#سواليف

لقد كان مصطلح “النزوح” ملازماً للفلسطينيين على مرّ العقود، وذلك نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية المتعاقبة على الشعب الفلسطيني، ولكنّ معركة #طوفان_الأقصى التي أطلقتها المقاومة قلبت الموازين، وجعلت مئات الآلاف من الإسرائيليين #نازحين داخل الكيان، أو #مهاجرين خارجه.

ومنذ بداية #الحرب، أعلن الجيش الإسرائيلي أن 500 ألف من المستوطنين نزحوا داخل فلسطين المحتلة، فيما أخليت مدينة سديروت بالكامل، وهي تضم نحو 20 ألف مستوطن، كما تمّ إخلاء المستوطنات القريبة من الحدود الشمالية مع لبنان.

وكشفت بيانات سلطة السكان والهجرة الإسرائيلية، أمس الأحد، عن أنّ مئات الآلاف من الإسرائيليين غادروا فلسطين ولم يعودوا، منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

نصف مليون مهاجر

مقالات ذات صلة رئيس الشاباك الأسبق : نتنياهو يقودنا نحو “نهاية الصهيونية” 2024/06/25

منذ نشأت دولة الاحتلال، عمل حكامها على ترغيب أبناء دينهم في العودة إلى “أرض الميعاد” كما يدّعون، وفتحوا باب الهجرة لليهود من شتى أصقاع العالم إلى فلسطين، ضمن “قانون العودة” الذي أقرّته الحكومة الصهيونية عام 1950، حيث يُعطي الحق لليهود في الهجرة إلى فلسطين المحتلة والاستقرار فيها، ونيل الجنسية الإسرائيلية.

وعلى النقيض من ذلك، فقد ذكر موقع زمن إسرائيل الإخباري أنّ قرابة 550 ألف إسرائيلي غادروا فلسطين المحتلة ولم يعودوا حتى الآن خلال الشهور الستة الأولى من الحرب.

وأشار الموقع إلى أنّ ما كان يعتبر هروباً مؤقتاً للإسرائيليين خلال الحرب، أو صعوبة فنية في العودة إليها، تحول الآن إلى اتجاه نحو “هجرة دائمة”.

ووفق أحدث معطيات دائرة الإحصاء في أبريل/ نيسان الماضي، يبلغ عدد سكان الكيان الإسرائيلي نحو 10 ملايين شخص، بينهم أكثر من 2.5 مليون فلسطيني.

وبناء على الأرقام السابقة، فإنّ ما نسبته 7% من سكان الكيان تركوه وهاجروا كنتيجة مباشرة للحرب التي تدور رحاها في غزة وشمال فلسطين المحتلة.

ومع ضخامة هذا العدد من المهاجرين، فإنّ العدد مرشّح للزيادة، خصوصاً وأنّ هناك الملايين من مزدوجي الجنسية، الذين يحملون جنسية واحدة أخرى على الأقل بجانب جنسيتهم الإسرائيلية.


#الهجرة_العكسية للإسرائيليين

ومن مؤشرات قياس الهجرة العكسية من إسرائيل إلى باقي دول العالم، عدد الرحلات اليومية في مطارات إسرائيل، فبحسب موقع “فلايت رادار 24″، بلغ عدد الرحلات الجوية من مطار بن غوريون لوحده 120 رحلة يومياً وبمعدل 24 ألف مسافر، وهو المعدل الأكبر المسجل في المطار على مدى الأشهر والسنوات الأخير.

هذا من غير احتساب الرحلات الجوية من مطاري إيلات وحيفا، والمغادرين عن طريق البحر من ميناءي حيفا ويافا، فإن المجموع يصبح نحو 40 ألف مسافر مغادر يومياً. بحسب ما نقلته وكالة الأناضول عن مجموعة من الباحثين.
إسرائيل لم تعد آمنة

لقد سبّب اجتياح #المقاومة_الفلسطينية، يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، لغلاف غزة ومستوطناتها حالات من الهلع والفرار الجماعي للمستوطنين، وكشف عن عجز الجيش الإسرائيلي أمام المقاومة.

