صحيفة البلاد:
2025-10-14@02:44:07 GMT

شكراً للدولة على جهود الحج

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

شكراً للدولة على جهود الحج

فَرَضَ اللهُ عَلَينا الْحَجَّ مَعَ الْاِسْتِطَاعَةِ، وَجَعَلَهُ نَافِلَةً بَعْدَ الْفَرِيضَةِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا). وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ، فَحُجُّوا».

وَالْحَجُّ إِلى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ، إِحْيَاءٌ لمِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ حِينَ نَادَى بِالْحَجِّ لِيَأْتُوا إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ • وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).

وَفِي الْحَجِّ مَنَافِعُ شَتَّى، قَالَ تَعَالَى: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ)، وَأَجْمَلَهَا رَبُّنَا – جَلَّ وَعَلَا – وَلَمْ يُحَدِّدْهَا ، لِيَدْخُلَ فِيْهَا ما لَا يُعَدُّ وَلَا يُحْصَى.
وَأَعْظَمُ مَنَافِعِ الْحَجِّ، وَأُسُّ أَسَاسِهَا، هُوَ : الْإِخْلَاصُ وَالتَّوْحِيدُ، وَالْبَرَاءُ مِنَ الشِّرْكِ وَالتَّنْدِيدِ؛ وَلِهَذَا بَدَأَ اللهُ بِهِ، فَقَالَ: (أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا). وَالنَّهْيُ عَنِ الشَّيءِ أَمْرٌ بِضِدِّهِ، وَهُوَ التَّوْحِيدُ.

فَالْحَجُّ يُعَرِّفُكَ بِاللهِ، وَأَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ سِوَاهُ، فَهُوَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ، الْفَرْدُ الصَّمَدُ، فَاحْذَرْ أَنْ تَصْرِفَ شَيْئًا مِنْ حُقُوقِ اللهِ إِلى غَيْرِهِ أَوْ تَتَعَبَّدَ .

عِبَادَ اللهِ : إِنَّ مِنْ خَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ رَبِّكُم: حَجًّا مَبْرُورًا لَا رِيَاءَ فِيهِ وَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا سُمْعَةَ، عَلَى هَدْي نَبِيِّ الْأُمَّةِ الْقَائِلِ: : «خُذُوا عَنِيَّ مَنَاسِكَكُمْ»، لَا يَشُوبُهُ مُخَالَفَةٌ وَلَا بِدْعَةٌ، وَصَاحِبُهُ هُوَ الْمَوْعُودُ بِقَوْلِ النَّبِيِّ: «الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الجَنَّةَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَلَا رَيْبَ أَنَّ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ إِلَى مَكَّةَ لِوَاذًا، وَيَحُجُّونَ بِلَا تَصْرِيحٍ بَعِيدُونَ عَنْ مَسَالِكِ الْبِرِّ وَالتَّقْوَى.
وَقَدْ أَوْضَحَتْ هَيْئَةُ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ: أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الذَّهَابُ إِلَى الْحَجِّ دُونَ أَخْذِ تَصْرِيحٍ، وَيَأْثَمُ فَاعِلُهُ، فِي بَيَانٍ أَصْدَرَتْهُ، وَمِمَّا جَاءَ فِيهِ مُلَخَّصًا:
لَقَدْ شَرَّفَ اللهُ – عَزَّ وَجَلَّ – هَذِهِ الْبِلَادَ الطَّيِّبَةَ الْمُبَارَكَةَ – الْمَمْلَكَةَ الْعَرَبِيَّةَ السُّعُودِيَّةَ – قِيَادَةً وَشَعْبًا، بِخِدْمَةِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، فَقَامَتْ بِمَسْؤُولِيَّتِهَا هَذِهِ – بِحَمْدِ اللهِ – خَيْرَ قِيَامٍ، وَتَجَلَّى ذَلِكَ: فِي مَشْرُوعَاتِ التَّوْسِعَةِ الْمُتَتَالِيَةِ وَتَنْفِيذِ الْبُنَى التَّحْتِيَّةِ، وَشَقِّ الطُّرُقَاتِ وَالْأَنْفَاقِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَتَّصِلُ بِالْخِدْمَاتِ الْمُقَدَّمَةِ لِقَاصِدِي الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ.

كَمَا تَجَلَّى ذَلِكَ : فِي الْأَنْظِمَةِ وَالتَّعْلِيمَاتِ الَّتِي تَهْدِفُ إِلَى تَرْتِيبِ اسْتِقْبَالِ الْحُجَّاجِ وَالْعُمَّارِ وَالزُّوَّارِ، وَمِنْ ذَلِكَ: اسْتِخْرَاجُ تَصْرِيحِ الْحَجِّ.
وَقَدِ اطَّلَعَتْ هَيْئَةُ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ عَلَى مَا عَرَضَهُ مَنْدُوبُو ( وِزَارَةِ الدَّاخِلِيَّةِ، وَوِزَارَةِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وَالْهَيْئَةِ الْعَامَّةِ لِلْعِنَايَةِ بِشُؤُونِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ) مِنْ تَحَدِّيَاتٍ وَمَخَاطِرَ عِنْدَ عَدَمِ الْاِلْتِزَامِ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ، إِزَاءَ ذَلِكَ تُوَضِّحُ الْهَيْئَةُ إِنَّ الْإِلْزَامَ بِاسْتِخْرَاجِ تَصْرِيحِ الْحَجِّ مُسْتَنِدٌ إِلَى مَا تُقَرِّرُهُ الشَّرِيعَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ مِنَ التَّيْسِيرِ ‏عَلَى الْعِبَادِ فِي الْقِيَامِ بِعِبَادَتِهِمْ وَشَعَائِرِهِمْ، وَرَفْعِ الْحَرَجِ عَنْهُمْ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).

