تدفع مصر، فى صمت، ضريبة قوية لمواقفها الصلبة الداعمة للقضية الفلسطينية. تتألم مصر اقتصاديا من صواريخ الحوثيين ومسيراتهم وزوارقهم المتفجرة، التى تجوب منطقة جنوب البحر الأحمر.. لكن لن تجد للألم صوتا، لأن مصر اعتادت تقديم التضحيات فى صمت ودون ضجيج.
كانت قناة السويس، توشك أن تحقق قفزة هائلة فى إيراداتها، لتتخطى 10 مليارات دولار على أقل تقدير.
لكن بعد سلسلة الهجمات على السفن ستنخفض النسبة بشكل رهيب، وستكون الفاتورة باهظة.
فآخر بيانات عن إيرادات قناة السويس تكشف أن الحصيلة المجمعة خلال مايو الماضى تبلغ نحو 337.8 مليون دولار بنسبة انخفاض 64.3٪.
خسائر مليارية
وبالتالى فإن التوقعات بإيرادات العام الحالى ستكون هزيلة فى وقت يعانى فيه الاقتصاد من مشاكل عميقة يشعر بها كل مصرى، سواء فى أسعار السلع أو الخدمات.
هذا جانب من فاتورة باهظة تدفعها مصر ولا تتألم، وربما لا ينتبه لها أحد.
لا يقتصر الأمر على إيرادات قناة السويس، لأن القناة ليست معبرا ملاحيا فقط، وإنما مشروع اقتصادى متكامل بموانئ ومحطات شحن وتفريغ وتعهيد، ومناطق تصنيع لوجستية.
كل هذا النشاط يتألم من انكماش حركة الملاحة فى البحر الأحمر، ومن معارك لا يعرف أحد موعد نهايتها بسبب الغطرسة الإسرائيلية.
ووسط هذا الضغط الاقتصادى، يهاجم بعض الحاقدين مصر مدعين أنها لا تدعم القضية الفلسطينية!
وهل يدعم أحد القضية الفلسطينية كما دعمت مصر؟
إن مصر هى الداعم الأكبر لفلسطين على كل الأصعدة من أول مواقف القيادة السياسية الثابتة، ومرورا بمواقف الدبلوماسية المصرية المعلنة ووصولا إلى الدعم المباشر بالإعانات.
وربما لا ينتبه أحد إلى الفاتورة الاقتصادية غير المباشرة التى تدفعها مصر ومنها بالطبع أحداث البحر الأحمر.
ربما لأن المزايدات التى تقدم عليها بعض الدول وينقلها الإعلام المدفوع ويضخمها، تجد طريقها إلى بعض المواطنين، وربما بسبب الخصومة التى ينتهجها البعض ضد الدولة المصرية.
لكن ربما تمر أعوام دون أن يدرك كثيرون الدور المصرى كاملا، بينما سيراه كاملا من ينحاز لبلده ويرى صورة أعمق للصراع فى المنطقة.
فلا تزايدوا على مصر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدولة المصرية مشروع اقتصادي قناة السويس
إقرأ أيضاً:
محافظ بورسعيد يشارك في احتفالية هيئة قناة السويس بالذكرى 69 لتأميمها
شارك اللواء أركان حرب محب حبشي، محافظ بورسعيد، اليوم الخميس، في الإحتفالية الوطنية الكبرى التي نظمتها هيئة قناة السويس بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لتأميم قناة السويس، والتي أُقيمت بمحافظة الإسماعيلية، بحضور الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، والدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، و اللواء طيار أ.ح أكرم جلال محافظ الاسماعيلية، واللواء أ.ح طارق الشاذلي محافظ السويس، وقادة الجيش الثاني والثالث الميداني وعدد من الجهات المعنية والشخصيات العامة.