وقد أدّى ذلك إلى فقدان الكثير من الإسرائيليين للشعور بالأمن، فقررّوا الفرار بعيداً خارج حدود #فلسطين.

يقول أحد الفارّين الإسرائيليين: “لقد هربنا إلى قبرص مباشرة بعد انطلاق صفارة الإنذار الأولى، أخبرني حدسي أن هذه لم تكن مجرد جولة أخرى، وكانت أعصابي متوترة لمدة 10 أشهر بسبب هذا البلد الذي جن جنونه علينا”. وفق ما جاء في تحقيق لصحيفة هآرتس العبرية.

وأشار تقرير لقناة الجزيرة حينها إلى أنّ مشاهد الازدحام غير المسبوق في مطار تل أبيب، الذي تعطل بعد قصف المقاومة في ذلك اليوم والمطارات الأخرى، أكبر من أن تفسر بسياقات السفر العادية، فمعظم من يخرجون باتوا لا يعودون، ويضرب كل ذلك عمق العقيدة الصهيونية التي تقوم على عنصر الإحلال والاستقرار وتشجيع الهجرة المكثفة إلى فلسطين.

وأكّد أنّ ظاهرة الهجرة العكسية المتزايدة تشير إلى انكسار أسباب الاستقرار المبنية على الأمن، فبالنسبة للكثيرين “لم تعد إسرائيل دولة آمنة”، ولا يتوفر فيها عنصر الاستقرار الذي يحقق لهم المستقبل الذي ينشدونه، في ظل “التآكل المتسارع لنظريتها الأمنية”.

ويُرجع التقرير تلك الهجرة العكسية لأسباب منها:

لم تعد المواجهات العسكرية محدودة، بل شملت ضربات المقاومة إسرائيل كلها.
أصبحت الخسائر الإسرائيلية في ارتفاع تدريجي.
عدد القتلى والجرحى في ازدياد متواصل، ولم يعد أحد بمنأى عن ذلك.
لم تعد القوة العسكرية والاستخباراتية قادرة على تجنيب الإسرائيليين الموت.
فقد الجيش الإسرائيلي قدرته على الردع، وظهرت حقيقة ضعفه.

ويخلص التقرير إلى أنّ المشروع الإسرائيلي، حتى بأبعاده الدينية التاريخية، لم يعد عنصر جذب لليهود للبقاء، كما أن عنصر استقرار السكان على الأرض، كأحد عناصر تكوين الدولة، لم يعد قائماً بحكم الضغوط الأمنية والعسكرية، وبالتالي فإنّ فكرة الرحيل أو الهجرة العكسية كانت البديل الأنسب للكثيرين.
البرتغال وجهتهم المفضلة

يشير الباحث الفلسطيني جورج كرزم في كتابه “الهجرة اليهودية المعاكسة ومستقبل الوجود الكولونيالي في فلسطين” الصادر عام 2018 إلى أنّ “أكثر من نصف اليهود الإسرائيليين قد أعلنوا في ظروف سلمية أنهم يفكرون بترك إسرائيل، وأن نحو 70% من الإسرائيليين يتوجهون للحصول على جنسية أخرى أو فكروا في ذلك”.

وقد ثبت ذلك التوجّه بعد اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، حيث كان من اللافت للنظر أنّ العديد من الإسرائيليين لم يغادروا للخارج فحسب، بل سعوا إلى طلب اللجوء في بلاد أخرى فراراً من أرض “السمن والعسل”، كما يحلو لهم تسميتها.

وبعد فترة وجيزة من بداية الحرب، كشفت القناة الـ 12 الإسرائيلية عن أنّ العديد من الإسرائيليين قدموا طلبات للجوء إلى البرتغال في أعقاب معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقد أشارت تقارير إسرائيلية في وقت سابق إلى ارتفاع الإقبال على طلبات الحصول على الجنسية البرتغالية، إذ سجلت زيادة بنسبة 68% في طلبات الحصول على الجنسية من الإسرائيليين.

