الأردن: نقابة المعلمين والإصرار على تسييس الأزمة؟
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
الأردن: نقابة المعلمين والإصرار على تسييس الأزمة؟
يعلن نشطاء النقابة أن عودة نقابتهم هو الهدف والأساس وبعيدا عن كل معطيات ما يصفونه باتهامات لها علاقة بتسييس العمل النقابي أو بوجود أجندة سياسية.
المعلم الأردني اليوم لا يقف عند إصراره على عودة نقابته، بل يشعر أن الإلحاح على بقاء ملف النقابة معلقا استهداف غير مبرر ووصفة باتجاه تصعيد بلا ضرورة.
وفقا لمحللين متمرسين بقراءة ما بين الأسطر انتهى التأزيم قبل 3 سنوات مع نقابة المعلمين بشرخ أفقي وأزمة وطنية الطابع ووصل انسداد الأفق مرحلة متقدمة.
الإصرار بعد نفض الغبار عن كل الملفات القضائية وحسمها على بقاء الجسم الضخم من المعلمين بلا نقابة يثير القلق من تداعيات سلسلة أزمات صغيرة في ظرف بالغ الحساسية اقتصاديا ومعيشيا.
ماذا يمنع أكاديميا وازنا مثل وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي المحافظة من تشكيل لجنة مؤقتة تدير النقابة المعطلة والدعوة لانتخاب هيئة عامة يقترح فيها جمهور النقابة الضخم مجلسا لإدارتها.
* * *
المقاربة التي تصر وتلح على تسييس ملف نقابة المعلمين الأردنيين أصبحت أقرب إلى وصفة تأزيم دائمة ينتج عنها جرح نازف في عمق المجتمع الأردني بدون مبادرات منتجة محليا وحكوميا تحاول الإجابة على الأسئلة العالقة.
طرحنا سؤالا الأسبوع الماضي عن الأسباب التي تمنع أكاديميا وازنا ويعتد به مثل وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي المحافظة من تشكيل لجنة مؤقتة تدير مصالح النقابة المتعطلة ثم الدعوة إلى عقد انتخابات للهيئة العامة يقترح فيها جمهور النقابة الضخم مجلسا لإدارة نقابته.
بوضوح شديد لا يوجد لدى الحكومة جواب محدد إلا إذا كانت المؤسسة الرسمية بصدد الإصرار على تسييس الفعل ورد الفعل، أو إلا إذا وجدت أطراف لها مصلحة في الإدارة العامة ببقاء جرح المعلمين النازف استثمارا ما والذين لا يمكن لا وطنيا ولا دستوريا القبول بفكرة استمرار مكوثهم على رصيف الغموض، فالجسم التعليمي الذي يمثل عددا ضخما من الأردنيين المخلصين يزيد عن مئة ألف معلم لديه نقابة وحقوق تمثيل لكن هذا التمثيل يتم تعطيله حاليا.
ولا تبلغ وزارة التربية والتعليم الرأي العام بالموجبات والخلفيات التي تمنع المبادرة إلى تنظيم انتخابات تحسم الجدل وسط حالة حيرة وارتباك تجتاح مسؤولي الوزارة وجمهور نقابة المعلمين معا، مع ان كل نشطاء النقابة بصدد إعادة تنظيم خطوطهم الآن.
ويعلنون بأن عودة نقابتهم هو الهدف والأساس وبعيدا عن كل معطيات ما يصفونه باتهامات لها علاقة بتسييس العمل النقابي أو بوجود أجندة سياسية.
وفقا لمحللين متمرسين بقراءة ما بين الأسطر انتهى التأزيم قبل 3 سنوات مع نقابة المعلمين بشرخ أفقي وأزمة وطنية الطابع ووصل انسداد الأفق إلى مرحلة متقدمة.
لكن الإصرار وبعد نفض الغبار عن كل الملفات القضائية وحسمها على بقاء الجسم الضخم في القطاعين العام والخاص من المعلمين بلا نقابة يثير القلق من تداعيات سلسلة أزمات صغيرة أيضا خصوصا في ظرف حساس ومغرق بالحساسية اقتصاديا ومعيشيا.
البلاد عموما تتحضر لمسارات التمكين الاقتصادي والتحديث السياسي ورئيس اللجنة الملكية للتحديث السياسي سمير الرفاعي قال علنا قبل أشهر بأن المكون التعليمي أساسي في التعليم والتثقيف مقترحا بين الأسطر بأن الأزمة التي تحمل اسم نقابة المعلمين لا بد من معالجتها لتثبيت أركان خطة تحديث المنظومة السياسية.
لا يجوز برأي النائب المخضرم خليل عطية ان يبقى المعلم الأردني بلا نقابة ولا يجوز ان ينطلق مسار التحديث السياسي مع معلم حائر ومناخات خالية من الثقة بين المعلمين ومؤسسات القطاع العام المختصة.
