انفجار غامض بقوة ألفي قنبلة نووية!
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
مع الزمن بقي لغز انفجار "تونغوسكا" الغامض بلا حل، ما دفع إلى ظهور روايات عجيبة، من بينها حديث واحدة عن انفجار سحابة ضخمة من البعوض، وثانية عن انفجار مركبة فضائية من خارج الأرض.
إقرأ المزيدفي الساعة السابعة والربع من صباح يوم 30 يوليو عام 1908 سمع انفجار بمنطقة تونغوسكا السفلى بوسط سيبيريا.
هذا الانفجار الفريد من نوعه، وقع في حوض نهر بودكامينايا تونغوسكا الواقع بمنطقة إيفينكي في إقليم كراسنويارسك بروسيا، ويرجح أن يكون حدث في سماء المنطقة على ارتفاع بين 7 إلى 10 كيلومترات.
شهادات السكان المحليين ذكرت أن رحلة الجسم المجهول وكان يشبه كرة شديدة السطوع في السماء كانت مصحوبة بصوت يشبه قصف الرعود، وأنه تركه خلف في طريقه غبارا قويا كان مرئيا في أراضي شرق سيبيريا في دائرة واسعة للغاية لعدة ساعات.
تقدر طاقة هذا الانفجار الغامض بين 10 إلى 40 ميغا طن من مادة "تي إن تي"، أي ما يعادل طاقة ألفي قنبلة نووية مثل تلك التي اسقطت فوق مدينة هيروشيما اليابانية في عام 1945.
شهد هذا الانفجار الذي لا يزال غامضا حتى الآن، على الرغم من مرور 116 عاما على الحادثة، سكان من البدو الرحل كانوا يصطادون في المنطقة بالقرب من مكان الانفجار.
أطاحت موجة الانفجار الهائل في ثوان بأشجار غابة في دائرة نصف قطرها 40 كيلو مترا، وتركتها مجردة من فروعها واوراقها منحنية في اتجاه واحد. أبيدت الحيوانات وقتل عدد من السكان وأصيب آخرون، كما سطع إشعاع ضوئي استمر لفترة طويلة.
تأثير الانفجار بلغ الأقاصي، وشعرت به العديد من القرى النائية من خلال اهتزاز التربة والمنازل وتحطم زجاج النوافذ، وسقوط الأواني من الأرفف.
سيميون سيمينوف، وهو أحد سكان قرية فانافارا الواقعة على بعد سبعين كيلو مترا من مركز الانفجار، وصف ما جرى قائلا إن السماء انشقت فجأة، وظهر حريق فيها مصحوبا بحرارة شديدة، ثم سمع هدير رهيب يصم الآذان. الوصف ذاته تكرر على ألسنة شهود آخرين.
جرى الحديث أيضا عن ظواهر غريبة طالت معظم نصف الكرة الشمالي من خلال شفق غير عادي في سطوعه ولونه وتوهج الظلام في السماء فيما يسمى بالليالي الساطعة، وغيوم فضية متوهجة علاوة على تأثيرات بصرية نهارية تمثلت في هالات وتيجان حول الشمس.
قاد العالم السوفيتي المتخصص في المعادن ليونيد كوليك بعثة استكشافية إلى المنطقة في عام 1921، إلا أنه لم يتمكن من العثور على أي بقايا للنيزك ولا أثر لسقوطه على الأرض. هذا العالم افترض في عام 1927 أن نيزكا حديديا كبيرا سقط وسط سيبيريا.
نفس العالم ترأس بعثتين أخريين إلا أن سر الانفجار الغامض بقي على حاله. ظهرت بعد ذلك نظرية ترجح أن يكون الانفجار بفعل مذنب.
هذا الاحتمال يصفه الاكاديمي الروسي وعضو لجنة النيازك في اكاديمية العلوم الروسية فيكتور غروخوفسكي بأنه الرواية الأكثر واقعية، لافتا إلى أن "المذنبات تتكون في الغالب من الجليد المغطى ببقع من المادة الصلبة"، وبعد الانفجار لا جدوى من البحث عن البقايا.
غروخوفسكي أشار في مقابلة صحفية إلى وجود رواية أفادت بأن نيزك تونغوسكا كان محشوا بالماس، ويزعم البعض أنه تم العثور على معادن مميزة للنيازك الحاملة للماس في غابات سيبيريا حيث وقع الانفجار.
أما أطرف الروايات التي طرحت لتفسير انفجار سيبيريا الغامض، فيرى العالم الروسي أنها تلك التي زعمت أن حادثة تونغوسكا كانت نتيجة انفجار سحابة من البعوض، علاوة على رواية ألقت بالمسؤولية عن الانفجار على نيكولا تسلا، العالم الأمريكي الذي كان يجري تجارب حينها على نقل الكهرباء إلى مسافات بعيدة في الهواء.
