الدراسة الجزائرية: د.الخشت قدم رؤية جديدة عصرية إلى القرآن الكريم بوصفه كتابا إلهيا مقدسا قابل للتأويل الجديد والمتجدد في كل العصور.

الرسالة: د.الخشت هو "الفيلسوف الفقيه".. ورفض أن يكون مقلدا للفلاسفة الغربيين

تمكن من بناء نسق عقلاني بامتياز، ونجح في تفكيك البنية العقلية للفكر الإنساني الذي نشأ حول الدين

العقلانية النقدية تمثل حجر الأساس التي قامت عليه فلسفة الخشت.

. وتتميز مؤلفاته بالجمع بين المنهج العقلي والخلفية الإيمانية

موسوعي الثقافة يجمع بين التعمق في التراث الإسلامي والفكر الغربي ومؤلفاته تكشف غزارة علمه وإبداعه الموسوعي ومدى تعمقه الكبير في العلوم الإنسانية والشرعية

د.الخشت بُني مذهبه الفكري على التعمق والبحث في المواضيع والإشكاليات والقضايا غير المرتادة

نجده فقهيًا معتدلا وسياسيًا مدنيًا وإصلاحيًا تنويريًا ومنطقيًا فائقًا و أصوليًا عقيديا، وهذه الخصائص لا ينالها إلا الأقلون

علي خطي قادة الفكر العربي.. لأول مرة دراسة علمية بالجزائر عن الفيلسوف الدكتور محمد الخشت والنزعة التنويرية تناولت حياته وسيرته الذاتية ومؤلفاته ومنهجه وفلسفته ومفهومه الخاص للتنوير وأسبابه، وتجديد العقل، ودراسة نقده للتعصب سواء التعصب من التطرف العلماني الجذري أو التطرف الديني.

كما تناولت بالدارسة تجديد الفكر الديني عند الخشت، ومفهوم الدين، ونشأته وتجديد الخطاب الديني، مؤكدة علي أن د.الخشت موسوعي الثقافة يجمع بين التعمق في التراث الاسلامي والفكر الغربي وتتميز مؤلفاته بالجمع بين المنهج العقلي والخلفية الايمانية ولذلك أُطلق عليه "الفيلسوف الفقيه".

وأعدت الدراسة الباحثة الجزائرية سيرين بوسالم وتكونت لجنة المناقشة من أ.د.أحمد زيغمي مشرفا، و أ.د.محمد الصديق بن غزالة مناقشا، و أ. د.عمر بن رابح مناقشًا ورئيسًا، وذلك لنيل درجة الماجستر الأكاديمية بجامعة قاصدي مرباح الجزائرية، وتناولت الرسالة مؤلفات وفلسفة الدكتور الخشت، مشيرة الي أن مؤلفاته تدرس في العديد من الجامعات وتعالج العديد من فروع العلم كأصول الدين والفقه ومقارنة الأديان وفلسفة الدين وعلم السياسة والمجتمع المدني وفلسفة المواطنة وغيرها من فروع العلم، وتكشف هذه المؤلفات عن غزارة علمه وإبداعه الموسوعي ومدى تعمقه الكبير في العلوم الإنسانية والشرعية، وتركيزه علي الكيف وليس الكم، كما تعمل هذه المؤلفات على أن ترسي فهما جديدا ورؤية مستنيرة للعديد من القضايا والإشكاليات المعاصرة مستندة على منهج عقلاني ذي صبغة منطقية.

وأشارت الدراسة العلمية إلي أنه يمكن من خلال استقراء كتب الدكتور الخشت أن نحدد تنوعه الفكري في اتجاهات عديدة حيث نجده فقهيا معتدلا وسياسيا مدنيا وإصلاحيا تنويريا ومنطقيا فائقا لديه بعدا عقليا، وأصوليا عقيديا، وهذه الخصائص لا ينالها إلا الأقلون، حيث بُني مذهبه الفكري على التعمق والبحث في المواضيع والإشكاليات والقضايا غير المرتادة وهو ما صنع شخصية الدكتور الخشت كما نعرفه الآن، لا يهاب الولوج في المناقشات والمناوشات السياسية، ولا يخشى مواجهة مدعي العصمة والمتحدثين باسم الدين، ونجح في التعمق في أغلب فروع الفلسفة - إن لم يكن كلها على الأغلب- فحمل على عاتقه مهمة إيقاظ العقول وتنويرها والابتعاد عن التقليد وتبني الرأي الحر.

