عمان: بحث صاحب السمو السيد عزان بن قيس آل سعيد، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للجولف، مع نيل جراهم مدير التطوير الإقليمي بنادي الجولف الملكي البريطاني، سبل تطوير والارتقاء برياضة الجولف وآفاق التعاون المثمر بين سلطنة عمان والاتحاد الملكي البريطاني للجولف. جاء ذلك في اجتماع الجانبين الذي عُقد بمقر اللجنة الأولمبية العمانية، بحضور أعضاء مجلس إدارة الاتحاد العماني للجولف.

كما بحث الجانبان التزام نادي الجولف الملكي البريطاني باستثمار 100 مليون ريال عماني على مدى عشر سنوات في تطوير رياضة الجولف، ودعم نمو الرياضة على المستوى الدولي، بما في ذلك تطوير وإدارة مرافق الجولف المستدامة. وخلال زيارته لسلطنة عُمان، قدم نيل جراهم مدير التطوير الإقليمي شرحًا مفصلاً لمجلس إدارة الاتحاد العماني للجولف حول الأهداف التنموية الرئيسية التي يسير عليها نادي الجولف الملكي البريطاني، والتي تحدد كيفية جعل الاتحاد العماني للجولف الجولف أكثر سهولة في الوصول إليه وأكثر جاذبية وشمولاً وتحمل المسؤولية وذلك من خلال دعم تقاليد الجولف مع تبني سياسة التغيير وكسر الحواجز أمام التقدم.

وناقش الجانبان أيضًا حول كيفية توافق هذه الأهداف التنموية الرئيسية مع أهداف واستراتيجية الاتحاد العماني للجولف، وصولًا لتحقيق استراتيجية "رؤية عُمان 2040". وتطرق الاجتماع كذلك إلى الحديث حول الدعم التاريخي والمستمر من نادي الجولف الملكي البريطاني للاتحاد العماني للجولف وذلك من خلال توفير الفرصة للعديد من الفتيات ومن ممارسي اللعبة الصغار لتجربة الجولف والاستفادة من فوائده العديدة، وأبدى نيل جراهم مدير التطوير الإقليمي بنادي الجولف الملكي البريطاني حماسه حول إطلاق برنامج المبتدئين في مدارس سلطنة عُمان لمدة ستة أسابيع خلال الفترة المقبلة، والذي يقدم أساسيات الجولف بالإضافة إلى تسع مهارات أخرى والتي تم دمجها في البرنامج للتأثير بشكل إيجابي على الطلبة.

وحول هذا الاجتماع، قال صاحب السمو السيد عزان بن قيس طارق آل سعيد، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للجولف: نشكر نادي الجولف الملكي البريطاني على دعمهم المستمر وإرشاداتهم القيمة لنا ونحن ممتنون لهذا الدعم والتوجيه المتواصل، ولا يخفى على الجميع أن رياضة الجولف لا تزال في مهدها في سلطنة عُمان، ولكن بفضل دعم وزارة الثقافة والرياضة والشباب ونادي الجولف الملكي البريطاني، سيواصل الاتحاد العماني للجولف السعي إلى تقديم الفرصة لتجربة الجولف لأكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع، وتوفير مسار مستمر لأولئك المجيدين لدعم تطورهم المستمر.

من جانبه، قال نيل جراهم مدير التطوير الإقليمي بنادي الجولف الملكي البريطاني: "من خلال العمل الوثيق مع الاتحادات الوطنية للعبة في جميع أنحاء العالم، ومنهم الاتحاد العماني للجولف، نضمن ازدهار اللعبة بعد 50 عامًا من الآن في العديد من الدول التي تبدي اهتمامًا كبيرًا بتطور الجولف. وأشيد بعمل الاتحاد العماني للجولف بتقديم مبادرات الجولف للفتيات والناشئين في سلطنة عُمان والتزامهم بتطوير اللعبة على المدى الطويل لهذه الرياضة. والاتحاد العماني وقع على ميثاق المرأة في نادي الجولف الملكي البريطاني، ويسعدنا أن نرى تطبيق هذا الميثاق على أرض الواقع من أجل تنمية القطاع النسائي في هذه الرياضة".