كما إِنَّ الْاِلْتِزَامَ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ لِلْحَجِّ هُوَ مِنْ طَاعَةِ وَلِيِّ الْأَمْرِ فِي الْمَعْرُوفِ، قَالَ تَعَالَى: ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ، وَقَالَ: «عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَالنُّصُوصُ فِي ذَلِكَ كَثِيرَةٌ، كُلُّهَا تُؤَكِّدُ عَلَى وُجُوبِ طَاعَةِ وَلِيِّ الْأَمْرِ فِي الْمَعْرُوفِ، وَحُرْمَةِ مُخَالَفَةِ أَمْرِهِ.
وَالْاِلْتِزَامُ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ مِنَ الطَّاعَةِ فِي الْمَعْرُوفِ، يُثَابُ مَنِ الْتَزَمَ بِهِ، وَيَأْثُمُ مَنْ خَالَفَهُ، وَيَسْتَحِقُّ الْعُقُوبَةَ الْمُقَرَّرَةَ مِنْ وَلِيِّ الْأَمْرِ.
كما اطَّلَعَتِ الْهَيْئَةُ عَلَى الْأَضْرَارِ الْكَبِيرَةِ وَالْمَخَاطِرِ الْمُتَعَدِّدَةِ حَالَ عَدَمِ الْاِلْتِزَامِ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ مَا يُؤَثِّرُ عَلَى سَلَامَةِ الْحُجَّاجِ وَصِحَّتِهِمْ.

وَذَلِكَ يُوَضِّحُ: أَنَّ الْحَجَّ بِلَا تَصْرِيحٍ لَا يَقْتَصِرُ الضَّرَرُ الْمُتَرَتِّبُ عَلَيْهِ عَلَى الْحَاجِّ نَفْسِهِ، وَإِنَّمَا يَتَعَدَّى ضَرَرُهُ إِلَى غَيْرِهِ، وَمَنِ الْمُقَرَّرِ شَرْعًا أَنَّ الضَّرَرَ الْمُتَعَدِّيَ أَعْظَمُ إِثْمًا مِنَ الضَّرَرِ الْقَاصِرِ، قَالَ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ».
وَبِنَاءً عَلَى مَا سَبَقَ إِيْضَاحُهُ، فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ الذَّهَابُ إِلَى الْحَجِّ دُونَ أَخْذِ تَصْرِيحٍ، وَيَأْثَمُ فَاعِلُهُ، وَإِنْ كَانَ الْحَجُّ حَجَّ فَرِيضَةٍ وَلَمْ يَتَمَكَّنِ الْمُكَلَّفُ مِنِ اسْتِخْرَاجِ تَصْرِيحِ الْحَجِّ، فَإِنَّهُ فِي حُكْمِ عَدَمِ الْمُسْتَطِيعِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ‏(وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: ال ا ل ت ز ام ع ل ى ال ال أ م ر ال ب ی ت ت ع ال ى

إقرأ أيضاً:

شبوة تغرق في دوامة الثأر: مواجهات قبلية وإعدام خارج القانون وسط غياب للدولة

الجديد برس| تصاعدت وتيرة النزاعات المسلحة وقضايا الثأر في محافظة شبوة، في مؤشر خطير على غياب سلطة القانون وانتشار الأعراف القبلية في إدارة الصراعات الدموية، في المناطق الخاضعة لسيطرة عناصر المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات. وفي حادثة بارزة الجمعة، اندلعت مواجهات قبلية دامية في منطقة “أم كداة” بوادي عبدان في مديرية نصاب بين أسرتي “آل عبود” من قبيلة “ربيز” و”آل محرض” من قبيلة “آل جنيد”، أسفرت عن مقتل المسلح القبلي “العجي علي الربيزي” من آل ربيز. واستمرت المواجهات دون تدخل من السلطات المحلية الممثلة بـ “ابن الوزير”، ما أثار مخاوف من تواطؤ محتمل أو دعم لهذه النزاعات لخدمة أجندات إماراتية تستهدف إضعاف النسيج الاجتماعي والسيطرة على المحافظة. وفي تطور مفجع، شهدت شبوة إعدام الجاني من آل جنيد بعد ساعات قليلة من ارتكاب القتل، ضمن ما يُعرف بـ “التحكيم القبلي” وبحضور أولياء الدم، في خطوة وصفها مراقبون بأنها إعدام خارج إطار العدالة والقانون. وأثارت هذه الأحداث موجة غضب واسعة لدى المواطنين، خاصة مع تجاهل السلطات المحلية الموالية للإمارات وعدم إصدار أي توضيح رسمي، ما يعكس +تدهور الوضع الأمني وتنامي ظاهرة الثأر والقتل خارج القانون في محافظة شبوة.

مقالات مشابهة

  • أطباء القاهرة: قمة السلام بشرم الشيخ إنجازًا دبلوماسيًا كبيرًا للدولة المصرية
  • خطوات التقديم والشروط المعتمدة لحج القرعة 2026
  • حج القرعة 2026..  رابط التقديم إلكترونيا
  • آداب الحج.. وما هي مُبطلات مناسكه ؟
  • شبوة تغرق في دوامة الثأر: مواجهات قبلية وإعدام خارج القانون وسط غياب للدولة
  • حج القرعة 2026.. ضوابط وشروط التقديم أون لاين
  • محمد بن راشد: شكراً مكتوم بن محمد.. معكم نطمئن على مستقبل اقتصادنا الوطني
  • قطر.. المعلومات الأولية عن حادث الدبلوماسيين في شرم الشيخ بمصر
  • أسعار الحج السياحي والخمس نجوم والبري 2025
  • شكرا يا محترم.. رسالة من محمد هاني إلى عماد النحاس بعد رحيله عن الأهلي