وأضافت: الدكتور الخشت نفض الغبار عن سواعدنا من خلال سعيه إلى تحقيق صحوة تنويرية تنتشل الأمة من واقعها المرير من خلال العمل على إصلاح عقلي نقدي تنويري، يشمل شتى الميادين الاجتماعية والسياسية والفقهية والفكرية، حيث رفض أن يكون مقلدا للفلاسفة الغربيين، إنما راح يدرس تراثهم وينقد ما وجب نقده ويشيد بما وجب الإشادة به، ولم ينقد الخشت الفلسفة الغربية نقدا ذاتيا تتدخل فيه عقيدته وانتماؤه العربي الاسلامي بل أنه أوضح رأيه الموضوعي في مختلف المسائل والإشكاليات بشكل موضوعي. ويظهر نقده للفلسفة الغربية في أعماله "أقنعة ديكارت"و"العقلانية والتعصب"و"المعقول واللا معقول في الأديان"و"العقل وما بعد الطبيعة"•

ووصفت الدراسة فكر الدكتور الخشت بأنه تأسيس لمبادئ يحتكم إليها الدارسون، وهي التأسيس لاتجاه فقهي تنويري بغية القضاء على الجمود والتعصب والاستبداد بالرأي، مع مراعاة الظروف والمتغيرات التي طرأت على عصرنا والبحث عن حلول تمنع الناس من التخبط، بعد رؤية الواقع المرير للمسلمين.فكانت له دعوة تنويرية فلسفية فقهية إصلاحية، دعا فيها الخشت إلى التمسك بأركان الدين الحنيف، وميز بين الثوابت والمتغيرات واستند الخشت في مواقفه الفكرية العقدية على العقل والدين، لأنهما الأساس الذي يستند إليه، ويظهر ذلك جليا من خلال أعماله: "تطور الأديان"و"مقارنة الأديان"و"مدخل إلى فلسفة الدين"و "الدين والميتافيزيقا في فلسفة هيوم".

ورأت الدراسة أن دعوة الدكتور الخشت إلى تأسيس خطاب ديني جديد بدلا من تجديد الخطاب الديني القديم، تعني إخضاع علوم الدين البشرية، للفحص والنقد بمنهج عقلاني من خلال إعمال الإسلام النقي الصحيح الذي كان في عهد الرسول (ص) وليس الإسلام الذي نعيشه اليوم الذي انتشرت فيه الجماعات الارهابية والتخلف الحضاري، ويرى أن المشكلة لا تكمن في الإسلام وإنما في عقول المسلمين في فهم وتفسير الدين مما خلق جمودًا فقهيًا وفكريًا وأحدث اختلاطًا بين المقدس والبشري.

وتناولت الدراسة العلمية المناظرة الكبري في الأزهر بين الدكتور الخشت رئيس جامعة القاهرة والدكتور احمد الطيب شيخ الازهر خلال مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الاسلامي بسبب دعوة الخشت إلى ضرورة فحص التراث كون جانبًا منه يشكل عائقا أمام التقدم والتحضر، وضرورة صنع تراث جديد، من خلال كتابه:"تأسيس عصر ديني جديد"، مشيرة الي أن الدكتور الخشت تحلى بالشجاعة والثبات الانفعالي وتمسك برأيه في ضرورة تجديد علم أصول الدين بالعودة الى المنابع الصافية: القرآن الكريم و ما صح يقينا فقط من السنة النبوية المطهرة، فالتجديد يقتضي تغيير طرق التفكير وتغيير رؤية العالم، ويجب أن يقوم التجديد على رؤية جديدة عصرية إلى القرآن الكريم بوصفه كتابا إلهيا مقدسا قابل للتأويل الجديد والمتجدد في كل العصور. لذا فهو يدعو إلى تطوير علوم الدين وليس إلى إحياء علوم الدين.

وخلصت الدراسة الي أن العقلانية النقدية تمثل الحجر الأساس التي قامت عليه فلسفة التنوير عند الدكتور محمد عثمان الخشت، وتؤكد أنه تمكن من بناء نسق عقلاني بامتياز، ونجح في تفكيك البنية العقلية للفكر الإنساني الذي نشأ حول الدين، وفلسفته قائمة بشكل أساسي على النقد العقلاني الملتزم بمعايير المنطق و الوصف العلمي والتحليل والنقد الفلسفي لمختلف إشكاليات عصر الحداثة وما بعدها، كما أن دعوته لتأسيس عصر ديني جديد تسعى إلي تصحيح التصورات الأسطورية والأفكار غير المنضبطة التي خلفها الخطاب الديني البشري التقليدي مع التأكيد علي التصدي للتعصب سواء كان للدين أو للعلمانية والقضاء على أي شكل من أشكال التطرف الديني والعلماني، والتحذير من وقوع المجتمعات العربية الإسلامية في فخ التعصب.

