، والتي تحوي أدابًا عظيمة وفضل كبير.

وأجاب الأزهر على سؤال ورد له يقول"يزعم البعض أن الأضحية في مِنى أثناء الحج عادة جاهلية تؤدي إلى إهدار الأموال، وتبديد الثروات، حيث تتكدس اللحوم في " منى " حتى يتعفن بعضها، ويدفن بعضها الآخر، ولا يستفاد من معظمها"، ليؤكد أن هذا الزعم عارٍ عن الصحة، حيث أنه ينبغي علينا أن نعلم أن الهدي هو ما يهدى من النَّعم أي يذبح تقربًا إلى الله تعالى، وهو ثابت بالقرآن والسنة والإجماع.

وأوضح الأزهر عبر بوابته الإلكترونية، أن الأضحية امتثال لأمر الله عز وجل وتقواه وهذه هي الغاية السامية من الأضحية، يقول سبحانه وتعالى:" لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ.. الآية (الحج:٣٧).

وأكد الأزهر أن المتأمل لهذه الشعيرة يجد أن لها كثيرًا من الحِكم والمقاصد ، منها: 

إحياء هذه الموعظة التي يذكرها الله -عز وجل- للمسلمين، من خلال تلك القصة التي أجراها الله على يد نبيه وخليله إبراهيم وابنه عليهما السلام، والتي احتوت على مسألة الذبح والفداء.إماتة الشح والأنانية في صدر المسلم، فالحاج حينما يقدم أضحيته التي اشتراها بماله إلى غيره، فيأكل منها الفقراء والمساكين، فذلك يحيي في قلبه معنى العطاء والبذل، ويميت فيه الشح والأنانية.امتثال أمر الله عز وجل وتقواه وهذه هي الغاية السامية من الأضحية، يقول سبحانه وتعالى: " لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ.. الآية (الحج:٣٧).

كما أن الإسلام حينما شرع الأضحية جعل لها آدابًا عظيمة، وأرشد المسلمين إلى الطريقة المثلى للانتفاع بلحوم الأضاحي، ومن ذلك:

تعدد أيام النحر: فلم يحصرها الإسلام في يوم بعينه بل جعلها أربعة أيام، يوم النحر وثلاثة بعده.أن يأكل الإنسان من هديه، يقول عز وجل: " فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ"(الحج: ٣٦)، وقد أكل النبي صلى الله عليه وسلم من هديه، فالإسلام يخالف بذلك أهل الجاهلية؛ إذ كان أهل الجاهلية لا يأكلون من هديهم، بل كان يحرِّم أحدهم الأكل من لحم أضحيته.التصدق على الغير: فيسن في الأضحية أن يتصدق صاحبها بالثلث، أو بأكثر من ذلك، فالقانع والمعتر في الآية السابقة أي: الفقير والزائر، بل وأجاز الإسلام إعطاء الأغنياء من لحوم الأضاحي.جواز التصدق بلحوم الأضاحي خارج "مكة" إذا زادت عن حاجة أهلها، ونقلها إلى من يستحقها من فقراء المسلمين في أي مكان في مشارق الأرض ومغاربها، وهذا ما يفعله المسلمون الآن من خلال المؤسسات المختصة.أن الإسلام أباح ادخار لحوم الأضاحي إذا زادت عن حاجة الناس، فلم يشترط وقتا محددا للانتفاع بها، بل جعل ذلك جائزا في العام كله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث ليتسع ذو الطول على من لا طول له، فكلوا ما بدا لكم وأطعموا وادخروا" سنن الترمذي ت بشار (3/ 146)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: " كلوا وأطعموا وادخروا " صحيح البخاري (7/ 103) إ.

وأكد الأزهر أن الإسلام لا يدعو إلى الإسراف، وإهدار الأموال بلا فائدة، كما يزعم البعض، بل حرص كل الحرص على أن تتفق عبادته مع منهجه العام، وهو منهج الاعتدال والوسطية.

 وشدد الأزهر على أنه لو اتبع المسلمون هذه الآداب التي تتعلق بالتضحية والهدي في موسم الحج  لما وُجد إهدار للحوم الأضاحي، ولو وجدنا  تقصيرًا من بعض المسلمين في اتباع هذه الآداب فهذا ليس معناه أن الخطأ في الإسلام، أو في شعيرة الهدي نفسها، وإنما الخطأ والعيب في تصرفات بعض المسلمين التي تكون بعيدة عن منهج الإسلام في عدم التبذير وضياع الأموال.

المستحب في تقسيم الأضحية

وعن تقسيم الأضحية أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن تقسيم وتوزيع لحم الأضحية يُسن للمضحي أن يأكل من أضحيته، وأن يدخر منها، وأن يُهدي لأقاربه، ويتصدق على الفقراء، واستحب بعض أهل العلم أن يأكل الثلث، ويتصدق بالثلث، ويُهدي الثلث وقيل: بل يأكل النصف، ويتصدق بالنّصف قال تعالى: {كُلُوا مِنْهَا وَأَطْعَمُوا الْبَائِسَ الْفَقِير. (سورة الحج)، وقال في أمر التقسيم هذا: «فَكُلُوا وَادْخِرُوا وَتَصَدِّقُوا». أخرجه مسلم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأضحية عيد الأضحي عيد الأضحى المبارك القرآن القرآن والسنة الحاج أيام النحر لحوم الأضاحي موسم الحج تقسيم الأضحية الأزهر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عز وجل

إقرأ أيضاً:

الأزهر: استحضار الأحزان مرهق للنفس فاحرص على ما ينفعك واستعن بالله

حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عبر صفحته الرسمية على “فيس بوك”، من التفكير فيما مضى واستحضار ما يجدد الأحزان لأنه شاق على النفس البشرية ويجعل الإنسان فى صراع داخلي.

