الحصول على نوم جيد من أساسيات الحفاظ على التوازن الصحي، وعادًة ما تشكو فئة كبيرة من البشر بسبب «الأرق»، أو البقاء في  فترات طويلة من التقطع في النوم، ما يفقد عامل الاسترخاء، ويعود ذلك لبعض الضغوط التي تؤثر على جودة النوم؛ إذ يبقى العقل في يقظة من فِرط ما به من تفكير.

في هذا السياق ووفقًا لما ذكرته الدكتورة إيناس علي استشاري الصحة النفسية وتعديل السلوك، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، نوضح بعض الطرق للتحكم في العامل النفسي للعقل، والسيطرة على يقظته، وبالتالي يسهل عملية الدخول في نوم عميق.

خطوات النوم السريع

بحسب «إيناس» فإن طريقة النوم تعد المسؤول الرئيسي عن رحلة الدخول في نوم عميق أو متقطع، أو عدم النوم إطلاقًا: «الأمر ليس سهلًا للتعود على الدخول في مرحلة النوم العميق، بل يحتاج إلى الاستمرارية، للحصول على نتائج مبهرة، وإذا نجح الشخص في تطبيق الخطوات بشكل صحيح، من المؤكد أنه سيحصل على النوم بسرعة في أقل من دقيقتين».

وقد أشارت استشارية الصحة النفسية بضرورة تطبيق بعض الأمور من أجل الحصول على نوم هادئ، ومنها ما يلي:

تمارين الاسترخاء

تراخي العضلات أمر يستحق الاهتمام والتطبيق بشكل يومي؛ إذ يخلص من التوتر والقلق، ويساهم في الحصول على فترة نوم بجودة عالية، وبيّنت «إيناس» الطريقة الصحيحة للتراخي، على أن تبدأ  بإرخاء عضلات الوجه والفك، ومن ثم النزول إلى منطقة الذراعين واليدين، وبالمرحلة الأخيرة القدمين، وذلك عن طريق غلق الأعين و تخيُل الغرق في حالة من الاسترخاء التام، وخروج كل الطاقة السلبية من كل عضلة.

تمارين الشهيق والزفير

أوضحت استشارية الصحة النفسية أن عملية الشهيق والزفير تساعد على النوم بطريقة سريعة وسهلة، على أن يكون التنفس من الفم، في مقابل زفير الهواء بضعف عدد استنشاقات الهواء التي اُخذت.

تناول الينسون والبابونج 

من المشروبات التي تساعد على الاسترخاء والدخول في النوم بسرعة، الينسون المغلي أو عشبة البابونج، ذلك لما يحتويانه من مركبات مهدئة للأعصاب، ما يساعد على الاستقرار النفسي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: النوم التوتر

إقرأ أيضاً:

غزة تعاني أزمة دواء خانقة

د.حكمت المصري

لم تعد الأزمة الصحية في قطاع غزة مجرد نقصٍ عابر في الأدوية، بل تحوّلت إلى أزمة وجود تمسّ حق الإنسان في الحياة من بوابة الدواء. خلف أبواب المستشفيات لا يُسمع أنين المرضى وحده، بل صمت الأرفف الفارغة، وارتباك الطواقم الطبية التي تقاوم العجز بإمكانات شبه معدومة، فيما يتقدّم المرض أسرع من كل محاولات النجاة.

غرف العمليات حين يصبح الألم مؤجّلًا في قسم الجراحة بمجمع الشفاء الطبي، تصف الممرضة شرين يوسف المشهد من الداخل بمرارة:"الأوضاع باتت خطيرة إلى حدّ لا يُحتمل. لا أسرّة تكفي، ولا أدوات كافية، ولا أدوية تُسعف النزيف. نستقبل إصابات مركّبة كل يوم، جروحًا مفتوحة بلا خيوط، وكسورًا بلا صفائح، وأجسادًا تنتظر أكثر مما تحتمل."

