الجارديان: عملية النصيرات تضاف إلى قائمة الجرائم الدولية ضد إسرائيل
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تستدعي الخسائر الفادحة في أرواح الفلسطينيين التي رافقت عملية جيش الاحتلال الإسرائيلي في ٨ يونيو لتحرير ٤ محتجزين في غزة إجراء تحقيق.
وذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم بالقانون الإنساني الدولي في عملية إطلاق سراح المحتجزين، حيث تشير الأدلة المتوفرة إلى أن إسرائيل فشلت في عدة جوانب مميتة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن ٢٧٤ فلسطينيًا على الأقل استشهدوا في العملية بينهم ٦٤ طفلا و٥٧ امرأة، أي ٤٤٪ من العدد الإجمالي، وأصيب أكثر من ٦٠٠ آخرين. ما يجعل حصيلة الضحايا "مروعة".
ويتطلب القانون الإنساني الدولي أن يمتنع الجيش عن شن هجوم إذا كانت الخسائر المتوقعة في صفوف المدنيين مفرطة مقارنة بالميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة، وهو ما لم يحافظ عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي في العملية.
ومما يزيد من ذلك الأسئلة المتعلقة بضرورتها. وبإنقاذ هؤلاء الرهائن الأربعة، تمكنت العمليات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي من تحرير ٧ رهائن أحياء. وعلى النقيض من ذلك، تم إطلاق سراح أكثر من ١٠٠ رهينة نتيجة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمته إسرائيل مع حماس في نوفمبر من العام الماضي ٢٠٢٣. قليلون هم الذين يشككون في أن التوصل إلى اتفاق آخر سيكون ضروريا لإعادة معظم الرهائن المتبقين إلى وطنهم أحياء.
وكانت المفاوضات بطيئة إلى حد مؤلم، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدو وكأنه يعطي الأولوية لهدفه بعيد المنال المتمثل في تدمير حماس على حساب تحرير الرهائن.
وتشير إسرائيل إلى أن حماس عرضت المدنيين للخطر من خلال احتجاز الرهائن في حي مكتظ بالسكان في النصيرات وسط غزة. ويلزم القانون الإنساني الدولي الجيوش باتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنيب المدنيين. حيث كان واجب على جيش الاحتلال الإسرائيلي تجنب الهجوم الذي يسبب ضررا غير متناسب للمدنيين.
وينطبق واجب اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة أيضًا على جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويتلخص أحد الاحتياطات الواضحة في شن عمليات عسكرية في وقت من النهار حيث يكون عدد المدنيين أقل، ولكن الجيش الإسرائيلي أطلق عملية الإنقاذ قبل وقت قصير من الظهر، على أمل مفاجأة حماس، التي كانت تتوقع عملية ليلية. وربما جعل ذلك العملية أكثر أمانًا للجنود الإسرائيليين المشاركين، لكنه نقل الخطر إلى العديد من المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا يتجولون في منتصف النهار، خاصة في السوق القريبة، مما أدى إلى زيادة كبيرة في عدد الضحايا، وفق ما نقلته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
ما هي "عشرات الأهداف القريبة" التي هاجمتها القوات الجوية الإسرائيلية؟ فهل كانت قادرة على ضرب مقاتلي حماس بأي دقة في ظل الفوضى التي سادت تلك اللحظة؟ أم أنها ببساطة أسقطت قنابل في المنطقة المجاورة، على أمل تمهيد الطريق أمام رجال الإنقاذ للفرار على الرغم من امتلاء المنطقة بالمدنيين؟ ولكن من الواضح أن هناك حاجة إلى إجراء تحقيق مستقل. وتعتبر الهجمات العشوائية جريمة حرب.
هناك عنصر آخر في العملية الإسرائيلية يستحق التدقيق. ووفقا للصحافة الإسرائيلية، دخل بعض أفراد فريق الإنقاذ على الأقل إلى النصيرات في شاحنة مصممة لتبدو وكأنها تحمل أثاثا للفلسطينيين النازحين، وكانت الشاحنة تقودها جندية ترتدي ملابس مدنية. وقد يشكل ذلك جريمة حرب تتمثل في الغدر، الذي يحظر على الجنود ارتداء ملابس مدنية أثناء العمليات العسكرية عندما يؤدي ذلك إلى الوفاة أو الإصابة.
