الثورة نت:
2025-06-03@09:59:37 GMT

بعض الحقائق التاريخية في الصراع مع اليهود

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

 

نشأ الكيان الصهيوني بأساليب خارجة عن إطار القوانين والأعراف الدولية، وعن الأساليب المعتادة في نشأة الأوطان، وساعدته على ذلك الدول الاستعمارية الكبرى وذلك لتماثل المناهج المعتمدة من قبل تلك القوى، إبادة السكان الأصليين والإحلال بدلاً عنهم، كما حدث في تأسيس أمريكا من إبادة للهنود الحمر والاستيلاء على أرضهم وممتلكاتهم، لكن الصهاينة يدَّعون أن لهم حقاً تاريخياً في فلسطين، مع أن فلسطين سكنها العرب منذ القدم، وحررها الإسلام من التبعية وأعادها للمسلمين، فقبل الإسلام سكنها الكنعانيون والمصريون والفلسطينيون والكنعانيون الفينيقيون، والآشوريون والبابليون، وتعرضت للاحتلال من قبل الإسرائيليين لمدة (50) عاماً، والفرس (207) أعوام، واليونانيين (262) عاماً، والرومانيين (700) عام، وبعد الإسلام استمر المسلمون مسيطرين عليها لأكثر من (781) عاماً، وتحت الخلافة العثمانية أكثر من (401) عام، واستولى عليها الصليبيون لأكثر من (192) سنة، وبريطانيا (31) سنة، والآن إسرائيل التي تدَّعي أنها الأحق بها، مع أن سيطرتها في مجمل سنوات التاريخ القريب والبعيد لا تتجاوز (50) سنة، فكيف يستقيم القول: إن اليهود عادوا إلى المكان الذي خرجوا منه، مع أنهم جاءوا من بلدان عاشوا فيها وولدوا.