وتضيف:"بلغنا مرحلة نقيس فيها الألم بالأيام ، مريض ينتظر تخديرًا، وآخر ينتظر شاشًا نظيفًا، وثالث ينتظر مسكّنًا لا يأتي. ليس أصعب من أن تنظر في عين مريض وتقول له: لا نملك ما يُخفّف عنك." وتتابع بنبرةٍ مثقلة: "حين ينقص الدواء، لا يبقى أمام الأطباء سوى قرارات قاسية: من يدخل أولًا؟ ومن يؤجَّل؟ نحن نعمل اليوم في بيئة لا تشبه أي نظام صحي في العالم. الطب يفقد معناه دون أدواته، والطبيب لا يُقاس بعلمه فقط، بل بما يملكه من وسائل لإنقاذ الحياة ، ونحن نفتقد الاثنين تقريبًا." مرضى السرطان ، العلاج رهينة المعابر في قسم الأورام، تروي أم محمد اللوح (52 عامًا) قصتها بصوتٍ مثقَل بالفقد والانتظار: "قالوا لي: العلاج الكيماوي غير متوفّر حتى إشعار آخر ، لم يقولوا متى. ولم يقولوا إن كنت سأعيش حتى يصل." قبل التشخيص بأيام، فقدت أم محمد ابنها في مجزرة بمدينة غزة. لم يلحق قلبها أن يستوعب الصدمة حتى هاجمها المرض. حين أدخلت المستشفى، فوجئت بنتائج تُشير إلى إصابتها بسرطان الثدي في مرحلة متقدمة.

تقول: "لم أبكِ حين قالوا سرطان ، بكيت حين قالوا: لا دواء. الموت حين يأتي من المرض أهون من أن يأتي لأن المعبر مغلق." وتضيف بأسى: "أشعر أنني معلّقة بين السماء والمعبر ، كل جلسة تأجيل تعني ورمًا يكبر. أنا لا أطلب الشفاء، أطلب فرصة فقط." شهادة من الجسد المحاصَر: بتر يتوالد ، والدواء غائب على سريرٍ في أحد أقسام الجراحة، يرقد أبو العبد عبدالهادي (49 عامًا)، مصابًا ببترٍ في ساقه جراء الحرب، يعاني من شللٍ جزئي ومرض السكري، وقد تحوّل جسده إلى سجلّ مفتوح للحرب والإهمال الطبي معًا: تقرّحات عميقة، ندوب متراكمة، وعدوى تتجدّد بلا مضادات حيوية كافية.

يقول بصوتٍ متقطّع: "لم أعد أخاف من الألم ، صرت أخاف من اليوم التالي. كل مرة أدخل غرفة العمليات أخرج بقطعةٍ أقلّ من جسدي." ويضيف:"بدأوا بأصابعي ، ثم جزءًا من قدمي ، واليوم يقولون لي: نُحاول إنقاذ ما تبقّى. نحن نُقاتل الغرغرينا بلا دواء." يشير إلى ساقه المبتورة ويواصل: "لو كان الإنسولين متوفّرًا، ولو كانت المضادات تصل في وقتها، لما وصلت إلى هنا. الطبيب قال لي بوضوح: المعبر أغلق جسدك قبل أن يُغلق الحدود." أحد الأطباء المرافقين لحالته يقول، مفضّلًا عدم ذكر اسمه: "في ظروف طبيعية، يُمكن ضبط السكري ومنع تقرّحات القدم. في غزة، يتحوّل السكري إلى حكمٍ بالبتر البطيء. حين لا تتوفّر مراهم الجروح المتخصصة ولا المضادات الحيوية ولا الإنسولين، يُصبح البتر هو الوسيلة الوحيدة لتأجيل تسمّم الدم والموت." ويختم أبو العبد: "أنا لا أطلب معجزة ، أطلب دواءً فقط. أريد أن أتوقّف عن العدّ ، عدّ المرات التي خرجت فيها ناقصًا من غرفة العمليات." وحدات الكُلى: المرض لا ينتظر في أقسام غسيل الكُلى، لا يقل المشهد قسوة. يحتاج المرضى جلسات منتظمة للبقاء على قيد الحياة، لكن النقص الحاد في المستهلكات جعل الجلسات تُختصر أو تُؤجَّل.

يقول الدكتور رائد مصلح اخصائي أمراض الكلى بمستشفى ناصر الطبي : "نحن لا نُدير أجهزة... نحن ندير أعمارًا بشرية. حين يُلغى محلول واحد، قد يُلغى معه أسبوع من حياة مريض." ويضيف: "هناك مرضى نُبقيهم على الأجهزة بفضل الدعاء ، لا بفضل المستلزمات الطبية ." الأبعاد الدولية للأزمة: أرقام لا تُجامِل الواقع تحذّر منظمة الصحة العالمية من أن النظام الصحي في غزة يعمل "تحت الحد الأدنى للقدرة التشغيلية"، مشيرة إلى أن أكثر من 60% من المنشآت الصحية تعرّضت لتدميرٍ جزئي أو كلي، فيما لم تعد نسبة كبيرة من الأدوية الأساسية المتعارف عليها دوليًا متوفرة.

