يحكى أن سيدة عاشت مع ابنها الوحيد في سعادة ورضا حتى جاء الموت وأخذ روح الابن، حزنت السيدة جدا لموت ولدها ولكنها لم تيأس بل ذهبت إلى حكيم القرية. طلبت منه أن يخبرها الوصفة الضرورية لاستعادة ابنها إلي الحياة مهما كانت أو صعبت تلك الوصفة.
أخذ الشيخ الحكيم نفسا عميقا وشرد بذهنه ثم قال : أنت تطلبي وصفة حسنا احضري لي حبة خردل واحدة.
وأخذت تحكي لها أن زوجها توفى منذ سنة وترك لها أربعة من البنات والبنين. ولا مصدر لإعالتهم سوى بيع أثاث الدار الذي لم يتبقى منه إلا القليل. تأثرت السيدة جدا وحاولت أن تخفف عنها أحزانها وبنهاية الزيارة. صارتا صديقتين ولم ترد أن تدعها تذهب إلا بعد أن وعدتها بزيارة أخرى. فقد فاتت مدة طويلة منذ أن فتحت قلبها لأحد تشتكي له همومها.
وقبل الغروب دخلت السيدة بيت آخر ولها نفس المطلب ولكن الإحباط سرعان ما أصابها. عندما علمت من سيدة الدار أن زوجها مريض جدا، وليس عندها طعام كاف لأطفالها منذ فترة وسرعان ما خطر ببالها أن تساعد هذه السيدة. فذهبت إلى السوق واشترت بكل ما معها من نقود طعام وبقول ودقيق وزيت. ورجعت إلي سيدة الدار وساعدتها في طبخ وجبة سريعة للأولاد واشتركت معها في إطعامها ثم ودعتها. على أمل زيارتها في مساء اليوم التالي.
وفي الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلي بيت تبحث عن حبة الخردل، وطال بحثها لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقا لكي تأخذ من أهله حبة الخردل، ولأنها كانت طيبة القلب فقد كانت تحاول مساعدة كل بيت تدخله. في مشاكله وأفراحه وبمرور الأيام أصبحت السيدة صديقة لكل بيت في القرية، نسيت تماما إنها كانت تبحث في الأصل على حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن. ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين ولم تدرك قط أن حكيم القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن حتى ولو لم تجد حبة الخردل التي كانت تبحث عنها ولن تجدها.
العبرةالقصة هذه عبارة عن دعوة ليخرج كل واحد من أنانيته وعالمه الخاص، ويحاول أن يهب من حوله بعض المشاركة، التي تزيد من بهجته في وقت الفرح وتعزيه وتخفف عنه في وقت الحزن.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: من بیت
إقرأ أيضاً:
وداع مؤلم.. ماذا حدث لـ يوسف الشيمي تحت عجلات القطار؟ القصة الكاملة
سيطرت حالة من الحزن في الوسط الرياضي المصري، بعد وفاة اللاعب الشاب يوسف الشيمي، مهاجم فريق طلائع الجيش للناشئين “مواليد 2009”، إثر حادث قطار مأساوي وقع خلال الساعات القليلة الماضية في مدينة طوخ بمحافظة القليوبية.
حادثة مأساوي هز الوسط الرياضيبدأت الحادثة التى هزت الوسط الرياضي المصري، صباح الجمعة، حيث توفي لاعب كرة القدم الشاب يوسف الشيمي، مهاجم فريق طلائع الجيش إثر اصطدام قطار به أثناء عبوره مزلقان السكة الحديد في مدينة طوخ بمحافظة القليوبية.
ووثقت كاميرا مراقبة لحظة دهس شابين، حيث حاول الشيمي البالغ من العمر، 16 عاما، عبور المزلقان بصحبة أحد أصدقائه، في توقيت تزامن مع مرور قطار، ما أدى إلى اصطدام القطار بهما بقوة، وتحول جسديهما إلى أشلاء في مشهد مروّع أصاب الأهالي والمارة بالصدمة، وألقى بظلال من الحزن على الساحة الرياضية.
وتعود تفاصيل الحادث إلى محاولة الشيمي، برفقة صديقه الشاب يوسف أبو النصر، عبور مزلقان القطار في توقيت خاطئ.
ويعد يوسف الشيمي من أبرز المواهب الصاعدة في قطاع الناشئين بنادي طلائع الجيش، حيث أظهر خلال سنواته القصيرة إمكانيات فنية لافتة، جعلت منه أملًا واعدًا في مستقبل الكرة المصرية، قبل أن يخطفه الموت في لحظة مأساوية.
وداع مؤلم لـ الشيمي فى القليوبيةيذكر أن المئات من أهالى مدينة طوخ في محافظة القليوبية شيعوا جثمان اللاعب الناشئ يوسف الشيمي، بـ نادي طلائع الجيش، حيث تم أداء صلاة الجنازة على الجثمان من مسجد العمرى بطوخ، فيما غمرت مشاعر الحزن أسرته وزملاءه ومحبيه، وذلك بالتزامن مع تشييع جثمان زميله يوسف أبوالنصر من مسجد قرية نامول بطوخ.
وخيمت حالة من الحزن والأسى على نادي طلائع الجيش وأكاديميته، وسط سيل من رسائل التعزية من رموز كرة القدم المصرية، الذين عبروا عن بالغ حزنهم لرحيل لاعب شاب في مقتبل العمر.
الطلائع ينعى يوسف الشيمىوأصدر نادي طلائع الجيش، بقيادة اللواء أركان حرب دكتور محمد عزازي العسال، رئيس جهاز الرياضة للقوات المسلحة ورئيس النادي، بيانا رسميا نعى خلاله لاعبه يوسف الشيمي الذي توفي اليوم.
وقال الطلائع في بيان رسمي: "ينعى نادي طلائع الجيش بقيادة رئيسه اللواء أركان حرب دكتور محمد عزازي العسال، رئيس جهاز الرياضة للقوات المسلحة، والجهاز الفني والإداري والطبي واللاعبين وكافة قطاعات الناشئين اللاعب يوسف الشيمي الذي غادر عالمنا اثر حادث اليم.. ونشاطر أسرته ومحبيه وكل جماهير الكرة المصرية الأحزان.. داعين المولى أن يتغمد الفقيد الشاب برحمته الواسعة ويلهم ذويه الصبر والسلوان.