وبحسب تقرير القناة، فإن سهولة الحصول على تأشيرة لاجئ في البرتغال دفعت العديد من الإسرائيليين إلى اختيارها وجهة لطلب اللجوء والاستقرار لاحقاً، فكل ما على الإسرائيلي أن يحضر جواز سفر ساري المفعول ويقول: “أنا من إسرائيل وأطلب اللجوء”، وهو ما يخوّله بالحصول على تصريح عمل، ثمّ تأشيرة لمدة 5 سنوات.

وتنقل القناة الـ 12 عن محام إسرائيلي يعمل في البرتغال مستشارا للهجرة أن العديد من الإسرائيليين الذين قدموا إلى البرتغال باتوا “غير قادرين على مواجهة فكرة البقاء في إسرائيل”.


فشل خطة التهجير

لقد عمل نتنياهو منذ اليوم الأول من الحرب على الترويج لفكرة تهجير الفلسطينيين، بحجة محاربة المقاومة، بينما كان يهدف إلى القضاء تماماً على الفرص المتبقية لإقامة دولة للفلسطينيين في المستقبل.

ونقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، في سبتمبر/ أيول الماضي، عن نتنياهو قوله إنّه يعمل على تحقيق “الهجرة الطوعية” لسكان غزة إلى دول أخرى.

بدورها، وصفت حركة حماس تلك الأقوال بأنّها “مخطط سخيف لنتنياهو، ومحاولة لتسويق أوهام لإطالة أمد العدوان، بعد فشله وجيشه في تحقيق أهدافهم”. مشيرة إلى أن الشعب “لن يسمح بتمرير أي مخطط يهدف لطمس قضيته أو يبعده عن أرضه ومقدساته”.

وبالرغم من القتل والتدمير والحصار والتجويع، لم يفلح نتنياهو في مخططه لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، رغم الثمن الفادح الذي دفعوه ويدفعونه. وفي المقابل، هاجر أكثر من نصف مليون من الإسرائيليين خارج الكيان، بحثاً عن مكان آمن يوفر لهم “السمن والعسل”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف طوفان الأقصى نازحين مهاجرين الحرب المقاومة الفلسطينية فلسطين العدید من الإسرائیلیین فلسطین المحتلة الهجرة العکسیة إلى أن لم تعد

إقرأ أيضاً:

كيف قضت المقاومة على قوة نخبة إسرائيلية في كمين خان يونس؟

قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن فصائل المقاومة الفلسطينية تواصل تنفيذ كمائن نوعية ضد القوات والآليات الإسرائيلية، مؤكدا أنها تعتمد على عنصر المباغتة والمفاجأة، لذلك يخفق جيش الاحتلال دائما في تفاديها.

وأوضح الفلاحي -في تحليله المشهد العسكري بغزة- أن الكمائن النوعية تنفذ في منطقة قتال حضرية معقدة ذات شوارع ضيقة وبنايات عالية، وتوجد شبكة أنفاق في مناطق متعددة فيها.

وأكد أن المقاتلين الفلسطينيين يجيدون ببراعة القتال في المناطق المبنية، في ظل حرب غير تقليدية بين جيش نظامي وآخر يعتمد حرب العصابات.

وجاء حديث الفلاحي بعد إعلان وسائل إعلام إسرائيلية -اليوم الجمعة- مقتل 5 جنود وإصابة اثنين في حالة حرجة جدا بكمين في خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وأوضحت وسائل الإعلام ذاتها أن قوة إسرائيلية مكونة من 12 جنديا من وحدة نخبة تعرضت لكمين وانهيار مبنى مفخخ في خان يونس.

قراءة أفكار

ووصف الخبير العسكري هذا الكمين بـ"النقطوي"، إذ اختارت المقاومة الفلسطينية منزلا، مما يوحي أن لديها دقة عالية في قراءة أفكار القوة المتقدمة في هذه المنطقة وأساليب قتال جيش الاحتلال.