رغم ذلك لا يمكن تلمس إلا أزمة صمت مطبق تنسلخ عنها ومنها سلسلة أزمات أخرى والموقف بدا محتدا وحائرا لأن المعلم الأردني اليوم لا يقف عند حدود إصراره على عودة نقابته ودورها وواجبها بل يشعر بان الإلحاح على بقاء ملف النقابة معلقا استهداف غير مبرر ووصفة باتجاه تصعيد يمكن الاستغناء عنه.
الحكومة مجددا وفي بعض الملفات المفخخة سياسيا وشعبيا مثل نقابة المعلمين كل ما تفعله كسب المزيد من الوقت والرأي القانوني الوطني قاله القاضي والمرجعي الحقوقي الدكتور لؤي عبيدات عندما سأل علنا عن عدم وجود مسوغ قانوني لتباطؤ الحكومة في القيام بخطوات استحقاق مطلوبة بشأن ملف نقابة المعلمين.
المنقول عن وزير التربية من روايات هنا وهناك يشير أن الحكومة تعلم ما ينبغي ان تفعله والخطوات المقصودة هي تشكيل لجنة إدارة مؤقتة لمقرات ومصالح مكاتب نقابة المعلمين ثم تمكين هذه اللجنة وفتح فروع ومكاتب النقابة المغلقة وأخيرا الدعوة إلى تحديد وقت لانتخابات الهيئة العامة.
واضح ان السيناريو مرتبط بخيارات الدولة وليس الحكومة فقط. والأوضح ان بقاء أفرع ومكاتب النقابة مغلقة إلى أجل غير مسمى بسبب الإغراق في حسابات هنا أو هناك سلوك بيروقراطي قد تنقصه الحكمة ولا يمكنه ان يشكل غطاء طويل الأمد بدون توجيه رسائل قد تكون غير مقصودة للمعلم الأردني وأيضا بدون استفزاز المعلمين.
وعمليا لا مصلحة لأي طرف بما في ذلك الدولة باستمرار عملية استفزاز لشرائح ومكونات الجهاز التعليمي وحتى وان كان الأمر مرتبطا بتهمة اختطاف النقابة من قبل أقلية ما لأن جمهور النقابة بطبيعته أصلا غير مسيس.
وما يطالب به المعلمون اليوم هو فك أسر نقابتهم وتحريرها بعدما طالت الأزمة وصعدت جميع الأطراف بموجبها على الشجرة.
الانتظار صعب قليلا ومعقد ومكاتب النقابة مغلقة منذ عامين وواجب الحكومة الاشتباك، لأن الفارق بين وجود نقابة تمثيلية وعدم وجودها يمكن ان تتسلل منه وطنيا مؤشرات وعناصر الإحباط والسلبية وأحيانا العدمية.
*بسام البدارين كاتب صحفي وإعلامي أردني
المصدر | القدس العربيالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الأردن نقابة المعلمين وزير التربية والتعليم نقابة المعلمین على بقاء
إقرأ أيضاً:
ماجد القرعان يكتب : شركات المواقع الإلكترونية… من يعلق الجرس ؟
#سواليف
كتب .. #ماجد_القرعان
يبدو ان ( البعض ) في وطني لا يريدون ان يواكب #الأردنيون ما يشهده العالم من تطورات في مختلف المجالات كما هي رؤيا قائد الوطن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وسنده الأمين المفعم بالحيوية والنشاط ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله أعانهم الله وسدد على دروب الخير خطاهم لمواصلة مسيرتنا الخالدة .
لا ابالغ ان قلت ان سوداوية وقصر نظر هذا ( البعض ) ما زال بالنسبة لي بمثابة لغز يُحيرني لكن خشيتي وخوفي منبعه حين يكون من ضمن هؤلاء ( البعض ) من هم بمواقع صنع القرارات والتخطيط لرفعة وازدهار وطني .
مقالات ذات صلةمناسبة الحديث ما تعانيه #شركات_المواقع_الإخبارية الإلكترونية التي وبدون مبالغة يعمل فيها من ممتهني #الإعلام بمختلف انواعه ومستوياته أكثر من العاملين في باقي المؤسسات الإعلامية في وطني والتي مرجعيتها القانونية كل من وزارة الصناعة والتجارة والتموين وهيئة الإعلام وعلاقتها بنقابة الصحفيين محددة من قبل هيئة الإعلام التي تشترط لتأسيسها ان يتولى رئاسة تحريرها عضو مسجل في #نقابة_الصحفيين مضى على عضويته اربع سنوات ليتحمل بحسب مفهومي كافة المسؤوليات القانونية ويكون المسؤول الأول أمام القضاء حيال ما تنشره هذه المؤسسات الإعلامية .
