يوسف زيدان يشكك في مواقيت الحج.. وعالم أزهري يرد: «افتراء على الله ورسوله»
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
يوسف زيدان يشكك في مواقيت الحج.. يواصل الدكتور يوسف زيدان، عضو مركز «تكوين» للفكر العربي، إثارة الجدل بآرائه التي يفصح عنها من وقت لآخر في مؤلفاته أو مقالاته أو عبر منشوراته التي يكتبها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
يوسف زيدان يشكك في مواقيت الحجمع حلول عيد الأضحى المبارك 2024، عاد يوسف زيدان، من جديد، ليثير الجدل بالتشكيك في مواقيت الحج، قائلًا في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: «عيدكم سعيد.
ومن جانبه ردّ الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه بجامعة الأزهر، على تشكيك يوسف زيدان في مواقيت الحج، حيث نشر على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك منشورًا بعنوان: «الرد الوافر التام.. على من زعم أن الحج يجوز طول العام.. سلسلة الرد على أفكار (تكوين) وأوهام المشككين».
وقال الدكتور العشماوي: «في مثل هذه الأيام من كل عام يثير القرآنيون وغيرهم من المشككين الذين دأبوا على الطعن في ثوابت الدين الإسلامي، شبهة: حاصلها أن مناسك الحج يجوز أن تفعل في سائر أيام السنة.. ولعل ما يدفعهم إلى هذا القول، ويتخذونه ذريعة إلى التمسك به، والترويج له، حوادث الحج التي تتكرر كل عام بسبب الزحام، وأنه لو وزعت أفواج الحجيج على الأشهر الحرم، لأمكن تفادي الكثير من تلك الحوادث».
وتطرق أستاذ الحديث الشريف وعلومه بجامعة الأزهر، إلى توضيح منشأ الشبهة التي يشكك من خلالها يوسف زيدان ومن سار على نهجه في مواقيت الحج، قائلًا: «نشأت هذه الشبهة في أذهان أصحابها من ظاهر قوله تعالى: (الحج أشهر معلومات، فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)، قالوا: فقد جعل الأشهر الثلاثة محلا للحج وميقاتا زمانيا له، دون تحديد له بأيام بعينها منه، وبناء عليه فالحج في جميعها جائز بنص القرآن. ومنهم من توسع حتى ذهب إلى جوازه في جميع السنة، استنادا إلى ما قرره بعض الفقهاء مما يفهم منه جواز ذلك».
وتابع العشماوي: «كما أن هؤلاء المشككين قالوا: وأما حجه صلى الله عليه وسلم في الأوقات التي يحج الناس فيها الآن فليس دليلا على عدم جواز الحج في غيرها، ولو كان كذلك لكان معارضا لنص الآية الكريمة التي جعلت الأشهر الثلاثة كلها زمانا للحج، ومما يؤكد ذلك قول الله تعالى: (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)، فجعل أهلة الشهور كلها ميقاتا زمنيا للحج».
وأوضح أستاذ الحديث الشريف بجامعة الأزهر، أنه للرد على هذه الشبهة نقول: أولا: ما السر في التعبير عن الحج بأنه أشهر معلومات؟ ويجيب عن ذلك الإمام القرطبي في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن)، فيقول: «لما ذكر الحج والعمرة سبحانه وتعالى في قوله: (وأتموا الحج والعمرة لله)، بيَّن اختلافهما في الوقت، فجميع السنة وقت للإحرام بالعمرة، ووقت العمرة، وأما الحج فيقع في السنة مرة، فلا يكون في غير هذه الأشهر».
وتابع العشماوي: «ويضيف الإمام البقاعي وجها آخر، فيقول في (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور)، ولما ذكر سبحانه وتعالى أن الحج موقت بالأهلة - يعني في آية سابقة على هذا وهي قوله تعالى: (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)، ولم يعين له وقتًا من شهور السنة، وختم ذلك بالتفرقة في بعض أحكام الحج بسبب الأماكن، تشوفت النفس إلى تعيين وقته وأنه هل هو كالمكان أو عام الحكم فقال: {الحج} أي وقته {أشهر}، فذكره بصيغة من جموع القلة الذي أدناه ثلاث، وهي ثلاث بجبر المنكسر: شوال وذو القعدة وتسع من ذي الحجة وليلة العيد، بدليل أنه يفوت بطلوع الفجر يوم النحر، ولما أبهم عيَّن فقال: {معلومات} أي قبل نزول الشرع، فأَذِن هذا أن الأمر بعد الشرع على ما كان عليه، ولا شك أن في الإبهام ثم التعيين إجلالاً وإعظاماً للمحدث عنه. والمعنى على ما ذكراه: أن اختيار هذا التعبير القرآني البليغ - وهو أن الحج يكون في أشهر معلومات للمخاطبين - إنما وقع حسما للمادة، مخافة أن يجر الإبهام إلى اعتقاد جوازه طول العام».