جدير بالذكر، أن جامعة قاصدي مرباح تعد من جامعات القمة الثلاث بدولة الجزائر، ولها تصنيف متقدم في التصنيفات العالمية، و حصلت على المرتبة الثانية وطنيا في التصنيف الاسباني الشهير webometrics والمرتبة 193 عالميا ضمن تصنيف شمل3922 عام 2023. وتصدرت قائمة ترتيب الجامعات الجزائرية في المركز الأول لعامين على التوالي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدکتور الخشت د الخشت من خلال

إقرأ أيضاً:

«غير الفكر المتوارث».. محافظ المنيا يقترب من المواطنين بأسلوب قيادي جديد

أكد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، أن جولاته الميدانية المستمرة في مختلف أنحاء المحافظة جعلته أقرب إلى نبض المواطن، ومكّنته من التعرف عن قرب على التحديات اليومية التي يواجهها أبناء المحافظة، بعيدًا عن التقارير المكتبية.

وأوضح المحافظ أن النزول إلى الشارع والتواجد بين المواطنين هو السبيل الأمثل لفهم الواقع والتفاعل السريع مع احتياجات الناس، تنفيذًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي إطار توجه الدولة نحو ترسيخ مبادئ الإدارة الرشيدة القائمة على الشفافية والمشاركة المجتمعية.

وفي هذا الإطار، تلقت الصفحة الرسمية لمحافظة المنيا عددًا من الرسائل والتعليقات التي تعكس تقدير المواطنين لأسلوب المحافظ وتفاعله المباشر مع المواطنين.

وقد عبّر أحد المواطنين في رسالة مؤثرة عن امتنانه قائلاً:

“معالي الوزير الفاضل محافظ المنيا،

معاليكم ترسون مبادئ جديدة أقرتها النظم السياسية ومبادئ الإدارة العامة، وهي أن القيادة لا تُمارس من خلف المكاتب، بل من قلب الشارع وبين الناس.

لقد شعر المواطنون بثمار هذا الفكر، حين فوجئوا بأن طلباتهم تُلبى دون أن ينطقوا بها، وأن معاليكم تتواجدون بينهم، تستمعون لمشكلاتهم وتسعون جاهدين لحلها.

غيرتم الفكر المتوارث عن المحافظين، وأصبح المواطن يرى المحافظ بجواره يستمع إليه دون وساطة أو تعقيد.

محافظة المنيا فخورة بكم ومحظوظة بوجودكم على رأس قيادتها. دمتم للمنيا قائداً ومحافظاً، والأهم دمتم واحدًا منّا.”

وفي تعليقات آخرى على الصفحة الرسمية، كتب أحد المواطنين:

“كل التقدير والاحترام للمحافظ النشيط الهمام،

نتمنى من كل مسؤول يسيب الكرسي بتاعه وينزل يشوف الناس زي ما حضرتك بتعمل.

دايمًا الحلول على أرض الواقع. تمنياتي لحضرتك بالتوفيق.

خالص تحياتي يا معالي الوزير المحافظ اللواء عماد كدواني، أقسم بالله أنشط محافظ على مستوى الجمهورية.

حفظك الله ورعاك وسدد خطاك يا رب العالمين.”

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلاده.. أحمد خالد توفيق العرّاب الذي غيّر وجه الأدب العربي
  • الغفوة القصيرة وسط النهار.. دراسة تحذر من "خطر كبير"
  • الدكتور الحصرية: إعادة ربط سوريا بنظام “سويفت” خلال أسابيع
  • دراسة تنجح في اكتشاف مبكر للسرطان قبل ظهور الأعراض بـ3 سنوات
  • دراسة حديثة تكشف ارتباط الانزعاج من صوت المضغ باضطراب ما بعد الصدمة
  • دراسة ميدانية لـ «الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة»: الوعي المجتمعي ركيزة وقائية لمواجهة التضليل الإعلامي
  • نصائح علمية لمواجهة ضغوط الامتحانات
  • دراسة: إزالة قرون وحيد القرن أهون الشرّين لحمايته
  • «تحسن فترة الشيخوخة».. دراسة: فوائد مذهلة لشرب النساء لـ القهوة
  • «غير الفكر المتوارث».. محافظ المنيا يقترب من المواطنين بأسلوب قيادي جديد