رؤساء الكيان الصهيوني
توالى على رئاسة الكيان الصهيوني حتى الآن (15) رئيساً، ووفقاً لأماكن ميلادهم تأتي روسيا في المقدمة –خاصة أوكرانيا- بخمسة رؤساء (موشي شاريت، ليفي اشكول، جولدا مائير، إسحاق رابين، آيهود أولمرت) وبيلاروسيا في المرتبة الثانية بثلاثة رؤساء (ايفال الون، مناحيم بيجين، ارئيل شارون)، وبوليندا في المرتبة الثالثة بأربعة (ديفيد بن جوريون، إسحاق شامير، شمعون بيريز، بنيامين نتنياهو)، وتأتي الدول التالية بواحد ليتوانيا (ايهود باراك)، أمريكا (نقتالي بينيت صربيا (بائير ليبيد)، وتنص غالبية دساتير دول العالم على أن يكون الرئيس من مواليدها، وبعض الدساتير تحرم الشخص غير المولود من الترشح للرئاسة، إلا قوانين إسرائيل فهي تشترط أن يكون رئيسها من أم وأب يهوديين.
فلسطين الأرض الإسلامية
كانت فلسطين جزءاً من إقليم الشام الذي يتكون من سوريا والأردن وفلسطين ولبنان تحت سلطة الخلافة الإسلامية العثمانية، رفض الخليفة عبدالحميد كل العروض اليهودية والاستعمارية من بريطانيا وغيرها السماح لليهود الاستيطان فيها مقابل عروض مالية وسياسية مغرية، وقال: «إن فلسطين أرض وقف إسلامي لا يجوز لي التنازل عنها»، عمل اليهود والحلفاء على الإطاحة به لرفضه، وأعطت بريطانيا وعد (بلفور) لليهود وهي بعد لم تكن تسيطر على فلسطين، حيث كان عدد سكان فلسطين –آنذاك- 1917م (750) ألف نسمة، (700) ألف منهم مسلمون وعرب، وقلة مسيحية، وكان (30) ألفاً يهوداً عرباً اعتنقوا الديانة اليهودية، وكان عدد قليل من المستوطنين القادمين من أوروبا بتشجيع السلطات الاستعمارية تحت ذريعة زيارة الأماكن المقدسة، العرب والمسلمون يملكون (90 %) من الأراضي، واليهود (2.5 %)، والباقي أملاك عامة للدولة، وأوقاف إسلامية ومسيحية ويهودية، استعان البريطانيون بالعرب والمسلمين بدعوى التحرر من الاحتلال العثماني ودخلوا فلسطين وسوريا بجيش ضباطه انجليز، وجنوده من المسلمين، ولما وصل قائد الجيش (اللنبي) إلى دمشق ذهب إلى قبر صلاح الدين وركله بقدمه وقال: «ها قد عدنا يا صلاح الدين»، لم يفهم العرب حقيقة تلك العبارة واستمروا في الولاء لبريطانيا والقتال تحت رايتها، ولما حان إنجاز الوعود أوفت بوعدها لليهود ونكثت عهدها للعرب شعوباً وحكاماً، والفضل في كل ذلك راجع إلى فكرة القوميات التي زرعها الاستعمار لتحطيم وحدة العرب والسلمين.. سفير أمريكا في إسرائيل سابقاً اعتراف بقوله: «زرعنا فكرة القومية..»، ومن خلالها غرس المعلمون أفكاراً أمريكية، وربما الأفكار الأكثر تأثيراً كانت القومية والاستقلال، وتلك الأفكار تسللت من خلال الطبقات المتعلمة أولاً، وكثير منها عبر نصارى الشرق الأوسط، ووصلت إلى الجيش، ويؤكد أن الجامعات الأمريكية التي أنشئت في بيروت والقاهرة وتركيا تقوم بدورها في نشر هذه الأفكار، (وهناك رابط مباشر بين التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، وبروز فكرة القومية العربية) حتى أنهم (العرب) استخدموا مصطلح جورج انطونيوس: «النضال من أجل الاستقلال للدول العربية خلال القرن العشرين».
تكاملت جهود بريطانيا مع دول الحلفاء، وأثمر عن ذلك الاستيلاء على فلسطين بالمساحة التي يحددونها، حيث نص صك الانتداب: «لما كانت دول الحلفاء الكبرى قد وافقت على أن يعهد بإدارة فلسطين التي كانت تابعة فيما مضى للمملكة العثمانية بالحدود التي تعينها تلك الدول…»، وطالما أن وعد بلفور صادر عن بريطانيا فهي الأجدر بالانتداب حتى تكمل المشوار، وتمكن اليهود من الاستيلاء على فلسطين، في سابقة إجرامية خطيرة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، أن يتم تقرير مصير شعب بناءً على رغبات دول أخرى، على حساب مواطنيه وأهله.
حلفاء الإنشاء والرعاية والحماية
كانت بريطانيا هي القوة العظمى المهيمنة والمسيطرة وانهارت وخلفتها أمريكا، فإذا كانت الأولى قد أرست دعائم وجود الصهاينة، فإن الاستمرار والحماية تقوم بهما أمريكا والحلفاء، وإذا كان الإنشاء خلافاً لميثاق الأمم المتحدة والعهود والمواثيق الدولية، فإن حماية الإجرام الصهيوني وإهدار الشرعية الدولية مسؤولية أمريكا والحلفاء إمداداً بالسلاح والمال والدعم السياسي والاقتصادي أيضاً، فبإمكان أمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرها إلغاء الإجماع الدولي بواسطة الفيتو لأي قرار يدين إجرام اليهود، أو يشير إليهم باتهام، أو يحملهم المسؤولية عن مجازر الإبادة والجرائم ضد الإنسانية، فمن تحرك لفصل تيمور الشرقية عن اندونيسيا، وتدمير العراق لأنه اعتدى على الكويت تنفيذاً لقراراته دون قرارات الشرعية الدولية، هو ذاته الذي يمرغ القرارات الدولية في الوحل ويجعلها مسخرة لا تساوي الحبر الذي كتبت به.
ومع أن تلك حقائق يدركها الجميع من سكان ودول العالم شرقه وغربه، شماله وجنوبه، إلا أن الغريب والأنكى أن تظل الحكومات والأنظمة العربية والإسلامية تناشد تلك الدول (أمريكا، ودول الغرب عموماً) بالعمل على حل المشكلة الفلسطينية، وممارسة الضغط والتأديب للحكومات اليهودية المتعاقبة، وإن كان الأمر يدل بجلاء على عملية الترابط والتناغم والانسجام بين الصنائع التي أوجدها الاستعمار ودعمها لتكون في سدة الحكم سواء بواسطة القوة، أو بواسطة الاستيلاء باستخدام المال والنفوذ بغض النظر عن أشكال الحكم، أو توجهه أو صبغته، وبالتالي فلولا ذلك التكامل والانسجام بين عوامل الداخل والخارج، لما كان لليهود وجود، ولما تم تشريد أكثر من خمسة ملايين إنسان دون وطنهم.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مخطط متنزه إسرائيلي يطرد سكان سبسطية من قريتهم التاريخية