وطرح أستاذ الحديث الشريف وعلومه بجامعة الأزهر، سؤالًا قال فيه: لماذا لم يسم الله أشهر الحج في الآية ليقطع أوهام الواهمين، وظنون المتخرصين؟ مجيبًا: أن المولى عز وجل سماها بطريق الإحالة، لأنه أحال على كونها معلومة عند العرب، والعرب إنما كانت تحج في تلك الأشهر الثلاثة، فقررهم عليها. قال القرطبي: «لم يسم الله تعالى أشهر الحج في كتابه، لأنها كانت معلومة عندهم».
وأوضح العشماوي، أنه لما كان الحج عبادة قديمة تمارسها العرب في هذه المدة، وقع التعبير عنها بأنها (أشهر معلومات)، خلافا لصوم رمضان فلم تعرفه العرب في الجاهلية، فوقع التعبير عنه بـ «أياما معدودات»، وهذا من أسرار النظم القرآني البديع، ولا يصح الاستدلال على جواز الحج في سائر السنة، بقوله تعالى: «يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج»، فإن هذه الآية عامة، خصصتها آية «الحج أشهر معلومات».
وأكد أستاذ الحديث الشريف وعلومه بجامعة الأزهر، أن الإمام الرازي قد أورد هذه الشبهة، وأجاب عنها بقوله: «بقي ها هنا إشكالان: الأول: أنه تعالى قال من قبل: (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)، فجعل كل الأهلة مواقيت للحج. والثاني: أنه اشتهر عن أكابر الصحابة أنهم قالوا: من إتمام الحج أن يحرم المرء من دُويرة أهله، ومَنْ بَعُدَ داره البعدَ الشديد لا يجوز أن يحرم من دويرة أهله بالحج إلا قبل أشهر الحج، وهذا يدل على أن أشهر الحج غير مقيدة بزمان مخصوص. والجواب عن الإشكال الأول: أن تلك الآية عامة، وهذه الآية وهي قوله: (الحج أشهر معلومات) خاصة، والخاص مقدم على العام. أما الإجابة عن الإشكال الثاني: أن النص لا يعارضه الأثر المروي عن الصحابة».
وأوضح العشماوي، أنه بما ذُكر من ردود تسقط شبهة جواز الحج في سائر السنة، وتبقى شبهة جوازه في سائر الأشهر الثلاثة، دون تحديد بأيام بعينها، مشيرًا إلى أن معنى «الحج أشهر معلومات» بناء على إعرابه، قال فيها الإمام القرطبي: «الحج أشهر معلومات» ابتداء وخبر، وفي الكلام حذف تقديره: أشهر الحج أشهر، أو وقت الحج أشهر، أو وقت عمل الحج أشهر، وقيل التقدير: الحج في أشهر، ويلزمه مع سقوط حرف الجر نصب الأشهر، ولم يقرأ أحد بنصبها، إلا أنه يجوز في الكلام النصب على أنه ظرف. قال الفراء: الأشهر رفع، لأن معناه وقت الحج أشهر معلومات. قال الفراء: وسمعت الكسائي يقول: إنما الصيف شهران، وإنما الطيلسان ثلاثة أشهر. أراد: وقت الصيف، ووقت لباس الطيلسان، فحذف.
