الجهاز المركزي للتعمير: مشروع "حديقة تلال الفسطاط" يضم 8 مناطق وله 14 بوابة
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
أوضح اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزى للتعمير، أن مشروع "حديقة تلال الفسطاط" يضم 8 مناطق، وله 14 بوابة (بوابات رئيسية وفرعية تتنوع بين، أبواب معاصرة، وأبواب تاريخية، وأبواب حدائقية)، وتم مراعاة زيادة المسحطات الخضراء بالمشروع.
وأكمل نصار، أن مشروع "حديقة تلال الفسطاط" يتضمن عدداً من الأنشطة التى تعتمد على إحياء التراث المصرى عبر مختلف العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية والحديثة، كما يعيد الاعتبار للسياحة الدينية والثقافية، ويخلق متنفساً جديداً لأهل القاهرة، بما يتماشى مع جهود الدولة لمواجهة تغير المناخ وحماية البيئة.
وأشار رئيس الجهاز المركزى للتعمير، إلى أن المنطقة الثقافية بالحديقة تقع مقابلة للبوابة الرئيسية للدخول على طريق صلاح سالم، وتُعد إحدى المناطق المميزة، وبها محور رئيسى على متحف الحضارة، وتحاط بمجموعة من الساحات تضم أنشطة ثقافية ومطاعم، وغير ذلك من الخدمات.
وأكمل أنه من المقرر أن تُقام بها احتفالات على مدار العام، ويشتمل نطاق الأعمال بالمنطقة الثقافية، على البوابة الرئيسية، و4 مطاعم وكافتيريات بمسطح 216 م2، و3 نوافير، وأعمال البنية التحتية والزراعات لمسطح 26,864 م2.
وأضاف: تضم الحديقة أيضاً منطقة التلال والوادى، وتنقسم منطقة التلال إلى 3 تلال متباينة الارتفاعات يمر بينها الممر المائى (النهر)، وتتدرج فى مجموعة من المصاطب تبدأ من حافة النهر وتنتهى حتى قمة التلة، بحيث تجعل من قمة التلال مُطلات على المشروع والمنطقة المحيطة وقلعة صلاح الدين والأهرامات، وتضم "تلة القصبة" المُقامة على مساحة 13 ألف م2، فندقا سياحيا، ومبانى خدمية، ومواقف سيارات، وبحيرة صناعية.
وتابع: فضلا عن مدرجات ومناطق جلوس مطلة على الشلال، وكوبرى مشاة للربط، وكافيتريا، وشلالا، بينما تضم "تلة الحدائق التراثية" مدرجات ومبانى للزوار، ومطاعم، وفراغا خشبيا يطل على البحيرة مستعرضاً المخططات التفصيلية لتلك التلال وما تحويه من مسارات وحدائق متنوعة، ومناطق للمطاعم والاحتفالات والترفيه.
وقال رئيس الجهاز المركزى للتعمير: تضم "حديقة تلال الفسطاط" أيضاً، المنطقة الاستثمارية بمساحة 131 ألف م2 وتطل على بحيرة عين الحياة، وتضم 12 مطعما، و4 مراكز تجارية، و4 جراجات للسيارات، وخلفها منطقة تسمح بإقامة العديد من الاحتفالات الرسمية الكبيرة، حيث تضم المسرح الرومانى والنافورة المائية، إضافة إلى منطقة المغامرة وبها عدد من المباني الخدمية والبحيرات والزراعات، وكذا منطقة الأسواق، وهى منطقة تجارية بمساحة 60 ألف م2.
وأردف أنها تهدف لتنشيط السياحة ودعم الاقتصاد وتنشيط الحرف اليدوية والتراثية، ومن أبرزها أعمال الزجاج، والسيراميك، والشمع، والغزل والنسيج، ويتم تنفيذ منطقة الأسواق على 3 مراحل، وتشتمل على 19 محلاً تجاريا، ومواقف سيارات، وبحيرة صناعية، ومساحات زراعية، وفندق 3 نجوم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مواجهة تغير المناخ تلال الفسطاط متحف الحضارة قلعة صلاح الدين الجهاز المركزي البنية التحتية حدیقة تلال الفسطاط
إقرأ أيضاً:
بين التحلل والانحراف.. كيف تركت الشرعية الساحة للفكر الحوثي المتطرف؟
في لحظة تأمل وسط هذا الصخب السياسي والأمني الذي يعيشه اليمن، لا يمكن للقارئ إلا أن يشعر بمرارة عميقة حين يطّلع على النقاشات المعمّقة التي تدور أحيانًا حول مصير البلاد ومستقبلها، مقارنة بما يُقدم عليه اللاعبون الأساسيون في الساحة. فبينما ينهمك الحوثي في إنتاج خطابه الأيديولوجي المتطرف، تبدو "الشرعية" وكأنها بلا بوصلة فكرية أو مشروع سياسي واضح.
