صحيفة البلاد:
2025-06-07@06:49:57 GMT

شكراً للدولة على جهود الحج

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

شكراً للدولة على جهود الحج

فَرَضَ اللهُ عَلَينا الْحَجَّ مَعَ الْاِسْتِطَاعَةِ، وَجَعَلَهُ نَافِلَةً بَعْدَ الْفَرِيضَةِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا). وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ، فَحُجُّوا».

وَالْحَجُّ إِلى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ، إِحْيَاءٌ لمِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ حِينَ نَادَى بِالْحَجِّ لِيَأْتُوا إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ • وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).

وَفِي الْحَجِّ مَنَافِعُ شَتَّى، قَالَ تَعَالَى: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ)، وَأَجْمَلَهَا رَبُّنَا – جَلَّ وَعَلَا – وَلَمْ يُحَدِّدْهَا ، لِيَدْخُلَ فِيْهَا ما لَا يُعَدُّ وَلَا يُحْصَى.
وَأَعْظَمُ مَنَافِعِ الْحَجِّ، وَأُسُّ أَسَاسِهَا، هُوَ : الْإِخْلَاصُ وَالتَّوْحِيدُ، وَالْبَرَاءُ مِنَ الشِّرْكِ وَالتَّنْدِيدِ؛ وَلِهَذَا بَدَأَ اللهُ بِهِ، فَقَالَ: (أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا). وَالنَّهْيُ عَنِ الشَّيءِ أَمْرٌ بِضِدِّهِ، وَهُوَ التَّوْحِيدُ.

فَالْحَجُّ يُعَرِّفُكَ بِاللهِ، وَأَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ سِوَاهُ، فَهُوَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ، الْفَرْدُ الصَّمَدُ، فَاحْذَرْ أَنْ تَصْرِفَ شَيْئًا مِنْ حُقُوقِ اللهِ إِلى غَيْرِهِ أَوْ تَتَعَبَّدَ .

عِبَادَ اللهِ : إِنَّ مِنْ خَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ رَبِّكُم: حَجًّا مَبْرُورًا لَا رِيَاءَ فِيهِ وَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا سُمْعَةَ، عَلَى هَدْي نَبِيِّ الْأُمَّةِ الْقَائِلِ: : «خُذُوا عَنِيَّ مَنَاسِكَكُمْ»، لَا يَشُوبُهُ مُخَالَفَةٌ وَلَا بِدْعَةٌ، وَصَاحِبُهُ هُوَ الْمَوْعُودُ بِقَوْلِ النَّبِيِّ: «الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الجَنَّةَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَلَا رَيْبَ أَنَّ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ إِلَى مَكَّةَ لِوَاذًا، وَيَحُجُّونَ بِلَا تَصْرِيحٍ بَعِيدُونَ عَنْ مَسَالِكِ الْبِرِّ وَالتَّقْوَى.
وَقَدْ أَوْضَحَتْ هَيْئَةُ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ: أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الذَّهَابُ إِلَى الْحَجِّ دُونَ أَخْذِ تَصْرِيحٍ، وَيَأْثَمُ فَاعِلُهُ، فِي بَيَانٍ أَصْدَرَتْهُ، وَمِمَّا جَاءَ فِيهِ مُلَخَّصًا:
لَقَدْ شَرَّفَ اللهُ – عَزَّ وَجَلَّ – هَذِهِ الْبِلَادَ الطَّيِّبَةَ الْمُبَارَكَةَ – الْمَمْلَكَةَ الْعَرَبِيَّةَ السُّعُودِيَّةَ – قِيَادَةً وَشَعْبًا، بِخِدْمَةِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، فَقَامَتْ بِمَسْؤُولِيَّتِهَا هَذِهِ – بِحَمْدِ اللهِ – خَيْرَ قِيَامٍ، وَتَجَلَّى ذَلِكَ: فِي مَشْرُوعَاتِ التَّوْسِعَةِ الْمُتَتَالِيَةِ وَتَنْفِيذِ الْبُنَى التَّحْتِيَّةِ، وَشَقِّ الطُّرُقَاتِ وَالْأَنْفَاقِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَتَّصِلُ بِالْخِدْمَاتِ الْمُقَدَّمَةِ لِقَاصِدِي الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ.