سبسطية، الضفة الغربية المحتلة – تسميه إسرائيل مشروعا أثريا لتسليط الضوء على التراث اليهودي وإنشاء متنزه جديد. أما الفلسطينيون فيرونه دليلا إضافيا على خطط لضم بلدة قديمة ومحو التاريخ الفلسطيني في منطقة تحكي القصة الممتدة إلى 5 آلاف عام.

وكان وزراء في الحكومة الإسرائيلية من اليمين المتطرف والمؤيدين للاستيطان في سبسطية (بلدة فلسطينية أثرية في الضفة) يوم 12 مايو/أيار كجزء من وفد للاحتفال بالاستيلاء الوشيك على المتنزه الأثري في البلدة، وهو أحد أكبر وأهم المواقع الأثرية البالغ عددها 6 آلاف موقع في الضفة المحتلة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2“ظهر المهراز”.. قلعة رسمت ملامح الحركة الطلابية في مغرب ما بعد الاستقلالlist 2 of 2ظلال سايغون.. كيف تعيش فيتنام حربها بعد نصف قرن؟end of list

وقد أشاد وزير التراث الإسرائيلي المتطرف عميحاي إلياهو، وهو نفسه من سكان مستوطنة غير شرعية في الضفة، ببدء أعمال التنقيب الإسرائيلية في الموقع والإنشاء المرتقب لـ"متنزه السامرة الوطني" الذي سيركز على التاريخ اليهودي للمنطقة.

ويقول الفلسطينيون إن ذلك سيترافق مع محاولة لطمس صلاتهم بالأرض. ووصفت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية أعمال التنقيب بأنها "تحضير لضم سبسطية وعزلها عن محيطها".

ويشير السياسيون الإسرائيليون إلى سبسطية باسم السامرة، أو شومرون بالعبرية، ويقولون إنها كانت عاصمة مملكة إسرائيل التوراتية قبل ما يقرب من 3 آلاف عام.

إعلان

ولكن الموقع الأثري يضم أنقاض كنيسة بيزنطية، ومنتدى ومدرج رومانيين، وكنيسة القديس يوحنا من العصر الصليبي، والتي أعيد بناؤها لتصبح مسجدا، ويعتقد أنها تضم موقع قبر يوحنا المعمدان، المعروف في القرآن بالنبي يحيى عليه السلام.

وتنظر منظمة اليونسكو في إدراج المتنزه الأثري في سبسطية، الذي كان يوما ما نقطة جذب سياحي ولا يزال موقع حج للمسيحيين، على قائمة التراث العالمي، والقرار رهن استكمال المسؤولين الفلسطينيين لطلب التسجيل.