ما تعيشه اليمن اليوم، وفقًا للعديد من المراقبين والمحللين، ليس مجرد حالة حرب أو نزاع سياسي، بل تحلل شامل للدولة في مناطق الشرعية، يقابله مشروع تعبوي شديد التنظيم والاستقطاب في مناطق الحوثيين. ويُرجع البعض هذه الفجوة إلى غياب الرؤية النظرية والسياسية الواضحة لدى الشرعية، وتركها الساحة الثقافية والفكرية فارغة تمامًا، ما أتاح للجماعة المدعومة من إيران أن تملأ الفراغ برؤية دينية مسيّسة، تصوغ من خلالها وعي الأفراد وتعيد تشكيل المجتمع وفقًا لتصورها المذهبي والأمني.
فكرٌ مقابل لا فكر
منذ اندلاع الحرب في العام 2015، بنت ميليشيا الحوثي، بدعم من إيران، خطابها على سردية "العدوان" و"الولاية" و"الهوية الإيمانية"، وصولًا إلى مزاعم المقاومة ضد إسرائيل وأمريكا والغرب. وخاضت الجماعة عملية تعبئة طويلة الأمد لم تتوقف حتى اللحظة، استثمرت فيها كل أدوات الدولة والمجتمع، من التعليم إلى الإعلام، ومن المساجد إلى الثقافة الشعبية.
في المقابل، لم تنجح الشرعية في إنتاج سردية وطنية مقنعة، ولا حتى في تأمين رواية رسمية تُحشد خلفها الجماهير. الأمر الذي جعلها تبدو – في أحسن الأحوال – إدارة مؤقتة بلا مشروع ولا جذور.
أسوأ ما يمكن أن يواجهه بلد في لحظة انهياره، هو أن تكون قواه السياسية "مخدوعة وخادعة" في الوقت ذاته، كما وصفها الصحفي والكاتب السياسي نبيل الصوفي. تعيش هذه القوى في وهم السيطرة، تتقاسم المناصب والمكاسب، بينما لا تمتلك الحد الأدنى من أدوات النضال السياسي أو الأخلاقي لمواجهة مشروع كالحوثي، يتغذى على الأيديولوجيا والتمويل الإيراني، ويتقن فن التمدد.
وقال الصوفي في منشور على صفحته بمنصة "إكس": "تشعر بأسى مفرط عن حال بلادنا.. التحلل الذي تمر به اليمن، ناتج عن انعدام التوجه النظري للشرعية، مقابل توجه نظري مفرط في العنف والتطرف والعمالة الحوثية لإيران. أطراف الشرعية يعيشون توهانًا عجيبًا، مخدوعون وخداعون، يتصرفون كمسؤولين وقيادات دون أي جهد نضالي يوازي جهد الحوثي وإيران".
ويمثل تعليق الصوفي وصفًا مكثفًا لحالة التيه التي تعيشها النخبة السياسية الرسمية، ويكشف عن الفارق الكبير بين مشروع حوثي واضح ومترابط الأهداف، ومجموعة من القوى المناوئة له، عاجزة عن بلورة مشروع سياسي متماسك، أو حتى خطاب إعلامي موحد.
الحوثي.. وجلد الفاجر
في المقابل، تبدو ميليشيا الحوثي وكأنها تستفيد من كل خطأ تقع فيه الشرعية. ومع كل إخفاق حكومي أو فضيحة فساد أو خلاف سياسي بين مكونات الشرعية، تصعّد الجماعة من نبرة خطابها وتقدّم نفسها كـ"المنقذ"، رغم إدارتها الكارثية لمناطق سيطرتها، التي تعاني من الفقر والجوع والقمع.
لكن الجماعة – وهنا المفارقة – تعرف كيف توظف هذا القمع لصالح سرديتها، عبر عقلية "جلد الفاجر"، ذلك الذي لا يتورع عن المضي في مشروعه، مهما كانت الوسائل.