وقال الأزهر للفتوى: “إن إرهاق النفس بالتفكير فيما مضى، واستحضار ما يجدد الأحزان، أمر شاق على النفس، قد يبعد الإنسان عن هدفه، أو يدخله في حالة صراع مع نفسه”. 

واستدل بما جاء عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضّعِيفِ، وَفِي كُلِّ خَيْرُ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَز..». أخرجه مسلم.

وفد أزهري يزور «برخيل» بسوهاج لدعم الأهالى وكشف غموض الحرائق بمنازلهمعلي جمعة: الخطأ من شيم النفس البشرية وعلى المسلم أن يتوب ويتسامح مع نفسه والآخرينحكم إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. أمينة الفتوى توضحهل الابتلاء دليل محبة الله أم عقوبة؟.. أزهري يوضحعلاج الضيق والهم بالقرآن

وعلاج الضيق والهم بالقرآن من الأمور التي كشف عنها إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وزير الأوقاف الأسبق، خلال خواطره الإيمانية حول كتاب الله تبارك وتعالى، حيث يقول: “يجب على المسلم حين يقرأ القرآن الكريم أن يتصور أنه يسمع الله يتكلم، ويلغى المتكلم الواسطة”.

ولفت “الشعراوي” في حديث له إلى أن هناك 4 أسرار في القرآن قد استنبطها الإمام جعفر الصادق، تزيل ما يعترى النفس الإنسانية من أشياء قد تفسد عليها حياتها وتكدر عليها صفاءها، منها لمن يريد الدنيا وزينتها، ومن يشعر بالغم، ولمن يخاف، ولمن مُكر به.

وأشار إلى أن الإمام الصادق قال في وصفه علاجا لمن يخاف: عجبت لمن خاف ولم يفزع إلى قول الله تعالى “حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ” والشاهد فى هذا قوله فيما بعد إنني سمعت الله عقبها يقول “فانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ”، مشدداً : "انظروا إلى شدة صفاء الإمام جعفر فى استقبال كلام ربه حينما قال" فإني سمعت الله عقبها يقول" كأن الله يتكلم مع أنه كان يسمع من قارئ أو يقرأ هو، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن".

ونوه الشعراوي إلى أنه بذلك قد أعطى سيدنا جعفر وصفة للخوف الذى يعترى الإنسان، لأن كل ما يخيفك دون قوة الله، وما دام كل ما يخيفك دون قوة الله فأنت قولت حسبنا الله ونعم الوكيل فى مواجهة ما يخيفنى، موضحاً أن الخوف هو قلق النفس من شيء تعرف مصدره.

وفي وصفة لعلاج من يشعر بالغم، قال الإمام جعفر الصادق: وعجبت لمن اغتم ولم يفزع إلى قول الله سبحانه وتعالى"لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" فإنى سمعت الله بعقبها يقول “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ” وتلك ليست خصوصية له بل “وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ”، موضحا أن الغم كآبة النفس من أمر قد لا تعرف مصدره فهو عملية معقدة نفسية.

ولمن مكر به، قال الإمام جعفر الصادق: "وعجبت لمن مكر به -أي كاد الناس له، والإنسان لا يقوى على مواجهة كيد الناس وائتمارهم فيفزع إلى رب الناس- ولم يفزع إلى قول الله تعالى “وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ”، فإنى سمعت الله بعقبها يقول “فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا”.

وفي وصفة لمن يريد الدنيا وزينتها، قال الإمام جعفر الصادق: وعجبت لمن طلب الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قول الله “مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه”، فإني سمعت الله بعقبها يقول “إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا، فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ”.

وشدد وزير الأوقاف الأسبق، على أن هذه وصفات أربعة لما يعترى النفس الإنسانية من أشياء قد تفسد عليها حياتها وتكدر عليها صفاءها.

طباعة شارك الأزهر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية التفكير فيما مضى استحضار ما يجدد الأحزان إرهاق النفس إرهاق النفس بالتفكير فيما مضى الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ علاج الضيق والهم بالقرآن القرآن علاج الضيق والهم

مقالات مشابهة

  • جامعة كفر الشيخ الأهلية تعلن قيمة المصروفات الدراسية للعام الجديد 2025 - 2026
  • محافظ المنوفية يتفقد الدفعة الثانية لمشروع صكوك الأضاحي لتوزيعها على الأسر
  • ما يستحب للمسلم فعله بعد صلاة الوتر؟ الأزهر يجيب
  • الأزهر: استحضار الأحزان مرهق للنفس فاحرص على ما ينفعك واستعن بالله
  • توفيق عكاشة: الصورة السلبية التي تُسوَّق عن الإسلام تعود إلى أفعال جماعات متطرفة
  • انتبه .. حالة واحدة لا يكون الابتلاء سببا في رفع درجات العبد
  • وزير الخارجية العراقي: الحوار والتفاوض هما السبيل الأمثل لحل الخلافات الإقليمية
  • الأوقات التي تُكرَه فيها الصلاة؟.. الإفتاء توضح
  • هل الحر الشديد غضب إلهي؟.. عضو الأزهر للفتوى يجيب
  • طوال العامين الماضيين ظللت أعتذر عن دعوات الزواج التي قدمت لي من الأهل والمعارف