ومما لا شك فيه شاء من شاء وأبى من أبى ان هذه الشركات الإعلامية التي غالبية من يعملون فيها هم اردنيون وبغض النظر عن مؤهلاتهم يعملون بالمهن الإعلامية المتعارف عليها (محرر مندوب مصور مونتير مخرج مدير تحرير…الخ ) تحت أمرة صحفي عضو بنقابة الصحفيين يتحمل مسؤولية انتاجهم من مواد اعلامية وان عدم حصولهم على عضوية نقابة الصحفيين سببه الشروط التعجزية التي ما زالت تعتمدها نقابة الصحفيين .
المؤكد ان لا احد يستطيع ان يُنكر انها اصبحت جزءا هاما ورئيسيا من عصب الإعلام الوطني ومواقفها مشهودة للقاصي والداني والعاملون فيها هم حراس الكلمة وخط دفاع رئيسي وهام يُعزز من مكانة الأردن دوليا في حماية الحريات والتعبير عن الراي الى جانب مسؤولياتهم في مواجهة اية تداعيات قد تعصف بالوطن محليا وعالميا .
الجديد الذي طفا على السطح مؤخرا موقف لمجلس نقابة الصحفيين الجديد الذين فازوا بدعم من غالبية مالكي شركات المواقع الإلكترونية بعد مفاهمات وقناعة بأنهم في مستوى المسؤولية للنهوض بالنقابة من جهة وتطوير التشريعات التي من ضمنها تذليل شروط الإنتساب للنقابة وتنظيم علاقتها مع كافة الشركات والمؤسسات الإعلامية وغيرها من الأمور التي تتعلق بصندوق الخدمات الإجتماعية والتأمين الصحي والاستثمارات .
ما جرى ان المجلس الجديد بدأ علاقته مع شركات المواقع الإلكترونية بتأزيمها بمطالبة كل شركة بدفع مبلغ الف دينار تحت مسمى ( اشتراك ) عن كل سنة وبأثر رجعي من عام 2014 بذريعة ان النظام ينص على ذلك مع العلم انه لم يسبق ان تلقت هذه الشركات اية تنبيهات أو اشعارات أو توضيح أو انذارات بوجود هذه المستحقات عليهم والتي بلغت بالنسبة لبعض الشركات أكثر من 12 الف دينار مع انهم يدركون ان ذلك ليس بمقدور غالبية هذه الشركات .
الشركات من جهتها ومن باب حسن النوايا اعترضت على هذا الأمر لاسباب موضوعية وقانونية وبينت في مقترحات قدمتها لمجلس النقابة وجهة نظرها بخصوص ما يسمى ( اشتراك ) والذي مفهمومه يختلف عن رسوم انتساب الأعضاء وما يتوجب عليهم دفعه كرسوم اشتراك سنوية فمن المعلوم ان جميع النقابات المهنية لا تفرض اية اشتراكات على الهيئات الإعتبارية التي يعمل فيها اعضاء النقابة وعلى سبيل المثال فان نقابة المقاولين لا تفرض على شركات المقاولات دفع اية اشتراكات وكذلك نقابات الممرضين والأطباء لا تنص أنظمتها على فرض اشتراكات على المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة ليبقى السؤال الموضوعي والقانوني على ماذا استندت نقابة الصحفيين لتعدل نظامها الداخلي كما جاء في المادة ( 43 ) البند ( 4 ) لتستوفي رسم اشتراك مقداره الف دينار سنويا من المؤسسات الإعلامية ومن ضمنها شركات المواقع الإلكترونية
ثم من المعلوم والمعروف ان فرض الإشتراكات يكون مقابل خدمات وبناء على طلب الجهة الراغبة بتلقي الخدمة افرادا أم شركات ومؤسسات وهنا يبرز سؤالا أخرا متى جرى التفاهم او الإتفاق بين النقابة وشركات المواقع لفرض هذا الإشتراك وما هي الخدمات التي استعدت النقابة على تقديمها
المؤسف ان مجلس النقابة وبدلا من الرد على المقترحات التي قُدمت لهم من قبل شركات المواقع أو محاورتهم فيها ردت ببيان اصدرته يوم أمس اقتبس منه ما يتعلق بهذه الشركات حيث أوضحت
أن ( المجلس ناقش مقترحات مقدّمة من “تنسيقية المواقع الإلكترونية” و”ائتلاف المواقع الإلكترونية”، مثمناً المبادرات الإيجابية لتصويب الأوضاع، ومؤكداً انفتاح النقابة على أي تسويات مالية ميسرة قبل 30 آب 2025، وفق الاستشارات القانونية المعتمدة. ) ومفهومه انهم مصرين على تحصيل ما يسمى ( اشتراك )
حيال ما تقدم اقرأ ما بين السطور أن ازمة كبرى ستعصف بالإعلام الوطني الذي تُعتبر شركات المواقع الإلكترونية أحد أهم اركانه … فمن يُعلق الجرس ؟