لقد أصبحت مناطق الشرعية – رغم توفر الموارد والدعم الدولي – عاجزة حتى عن إنتاج خطاب موحّد، أو بناء مؤسسات سياسية مستقلة، في وقت تُحكم فيه الجماعة قبضتها على الشمال بكل أدوات السيطرة الفكرية والعسكرية.
وبات واضحًا أن معركة اليمن لم تعد عسكرية فقط، بل أصبحت معركة فكر وهوية. وإذا أرادت الشرعية البقاء في مضمار المنافسة، فعليها أن تنتقل من حالة الدفاع الضعيف إلى بناء رؤية نضالية متماسكة، قادرة على تقديم بديل وطني جامع يواجه مشروع الحوثي المذهبي، ويستنهض طاقات اليمنيين على قاعدة المواطنة والعدالة، لا المناطقية أو تقاسم النفوذ.
شبكة أيديولوجية حوثية
يبرز تحليل حديث لـمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية أن جماعة الحوثي لم تنجُ من الحرب فحسب، بل تمكنت من تحويل مناطق سيطرتها إلى كيان سلطوي فعّال عبر مشروع أيديولوجي مركزي، قائم على التعبئة العقائدية، والتحكم بالسردية الدينية، والاستغلال الذكي لبنية القبيلة والدولة.
يشير التقرير إلى أن الجماعة استطاعت بناء "دولة موازية" داخل الدولة، يديرها جهاز أمني صارم، ومؤسسات تعليمية وخدمية مؤدلجة، وجهاز تعبوي يمتد من المناهج الدراسية إلى خطب الجمعة وأجهزة الإعلام.
ويضيف التقرير أن الحوثيين يعيدون صياغة المجتمع تدريجيًا، مستغلين الفراغ السياسي والفكري للشرعية، وانشغال خصومهم بالصراعات الجانبية والمصالح الضيقة. مقابل ذلك، ضخت الجماعة مواردها – القليلة أصلاً – في بناء نموذج حكم مركزي، يُقدَّم كسلطة بديلة ذات مشروع متكامل، لا مجرد فصيل مسلح.
إن قدرة الحوثيين على دمج العقيدة بالخدمة والأمن، وتحويل فقر الناس إلى أدوات تعبئة، سمحت لهم بخلق نفوذ أعمق من مجرد السيطرة العسكرية، بينما ما زالت مؤسسات الشرعية – وفق تقييم المركز – تعاني من غياب الرؤية، وتآكل شرعيتها السياسية في الداخل والخارج.
الحوثي يفرض رؤيته.. وخيبة الشرعية
الوطن لا يُبنى بالشعارات، ولا يُحمى بالمناصب، ولا يصمد أمام جلاد العقيدة بخطاب خاوٍ من المضمون. وكما قال نبيل الصوفي: "اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز التقي"، فبينما ينفذ الحوثي أجندته بجرأة غير مسبوقة، تقف القوى الأخرى تائهة، مترددة، وعاجزة عن مواكبة الحد الأدنى من متطلبات النضال الوطني.
ويشير الخبير السياسي اليمني إبراهيم جلال، من مركز كارنيغي للسلام الدولي، إلى أن الميليشيا الحوثية تمكنت من توسيع نفوذها بشكل لافت منذ عام 2014، ليس فقط عسكريًا، بل عبر بناء هوية أيديولوجية متماسكة تُغيّب البدائل.
يقول جلال إن الحوثيين بنوا تصورًا طائفيًا امتد إلى الإعلام والتعليم والقبائل، ما ساهم في توظيف مظاهر الفقر والاحتقان الشعبي لتعزيز مشروعهم. وفي تحليل منشور سابقًا، أوضح أن معركة الهوية والوعي باتت أحد أهم أسلحة الحوثيين، حيث استخدموها لاستقطاب شرائح واسعة من المجتمع، حتى خارج مناطق نفوذهم التقليدية.
ويضيف جلال أن غياب مشروع سياسي أو ثقافي متماسك لدى قوى الشرعية سمح بملء الفراغ بشكل دراماتيكي، مشيرًا إلى أن الهجوم الإعلامي والثقافي الذي يتبناه الحوثيون بات مبنيًا على سردية تتجاوز المنطقة الجغرافية، لتقنع الجمهور اليمني بأنهم "مقاومون" لا "مجرمون".