هامبورج (رويترز)
تعاند كرة القدم الحديثة في بعض الأحيان رأس الحربة العملاق، لكن البديل الهولندي فاوت فيخورست أنقذ فريقه، وأظهر قيمة اللاعب رقم (9) في الفوز 2-1 على بولندا في بطولة أوروبا 2024.
وهيمن الهولنديون على المباراة أمام منتخب بولندا الذي اعتمد على الدفاع مع تحين أي فرصة لشن هجمات مرتدة.
لكن المباريات تحسمها الأهداف، وإذا أرادت هولندا أن تذهب بعيداً في البطولة يتعين عليها استغلال الفرص، بعدما أهدرت الكثير منها في هامبورج.
بدأ الهولنديون المباراة بثلاثي هجومي مؤلف من كودي جاكبو وممفيس ديباي وتشافي سيمونز الذين ركضوا كثيراً وصنعوا سلسلة من الفرص.
واستحوذ الفريق على الكرة بنسبة 64 في المئة وسدد 20 كرة على المرمى، لكن باستثناء تسديدة جاكبو التي أبدلت اتجاهها في الدقيقة 29، ليعادل النتيجة، أخفقت هولندا في الاستفادة من المحاولات الأخرى.
ومع تلاشي آمال هولندا في افتتاح مشوارها في المجموعة الرابعة بفوز، استدعى المدرب رونالد كومان اللاعب فيخورست من على مقاعد البدلاء في الدقيقة 81 وهو أحد التغييرات العديدة التي أجراها، بينما كان يتطلع إلى تحويل الدفة لصالحهم.
وبعد دقيقتين، تقدمت هولندا، عندما استفاد فيخورست من تمريرة نيثن آكي ليسدد الكرة في الشباك.
وهز فيخورست، الذي شارك بديلاً مع هولندا، حين كانت متأخرة 2-صفر أمام الأرجنتين في كأس العالم 2022 ليسجل هدفين، الشباك من آخر ثلاث محاولات له في بطولات كبرى.
وتأكيداً على مؤهلاته الفائقة، كانت هذه هي المباراة الثالثة على التوالي التي يشارك فيها بديلاً ليسجل لصالح هولندا.
وقال المهاجم الهولندي السابق والمحلل التلفزيوني بيير فان هويدونك «الرقم 9 الحقيقي يعرف بالضبط أين يجب أن يكون ليسجل هذا النوع من الأهداف».
والذين تابعوا مسيرة فيخورست على مستوى الأندية، ربما يشعرون بأنهم يشاهدون لاعباً مختلفاً عن النسخة التي يستمتع بها الهولنديون حالياً.
ولم يسجل أي أهداف في 17 مباراة بالدوري خلال فترة إعارة باهتة مع مانشستر يونايتد الموسم الماضي، بينما سجل هذا الموسم سبعة أهداف في 28 مباراة مع هوفنهايم في الدوري الألماني.
وقد سجل الرقم نفسه مع هولندا هذا الموسم في 11 مباراة.
ورغم أن الفوز كان مستحقاً، فإن بولندا يمكن أن تحصل على بعض العزاء من العرض القوي الذي قدمته، إذ توقع كثيرون هزيمة أثقل.
وكان هناك بعض الذعر بين المشجعين البولنديين بعد أن تأهلوا بصعوبة إلى البطولة في أعقاب مشوار سيء بالتصفيات حتى لو كان مستواهم مؤخراً يظهر المزيد من الأمل.
وفي ظل غياب الهداف التاريخي روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل 82 هدفاً في 150 مباراة دولية، بسبب الإصابة، كانت المهمة دائماً صعبة.
وهناك مناسبات يمكن أن تكون فيها خسارة أفضل لاعب لديك نعمة مستترة، إذ يضطر الفريق الذي أصبح يعتمد بشكل مفرط على تألق لاعب بعينه إلى إعادة التفكير.
وانبرى آدم بوكسا لهذه المناسبة، بعدما حل محل ليفاندوفسكي، ولم يكتفِ المهاجم الذي يبلغ طوله 1.93 متر بافتتاح التسجيل للبولنديين بل تسبب في صداع كبير لدفاع هولندا.
وقد يكون ليفاندوفسكي جاهزاً لمباراة بولندا الثانية بالمجموعة أمام النمسا يوم الجمعة، لكن بوكسا يأمل أن يكون قد قدم بالفعل أوراق اعتماده للاستمرار.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كأس أمم أوروبا يورو 2024 ألمانيا هولندا بولندا
إقرأ أيضاً:
ما حكم رفض الرجل الإنفاق على علاج زوجته؟.. أمين الإفتاء يُجيب
قال الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن إنفاق الزوج على زوجته في حال مرضها واجب شرعي وأخلاقي، مشددًا على أن الشرع لا يُجرد الإنسان من مروءته، بل يؤسس لعلاقات قائمة على الرحمة والتراحم بين الزوجين.
وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء: "الله سبحانه وتعالى جعل الرحمة أساسًا في العلاقات بين عباده، القوي يرحم الضعيف، والغني يرحم الفقير، والزوج يرحم زوجته، والزوجة كذلك، نحن نعيش بالتراحم، وجعل بينكم مودة ورحمة، فكيف يتخيل البعض أن زوجًا يرى زوجته تتألم ثم يقول: لست ملزمًا بعلاجها؟! أين المودة؟ أين الرحمة؟".
وأشار الدكتور عويضة عثمان إلى أن البعض قد يستند إلى نصوص فقهية جزئية أو أقوال فقهاء صدرت في سياقات تاريخية معينة، لكنه تساءل مستنكرًا: "هل هناك نص شرعي يمنع الإنسان من المروءة؟ هل يوجد نص يمنع الرحمة؟! هذا الفهم بعيد عن جوهر الدين، نحن في زمن نحتاج فيه أن نتحدث عن الأخلاق، عن المروءات، عن التراحم حتى تستقر البيوت وتستقيم الحياة".
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية "حتى لو قال بعض الفقهاء إنه ليس واجبًا على الزوج علاج زوجته، فالواقع والمروءة والخلق والدين كلها تقول عكس ذلك.. الزوجة تتحمل وتصبر وتخدم بيتها، وتضحي بكل شيء من أجل سعادة زوجها وأولادها، فهل يُعقل أن تُترك وقت مرضها؟".
واستشهد بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها حين قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: وا رأساه!، فقال لها: بل أنا وا رأساه يا عائشة، متسائلًا : "هل هذا نبي الرحمة الذي نحتذي به؟ هل يقال بعد هذا إن الزوج غير مكلف؟ بل مكلف شرعًا، وأعظم من التكليف، مكلف إنسانيًا وخلقيًا".
وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية أن الحياة الزوجية لم تُبْنَ على المعاملة بالمجرد من النصوص، بل على التكامل والتراحم، قائلاً: "سيدنا علي رضي الله عنه قال للسيدة فاطمة: (أنا أكفيكِ خارج البيت وأنتِ تكفيني داخله)، هذا هو التعاون، وهذا هو الأصل في بيت النبوة، فكيف نحيد عن هذا المنهج؟!".