قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي، إن فصائل المقاومة الفلسطينية صعّدت من عملها العسكري بمختلف الجبهات في قطاع غزة، لافتا إلى أن المواجهة الصفرية في حي الشجاعية شمال القطاع، أكدت تفوق المقاومة الميداني.

وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي؛ إنهما تخوضان اشتباكات ومعارك ضارية مع قوات الاحتلال في حي الشجاعية، وتكبده قتلى وجرحى عبر عمليات مختلفة.

وقال الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة- إن المعارك الآن تجري من مسافات قريبة، وهذا ما يحد من عمل القطاعات الجوية والمدفعية للجيش الإسرائيلي، مضيفا أن فصائل المقاومة نفذت عمليات عسكرية كثيرة ومؤلمة لجيش الاحتلال ورفعت من فاتورته خلال الساعات الأخيرة.

وأشار إلى أن توغل الاحتلال نفذه اللواء السابع المدرع واللواء 35 من الفرقة 98؛ لافتا إلى أن الاحتلال يبحث عن أهداف إستراتيجية لم تتحقق حتى الآن، ويواجه صعوبة في تحقيق أهدافه بسبب عمليات المقاومة النوعية وما يتكبده من خسائر.

وأوضح الفلاحي أن قوة المقاومة تكمن في جغرافيا المنطقة المعلومة لها واستخدام الأنفاق، وهذا ما يميل الكفة لصالحها، مشيرا إلى ما أورده مراسل الجزيرة من هبوط طائرات إسرائيلية لإخلاء قتلى وجرحى بحي الشجاعية، وهو ما يدل على ضراوة المعارك.

وذكر أن الشجاعية تعتبر منطقة صعبة على جيش الاحتلال منذ الحروب السابقة، لافتا إلى أن عامل الوقت يصب في صالح المقاومة بفضل معرفتها بالمنطقة وقدرتها على الرصد والمباغتة.

انسحاب متوقع

وأكد أن الخسائر الكبيرة التي يتكبدها جيش الاحتلال ستؤثر على الروح المعنوية والإرادة القتالية لجنوده، وأن تلك الخسائر تعزز احتمالية انسحابه في وقت قريب.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن 4 جنود إسرائيليين قتلوا وأصيب 5 آخرون على الأقل في اشتباكات بالشجاعية، في حين أعلنت كتائب القسام أنها أوقعت قتلى وجرحى في صفوف جنود الاحتلال الإسرائيلي في حي الشجاعية حيث يخوض الجانبان معارك ضارية مساء اليوم الجمعة.

من جانبها، قالت سرايا القدس إنها أجهزت على قوة صهيونية بعد أن استدرجتها داخل مبنى فيه فوهة نفق مفخخ في حي الشجاعية، في حين نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن المعارك الأخيرة بالقطاع شملت تفجير مبان وأنفاق مفخخة في الجنود وهو ما أدى لسقوط قتلى وجرحى.

ولفت الفلاحي إلى أن القصف الإسرائيلي حقق تمهيدا محدودا للتوغل على الأرض، لكن المواجهات المباشرة أفقدت هذا القصف قيمته، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال دخل إلى مناطق مليئة بمقاومة شديدة في الشجاعية وبدأ يصطدم بمقاومة عنيفة، ما أدى إلى ارتفاع خسائره.

وذكر الفلاحي أن جيش الاحتلال لم يغير من أدواته بعد العودة الثالثة للشجاعية، وإنما كثف القصف المصاحب اعتمادا على معلومات استخباراتية، مشيرا إلى أن تصعيد المقاومة لعملياتها العسكرية زاد من تعقيد الوضع للجيش الإسرائيلي.

وأشار إلى أن المعارك الجارية من مسافات قريبة تساهم في كشف القدرات الحقيقية لكل طرف، لافتا إلى أن الاحتلال يطلق على حي الشجاعية "عش الدبابير" بسبب ما يواجهه من صعوبة في الدخول إليه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی حی الشجاعیة جیش الاحتلال لافتا إلى أن قتلى وجرحى

إقرأ أيضاً:

خبير اقتصادي: لماذا يمنع الانتقالي اللجان البرلمانية من عملها بالمحافظات المحررة؟

أبدى خبير اقتصادي، استغرابه من منع اللجان البرلمانية المكلفة بقرار من هيئة رئاسة البرلمان من عملها في المحافظات المحررة.

 

وقال مصطفى نصر رئيس مركز الإعلام الاقتصادي للدراسات في منشور رصده الموقع بوست "استغرب كيف يمر موضوع منع اللجان البرلمانية من عملها في المحافظات مرور الكرام، لاسيما لدى المطالبين بتصحيح الأوضاع ومكافحة الفساد".