وزير التراث الإسرائيلي إلياهو أشاد بقرار بدء إنشاء حديقة في سبسطية (مكتب الوزير) نهر من الدماء

لطالما حذر رئيس بلدية سبسطية محمد عازم وسكان البلدة من نية إسرائيل "تهويد" الموقع وتحويله إلى وجهة سياحية حصرية للإسرائيليين.

واشتد القلق بعد أن تلقت البلدية أمر مصادرة أراض في يوليو/تموز الماضي لإنشاء منشأة "لأغراض عسكرية" على قمة تل قديم في المنطقة.

وفي حديثه للجزيرة، من مكتبه المطل على البلدة القديمة التي تزداد خرابا، قال عازم "إن نهرا من الدماء سيتدفق إلى القرية" إذا بدأ بناء الثكنات، حسب تعبيره.

وأشار إلى أكثر من 40 ألف فلسطيني شردتهم العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة هذا العام، وأن الجيش الإسرائيلي يهدف إلى جعل الحياة لا تطاق للسكان هنا، حتى يستسلموا في النهاية للواقع ويرحلوا. تماما مثل أولئك الذين تم تشريدهم في جنين وطولكرم".

وتابع عازم "حاليا، تقتحم القوات الإسرائيلية القرية بشكل يومي وبنية واضحة للقتل". وأضاف "سنقاوم البناء سلميا بالطبع. لن يتخلى أصحاب الأراضي عن أراضيهم".

ودعا رئيس البلدية إلى إدانة تصاعد العنف العسكري بالقرية واستهداف الأطفال، لا سيما إطلاق الجيش النار بشكل قاتل على الفتى أحمد جزار البالغ 14 عاما في يناير/كانون الثاني.

ومن جانبها، تجادل الحكومة الإسرائيلية بأن قرية سبسطية لن تتأثر بالأعمال الأثرية، لأنها تقع خارج حدود المتنزه المقترح.

إعلان

لكن أمينة متحف سبسطية الأثري ولاء غزال، التي أقامت طوال حياتها في البلدة، تعتبر أن هذه الخطط تمثل تصعيدا في السياسات الإسرائيلية الرامية إلى طرد السكان وأصحاب الأعمال في نهاية المطاف ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى البلدة وأنقاضها والتلال المترامية وحقول الزيتون المحيطة بها.

وقالت غزال للجزيرة الإنجليزية إن "السكان خائفون من المستقبل" خاصة أولئك القريبين من الآثار.

وأضافت "الوضع خطير للغاية. قريبا، سيمنعوننا من الذهاب إلى الموقع الأثري".

وتابعت غزال "في رأيي، لم يتبق لنا سوى أشهر قبل أن يطلب منا مغادرة منازلنا. نحن نرى المستقبل في غزة وفي المخيمات (في الضفة). إنهم يحاولون محونا".

نجمة داود محفورة على الجدار اليوناني القديم في سبسطية (الجزيرة) عصور متعاقبة

قال عازم إن الوزراء الإسرائيليين والسياسيين المستوطنين يستخدمون خطاب حماية التراث اليهودي التوراتي لإخفاء رغبتهم القديمة في ضم سبسطية.

وقد انضم إلى إلياهو في سبسطية وزيرة حماية البيئة عيديت سيلمان ورئيس المجلس الإقليمي شومرون يوسي دغان الذي يسيطر على 35 مستوطنة غير شرعية في الضفة الغربية.

وقد أشادت سيلمان بالمخطط، وقالت لوسائل إعلام إسرائيلية "العدالة التاريخية تتحقق الآن" متهمة الفلسطينيين بمحاولة "محو" التراث اليهودي.

لطالما كانت الحكومة الإسرائيلية واضحة في أن سبسطية سيتم الاستيلاء عليها وتحويلها إلى محور السياحة الإسرائيلية في الضفة الغربية.