والغرض من هذه القاعدة هو حماية المدنيين. وفي حين يُسمح للجنود بالانخراط في حيل، على سبيل المثال، التمويه إلى اليسار بينما يتجهون إلى اليمين، لا يُسمح لهم بالتظاهر بأنهم أشخاص محميون، مثل المدنيين، لأن ذلك يعرض المدنيين للخطر عندما تعجز القوات المعادية عن تمييزهم عن القوات العسكرية المعارضة. ولهذا السبب يرتدي الجنود في القتال الزي الرسمي.
ليس لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي تاريخ في التحقيق مع كبار مسئولي الجيش الإسرائيلي بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ناهيك عن فحص قواعد الاشتباك التي يصدرها للعمليات العسكرية. ولهذا السبب هناك حاجة إلى إجراء تحقيق من قبل المحكمة الجنائية الدولية. وقد سعى كريم خان، المدعي العام الرئيسي، بالفعل إلى الحصول على أوامر اعتقال فيما يتعلق باستراتيجية التجويع التي يتبعها نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت في غزة، وألمح إلى أنه قد يواصل استخدام إسرائيل لقنابل تزن ٢٠٠٠ رطل لتدمير الأحياء المدنية. وينبغي إضافة جهود إنقاذ الرهائن إلى قائمة الحوادث التي تستحق التدقيق.
كما مطلوب ممارسة ضغط سياسي، حيث رحبت حكومة الولايات المتحدة بالإفراج عن الرهائن الأربعة، لكن الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين الفلسطينيين لم تكن تستحق حتى مجرد حاشية. وإذا أعطت حكومة الولايات المتحدة الضوء الأخضر لمثل هذه العمليات القاتلة على الرغم من التساؤلات الجادة حول شرعيتها، فإنها لن تؤدي إلا إلى تشجيع نتنياهو على القيام بالمزيد من الشيء نفسه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الفلسطينيين جيش الاحتلال الإسرائيلي جیش الاحتلال الإسرائیلی إلى أن
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تتصدر قائمة الدول الأكثر قتلًا للصحفيين في 2025
أفادت منظمة “مراسلون بلا حدود”، الثلاثاء، أن إسرائيل تصدرت هذا العام قائمة الدول الأكثر مسؤولية عن مقتل الصحفيين، لتصبح “أسوأ عدو” لهم، خاصة خلال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
مقتل صحفيين حول العالموأظهر تقرير المنظمة أن 67 صحفيًا لقوا حتفهم حول العالم خلال 2025 جراء هجمات واعتداءات مختلفة، وكانت إسرائيل مسؤولة عن نحو نصف هذه الحالات. ففي غزة وحدها، أودت الهجمات الإسرائيلية بحياة 29 صحفيًا فلسطينيًا، أي ما يعادل 43% من إجمالي الصحفيين القتلى عالمياً.
سجل إسرائيل ضد الصحفيينوأشار التقرير إلى أن إسرائيل قتلت أكثر من 220 صحفيًا منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، واعتبرها “أكثر الدول قتلاً للصحفيين خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة”. كما يوجد 20 صحفيًا فلسطينيًا محتجزين في السجون الإسرائيلية.
صحفيون في السودان ضحية الحربكما أشار التقرير إلى مقتل 4 صحفيين في السودان خلال 2025، اثنان منهم إثر اختطافهما من قبل قوات “الدعم السريع”، في ظل حرب مستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، أودت بحياة عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص.
كلمات دالة:صحافةإسرائيلغزة
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
صحفية حاصلة على درجة الماجستير في الصحافة والإعلام الرقمي، تعمل في مجال الصحافة باللغتين العربية والإنجليزية، ولها خبرة دولية في إعداد التقارير والمحتوى الإعلامي وتقديم تغطيات إخبارية متنوعة.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن