الجديد برس:

ذكرت مجلة تابعة لمعهد كوينسي لفن الحكم المسؤول، أن التحالف الكبير والمكلف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الحوثيين والغارات التي تشنها على مناطقهم ومواقعهم في اليمن، والتي كلفتها مليار دولار، فشلت في ردع أنصار الله، ووقف هجماتهم على السفن المرتبطة بإسرائيل.

ونشرت مجلة “فن الحكم المسؤول” الإلكترونية الأمريكية، تحليلاً كتبه جورجيو كافييرو، الأستاذ المساعد في جامعة جورج تاون، قال فيه إن حركة أنصار الله في اليمن، والمعروفة باسم الحوثيين، بدأت في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل في خليج عدن وجنوب البحر الأحمر، بعد وقت قصير من بدء إسرائيل حربها على غزة العام الماضي، مشيراً إلى أن طريقة أنصار الله لدعم الفلسطينيين مبنية على مبدأ “العين بالعين”، في إشارة إلى الحصار البحري الذي فرضته الحركة على الملاحة الإسرائيلية، مقابل الحصار الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين.

وأشار إلى أن عمليات الحوثيين بالقرب من مضيق باب المندب تمثل تهديداً كبيراً للاقتصاد العالمي، وهو ما دفع بالولايات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لتنفيذ عمليات عسكرية ضد أنصار الله في 12 يناير الماضي. بهدف ردعهم عن تنفيذ مثل هذه الهجمات البحرية، إذ يشن التحالف هذه الضربات ضد الحوثيين بشكل شبه يومي طيلة الأشهر الخمسة الماضية، لكن من الصعب تحديد مدى الضرر الذي ألحقته الضربات بآلة الحرب الحوثية وقدرتها على مواصلة هجماتها البحرية. ومع ذلك، فإن هذه العمليات، التي كلفت الولايات المتحدة حوالي مليار دولار- وفقاً لتقرير استخباراتي جديد- فشلت في نهاية المطاف في ردع أنصار الله، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على السفن المرتبطة بإسرائيل.

ونقل التحليل عن توماس جونو، الأستاذ المشارك في كلية الدراسات العليا للشؤون العامة والدولية بجامعة أوتاوا: “من الواضح أن هناك بعض الأضرار ولكن ليس على مستوى كبير، مضيفاً: “لقد تكبد الحوثيون بعض الخسائر، لكنهم يحتفظون بالقدرة على عرقلة الشحن البحري في البحر الأحمر”.

كما نقل كاتب التحليل عن نيل كويليام، وهو زميل مشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز الأبحاث تشاتام هاوس ومقره لندن، قوله: “ظل الحوثيون بدون رادع، وكان للضربات الأمريكية البريطانية تأثير محدود على الرغم من المحاولات المتكررة لتعطيل هجمات الجماعة”، مؤكداً أنه “من غير المرجح أن يؤدي استمرار الحملة العسكرية إلى ردع الحوثيين”.

وأوضح أنه منذ بدأت الحملة العسكرية ضد حكومة صنعاء في يناير، شنت الولايات المتحدة 450 ضربة ضد أنصار الله، مشيراً إلى أن هذه العمليات لن تستمر، مرجعاً ذلك إلى فاعلية أسلحة الحوثيين ورخص ثمنها، مقابل أسلحة الولايات المتحدة وبريطانيا باهظة الثمن، وما وصفه بالذيول اللوجستية الطويلة للدولتين، واستشهد الكاتب بتصريح لإيميلي هاردينج، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، لصحيفة وول ستريت جورنال مؤخراً، حيث قالت: “إننا نلعب لعبة اضرب الخلد، وهم يلعبون لعبة طويلة الأمد”.

وأكد التحليل أن أنصار الله كانوا صريحين في تعهداتهم بوقف هجماتهم البحرية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل، بمجرد سريان وقف إطلاق النار في غزة، إلا أن البيت الأبيض يزعم أنه لا توجد صلة بين الإثنين، لذلك يفضل استمرار هذه العمليات ضد الحوثيين، بدلاً من معالجة جذور المشكلة.

وتابع: “ليس هناك من ينكر أن ضربات التحالف قد مكنت، إلى حد كبير، الحوثيين داخل اليمن وفي أنحاء العالم العربي. وإدراكاً للمشاعر المعادية لإسرائيل التي يتقاسمها اليمنيون في جميع أنحاء البلاد وطيفهم السياسي، لم يكن مفاجئاً أن نرى أنصار الله يعززون تجنيدهم نتيجة لهجماتهم البحرية التي يشنونها تحت شعار الدفاع عن الفلسطينيين”، مضيفاً أن ذلك أدى إلى وضع القوات المناهضة للحوثيين في اليمن تحت ضغط متزايد، موضحاً أن الحوثيين عززوا موقعهم كأبطال للقضية الفلسطينية، وزادت هيبتهم ونفوذهم الإقليمي.

وقال إن الحوثيين أثبتوا قدرتهم على العيش تحت ضغط مكثف من الغرب وبعض الدول العربية، لافتاً إلى أنه ليس من الواضح ما الذي يمكن للجهات الفاعلة الغربية والإقليمية فعله للتأثير عليهم، مؤكداً أن الواقع على الأرض في اليمن هو أن الحوثيين قد انتصروا في الحرب، وأن الحكومة المعترف بها دولياً، والتي وصفها بالضعيفة والمجزأة والفاسدة، ليست في وضع يسمح لها بتحديهم، منوهاً بأن الولايات المتحدة تواجه قائمة من الخيارات السيئة فقط في مواجهة هذا الواقع.

*YNP / إبراهيم القانص

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: المرتبطة بإسرائیل الولایات المتحدة أنصار الله فی الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الحوثي: العمليات اليمنية أربكت إسرائيل والأمريكيون غادروا بخسارة 3 مقاتلات

في خطاب ألقاه اليوم الخميس، أعلن زعيم حركة "أنصار الله" في اليمن، عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن الجماعة كثّفت خلال الأسبوع الجاري عملياتها ضمن ما سمّاه "جبهة الإسناد اليمنية"، مستخدمة ثمانية صواريخ فرط صوتية وصواريخ باليستية، إضافة إلى طائرات مسيّرة. اعلان

وأشار الحوثي إلى أن ثلاثةً من هذه الصواريخ استهدفت مطار اللد، مضيفاً أن عدداً من شركات الطيران العالمية "مدّدت تعليق رحلاتها الجوية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة"، معتبراً أن هذا التعليق يشكل "أحد التأثيرات المهمة" لتلك العمليات.

ووصف الحوثي التصريحات الإسرائيلية الأخيرة بأنها تعكس "مدى تأثير العمليات اليمنية"، معتبرًا أن إسرائيل عاجزة عن ردع موقف جماعته أو التأثير عليه قائلاً: "العدو الإسرائيلي فاشل في ردع الموقف اليمني وفاشل في التأثير عليه".

وفي سياق متصل، تحدث عن مغادرة حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان"، قائلًا إنها انسحبت تحت عنوان "الفشل"، بعد خسارتها ثلاث مقاتلات.

إسرائيليون جانب طريق سريع في تل أبيب بعد إنذار بصاروخ أُطلق من اليمن، 13 أيار/ مايو 2025.AP Photo/Ohad Zwigenberg

ورأى زعيم "أنصار الله" أن تصعيد إسرائيل يتطلّب تصعيداً مقابلاً في الدعم والجهد، داعياً إلى "اهتمام مكثف" في هذه المرحلة التي وصفها بالحساسة.

وقال: "لا ينبغي أبداً أن تتسلل حالة الوهن أو الضعف أو الملل إلى نفس أي إنسان يحمل ذرة من الإنسانية والإيمان".

ودعا الحوثي إلى حشد جماهيري واسع في الفعاليات المقررة يوم غد، في ظل ما وصفه بأنه "أحد أكثر الأسابيع دموية ومأساوية في غزة".

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن اليوم اعتراض صاروخ باليستي أُطلق من اليمن، ما أدى إلى تفعيل صافرات الإنذار في مناطق واسعة داخل البلاد، وسط مشاهد هلع شهدتها شوارع المدن هناك.

Relatedإطلاق صاروخ من اليمن يؤدي لتعليق حركة الطيران في مطار بن غوريون وإلغاء مباريات كرة القدمبلومبرغ: اليمن يقف حجر عثرة أمام مساعي ترامب لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسطإعلام عبري: إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه إسرائيل

وقد جرى تعليق الملاحة الجوية مؤقتًا في مطار بن غوريون الدولي، وعاد عدد من الطائرات المتجهة إلى تل أبيب أدراجها بفعل التطورات الأمنية.

وفي بيان رسمي، تبنّت جماعة "أنصار الله" الهجوم، مؤكدة على لسان المتحدث العسكري باسمها، العميد يحيى سريع، أنها نفّذت عمليتين منفصلتين خلال الساعات الماضية.

ومنذ إستئناف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في آذار/ مارس الماضي، أطلقت الجماعة، وفق ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي، ما مجموعه 37 صاروخًا باتجاه إسرائيل، في إطار ما تصفه بدعمها العسكري لـ"جبهة المقاومة" في القطاع.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • قسمها 3 أثلاث.. تعرف على شروط الأضحية والمعايير الشرعية لاختيارها
  • الحوثيون والصحافة في اليمن.. عقد من القمع الممنهج وتكميم الأفواه
  • تصاعد انتهاكات الحوثيين ضد الصحفيين والناشطين في اليمن
  • دور ثورة 21 سبتمبر في تعزيز الوحدة اليمنية ورفض مشاريع التشطير والأقاليم
  • «السباعي»: لا يختلف عاقلان في أن حكومة الدبيبة فقدت جميع دواعي بقائها
  • ترامب يهدد بفرض رسم جمركي 25% على آبل ما لم تصنع هواتف آيفون في الولايات المتحدة
  • التزام أمريكي بريطاني فرنسي أوروبي بدعم وحدة اليمن وسيادته واستقراره
  • اليمن أمام مجلس الأمن: استمرار تهريب الأسلحة إلى الحوثيين يهدد السلم والأمن العالمي
  • الحوثي: العمليات اليمنية أربكت إسرائيل والأمريكيون غادروا بخسارة 3 مقاتلات
  • «أنصار الله» تستهدف مطار بن غوريون وتضرب أهدافاً حيوية في يافا وحيفا بصواريخ ومسيرات