وخلال كلمته، أعرب الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس عن فخره بأن تتوافق ذكرى تأميم قناة السويس مع الذكرى 73 لثورة يوليو المجيدة، والذكرى العاشرة لافتتاح قناة السويس الجديدة، مؤكدٱ أن هذا اليوم تتجلى فيه السيادة الوطنية فى أبهى صورها، فمثل هذا اليوم أعلن الزعيم جمال عبد الناصر من الإسكندرية قرارٱ سيخلده التاريخ، ولم يكن مجرد خطوة سياسية بل كان اعلانٱ صريحٱ لاستعادة السيادة على القناة وهو قرار تأميم قناة السويس، والذي جاء تتويجٱ للنضال الكبير الذي خاضه الشعب المصري ضد الاستعمار والهيئة الأجنبية وتجسيدٱ لإرادة أمة أرادت أن تفرض سيادتها على شريانها الاقتصادي الحيوي، ولم يكن مجرد استرداد لمرفق اقتصادی ضخم بل كان اعلان عن ميلاد مرحلة جديدة من تاريخ مصر عنوانها السيادة والاستقلال والتحرر
وأوضح الفريق أسامة ربيع أن هذه الإنجازات التى نشهدها اليوم تثبت أن قناة السويس ستظل الممر الملاحي الأهم عالميٱ وأصبحت ممر لا يمكن منافسته، مؤكدٱ أن الهيئة تنفذ منظومة متكاملة من الخطط والمشروعات بدعم كامل من رئيس الجمهورية لتعظيم مكانة قناة السويس وتكريس صادراتها لأهم المرافق الحيوية للتجارة و الملاحة الدولية، مشيرًا أن قناة السويس شهدت منذ تأميمها قبل 69 عامٱ عبور حوالى مليون ومئة سفينة
واستعرض الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، استراتيجية الهيئة خلال المرحلة المقبلة من خلال عرضًا تقديميًا، يشمل الحديث عن المستجدات الخاصة بحركة الملاحة بالقناة والأنشطة الملاحية والخدمات البحرية المقدمة.
وتضمنت الاحتفالية عروضًا فنية ووثائقية استعرضت تاريخ القناة ودورها في دعم الإقتصادية الوطني، وقدم اللواء أ.ح دكتور سمير فرج عرضٱ توضيحيٱ عن نشأة قناة السويس وأهميتها لمصر و جهود التصدي للعدوان الثلاثي و منع محاولات العدوان للسيطرة على القناة مرورٱ بما شهدته من تنمية و تطوير، هذا بالإضافة إلى تكريم رموز العمل الوطني تقديرٱ لمسيرتهم المشرفة
وبهذه المناسبة، أكد اللواء أ.ح محب حبشي محافظ بورسعيد أن ذكرى تأميم القناة ستظل علامة مضيئة في تاريخ مصر الحديث، وتجسد الإرادة الوطنية والقيادة الحكيمة للزعيم جمال عبد الناصر، مشيرًا إلى أن قناة السويس ما زالت تمثل شريانًا حيويًا للإقتصاد المصري ورمزًا للسيادة الوطنية. لافتٱ أن ذكرى التأميم ليست مجرد مناسبة نحتفل بها، بل هي عهد متجدد بيننا وبين تاريخنا، نستلهم منها معاني الوطنية والكرامة والسيادة. واليوم، ونحن نعيش إنجازات الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، نؤكد أن روح التأميم ما زالت حاضرة في كل مشروع قومي، وفي كل خطوة نحو مستقبل يليق بمصر وشعبها.
واختُتمت الفعاليات بتأكيد الحضور على أهمية مواصلة مسيرة التنمية والتطوير التي تشهدها القناة في ظل الجمهورية الجديدة، بما يعزز مكانتها كممر ملاحي عالمي يخدم الإقتصاد المصري والعالمي.
وعلى هامش فعاليات الإحتفال بذكرى تأميم قناة السويس، تم إفتتاح عدد من المشروعات القومية الجديدة، منها محطة جديدة للمياه بالإسماعيلية وكباري عائمة، وتدشين عدد من الوحدات البحرية.