محمد يوسف: «بوح التراب» شحنة للتذوق البصري
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
تترك بعض المعارض الفنية طابعاً وبصمة فريدة وحالة استثنائية في وجدان الجمهور، ومن بين هذه المعارض «بوح التراب»، المعرض الثنائي للفنان الدكتور محمد يوسف، رئيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، والنحّاتة الكينية ماجي أوتينو، حيث يراه الفنان محمد يوسف في حديثه لـ«الاتحاد»: «تجربة فنية ناجحة، ومعظم الفنانين بالدولة سبق لهم وأن قدموا أعمالاً لها صفة اللوحة الفنية المتكاملة من حيث اللون والتكنيك والخامة، أو بالنسبة لي فهي تجربة جريئة بأن يكون النحت معرضاً فنياً في الجدار، ومختلفاً من حيث الخامة والموضوع».
وأضاف: «جاءت الفكرة متكاملة بالمشاركة مع الزميلة الفنانة ماجي أوتينو، وهي أيضاً نحّاته وموضوعاتها تتوافق مع خامات البيئة، حيث إنها تركز على مادة الحديد والمعادن، وأنا يصب جل تركيزي على الخامات نفسها، ولكن بتشكيلٍ مختلف، وإنما جميع الخامات هي من الطبيعة ومن التراب، ولذلك أسميت المعرض (بوح التراب)».
دعوة للاستراحة
ويتابع الفنان محمد يوسف: «ما يقدمه المعرض هو عبارة عن دعوة للاستراحة من ضجيج الألوان والبراويز وتقديم شحنة جديدة للتذوق البصري، والدخول في لحظة تأملية مليئة بالتفكير، والتعمق لما وراء الأفكار، وبطريقة ربما تكون مختلفة بعض الشيء عن زملائي الفنانين، وهنا تأتي الغرابة في الأمر من التكوينات التي يختزلها المعرض، وينقلها للجمهور بشكل حيّوي جديد، مع طابع من التميّز والتفرد بتقديم الفكرة البصرية القريبة إلى الوجدان، والتي تلامس المشاعر بالاندماج الذي تحتويه من الطبيعة وخاماتها المتنوعة». وأشار إلى أن المستفيد الأول من «بوح التراب»، هم الباحثون الجادون في تفهم الفنون وما تطرحه أشكالها المتنوعة، وهي بلا شك تحتاج إلى فترة من الزمن لكي يكون قريباً من الذائقة بعض الشيء، ولكن لدى الأكاديميين بلا شك الموضوع عبارة عن حالة فنية شائقة ومثيرة للاهتمام والاكتشاف لكونها جاءت بعيداً كل البعد عن التقليدية المسطحة، وإنما من صلب الفكرة وأعماقها، محملة بالتجليات المدهشة، إيماناً بأن أي عمل فني لا يدعو إلى المتعة والتأمل فهو عبارة عن عمل مؤقت وفقاعة لها وقت وتختفي ثم تتلاشى في مهب الريح، فالأعمال المميزة يجب أن تبقى وتظل وتترك أثراً عميقاً من الدهشة والتأمل والتفكر، ومصدراً مُلهماً للمعنيين والمهتمين والباحثين لأن يستنتجوا من خلالها الأفكار والأعمال الجديدة.
ويختتم الفنان محمد يوسف حديثه قائلاً: «هناك تحديات كثيرة في المدارس الفنية المعروفة، ولكن على المبدع أن يثبت حضوره، وينقل تجربته بشكلٍ جديد، وروح مليئة بالتطوّر الممتد من بيئته ومحيطه تاركاً طابعاً يعكس مكانه وينقل للآخرين تجربته».