وقال الإمام الفخر الرازي في تفسيره الكبير المسمى(مفاتيح الغيب): «من المعلوم بالضرورة أن الحج ليس نفس الأشهر، فلا بد ههنا من تأويل، وفيه وجوه: أحدها: التقدير: أشهر الحج أشهر معلومات، فحذف المضاف، وهو كقولهم: البرد شهران، أي وقت البرد شهران. والثاني: التقدير: الحج أشهر معلومات، أي لا حج إلا في هذه الأشهر، ولا يجوز في غيرها، كما كان أهل الجاهلية يستجيزونها في غيرها من الأشهر، فحذف المصدر المضاف إلى الأشهر. الثالث: يمكن تصحيح الآية من غير إضمار، وهو أنه جعل الأشهر نفس الحج، لما كان الحج فيها، كقولهم: ليل قائم، ونهار صائم. وعلى الوجه الإعرابي الثاني الذي ذكره الرازي يكون فائدة التعبير بـ (أشهر معلومات) حصر أفعال الحج في تلك الأشهر، فلا تصح في غيرها».
وتابع العشماوي: «يستفاد من التعبير القرآني أيضا أنه ليس بالضرورة أن تستغرق أفعال الحج الأشهر الثلاثة كلها، بل إنها تقع في جزء منها - وهو الجزء المرتبط بالمناسك المعينة في أوقات معينة - والتعبير بالكل وإرادة الجزء واقع في كلام العرب، وبه نزل القرآن. قال القرطبي مقررا ذلك: ولفظ الأشهر قد يقع على شهرين وبعض الثالث، لأن بعض الشهر يتنزل منزلة كله، كما يقال: رأيتك سنة كذا، أو على عهد فلان، ولعله إنما رآه في ساعة منها، فالوقت يذكر بعضه بكله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أيام منى ثلاثة). وإنما هي يومان وبعض الثالث. ويقولون: رأيتك اليوم، وجئتك العام، وقيل: لما كان الاثنان وما فوقهما جمعا، قال: (أشهر)».
وطرح الدكتور محمد العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه بجامعة الأزهر، سؤالًا آخر قال فيه: إذا كانت أفعال الحج إنما تقع في جزء معين من الأشهر الثلاثة، فلماذا لم ينص القرآن على هذا الجزء، وذكر الوقت على الشيوع؟
وأجاب العشماوي، موضحًا أن ذلك رعاية لحال الناس في الأسفار البعيدة، وما يعرض لهم من الظروف والأحوال العائقة، فمنهم من لا يبلغ مكة إلا في مدة مديدة، لا سيما مع تعذر وسائل النقل وقت نزول القرآن، أو حتى إذا وقع الإحصار بالحج في زمننا هذا مع وجود وسائل النقل السريعة، فربما تعطلت خطوط البر أو البحر أو الجو لأسباب مختلفة، فلو اقتصر على ذكر الوقت المعين للمناسك، لربما فات الحج بسبب الإحصار، ولهذا فإن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج من المدينة قاصدا مكة في حجة الوداع خرج لخمس بقين من ذي القعدة، يعني في الخامس والعشرين أو الرابع والعشرين منه، مع أن المسافة من المدينة إلى مكة آنذاك كانت تقطع في ثلاثة أيام على أقصى تقدير، فكان يكفيه أن يخرج مثلا في أول ذي الحجة.
وتابع أستاذ الحديث الشريف وعلومه بجامعة الأزهر: كما أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عيَّن بفعله الأوقات التي تفعل فيها مناسك الحج من تلك الأشهر، ولم يكتف بالفعل، بل أكده بقوله: «خذوا عني مناسككم»، حتى يقطع الطريق على أصحاب تلك الشبهة وأمثالهم، ممن يحملهم الهوى على تبديل أحكام الله ورسوله.
وبيان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، لمجمل القرآن هو إحدى وظائف النبوة والرسالة، بنص القرآن، قال تعالى: «وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّل إليهم»، فأسند إليه مهمة بيان الذكر الذي هو القرآن، وقد بيَّنه أتم بيان، حتى أنزل الله تعالى قوله: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا»، ولحكمة يعلمها الله فإن هذه الآية تحديدا نزلت في حجة الوداع وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة، فلو كان يمكن الحج في غير هذا الوقت الذي حج فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيَّنه للناس، لا سيما والحاجة ماسة، والجو مناسب، والظرف مُوَاتٍ، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، فلما لم يفعل علمنا أن ذلك وقت الحج لا وقت له غيره.
ولهذا قال الرازي في أحد الوجوه التي ذكرها في معنى(معلومات)، أن المراد بها معلومات ببيان الرسول عليه الصلاة والسلام. وقال أيضًا: المراد بها أنها مؤقتة في أوقات معينة لا يجوز تقديمها ولا تأخيرها، لا كما يفعله الذين نزل فيهم «إنما النسيء زيادة في الكفر» (التوبة: 37).