وتشير الاكتشافات الأثرية إلى أن موقع السامرة شهد استيطانًا منذ أواخر الألف الرابعة قبل الميلاد، ويعتقد أنها كانت عاصمة لمملكة إسرائيل الشمالية (باسم السامرة). وتم ذلك على يد الملك عُمري حوالي عام 880 ق.م، وسقطت المنطقة بيد الآشوريين بقيادة سرجون الثاني عام 722 ق.م، وأصبحت مركزًا إداريًا في الإمبراطورية الآشورية، ثم استمرت بهذا الدور تحت الحكم البابلي والفارسي .

إعلان

وعام 331 ق.م، استولى الإسكندر الأكبر على المدينة، وأصبحت فيما بعد تحت حكم السلوقيين. وعام 108 ق.م، دمرت المدينة خلال حملة الملك الحشموني يوحنا هيركانوس. وعام 27 ق.م، أعاد هيرودس الكبير بناء المدينة وسماها "سبسطية" تكريمًا للإمبراطور الروماني أغسطس، حيث شيد معابد، وساحة عامة، ومسرحًا، ومرافق أخرى، مما جعلها مركزًا حضريًا مهمًا بالمنطقة.

وفي مايو/أيار 2023، وافقت الحكومة الإسرائيلية على مخطط بقيمة 30 مليون شيكل (وحدة العملة الإسرائيلية) لترميم المتنزه وإنشاء مركز سياحي، وطرق وصول جديدة، وتوسيع الوجود العسكري. كما تم الإعلان عن تجديد محطة سكة حديد الحجاز المهجورة، التي تبعد حوالي ميلين عن سبسطية، والتي توقفت عن العمل بالسنوات الأخيرة من عهد الإمبراطورية العثمانية، بتكلفة 4 ملايين شيكل.

وقال مكتب وزير التراث الإسرائيلي إلياهو "تهدف الحفريات الأثرية إلى كشف آثار الموقع وجعل المدينة القديمة متاحة للوصول إليها عبر جميع فتراتها: من بداية الاستيطان في القرن الثامن (ق. م) خلال مملكة إسرائيل القديمة، مرورا بالمدينة الهلنستية، والمدينة الرومانية الرائعة التي بناها الملك هيرودس (سماها "سبسطوس" نسبة إلى الإمبراطور أغسطس) وصولا إلى الفترة البيزنطية عندما تم بناء كنيسة في الموقع".

محو الهوية الفلسطينية

قالت غزال إن آثار سبسطية تظهر "ثقافة محلية متميزة" في منطقة جغرافية "عرفت دائما باسم فلسطين". وقالت إن الآثار تؤكد الأهمية الدينية والثقافية للبلدة للإمبراطوريات الغازية، وتعايش سكانها متعددي الأديان بسلام لقرون.

وفي الطلب الفلسطيني المقدم إلى اليونسكو، يشار إلى أن سبسطية الحالية لا تزال تحتفظ "بالاسم القديم وتقع في الجزء الشرقي من المدينة الرومانية، مما يشير إلى عنصر قوي من الاستمرارية الثقافية".

ولكن بالنسبة لأولئك الذين يركزون على المتنزه الوطني الإسرائيلي المخطط له، فإن التاريخ اليهودي فقط هو المهم.

إعلان

وردا على استفسار من الجزيرة، قال مكتب إلياهو إن سبسطية كانت "أولا وقبل كل شيء موقع تراث يهودي، حيث تم العثور على بقايا أثرية من فترة مملكة إسرائيل".

وأضاف "من المهم التأكيد على أنه حتى لو حفرنا في الموقع حتى نواة الأرض، فلن يتم العثور على أي دليل تاريخي على استيطان فلسطيني قديم في الموقع".

أما يوسي دغان، الذي يعيش في مستوطنة شافي شومرون المجاورة، فقد دافع طويلا عن الاستيلاء على سبسطية ويؤكد على مكانتها البارزة في التاريخ التوراتي. وقال لوسائل إعلام إسرائيلية بالموقع الأثري "عندما تحفر هنا، فإنك تلمس الكتاب المقدس بيديك".