 

وأضاف "بغض النظر عن الجدل القائم حول مجلس النواب، فأي جهد رقابي يعد خطوة إيجابية، سواء كان صادرا عن لجان برلمانية او من قبل لجان تابعة لهيئة التشاور التي نشأت وفق اتفاق الرياض مؤخرا".


 

 

وأضاف "العبرة دائمًا بالنتائج؛ فإذا كان نقدنا للفساد نابعًا من حرص وطني حقيقي، فإن المنطق يقتضي دعم كل الجهود الميدانية الرامية إلى التقييم والتشخيص والكشف عن مكامن الخلل والعبث بالمال العام".

 

وأكد الخبير الاقتصادي أن عمل اللجان البرلمانية يمثّل جوهر الدور الرقابي للبرلمان، ورغم النقد المشروع لأداء مجلس النواب خلال السنوات الماضية، لا يمكن إنكار أن بعض اللجان نجحت في إيقاف فساد بمليارات الدولارات، كما حدث في قضية شركة "هنت".

 

ومطلع يوليو الجاري أصدرت هيئة رئاسة مجلس النواب، قرارات بتشكيل لجان برلمانية للنزول الميداني إلى المحافظات المحررة، باستثناء محافظة سقطرى، لغرض فحص نشاط السلطة المحلية والتصرفات المالية والإدارية والموارد العامة المركزية والمحلية.

 

وذكرت هيئة رئاسة البرلمان في أن اللجان البرلمانية ستنفذ نزولا ميدانيا للمحافظات المحررة، والوقوف على الاختلالات النفطية واعمال المؤسسات الايرادية.

 

وقد شُكّلت هذه اللجان بهدف الاطلاع على موارد الدولة، خاصة تلك المتعلقة بالنفط والجمارك والضرائب، وسط تصاعد الشكاوى من إهدار مليارات الريالات شهريا، ووجود حسابات مالية مجنبة خارج إشراف البنك المركزي وفي بنوك خاصة، إلا أن رفض عمل اللجان يفتح الكثير من التساؤلات.

 

وأعلنت فروع المجلس الانتقالي في المحافظات رفضها لعمل اللجان، بمزاعم أن مجلس النواب "منتهي الصلاحية"، ويسعى إلى "زعزعة الأمن والتدخل في الشأن الجنوبي"، مدعية أيضا أن البرلمان "لا يمتلك صفة قانونية أو أخلاقية" للقيام بمهام رقابية.

 

والثلاثاء الماضي، أقدمت مجاميع تابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، على محاصرة أعضاء اللجنة البرلمانية المكلفة بالنزول الميداني لمحافظة حضرموت للكشف عن هدر الموارد في المحافظة، بأحد فنادق مدينة المكلا، مما اضطر أعضاء اللجنة إلى مغادرة مقر إقامتهم إلى موقع بديل، وسط اتهامات للسلطة المحلية بالتواطؤ والدفع بالعناصر لعرقلة مهمة اللجنة.

 

والخميس اعتبرت هيئة رئاسة مجلس النواب اليمني والكتل البرلمانية، في بيان شديد اللهجة، أن ما جرى في محافظة حضرموت يمثل تهديدًا مباشرًا لمفهوم الدولة واعتداءً صارخًا على الدستور والقانون.

 

وأكدت أن تلك التصرفات تُكرّس منطق الفوضى، محملة السلطة المحلية في حضرموت المسؤولية الكاملة عما تعرض له النواب وعن عدم تعاونها، ومشددة في الوقت ذاته على أن البرلمان هو المؤسسة الدستورية والشرعية القائمة.

 


مقالات مشابهة

  • الجبهة الشعبية تؤكد أن تصريحات سموتريتش تعكس التوجهات الفاشية داخل حكومة الاحتلال
  • خبير عسكري: الاحتلال يواجه ضغوطا دولية غير مسبوقة.. وارتباك واضح في الإدارة الأمريكية
  • الفلاحي: إسرائيل يمكنها توسيع عملياتها بغزة لكنها ستدفع الثمن
  • الاحتلال ينسف مباني سكنية في حي الشجاعية
  • خبير عسكري: محاولة اختراق موقع محصن للواء كفير هدفه أسر قادة إسرائيليين
  • لماذا لم تنتصر إسرائيل رغم تفوقها؟
  • خبير عسكري: الاحتلال في وضع دفاعي هش ولا يمكنه توسيع عملياته بغزة
  • خبير اقتصادي: لماذا يمنع الانتقالي اللجان البرلمانية من عملها بالمحافظات المحررة؟
  • ماذا وراء تهديد إسرائيل بـضغط عسكري حقيقي في غزة؟
  • خبير عسكري: المقاومة بغزة فرضت معادلة قتال لم يعتدْ عليها جيش الاحتلال