الجدير بالذكر، جاء المعرض الثنائي «بوح التراب» الذي جمع بين الفنان الإماراتي د. محمد يوسف والنحاتة الكينية ماغي أوتينو، بتقييم شما المهيري، محتفياً بالصلات المشتركة بين الفنانين والتبادل الثقافي الفريد بين القارتين، مرحباً بالجمهور للحضور في «إيفيه غاليري» بدبي، وذلك بهدف عرض أعمال الفنانين المخضرمين والناشئين من القارة والشتات الأفريقي حول العالم، وتطوير مواهبهم في إطار تعزيز التبادل الثقافي بين أفريقيا والشرق الأوسط.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: محمد يوسف المعارض الفنية الفن التشكيلي الفنون التشكيلية محمد یوسف
إقرأ أيضاً:
المكتب الوطني للمطارات يحتفي بالإبداع الفني لموظفي المديرية العامة للأمن الوطني
زنقة 20. الدارالبيضاء
جرى، اليوم الخميس، بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، افتتاح معرض لأعمال فنية من إنجاز موظفي المديرية العامة للأمن الوطني.
ويضم هذا المعرض، المنظم من طرف مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني، في إطار جهودها الرامية إلى تشجيع انفتاح موظفي الشرطة على مجالات الثقافة والإبداع الفني، نحو ثلاثين عملا فنيا من إبداع موظفي الأمن الوطني، وهي أعمال تمثل مختلف المدارس والتيارات الفنية المتنوعة.
وبالنسبة للمكتب الوطني للمطارات، يشكّل هذا الحدث الثقافي فرصة للاحتفاء بعناصر الأمن الوطني، الذين يضطلعون يوميا بدور جوهري في تأمين المطارات وضمان سلاسة العمليات المطارية، مما ينعكس إيجابا على تحسين تجربة المسافرين.
وشهد حفل افتتاح المعرض حضور مسؤولين من المديرية العامة للأمن الوطني، ومن مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني، ومن المكتب الوطني للمطارات.
وبهذه المناسبة، أبرز مدير مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني، توفيق ستري، أن هذا المعرض المنظم بمطار محمد الخامس للدار البيضاء، يندرج في إطار شراكة مؤسساتية بين مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني والمكتب الوطني للمطارات.
وأوضح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المبادرة، التي تسلط الضوء على مواهب 27 فنانا من مختلف القيادات الأمنية بالمغرب، تهدف إلى تثمين التعبير الفني لموظفي الأمن في فضاء عام يشهد حركة مكثفة، حيث يستقبل سنويا نحو عشرة ملايين مسافر.
وأشار السيد ستري، أيضا إلى أنه سيتم قريبا تنظيم معارض أخرى مماثلة في مجموعة من المطارات الوطنية، وذلك تماشيا مع إرادة المديرية العامة للأمن الوطني في تشجيع الثقافة والإبداع في الوسط المهني، وتعريف الجمهور بجانب آخر من نساء ورجال الشرطة.
من جهته، قال مدير مطار محمد الخامس، هشام رحيل، إن هذه المبادرة تتيح للمسافرين والمستخدمين اكتشاف جانب غير معروف لأفراد الأمن الوطني، الذين يعبرون عن أنفسهم هنا من خلال أعمال فنية خارج إطارهم المهني، في مكان رمزي للتنقل والتبادل.
ونوه السيد رحيل، بهذه المناسبة، بالالتزام اليومي لموظفي المديرية العامة للأمن الوطني، بالتأمين والتنظيم الجيد للاستقبال في المطار، مؤكدا أن مهنيتهم تساهم بشكل كامل في ضمان تجربة سلسة وآمنة وممتعة للمسافرين داخل مطار محمد الخامس.
ويأتي هذا المعرض، المفتوح في وجه المسافرين والعموم على حد سواء، في إطار استراتيجية “مطارات 2030″، الهادفة إلى تنشيط وتثمين الفضاءات المطارية. ومن خلال إدماج البعد الثقافي داخل مطار محمد الخامس، تساهم هذه المبادرة في تعزيز هوية هذا الفضاء الحيوي، وإبراز الدور المحوري الذي تضطلع به نساء ورجال الأمن الوطني، باعتبارهم ركائز أساسية في منظومة مطارات المملكة.
وتواصل مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني التزامها بدعم وتثمين القدرات الفنية والثقافية لموظفيها.
ويجسد هذا المعرض نموذجا لمقاربة إنسانية وشمولية لعمل المديرية العامة للأمن الوطني، مما يظهر أن الالتزام المهني يمكن أن يتكامل مع الارتقاء الثقافي والتعبير الإبداعي.