الخرطوم- تحذر جماعات الإغاثة من أن "المجاعة التي هي من صنع الإنسان" في السودان يمكن أن تكون أسوأ مما كان متوقعا، مع وقوع أكبر عدد من القتلى كارثيا شهده العالم منذ عقود، دون مزيد من الضغوط العالمية على الجنرالات المتحاربين.

قالت دراسة مدعومة من الأمم المتحدة، الخميس، إن 755 ألف شخص على شفا المجاعة في السودان، وهو رقم لم نشهده منذ ثمانينيات القرن الماضي عندما صدمت المجاعة في إثيوبيا العالم.

وقال باريت ألكسندر، مدير برامج منظمة ميرسي كور في السودان، إن هذا الرقم قد يكون أقل من الواقع، حيث أدى الصراع إلى نزوح المزارعين في المناطق الزراعية في البلاد، مما أثار مخاوف بشأن الحصاد المقبل.

وقال في إشارة إلى توقعات مبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي أو IPC: "بصراحة، لن أتفاجأ إذا كان الرقم أعلى قليلاً من هذا الرقم".

وقال ألكسندر المقيم في بورتسودان لوكالة فرانس برس خلال زيارة لواشنطن "نحن نشهد مجاعة من صنع الإنسان تحدث أمام أعيننا بسبب الصراع في المقام الأول".

وقالت لجنة التخطيط المتكامل للأمن الغذائي إن نحو 26 مليون شخص ـ أي نصف سكان السودان ـ يواجهون انعداماً حاداً للأمن الغذائي، مع وجود 755 ألف شخص في ظروف كارثية، بما في ذلك حول العاصمة الخرطوم ودارفور، مسرح حملة عسكرية للأرض المحروقة قبل عقدين من الزمن.

واندلع القتال في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بعد فشل خطة لدمجهم، مع سيطرة الجنرالات المتحاربين على الأراضي.

وقال ألكسندر إن الجانبين فرضا مستويات معقدة من البيروقراطية، بما في ذلك طلب تصاريح من عمال الإغاثة.

وقال: "إن عبور الخطوط الأمامية يكاد يكون مستحيلاً".

- أكل العشب -

وقال مدير مكتب لجنة الإنقاذ الدولية في السودان، إعتزاز يوسف، إن هناك بالفعل روايات عن لجوء أشخاص إلى أكل العشب في ولاية جنوب كردفان.

وأضاف يوسف الذي كان في واشنطن أيضا "من المؤكد أننا سنرى قريبا جدا أشخاصا يموتون بسبب نقص الغذاء في أجزاء مختلفة من البلاد".

وقالت إن المتحاربين نهبوا مخازن الأغذية وقاموا بمضايقة أو قتل العاملين في المجال الإنساني.

وقالت "إنها بالتأكيد أزمة جوع من صنع الإنسان لأننا لا نواجه مشكلة مع مستوى الحبوب في هذا الوقت".

وتسعى الولايات المتحدة إلى إعادة الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات، لكنها لم تلمس اهتماما كبيرا، حيث يقول دبلوماسيون إن كلا الجانبين يعتقدان أنهما قادران على الفوز في ساحة المعركة.

وقالت سامانثا باور، رئيسة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، في بيان، إن الجانبين "يجب أن يتفاوضا على وقف فوري لإطلاق النار لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية المتوقعة والمستدامة إلى جميع السودانيين والبقاء على طاولة المفاوضات لإنهاء هذا الصراع".

وتزايد تورط اللاعبين الإقليميين في السودان، حيث اتُهمت الإمارات العربية المتحدة بتقديم الدعم العسكري لقوات الدعم السريع، التي ساعد مقاتلوها الدولة الخليجية الغنية في اليمن.

ويُزعم أيضًا أن القوات شبه العسكرية تلقت دعمًا من مرتزقة فاغنر الروسية، في حين دعمت مصر وتركيا وإيران الجيش.

وفي ظل الصراعات المتعددة في العالم، لم يقدم المانحون سوى 17 بالمائة من مبلغ 2.7 مليار دولار الذي طلبته الأمم المتحدة لمساعدة السودان.

وقال يوسف "قارن السودان بأزمات مثل غزة وأوكرانيا - ربما تكون أكثر أهمية على الساحة الجيوسياسية".

وأضافت: "إذا رأيت عدد النازحين وعدد البشر الذين يعانون، فيجب أن يكون السودان على رأس الاهتمام الإنساني".