لكن غزال قالت إن تعامل الحكومة الإسرائيلية مع القصص التوراتية في العهد القديم كواقع تاريخي يهدف إلى تهميش مزاعم الفلسطينيين بأنهم عاشوا على الأرض لآلاف السنين، ويتجاهل روابط الشعب الفلسطيني القديمة بأرضه.

وقالت غزال "لا يمكنك أن تبني مطالبتك بالأرض على أساس الدين، فالحضارات تتعلق بالشعوب التي تطور هويتها وأعمالها وآثارها، وحتى لغتها".

"إسرائيل تريد قتل قصص ماضينا واستبدالها برواية مسمومة؛ إنها جريمة ضد تاريخنا. عندما يهدمون آثارنا، ويبعدون العائلات التي تحافظ على التاريخ حيا، من سيتحدث بعد ذلك ويحمل قصتنا للجيل القادم؟"

وأضافت غزال "إسرائيل تريد قتل قصص ماضينا واستبدالها برواية مسمومة، إنها جريمة ضد تاريخنا. عندما يهدمون آثارنا، ويبعدون العائلات التي تحافظ على التاريخ حيا، من سيتحدث بعد ذلك ويحمل قصتنا للجيل القادم؟".

فلسطينيون يزورون متحف سبسطية إذ يصعب عليهم زيارة الحديقة الأثرية بسبب اعتداءات المستوطنين والوجود العسكري الإسرائيلي (رويترز) بلدة أشباح

قال أحمد كايد، وهو قروي من سبسطية يبلغ من العمر 59 عاما وناشط بارز -للجزيرة الإنجليزية- إن الآثار لن "تؤخذ دون قتال" ويجري على الدوام الحشد لتنظيم المظاهرات.

وأضاف أن إسرائيل "تخطط لشيء كبير" في سبسطية، مشيرا إلى إقامة حواجز حديدية جديدة على الطرق المحيطة بالبلدة.

وقال إنه من الخطر للغاية بالفعل على سكان سبسطية زيارة المتنزه الأثري جراء هجمات المستوطنين والاقتحامات العسكرية شبه اليومية. ولكن بمجرد إنشاء ثكنة عسكرية، ستصبح المنطقة محظورة بشكل دائم.

إعلان

وأشار كايد إلى ما لا يقل عن 40 عائلة غادرت البلدة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 "إنهم يعملون خطوة بخطوة للاستيلاء على سبسطية وإبقائنا نعاني طوال الوقت حتى يرحل الناس".

وأضاف "نحن نعيش نكبة ثانية، وسبسطية اليوم تحت الحصار. لكن سبسطية قوية، نحن نعرف كيف نواجههم لأننا فعلنا ذلك من قبل".

" نعيش نكبة ثانية، وسبسطية اليوم تحت الحصار. لكن سبسطية قوية، نحن نعرف كيف نواجههم لأننا فعلنا ذلك من قبل"

وأشار إلى أن السكان انتفضوا لإحباط خطط إسرائيل للاستيلاء على سبسطية أواخر السبعينيات، وفعلوا ذلك مرة أخرى لوقف ضخ المستوطنين لمياه الصرف الصحي على الأراضي الزراعية عام 2013. وبعد ذلك بعامين، أوقفت احتجاجات السكان واعتصاماتهم بناء طريق وصول جديد للمستوطنين، وهو ما برره مكتب إلياهو بأنه ضروري لـ"مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين سيرغبون في المجيء والتعلم وتجربة التراث اليهودي" لسبسطية.

لكن كايد يعترف بأن الزمن قد تغير، وأن عنف الجيش (الإسرائيلي) اليوم لا يشبه أي شيء شهده خلال عقود نشاطه.

وأضاف "عندما نقرر ما يجب فعله، سنكون أذكياء، وسنتظاهر بطرق جديدة، وسيتبعنا الجميع في سبسطية".