كَمَا تَجَلَّى ذَلِكَ : فِي الْأَنْظِمَةِ وَالتَّعْلِيمَاتِ الَّتِي تَهْدِفُ إِلَى تَرْتِيبِ اسْتِقْبَالِ الْحُجَّاجِ وَالْعُمَّارِ وَالزُّوَّارِ، وَمِنْ ذَلِكَ: اسْتِخْرَاجُ تَصْرِيحِ الْحَجِّ.
وَقَدِ اطَّلَعَتْ هَيْئَةُ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ عَلَى مَا عَرَضَهُ مَنْدُوبُو ( وِزَارَةِ الدَّاخِلِيَّةِ، وَوِزَارَةِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وَالْهَيْئَةِ الْعَامَّةِ لِلْعِنَايَةِ بِشُؤُونِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ) مِنْ تَحَدِّيَاتٍ وَمَخَاطِرَ عِنْدَ عَدَمِ الْاِلْتِزَامِ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ، إِزَاءَ ذَلِكَ تُوَضِّحُ الْهَيْئَةُ إِنَّ الْإِلْزَامَ بِاسْتِخْرَاجِ تَصْرِيحِ الْحَجِّ مُسْتَنِدٌ إِلَى مَا تُقَرِّرُهُ الشَّرِيعَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ مِنَ التَّيْسِيرِ ‏عَلَى الْعِبَادِ فِي الْقِيَامِ بِعِبَادَتِهِمْ وَشَعَائِرِهِمْ، وَرَفْعِ الْحَرَجِ عَنْهُمْ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).

كما إِنَّ الْاِلْتِزَامَ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ لِلْحَجِّ هُوَ مِنْ طَاعَةِ وَلِيِّ الْأَمْرِ فِي الْمَعْرُوفِ، قَالَ تَعَالَى: ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ، وَقَالَ: «عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَالنُّصُوصُ فِي ذَلِكَ كَثِيرَةٌ، كُلُّهَا تُؤَكِّدُ عَلَى وُجُوبِ طَاعَةِ وَلِيِّ الْأَمْرِ فِي الْمَعْرُوفِ، وَحُرْمَةِ مُخَالَفَةِ أَمْرِهِ.
وَالْاِلْتِزَامُ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ مِنَ الطَّاعَةِ فِي الْمَعْرُوفِ، يُثَابُ مَنِ الْتَزَمَ بِهِ، وَيَأْثُمُ مَنْ خَالَفَهُ، وَيَسْتَحِقُّ الْعُقُوبَةَ الْمُقَرَّرَةَ مِنْ وَلِيِّ الْأَمْرِ.
كما اطَّلَعَتِ الْهَيْئَةُ عَلَى الْأَضْرَارِ الْكَبِيرَةِ وَالْمَخَاطِرِ الْمُتَعَدِّدَةِ حَالَ عَدَمِ الْاِلْتِزَامِ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ مَا يُؤَثِّرُ عَلَى سَلَامَةِ الْحُجَّاجِ وَصِحَّتِهِمْ.

وَذَلِكَ يُوَضِّحُ: أَنَّ الْحَجَّ بِلَا تَصْرِيحٍ لَا يَقْتَصِرُ الضَّرَرُ الْمُتَرَتِّبُ عَلَيْهِ عَلَى الْحَاجِّ نَفْسِهِ، وَإِنَّمَا يَتَعَدَّى ضَرَرُهُ إِلَى غَيْرِهِ، وَمَنِ الْمُقَرَّرِ شَرْعًا أَنَّ الضَّرَرَ الْمُتَعَدِّيَ أَعْظَمُ إِثْمًا مِنَ الضَّرَرِ الْقَاصِرِ، قَالَ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ».
وَبِنَاءً عَلَى مَا سَبَقَ إِيْضَاحُهُ، فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ الذَّهَابُ إِلَى الْحَجِّ دُونَ أَخْذِ تَصْرِيحٍ، وَيَأْثَمُ فَاعِلُهُ، وَإِنْ كَانَ الْحَجُّ حَجَّ فَرِيضَةٍ وَلَمْ يَتَمَكَّنِ الْمُكَلَّفُ مِنِ اسْتِخْرَاجِ تَصْرِيحِ الْحَجِّ، فَإِنَّهُ فِي حُكْمِ عَدَمِ الْمُسْتَطِيعِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ‏(وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: ال ا ل ت ز ام ع ل ى ال ال أ م ر ال ب ی ت ت ع ال ى