ويتولى نادي الجولف الملكي البريطاني بسانت أندروز، إدارة شؤون اللعبة في جميع أنحاء العالم، ويتخذ من سانت أندروز باسكتلندا، موطن الجولف، مقرًا له، ويدعم الأنشطة لضمان ازدهار رياضة الجولف في 146 دولة، بما في ذلك سلطنة عُمان.

وكان الاتحاد العُماني للجولف قد شارك خلال العام الماضي في المؤتمر الدولي للعبة الذي نظمه نادي الجولف الملكي البريطاني بسانت أندروز بإسكتلندا، بمشاركة 170 مشاركًا من 65 دولة واتحادًا وطنيًا في لعبة الجولف، حيث مثل سلطنة عُمان في ذلك المؤتمر حينها كل من أحمد بن فيصل الجهضمي الأمين العام للاتحاد العُماني للجولف وجيمي وود المدير الفني للاتحاد العُماني للجولف.

وشهد المؤتمر الذي حمل شعار "فرصة الجولف الذهبية"، متحدثين من داخل صناعة الجولف، ومن الخارج أيضًا وذلك لمناقشة النمو الذي شهدته لعبة الجولف على مدار السنوات الأخيرة، وكيف يمكن تطوير هذا النمو بشكل أكبر، كما بحث المتحدثون الرئيسيون تطوير اللعبة في الاتحادات الوطنية وكيفية الارتقاء بالمسابقات عبر استراتيجيات التطوير الخاصة بهم في تطوير اللعبة، مع التركيز بشكل خاص على فئات الناشئين والفتيات، كما تم أيضًا مناقشة الاستدامة من منظور بيئي. وشارك في المؤتمر كذلك حضور عددًا من الخبراء والفنيين والمختصين في الجولف، الذين بحثوا النظر إلى كيفية صناعة لعبة الجولف، والفرص التي تتوفر لعبة الجولف حاليًا في مختلف الدول الممارسة لها

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الأخلاق الناعمة في المجتمع العمانيّ

كثيرا ما نسمع عن «الثّقافة النّاعمة»، أو «الدّبلوماسيّة النّاعمة» من حيث ربطها بالتّأثير والجاذبيّة دون إكراه، أو دعوة مباشرة، ولها تأثيرها البعيد، ويمكن تمثيلها بالنّقط المتباينة، ثمّ تتسع هذه النّقط أفقيّا بشكل دائري للتحوّل إلى ظاهرة مؤثرة، وهذا ينطبق تماما على الأخلاق. والأخلاق هنا بمعنى السّجايا الّتي عبّر عنها الأثر «الدّين المعاملة»، وليست بالمعنى المباشر للقيم الكبرى الّتي لها أبعاد إجرائيّة إلزاميّة مباشرة كالمساواة والعدالة. وفي المقابل لها أيضا مصاديق أخلاقيّة أفقيّة تدخل في دائرة السّجايا وحسن التّعامل مع الآخر.

وهنا أضرب مثلا بعُمان؛ فمع تأريخ عُمان الموغل في القدم، وامتدادها قديما شمالا وجنوبا، وتأثير الجانب البحريّ شرقا وشمالا وجنوبا أيضا على الخصوص، وما تبع ذلك من هجرات قبليّة، وتأثيرات دينيّة وثقافيّة؛ لم تسوّق عُمان مع نهضتها الحديثة نفسها إعلاميّا بشكل كبير إلّا في الفترة الأخيرة. لهذا لمّا تسافر أحيانا حتّى إلى دول عربيّة، وتذكر لهم «عُمان» يسأل أين عُمان؟ فتجيبه إلى أقرب معلم قريب منها، أو رمزيّة سياسيّة شهيرة.