من جانبها، تؤكد منظمة أطباء بلا حدود أن سلاسل التوريد الطبية "غير منتظمة"، وأن العمليات الجراحية باتت تُجرى بإمدادات شحيحة أو دون مسكّنات كافية.

أما اليونيسف فتحذّر من أن نقص الأدوية الأساسية يضع آلاف الأطفال، ولا سيما مرضى السرطان وسوء التغذية، "في دائرة خطر مباشر".

وبحسب الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، يوجد في غزة عشرات آلاف مرضى السرطان، فيما تحتاج مئات الحالات شهريًا إلى تدخل علاجي عاجل لا يحتمل التأجيل.

ما أسفر عن تأجيل آلاف العمليات وتقليص جلسات علاجية مصيرية.

نداء الصحة العالمية: انهيار وشيك تصنّف منظمة الصحة العالمية الوضع في غزة بأنه "حالة طوارئ صحية معقّدة"، مؤكدة أن استمرار نقص الأدوية قد يؤدي إلى انهيار شامل في وقت قصير، ومشددة على أن "إدخال الإمدادات الطبية فورًا ضرورة إنسانية لا تحتمل التأخير".

شهادة الإدارة: إعادة بلا معدات... ومنظومة تنزف من كل أقسامها يقول مدير عام مجمّع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية: "تمكّنا من ترميم مبنيين كاملين في المجمع يضمان أكثر من 300 سرير و10 غرف عمليات وغرف عناية مركّزة، لكن هذه المباني ما تزال شبه فارغة من حيث التجهيزات الحديثة، بسبب منع إدخال الأجهزة والمعدات الطبية." ويتابع: "نعتمد اليوم على أجهزة انتُشلت من تحت الركام وأُعيد تشغيلها بجهود هندسية محلية بسيطة، في وقتٍ تتداعى فيه المنظومة الطبية من الداخل." ويُضيف: "الأزمة لا تقتصر على قسم دون آخر، بل تطال القطاعات الأكثر حساسية وخطورة، وعلى رأسها: الطوارئ والرعاية الأولية، الجراحة والعناية المركزة، الأورام وأمراض الدم، غسيل الكُلى، جراحة العظام، طب العيون، والمختبرات الطبية، حيث نعمل بإمكانات تقلّ عن الحد الأدنى المقبول طبياً." ويختتم حديثه بالقول: "المجمع يخدم شريحة واسعة من المواطنين في مدينة غزة وشمال القطاع، لكننا اليوم أمام واقع مرير: أسرّة بلا أجهزة، وغرف عمليات بلا أدوات، وأطباء يقاتلون الموت بما تيسّر من وسائل." حين تصبح الإبرة أثمن من الحياة في غزة ، لا يُطلب ترف الطب، بل حقنة الألم، وقرص النجاة، وشاش الحياة.

هنا لا يموت المرضى لأن الطب عاجز، بل لأن الدواء مُحاصَر.

ويبقى السؤال: من يحمي حقّ الشفاء... حين يُمنَع الدواء؟

مقالات مشابهة

  • الصحة: ملف الإدمان والصحة النفسية يلقى اهتماما كبيرا من قبل الوزارة
  • باسم سمرة بملابس قديمة فى وسط البلد بسبب «عين سحرية»| صور
  • مبتورو الأطراف في غزة.. خطوات معلّقة على بوابات المعابر
  • استشاري نوم تكشف أسباب ارتفاع معدلات الأرق بين النساء
  • اللقاح درع الأمان.. «الصحة» تنصح بـ 3 لقاحات للوقاية من برد الشتاء
  • متى يستلزم الأرق استشارة الطبيب؟ تعرف على الأسباب والعلاج الفعّال
  • دراسة صادمة: مراهقون يلجؤون إلى روبوتات الدردشة الذكية لدعم صحتهم النفسية
  • خطوات تسجيل استمارة دخول امتحانات الشهادة الاعدادية 2025/2026
  • ‫الأرق.. متى يستلزم استشارة الطبيب؟
  • غزة تعاني أزمة دواء خانقة