إقرأ أيضاً:

أبو ليمون يشارك مواطني المنوفية فرحة العيد: مستمرون في مواصلة جهود التنمية

أدي اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، شعائر صلاة عيد الأضحى المبارك وسط جموع المصلين من أبناء وأهالي شعب المحافظة بساحة نادي جمهورية شبين الكوم ، بحضور الأستاذ الدكتور أحمد فرج القاصد رئيس جامعة المنوفية، اللواء عبدالله الديب السكرتير العام ، المحاسب خالد النمر السكرتير العام المساعد للمحافظة، الدكتور محمد رجب خليفة وكيل وزارة الأوقاف بالمنوفية ، الدكتور أحمد القرش نقيب الأطباء  ،وعدد من أعضاء مجلس إدارة نادي جمهورية شبين ، عدد من وكلاء الوزارات والقيادات التنفيذية بالمحافظة.

وألقى وكيل وزارة الأوقاف خطبة العيد مقدماً التهنئة لجموع المصلين ، مؤكداً أن يوم عيد الأضحى أعظم الأيام عند الله وهو يوم الحج الأكبر، حيث يفرح حجاج بيت الله الحرام بأداء مناسكهم بعد أن أتم الله عليهم النعمة وأجزل لهم المثوبة والمنة بطوافهم بالبيت الحرام وسعيهم بين الصفا والمروة ووقوفهم على عرفات حيث التعرض للبركات والرحمات ، وأيام عظيمة تنتظرنا ألا وهى أيام التشريق المباركة فاغتنموها فهي أيام عظيمة في معناها عميقة في مغزاها، وفرصة ذهبية لتجديد عهدنا مع الله وتطهير النفوس وإصلاح القلوب وللعودة إليه سبحانه وتعالى بقلوب خاشعة ونفوس تائبة.

مصرع شخص وإصابة 4 آخرين في حادث تصادم بالمنوفيةبارود الزناد ينهى أسطورة مجرمي المنوفية.. حكاية عنصرين شديدى الخطورةصرخة بريئة تهز مسجدًا في المنوفية.. حكاية العثور على صغيركشفه بكاؤه.. العثور على رضيع داخل مسجد في المنوفية

 واختتمت الخطبة بالتأكيد على أن العيد فرصة لتوطيد العلاقات الاجتماعية بالتزاور والتلاقي وصلة الأرحام ونشر المودة بين الناس.

وعقب الصلاة ، قدم محافظ المنوفية التهنئة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وشعب المنوفية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، مؤكداً على أننا مستمرون في مواصلة جهود التنمية الشاملة بأرجاء المحافظة ونسعى جاهدين للتركيز على ما يهم المواطن بشتى القطاعات وتحسين جودة الخدمات المقدمة لتلبية متطلباته وفقاً لأهداف ومحاور الجمهورية الجديدة لبناء الإنسان.

 

طباعة شارك صلاة عيد الأضحى محافظة المنوفية المنوفية اخبار محافظة المنوفية صلاة العيد

مقالات مشابهة

  • ضمن جهود وزارة الحج والعمرة.. «نسك» يُسهم في توجيه أكثر من 35 ألف حاج خلال أول أيام العيد
  • وسائل إعلام دولية ترصد جهود المملكة لتسهيل تأدية مناسك الحج
  • فضل الله: نجدّد دعوتنا للدولة إلى العمل بجديّة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وإزالة الاحتلال
  • أبو ليمون يشارك مواطني المنوفية فرحة العيد: مستمرون في مواصلة جهود التنمية
  • إخلاء جوي طارئ من ناقلة نفط في المياه الإقليمية للدولة
  • متحدث الداخلية: جهود رجال الأمن نابعة من المعدن السعودي الأصيل
  • ‎ضمن استعدادات موسم الحج.. الرئيس التنفيذي لمركز «وقاء» يتفقَّد أعمال فرق الصحة النباتية والحيوانية بالمدينة المنورة
  • “الأمن السيبراني” بموسم حج 1446هـ: جهود استراتيجية لتعزيز حماية الأنظمة والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن 
  • 4000 جولة و90% امتثالًا.. جهود لضبط سوق العمل في الحج
  • بري وعقيلته شكرا كل من عزى بوفاة سميرة عاصي