في المقابل هناك جانب عكسيّ تماما؛ فمع النّهضة الحديثة أيضا كانت هناك هجرات عمّاليّة للعمل في عُمان، خصوصا من الدّول الآسيويّة القريبة، ومن بعض الدّول العربيّة. وهؤلاء تعاملوا مع العمانيين في أسواقهم ومنازلهم ومدارسهم وأماكن عملهم عموما، ولم يكن هناك خطّة سياسيّة أو دينيّة أو ثقافيّة مرسومة للتّأثير عليهم ولو إيجابا. بيد هناك «أخلاق ناعمة» -إن صح التّعبير- تمثلت في حسن تعامل العمانيين معهم في الجملة، ولا يعني ذلك عدم وجود سلبيات اجتماعيّة وتعامليّة خصوصا من بعض المنتفعين كاستغلال الكفالة سابقا من بعض أفراد المجتمع استغلالا سلبيّا، لكنّها لا تشكّل ظاهرة أكثر من كونها حالة فرديّة كأيّ مجتمع بشريّ آخر، إلّا أنّ الصّفة الغالبة أفقيّا حسن التّعامل مع الجميع. شكّل هذا بُعدا أخلاقيّا نُقطيّا تحوّل في الخارج إلى صورة حسنة حول عُمان، لتمدّد هذه النّقط أفقيّا.

بدأ هذا التّفكير لديّ مبكرا قبل حوالي ستة وعشرين عاما لمّا كنت في أحد الأسواق الّتي يكثر فيها الوافدون؛ لشراء غرض إلكتروني لأحد المساجد في بُهلا عام 1999م تقريبا، فدخلت إلى أحد المحلّات، يبيع فيها رجل مسنّ، وكان ملتحيا، ولا أدري أكان هندوسيّا أم سيخيّا، وكنت حينها لا أفرّق بينهما، وكنت أمازحه وأنا بهيئتي الدّينيّة، حينها قال لي - ولا زلت أذكر كلامه -:«أتعجب من حسن تعاملكم معنا، وعدم التّفريق بيننا». ثمّ ذكر لي بعض معاناته في دول ما عمل فيها، خصوصا وهو في هيئته الدّينيّة.

بعدها كانت لدي صور ونماذج عديدة، قد يكون ذكر بعضها فيه شيء من الحساسيّة لا يناسب المقام، بيد أني وأنا قادم هذه الأيام من «نوراليا» في سيريلانكا لأشارك المسلمين هناك عيد الأضحى والكتابة عنه؛ أدركتُ مدى حضور هذه «الأخلاق النّاعمة» في المجتمع السّيريلانكيّ مثلا. وأنا مثلا في العاصمة «كولومبو» في المقهى أو الشّارع أو الشّاطئ أو السّوق أو المسجد أو النّزل أو القطار أو (التّك توك) - وعادتي أختلط بالنّاس، وأحاول أقترب منهم - إلّا أنّ السّيريلانكيّ هو من يقترب منّك. وفيهم سمة اللّطافة وحسن المعشر.

ولمّا يسألك من أين؟ وتجيبه: من عُمان؛ لم أجد أحدا منهم في الجملة سألني: أين عُمان؟ لكنّه يبادر مباشرة بالقول: أميّ أو أختي أو أبي أو أخي أو عمّي أو صديق لي عمل أو يعمل في عُمان، ويرجع بالثّناء عنها. هذا شاهدته إلى حدّ التّواتر، وليس حالة أو حالتين.

وفي النّزل «نوراليا» - وكان ملكا شخصيّا لعائلة بوذيّة أصلها من مدينة «كاندي» حوّل إلى نزل صغير - كان من يعمل فيه ابنهم ذو التّسعة عشر عاما، مع خادمه الّذي كان في الأربعين من عُمره. وكانوا في قمّة الكرم والسّماحة والبشاشة، فسألته أين باقي أسرته؟ قال لي: والدتي تعمل ممرضة في كاندي ومعها أخي الأصغر، وأبي يعمل مهندسا في مسقط في عُمان، وحاليا هو في مسقط.

وذكر لي الصّورة الحسنة الّتي ينقلها عن عُمان، وحسن تعامل النّاس معه، وكانوا يقدّمون لي مع كلّ وجبة تمر الخلاص العمانيّ. وجدت هذا الثّناء أيضا في المسجد القريب في قرية «Haweliya»، وينسب إليها. وجدت في المسجد شبابا من جماعة التّبليغ الشّهيرة، وكانوا خارجين للدّعوة في سيرلانكا أربعين يوما، وفي هذا المسجد سبعة أيام، فجاء يسلّم عليّ أمير الجماعة، وقالوا لي: هذا أميرهم في سيريلانكا عموما. وقد زار عُمان ويذكر مشاهد حسنة عنها، إلّا أنّ حسن تعامل النّاس معه هو الّذي زاد حسن انطباعه عنها، وجذبه إليها.