 

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

وزارة الخارجية بالحكومة الليبية: لم ننخرط في الصراع السوداني بأي شكل من الأشكال

أصدرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية، بيانًا حول الأحداث الأخيرة في الحدود الليبية السودانية.

وذكرت الوزارة في بيانها، أنها تابعت ما ورد في البيان الصادر عن وزارة الخارجية في جمهورية السودان الشقيقة بتاريخ 10 يونيو 2025، بشأن الأحداث الجارية على الحدود المشتركة.

وأردف البيان، أنه في هذا الصدد، تؤكد الوزارة على أن “الحفاظ على السيادة الوطنية الليبية والأمن القومي الليبي يُعد من المبادئ الراسخة التي لا تقبل أي مساومة أو تشكيك، وتحرص الحكومة الليبية على صونها بكل الوسائل المشروعة، انطلاقاً من واجبها الوطني ومسؤوليتها أمام الشعب الليبي”.

وأشارت في البيان، إلى أن ” الدولة الليبية تلتزم التزاماً كاملاً بأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وبتعزيز علاقات حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، كما تحرص على احترام سيادة الدول وصون الاستقرار الإقليمي، وترفض أي سلوك يمكن أن يُفهم على أنه انتهاك لهذه المبادئ”.

وتابع البيان؛ “تعبر الوزارة عن أسفها لما ورد في البيان السوداني من مزاعم وإشارات تمس أطرافاً إقليمية ودولية، وتؤكد أن ليبيا، حكومة وشعباً، حريصة على تجنيب المنطقة مزيداً من التوتر، وعلى معالجة أي إشكالات بالطرق السلمية وآليات التشاور الثنائي أو الإقليمي بما يحقق المصالح المشتركة”.

وأكمل؛ “لقد عملت الدولة الليبية وبرعاية ودعم القوات المسلحة على استضافة مئات الألاف من النازحين السودانيين في مدن الجنوب وأبرزها مدينة الكفرة، وقدمت ولا تزال تقدم كافة الخدمات والرعاية الإنسانية والصحية انطلاقاً من روابط الاخوة والجوار بين الشعب الواحد في البلدين الشقيقين”.

وذكر البيان، أن الوزارة “تجدد التأكيد على عدم انخراطها بأي شكل من الأشكال في هذا الصراع الدائر وأن موقف الحكومة والقوات المسلحة الداعم لوحدة السودان وإيقاف نزيف الحرب والجلوس لطاولة الحوار لبناء السودان المستقر الأمن لأهله وشعبه وجيرانه”.

ولفت البيان، إلى أن “الحكومة الليبية تجدد  موقفها الإنساني الثابت والوحيد تجاه أهلنا السودانيين المدنيين الذين  فرو  من نار الحرب وسمحت لهم الدولة الليبية بإيوائهم بصفة مؤقته حتى تتوقف هذه الحرب ويعود السلام والأمن إلى السودان الشقيق والجار الذي حرصت بلادنا دوماً أن لا تكون طرفاً فيه بأي حال من الأحوال”.

وختم البيان موضحًا أن ” حماية حدودنا واراضينا هو واجب مقدس وعقيدة أساسية لقواتنا المسلحة وعدم المساس بأمننا القومي وهو حق وواجب تجاه مواطنينا وبلادنا العزيزة”.

الوسوموزارة الخارجية

مقالات مشابهة

  • مساعد وزير الخارجية المصري السابق : الدخول في المثلث الحدودي محاولة لجر مصر للحرب في السودان
  • اقتصاد السودان ينكمش بنسبة 42.9 في المئة والفقر يفترس البلاد
  • وزارة الخارجية بالحكومة الليبية: لم ننخرط في الصراع السوداني بأي شكل من الأشكال
  • وسط تحذيرات أممية وتصاعد الأزمة الإنسانية.. خطر المجاعة يخيم على جنوب الخرطوم
  • تحذير أممي من تفشي المجاعة جنوب الخرطوم
  • الأغذية العالمي: خطر المجاعة لا يزال يخيم على السودان في خضم نقص التمويل
  • بكاء الأرض في غزة.. الطفولة تموت جوعاً والحرب مستمرة «بلا هوادة»
  • تحذير أممي من المجاعة جنوب الخرطوم
  • غزة.. وفاة طفلة في خان يونس بسبب المجاعة والجفاف
  • وفاة طفلة في مدينة خان يونس بسبب المجاعة