بعد عرضه العالمي الأول الناجح بمهرجان برلين السينمائي الدولي في فبراير الماضي، انطلق فيلم "مثل قصص الحب" للمخرجة ميريام الحاج في جولة في 5 مهرجانات مختلفة طوال شهر يونيو، انتهت بعرض ناجح في مسابقة الأفلام الفرنسية في مهرجان الشانزليزيه السينمائي، حيث حصل الفيلم على جائزة لجنة التحكيم الكبرى للأفلام الفرنسية.

وانطلقت جولة فيلم متل قصص الحب في شهر يونيو مع مهرجان جنيف الدولي للسينما الشرقية حيث حصل على تنويه خاص لجودة المعالجة، تلاها عدد لا يحصى من العروض الناجحة في مهرجان فنون لبنان في المملكة المتحدة، ومهرجان شنغهاي السينمائي الدولي في الصين، ومهرجان تورن السينمائي الدولي في بولندا.

كما عُرض الفيلم مؤخرًا في مهرجانين في كندا: مهرجان هوت دوكس الكندي الدولي للأفلام الوثائقية ومهرجان دوكسا للأفلام الوثائقية، كما تم عرضه أيضًا في مهرجان رؤى من الواقع السينمائي الدولي في سويسرا.

وتدور أحداث الفيلم الوثائقي متل قصص الحب في لبنان، حيث تروي المخرجة، في شكل مذكرات، أربع سنوات مضطربة لأمة تعيش حالة من الاضطراب، وتكافح من أجل التحرر من أغلالها. بينما تهتز البلاد بسبب الاضطرابات، تتكشف المساعي الشخصية من أجل المعنى والبقاء. كيف يمكننا الاستمرار في الحلم والعالم ينهار منحولنا؟

متل قصص الحب من تأليف وإخراج ميريام الحاج وإنتاج ميريام ساسين لشركة Abbout Productions وكارين روسزنيفسكي لشركة GoGoGo Films. 

شخصيات الفيلم

شخصيات الفيلم الرئيسية هم جُمانة حداد وجورج مفرج  وبيرلا جو معلولي ومونتاج أنيتا بيريز ومديري تصوير جهاد سعادة وميريام الحاج ومحمد صيام وموسيقى تصويرية مارك كودسي، وتتولى MAD World المبيعات في جميع أنحاء العالم وهي تابعة لشركة MAD Solutions وهي أكبر ستوديو لتسويق الأفلام المستقلة ووكالة تمثيل وإدارةالمواهب في العالم العربي.

وميريام الحاج مخرجة لبنانية، أول فيلم وثائقي طويل لها، هدنة، عُرض لأول مرة بـمهرجان رؤى من الواقع بنيون سويسرا عام 2015 وتم عرضه في العديد من المهرجانات الدولية، وفاز بالعديد من الجوائزأهمها جائزة لجنة التحكيم الخاصة من المهرجان الدولي للشريط الوثائقي بأكادير. ويعد فيلم متل قصص الحب ثاني أفلامها الوثائقية الطويلة ويشهد عرضه العالمي الأول في مهرجان برلين السينمائي الدولي ضمن قسم بانوراما.

وتقوم ميريام بتدريس السينما في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة. وهي عضو في العديد من اللجان السينمائية، بما في ذلك مؤسسة الدوحة للأفلام، كما أنها عضو مؤسس في منظمة "راويات - أخوات في الفيلم" وهي مجموعة من صانعات الأفلام من العالم العربي والمغتربات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: متل قصص الحب مهرجان برلين 2024 ميريام الحاج الأفلام الفرنسية السینمائی الدولی فی میریام الحاج متل قصص الحب فی مهرجان

إقرأ أيضاً:

حين لا تأتي الرسائل!

 

 

د. إبراهيم بن سالم السيابي

الحب ليس شيئًا نختاره، ولا بابًا نطرقه بإرادتنا، إنه يتسلل إلينا كما يتسلل الضوء بين ستائر القلب، بهدوء، بخفة، ثم يملأ المكان كله دون أن نشعر؛ فالحب لا يأتي صاخبًا، ولا يعلن نفسه في أول الطريق... يبدأ بنظرة، بضحكة، بحديث عابر، ثم يتحول إلى عمرٍ كامل لا يُمكننا التراجع عنه.