وأكد الدكتور محمد العشماوي، أن استدلال من يشككون في مواقيت الحج بقوله عز وجل: «فمن فرض فيهن الحج»، ويقولون بجواز الحج طوال العام، هو استدلال باطل، قائلًا: «لا يصح أن يراد من الفرض هنا أفعال الحج المؤقتة بميقات زمني مخصوص في شهر ذي الحجة، ولو كان ذلك مرادا لعبر عنه بقوله: (فمن حج فيهن)، ولكنه عدل عن هذا التعبير إلى (فرض) ليدل على معنى آخر، وهو الإيجاب والإلزام، ويكون ذلك بالدخول في الإحرام، سواء بقي على إحرامه إلى بقية المناسك، فيكون مفردا - وهذا صعب، وبه قال النخعي فيمن أحرم في غير أشهر الحج: لا يحل حتى يقضي حجه - أم تحلل بعمرة، ثم بقي إلى زمان الحج، فيكون حجه تمتعا - وهو الأيسر والأقرب - وبه قال الأوزاعي فيمن أحرم في غير أشهر الحج: إنه يحل بعمرة».
واختتم الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، رده قائلًا: وبعد، فإن شبهة جواز إيقاع مناسك الحج المؤقتة بوقت مخصوص كأعمال يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق، في جميع أشهر الحج، أو في جميع السنة، شبهة واهية، أوهن من بيت العنكبوت، ولا تصمد أمام النقد العلمي النزيه، والقول بها افتراء واجتراء على الله ورسوله، واتهام واضح لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ترك شيئا من فرائض الدين، بل من شعائر الإسلام لم يبلغه لنا و كتمه عنا، أو تركه غامضا ولم يبينه، وأن الأمة كلها تواطأت على هذا الكتمان والغموض، ولا يخفى ما في ذلك من إهدار قيمة الإجماع النظري والعملي، ونقل الكافة عن الكافة ما توارثوه من أحكام دينهم عن نبيهم، وهو ما يعني تجهيل الأمة كلها وتغفيلها وتضليلها، وهو ما عصم الله منه هذه الأمة المباركة المرحومة، إكراما لنبيها صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضاًالإفتاء: زيارة الأضرحة مشروعة بأدلة من الكتاب والسنة.. وهي من أقرب القربات
دار الإفتاء: التضحية بالشاة المغصوبة صحيحة شرعا إذا تحقق هذا الشرط
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جامعة الأزهر الحج الدكتور يوسف زيدان عيد الأضحى 2024 مواقيت الحج مركز تكوين تكوين أستاذ الحديث بجامعة الأزهر سیدنا النبی صلى الله علیه وسلم الأشهر الثلاثة محمد العشماوی الدکتور محمد مناسک الحج یوسف زیدان أشهر الحج فی غیرها فی سائر لا یجوز أن الحج قائل ا فی غیر ما کان
إقرأ أيضاً:
مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11ديسمبر 2025........مواعيد الأذان في محافظة المنيا
يحرص المسلمون بمحافظة المنيا على متابعة دقيقة لمواقيت الصلاة، التي تختلف نسبيًا من يوم لآخر مع تغير الفصول. وتأتي مواقيت الصلاة اليوم لتُنظم أوقات العبادات اليومية من فجر وظهر وعصر ومغرب وعشاء، وسط أجواء روحانية يحرص فيها الأهالي على التواجد بالمساجد لأداء الصلوات في مواعيدها المحددة.
وننشر مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11ديسمبر 2025فى محافظة المنيا، في إطار الخدمات التي تقدمها لقرائها ومتابعيها، مواقيت الصلاة اليوم، في مدن ومراكز محافظة المنيا، وتشمل مواقيت الصلاة اليوم، صلاة «الفجر، الظهر، العصر، المغرب، العشاء».
وقت الأذان
الفجْر٥:٠٨ ص
الشروق٦:٣٨ ص
الظُّهْر١١:٥٠ ص
العَصر٢:٤٣ م
المَغرب٥:٠٢ م
العِشاء٦:٢٣م
"أذكار الصباح" بداية يوم متجددة بالذكروالتفاؤل.