بلدة سبسطية القديمة من أعظم المواقع الأثرية بالأرض المقدسة (الجزيرة)

كما أعرب عن قلقه البالغ من أنه إذا جرت أعمال تنقيب، فإن الإسرائيليين سيدنسون الاكتشافات الأثرية التي تتعارض مع ادعائهم بالأرض، مع بقاء الكثير مما لم يتم الكشف عنه بعد، إذا لم يتم منع الحفريات التي يقودها الفلسطينيون.

ولا تزال البلدية تأمل أن توفر اليونسكو الحماية للقرية، وتضيف الآثار إلى قائمة التراث العالمي الخاصة بها. كما يأمل رئيس البلدية أن ينضم المتنزه الأثري إلى 56 موقعا آخر في سجل اليونسكو للمواقع الهامة التي تعتبر "في خطر".

وتقول الشركات القريبة من الموقع الأثري إنها فقدت أكثر من 3 أرباع زبائنها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وقال سامر شاعر، صاحب مقهى مجاور مباشرة للمتنزه وأعمدة سبسطية الرومانية المهيبة، إن إنشاء موقع عسكري سيكون مدمرا للشركات.

إعلان

وأضاف "ستكون هناك مواجهات يومية، ووجود عسكري دائم، وانعدام للشعور بالأمان. لن يرغب أحد في المجيء والجلوس هنا بينما يتمركز الجيش في مكان قريب، ولن يتمكن أصحاب المتاجر ولا الزوار من البقاء".

وبمجرد أن كانت أرضا مقدسة يطمع فيها الأنبياء والأباطرة الغزاة، تحولت سبسطية إلى بلدة أشباح تسكنها أطلال المجد القديم، الذي جعلها أيضا هدفا للضم من قبل الحكومة الإسرائيلية القومية المتطرفة.

وقد بدا كايد متأثرا بشكل واضح يصف شبابه وهو يلعب على تلال المتنزه الأثري، وحياته التي قضاها في محاولة إنقاذ منزله.

وكان من الواضح أنه يشعر بالأسى لأن البلدة لم تتحرك بسرعة أكبر للتوحد ضد التهديد الزاحف للثكنات العسكرية أو الضم النهائي. ولكن يبدو أن جميع المعنيين، بمن فيهم رئيس البلدية، غير متأكدين مما سيأتي بعد ذلك، أو متى.

وأضاف كايد "هذه الأرض تعني كل شيء بالنسبة لي. لقد قضيت كل طفولتي، كل حياتي أذهب إلى المتنزه".

وختم بقوله "سيصادرون أرضي (لبناء الثكنات). لقد زرعت أشجار الزيتون هناك مع والدتي، من المؤلم جدا أن أفقدها. القرية لن تتخلى أبدا عن الآثار. هذا تاريخنا، حياتنا. سنقاتل حتى النهاية".

مقالات مشابهة

  • “الخارجية الفلسطينية” ترحب برفع عضوية فلسطين إلى “دولة مراقب” بمنظمة العمل الدولية
  • الخارجية ترحب برفع عضوية فلسطين لـ"دولة مراقب" في منظمة العمل الدولية
  • حادث كولورادو يدفع تل أبيب للتفكير بإصدار تحذير سفر لكل اليهود
  • مخطط متنزه إسرائيلي يطرد سكان سبسطية من قريتهم التاريخية
  • حدائق تلال الفسطاط.. مشروع لإحياء القاهرة التاريخية ومصر القديمة
  • فيلم «الرمز 8».. الذكاء الاصطناعي يشعل الصراع بين ذوي القدرات الخارقة
  • بريطانيا تقوي مركزها في صناعة السلاح بــ1.5 مليار إسترليني.. ما علاقة أمريكا؟
  • الأهلي يكرم «رجال اليد» بعد السداسية التاريخية
  • “إنجاز كبير للحكومة”.. مواطنون في دمشق يعبرون عن رأيهم بمذكرة التفاهم التي وقعتها وزارة الطاقة مع مجموعة UCC الدولية
  • نائب إطاري: سيبقى العراق تحت الحكم الإيراني رغم أنف أمريكا وحلفائها العرب