و"هو"… كان من أولئك الذين إذا أحبوا، أحبوا بكُلّهم. لم يكن الحب عنده نزوة، ولا تسلية، ولا فصلًا في رواية تنتهي بعد عدة صفحات، كان إيمانًا داخليًا، صادقًا، يتنفسه كما يتنفس الهواء، ويعيشه كما تُعاش الطمأنينة حين يجد القلب وطنه. كان يرى في الحب ملاذًا، وسكينة، ودفئًا لا يمكن أن يشتريه من العالم كلّه. كان كل ما فيه يخصّ ذاك الحب: ذاكرته، صمته، الأماكن التي مرّ بها، الأغاني التي لم تعد تعنيه إلا لأنها تحمل صوته، عطوره، وطريقة نطقه لاسمه. لم يكن يمرّ على شيء إلا وترك فيه أثرًا منه، كأن من أحبّه أصبح لغة جديدة يقرأ بها كل شيء. كل مكان جلس فيهما معًا، كل طريق مشيا عليه، كل مساء تبادلا فيه حديثًا عاديًا، تحوّل إلى ذكريات لا يشاركها مع أحد.

ثم جاء العيد..

العيد، بما يحمله من فرحٍ للقلوب، من لحظات قرب، من تكبيرات الفجر، ومن انتظار لمن نحبّهم كي يُضيئوا تفاصيل اليوم بكلمة؛ فالعيد موسم المشاعر، ومرآة للقلوب، وفيه تُختبر الذاكرة والمحبّة.

كل الناس كانوا يحتفلون، يرسلون التهاني، يعانقون اللقاء، أما هو، فكان هناك… خلف كل ذلك. لم يكن ينتظر شيئًا من الدنيا في ذلك اليوم، سوى أن يُشعل أحدهم اسمه في هاتفه، برسالة واحدة.

ليست طويلة، لا تحتاج إلى كلمات منمقة، فقط: "عيدك مبارك" كانت كافية أن تردّ له شعوره بالحياة. كان يحمل الهاتف كما لو أنه يحمل روحه فيه. يراه، يفتحه، يُغلقه، ثم يعود إليه، كما يعود العطشان إلى السراب. وفي كل لحظة صمت تمرّ، كان قلبه ينقص شيئًا.

كان العيد يمرُّ من حوله، أصوات التكبير تموج في السماء، الأطفال يركضون بثيابهم الجديدة،

لكن داخله كان صامتًا.. هشًّا.. خاليًا من الفرح؛ فالرسالة التي كان ينتظرها لم تأتِ!

العيد مرّ، والعين ممتلئة بالانتظار، واليد فارغة. هو لم يُعاتب، لم يُظهِر شيئًا، كان فقط يعيش داخله لحظة من الحزن الخفي؛ ذلك النوع من الحزن الذي لا يبكي، لكنه يمكث طويلًا.

لم يكن الأمر مجرد عيد بلا تهنئة؛ بل كان صدىً لخذلان عميق…

لأن من نحبّ، لا ننتظر منه الكثير، فقط أن يتذكر.

أن لا يمرّ بنا مرور الغريب.

ورغم الصمت، لم يتوقف عن الحب.

ولا عن التذكّر.

ولا عن بناء التفاصيل الصغيرة في قلبه كلما مرّت ذكرى، أو عبَر اسمه فجأة في حديث لا علاقة له بشيء.

هو لا يبحث عن حضور، ولا حتى عن وعدٍ قادم، كل ما يريده هو أن يبقى في ذاكرة من أحبّ، كما بقي هو.

تمرُّ عليه الأعوامُ وهو كما هو، قلبه عند أول اللقاء، وصوته داخله يُردّد اسمًا لم يَعد يُقال... لكنّه لا يُنسى.

هو لا يكتب ليُشتكي، ولا ليُسمِع؛ بل لأن الحب حين لا يجد من يُصغي له، يتحوّل إلى كتابة…

إلى نظرة طويلة من النافذة، إلى دعاءٍ خافت في سجدة، إلى شوقٍ يَكبر… ولا يُقال.

وذلك هو... قلب عاش حبًا كبيرًا، وما زال يسكنه كما لو أن الزمن لم يتحرك، كما لو أن العيد لا يبدأ إلا حين تصله تلك الرسالة… ولم تصله بعد.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • فيلم "سيكو سيكو" يحقق رسميًا لقب الفيلم الأكثر مشاهدة عند عرضه الأول على يانغو بلاي
  • حين لا تأتي الرسائل!
  • أربع مسابقات.. القائمة الكاملة لأفلام مهرجان عمان السينمائي بدورته السادسة
  • مهرجان عمان السينمائي يتيح عروض أفلامه بلغة الإشارة
  • صرخة فنية تقاوم الإبادة.. مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يوثق نضال الفلسطينيات
  • تمديد موعد التقديم للمشاركة في مسابقة العروض المسرحية للفرق المصرية بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي
  • قبل عرضه .. التفاصيل الكاملة لمسلسل فات الميعاد
  • مايلي سايرس تواجه جمهورا غاضبا بمهرجان تريبيكا: دفعنا 800 دولار..غني لنا
  • طارق الشناوي: "المشروع X" ليس في أفضل حالاته وعيد الأضحى يفتقد التنوع السينمائي
  • تفاصيل حفل روبي في المغرب بمهرجان موازين