ذكّرني هذا بالرّجل السّيريلانكيّ المسن الذي وجدته في مسجد العاصمة هانوي عاصمة فيتنام في رمضان الماضي، وكتبتُ عنه في مقالي: «عيد الفطر في هانوي»، ويتمثل في أنني «وجدت رجلا من سيرلانكا عمل في عُمان ما بعد 1977م، وكان يسكن في روي، ويثني كثيرا على عُمان، وبعد 1979م نقلته الشّركة إلى هانوي، ولا زال فيها حتّى اليوم، بيد أنّ زوجته لا زالت تعمل في عُمان»، إلّا أنّه يملك حنينا وذكريات حسنة عن عُمان. والشّاهد بين صاحبينا أنّ عُمان -والحمد لله- حافظت على هذه الحسنة «الأخلاق النّاعمة»، فلم تتغيّر بسبب التّحديث، كما يجب أن نحافظ عليها لنورّثها للأجيال الأخرى، وهذا خير ما يورث.

كما أنّ السّياسة في عُمان في علاقتها الخارجيّة، وفي دبلوماسيّتها المتزنة حافظت على هذه الصّورة الحسنة. وما ذكرته سلفا لا يعني ملائكيّة المجتمع العمانيّ، فهناك هنات؛ لأسباب إجرائيّة أو فرديّة سبق أن ذكرتها في أكثر من مقالة، وبعضها طبيعيّ كأيّ مجتمع آخر، إلّا أنّ الظّواهر العامّة لا تقرأ من خلال هذه الجزئيّات الطّبيعيّة في المجتمعات البشريّة، ولا يبنى عليها ظواهر وصور كليّة.

وقد ذكرت نماذج من الأخلاق النّاعمة لدى العمانيين في مقالات أخرى في جريدة عُمان، وفي بعض كتبي كالتّعارف، وإيران التّعدّديّة والعرفان. وما أرمي له هنا ضرورة المحافظة على هذه الصّورة الحسنة في المجتمع العمانيّ، وقد لا نلقي لها اهتماما آنيا، لكن لها تأثير كبير على البعدين الجغرافيّ والوطنيّ والتّأريخيّ؛ فالّذي يشاركنا اليوم سوف يرجع غدا إلى بلده، وينقل ما شاهده لأصدقائه وأبنائه وأحفاده. لهذا يجب الحدّ من الصّور السّلبيّة إجرائيّا وفرديّا، والّتي تؤثر سلبا على هذه الصّورة الحسنة، حتّى لا تتحول إلى ظاهرة تنقض ما سبق.

مقالات مشابهة

  • نادي النادي يختتم احتفالات عيد الأضحى بحفل فني بحضور شيبة
  • الاتحاد العماني يطالب بالشفافية والإنصاف .. والفلسطيني يشكو حكم اللقاء !
  • وزير التربية والتعليم يبحث مع محافظ إدلب تطوير الواقع التربوي في ‏المحافظة
  • وزير الطوارئ يبحث مع الاتحاد الأوروبي التحديات التي تواجه عودة اللاجئين وإمكانية تقديم الدعم
  • وزير الزراعة يبحث مع مفوض الاتحاد الأوروبي للثروة السمكية تعزيز التعاون
  • لقاء سوري أردني في جنيف يبحث تطوير واقع العمالة
  • المنتخب الإيطالي المتعثر في تصفيات المونديال يبحث عن مدرب!
  • أمينة سر الاتحاد السوري للبلياردو.. ضرورة تواجد الكوادر السورية في الاتحادات الرياضية العربية
  • البكيري متسائلًا: من يخدم صديقه في النادي البلجيكي على حساب الاتحاد؟
  • الأخلاق الناعمة في المجتمع العمانيّ