بعد مرور أكثر من قرن لا تزال الغابات في وسط سيبيريا تحتفظ بسر الانفجار الغامض الذي تحدى عقول العلماء لعقود طويلة. حتى الآن توجد روايات متنوعة يرقى بعضها إلى مرتبة الأساطير، في حين يواصل العلماء دون كلل جهودهم لحل اللغز. كل شيء مرتبط بتوقيته وحينها ستبوح غابات سيبيريا بأسرارها.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف سيبيريا كوارث طبيعية
إقرأ أيضاً:
أمريكا تكثّف حضورها في الملف الليبي.. تحذير إقليمي من الانفجار
تكثف الولايات المتحدة حضورها في الملف الليبي عبر قنوات دبلوماسية فعالة، أبرزها التنسيق المتصاعد مع مصر.
وبينما يعكس التواصل الأخير بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي مسعد بولس اهتمامًا أمريكيًا متجددًا بليبيا، يُعيد هذا الحراك الجدل حول مستقبل العملية السياسية، وسط انقسام داخلي بين حكومتين وتنافس إقليمي بين قوى مثل روسيا وتركيا.
القاهرة تحتضن آلية دول الجوار.. وتصدر تحذيرات من التصعيد في طرابلس
في إطار الروابط التاريخية والمصير المشترك الذي يجمع مصر وتونس والجزائر بليبيا، احتضنت القاهرة في 31 مايو 2025 اجتماعًا لآلية دول الجوار الثلاثية، بمشاركة وزراء خارجية الدول الثلاث.
وجاء في البيان المشترك: تجديد الدعوة لوقف التصعيد في العاصمة طرابلس فورًا، والتزام كافة الأطراف الليبية بأقصى درجات ضبط النف، التأكيد على دعم الأمم المتحدة ودول الجوار للعملية السياسية، وإنهاء الانقسام، وتوحيد المؤسسات الليبية، رفض التدخلات الخارجية بكافة أشكالها، والدعوة لخروج القوات الأجنبية والمرتزقة، مع دعم جهود اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن، كسبيل وحيد نحو استقرار دائم، التأكيد على أن أمن ليبيا من أمن دول الجوار، وعلى الملكية الليبية الخالصة للحل السياسي دون إقصاء أو وصاية.
وقد وجّه وزيرا خارجية تونس والجزائر شكرهما لمصر على استضافة الاجتماع، وتم الاتفاق على دورية اللقاءات، على أن يُعقد اللقاء المقبل في الجزائر ثم تونس قبل نهاية 2025.
مصر وواشنطن.. تلاقي استراتيجي في الملف الليبي
في نفس التوقيت، أجرى وزير الخارجية المصري اتصالًا مع مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لمناقشة مخرجات الاجتماع الثلاثي ومواصلة الدفع نحو خارطة طريق سياسية. أكد الجانبان توافقهما على أهمية إنهاء الانقسام وتهيئة الظروف للانتخابات.
يأتي ذلك في سياق عودة أمريكية نشطة للملف الليبي، عبر: زيارة بولس الأخيرة إلى القاهرة ولقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تصريحاته في أبريل الماضي بشأن إعداد خطة أمريكية تشمل حلاً شاملاً تشارك فيه جميع الأطراف، ولقائه مع صدام حفتر وتركيزه على بناء مؤسسات "تكنوقراطية وموحدة"، قرار تمديد حالة الطوارئ الأمريكية بشأن ليبيا، باعتبارها تهديدًا للأمن القومي.
تركيا وروسيا تراقبان التحرك الأمريكي بحذر
في الوقت الذي تنشط فيه واشنطن، تُبقي أنقرة على حضورها العسكري والسياسي لدعم حكومة طرابلس، مشددة على ضرورة الحفاظ على "الشرعية الدولية وعدم مكافأة أمراء الحرب".
أما روسيا، التي تقلصت قدرتها على المناورة بعد انشغالها بالحرب في أوكرانيا، فلا تزال تحتفظ بعلاقات متينة مع قوى شرق ليبيا، لكنها تُفضل عدم المواجهة المباشرة مع الغرب بشأن الملف الليبي، في محاولة لضمان نفوذ محدود وغير مكلف.
الانقسام الليبي.. حكومتان وسلطتان
لا تزال ليبيا تعاني من انقسام عميق: في الغرب: حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس، المعترف بها دوليًا، وفي الشرق: حكومة أسامة حمّاد، الموازية والمدعومة من البرلمان والجيش بقيادة خليفة حفتر.
الانقسام يعطل الانتخابات، ويغذي الصراع على الموارد، ويُغرق البلاد في حالة من الجمود المؤسساتي والسياسي. بينما يزداد القلق من احتمال عودة القتال الواسع النطاق، لا يزال الشعب الليبي ينتظر حلاً شاملاً يوقف النزيف، ويحقق الاستقرار الموعود منذ سنوات.
وعلى الرغم من كثافة المبادرات وتحركات الفاعلين الدوليين، تبقى الإرادة الليبية الجامعة غائبة عن مشهد يتقاسمه الانقسام والتدخل الأجنبي، وتُحدد مساراته العواصم الخارجية أكثر مما تفعل القوى المحلية.
فهل ينجح الحراك الثلاثي بدعم أمريكي في إحداث اختراق، أم أن الأمر لا يعدو كونه جولة أخرى من تدوير الأزمة؟