تحمل أذكار الصباح في الإسلام قيمة عظيمة، حيث تمثل بداية يوم المسلم وفتح له بابًا للربط الروحي والتواصل مع الله، تعتبر هذه الأذكار لحظة هامة للتأمل والشكر، وتعزيز للروح والقلب. تركيزها على الذكر والتفكير في الله يمنح الفرد طاقة إيجابية لبداية يومه.
وفي سياق الإيمان الإسلامي، تحمل أذكار الصباح قيمة دينية تعكس الاعتماد على الله والتوكل عليه، تذكير المسلم بأسماء الله الحسنى وصفاته الكريمة يعزز الوعي بالقدرة الإلهية والحنان الذي يحيط به.
ومن الأهمية البالغة أيضًا أن يُدرك المسلم أن هذه الأذكار لا تقتصر على الجانب الروحي فقط، بل تمتد إلى التأثير الإيجابي على الحالة النفسية والسلوكية، إن تركيز الفرد على الخير والشكر في بداية اليوم يؤثر بشكل كبير في توجيه تفكيره وتصرفاته لبقية اليوم.
ومن خلال ترديد هذه الأذكار، يخلق المسلم روتينًا يوميًا يرتبط بالتفكير الإيجابي والتأمل، يعزز هذا الروتين الروح الهادئة والتواصل الدائم مع الله، مما يجعل الفرد أكثر قوة وثباتًا في وجه التحديات.
وبشكل عام، تكمن أهمية أذكار الصباح في تحقيق التوازن بين البعد الروحي والحياة اليومية، مما يسهم في بناء شخصية مسلمة قائمة على الإيمان والتفاؤل.
فضل أذكار الصباحنقدم لكم في السطور التالية فضل أذكار الصباح:-
1- توجيه الشكر:
أذكار الصباح تعزز الشكر والامتنان لله على منح الحياة والفرصة لبداية يوم جديد، مما يعزز الوعي بنعم الله.
2- تحقيق الاستقبال الإيجابي:
تساعد أذكار الصباح في بناء نفسية إيجابية، فتجعل المسلم يستعد ليومه بروح هادئة وتفاؤل.
3- تعزيز التواصل مع الله:
ترديد الأذكار يعزز التواصل الدائم مع الله، مما يعطي الإنسان القوة والثبات في مواجهة التحديات.
4- تنظيم الروتين اليومي:
تقوم أذكار الصباح بتنظيم روتين اليوم، حيث يصبح التركيز على الذكر والعبادة جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية.
5- الحماية من الشرور:
تحتوي بعض الأذكار على دعاء للحماية من الشرور والمصائب، مما يعزز الشعور بالأمان والاعتماد على الله.
6- ربط الروح بالعبادة:
تعمل أذكار الصباح على ربط الروح بالعبادة وتذكير المسلم بأهمية القرب من الله في كل جوانب حياته.
فضل أذكار الصباح يظهر في تأثيرها الإيجابي على النفس والعلاقة بالله، مما يسهم في بناء حياة مسلمة متوازنة ومستقرة.
أذكار الصباح
تمثل أذكار الصباح تمثل مجموعة من الأذكار التي يقولها المسلم في بداية كل يوم، وتتنوع هذه الأذكار بين الدعاء والتسبيح والتحميد. من بين أذكار الصباح الشهيرة:-
1- أذكار الاستيقاظ:
يقول المسلم عندما يستيقظ: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور".
2- أذكار الوضوء:
تشمل التسبيحات والدعاء أثناء أداء الوضوء، مما يعزز الطهارة والاستعداد للصلاة.
3- أذكار بعد الصلاة الفجر:
تتضمن تسبيحات وأدعية تعبيرًا عن الشكر والاستعانة بالله في بداية اليوم.
4- أذكار الصباح اليومية:
تتنوع بين تلاوة آيات من القرآن والتسبيح والاستغفار، مما يساعد في تركيز الفرد وتحفيزه لبداية يوم إيجابية.
5- أذكار الحماية:
يُفضل قول بعض الأذكار التي تطلب الحماية من الشرور المحتملة، مثل قول: "أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق".
ويمكن ترتيب هذه الأذكار حسب الرغبة الشخصية، ويعكس ترديدها التأمل والتواصل الدائم مع الله في حياة المسلم.