ورجح أن يكون هناك تعتيم إعلامي إسرائيلي بشأن عدد الإصابات في هذا الكمين خشية إثارة غضب الشارع الإسرائيلي، مشيرا إلى وضع المقاومة كمية كبيرة من المتفجرات في منطقة الكمين.

إعلان

وأكد أن تنفيذ مثل هذه الكمائن "يشكل عقبة رئيسية أمام جيش الاحتلال في إنجاز تقدم ميداني خلال هذه الفترة"، خاصة أن التوغل داخل المناطق الحضرية لا يزال في بدايته.

بدورها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن قائد الكتيبة 77 في خان يونس قوله إن مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يفخخون الطرق ويعتمدون على كمائن "فكل مبنى تقريبا مفخخ".

كما نقلت صحيفة معاريف عن قائد كبير في اللواء السابع الإسرائيلي قوله إن "الجيش في حرب منذ عامين، وهذا يؤدي إلى استهلاك هائل للمعدات"، مؤكدا أنه "لم يستعد أحد لاحتمال خوض حرب طويلة كهذه، كما أن لكل آلية عمرا افتراضيا".

وأضاف القائد "أخطأنا في الطريقة التي بنينا بها قواتنا وفي تقدير أننا سنخوض حملة قصيرة".

من جانبه، أكد الفلاحي أن القتال في المناطق المبنية يعتمد على عنصر المفاجأة بشكل كبير، إذ تظهر المقاومة في مناطق يتوقع جيش الاحتلال أنه قد تمت السيطرة عليها و"تطهيرها"، في حين يظهر المقاتلون في وقت مناسب، وينفذون عملية نوعية بهذا المستوى.

وشدد على أن مثل هذه الكمائن تعتمد على معلومات استخباراتية وتوزيع الواجبات بصورة دقيقة بحيث تنفذ القوة "الواجب المكلفة به بطريقة حرفية تقلل نسبة الخسائر للمقاومين وتزيدها بالنسبة للقوات المتقدمة".

وأكد الفلاحي أن جيش الاحتلال يخفق دائما في المواجهة مع المقاومة، لأن الأخيرة تعتمد أساليب وتكتيكات تتغير حسب طبيعة المنطقة والإمكانيات والوسائل التي تمتلكها أثناء المواجهة.

وخلص إلى أن هذه العمليات تؤثر بشكل كبير، خاصة أنها استهدفت قوات النخبة في جيش الاحتلال الذي يعاني نقصا كبيرا في القوة البشرية، وكذلك تؤثر هذه الكمائن سلبا على معنويات جنوده.

ولم يستبعد الفلاحي أن يعيد جيش الاحتلال حساباته في مسألة التوغل في هذه المنطقة بشكل كبير، لأن الفاتورة ستكون باهظة على الجانبين.

إعلان

ومطلع الشهر الجاري، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير إنه أصدر تعليمات إلى قواته بتوسيع نطاق العملية العسكرية لتشمل مناطق إضافية في شمال قطاع غزة وجنوبه.

مقالات مشابهة

  • المقرر الأممي المعني بالحق في الغذاء: إسرائيل تشن حملة لتجويع الفلسطينيين في غزة
  • كيف قضت المقاومة على قوة نخبة إسرائيلية في كمين خان يونس؟
  • معاريف: الحرب على غزة ساعدت في ترويج السلاح الإسرائيلي
  • معاريف: الحرب على غزة ساعدات في ترويج السلاح الإسرائيلي
  • شهداء في غزة بينهم أطفال ورئيس الأركان الإسرائيلي: لم نصل للنهاية
  • حماس تدعو إلى التحرك لإنقاذ الأسرى الفلسطينيين من التعذيب في سجون الاحتلال
  • هل تتعنت فصائل المقاومة في التفاوض؟
  • أونروا: هدف إسرائيل من آلية المساعدات الجديدة تهجير الفلسطينيين إلى جنوب غزة
  • رئيس «الدولية لدعم فلسطين»: نتنياهو يطيل أمد الحرب لضمان بقائه السياسي
  • استشهاد عشرات الفلسطينيين إثر استهداف متكرر لمراكز توزيع المساعدات بغزة