11 ألف مستفيد من مشروع العرس الجماعي الرابع:مستفيدون تحدثوا لـ” الثورة “: أحلامنا أصبحت حقيقة.. والشكر للقيادة وهيئة الزكاة
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
بدون مظاهر احتفالية وذلك تضامناً مع أهلنا في غزة، دشنت الهيئة العامة للزكاة العرس الجماعي الرابع لأكثر من 11 ألف عريس وعروس في عدد من المحافظات المحررة، عرسان أمانة العاصمة بدورهم عبروا عن سعادتهم بتحقيق أحلامهم وإكمال نصف دينهم بعد أن تقطعت بهم سبل الزواج وإمكانياته، لتفتح لهم هيئة الزكاة عبر العرس الجماعي الرابع طاقة الأمل، كما قدموا الشكر والتقدير لقيادة الدولة على الاهتمام بمثل هذه المشاريع التي تخدم فئة كبيرة من الشباب وتحصنهم من الضياع والحرب الناعمة، مؤكدين في الوقت ذاته تأييدهم لقرار قيادة الدولة بإلغاء المظاهر الاحتفالية، بسبب ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من حرب إبادة جماعية على يد الكيان الصهيوني الغاشم…
“الثورة” واكبت تدشين العرس الجماعي الرابع وانتقلت إلى بريد التحرير، حيث تُسلم عبره المبالغ المالية للمستفيدين، والتقت عدداً منهم وخرجت بالحصيلة التالية:
الثورة / أحمد السعيدي
أحلامنا حقيقة
البداية مع الأخ العريس محمد علي أحمد الجوداوي من محافظة المحويت – 34 عاماً والذي قال: “أنا أحد المستفيدين من مشروع الهيئة العامة الزكاة العرس الجماعي الرابع وحضرنا اليوم لاستلام الدفعة الأولى من المبلغ المالي المقدم وهو أربعمائة ألف ريال يمني، ونشكر الدولة ممثلة بهيئة الزكاة على إقامة مثل هذه المبادرات الطيبة التي ساعدت الكثير من الشباب للتيسير من زواجهم وتحويل أحلامهم إلى حقيقة في إكمال نصف دينهم وعفتهم من الوقوع في الجريمة والانحراف”.
إعادة الأمل
من المستفيدين أيضا تحدث إلينا الأخ أحمد نعمان الشراعي 34 عاماً من محافظة إب -يسكن في العاصمة صنعاء قائلاً: “أعمل في البناء منذ عشرة أعوام وأعيل أسرة مكونة من أمي وأخواتي الثلاث وأخي الصغير وبسبب الوضع المادي وغلاء المهور لم أستطع الزواج رغم أني حاولت مرتين ولم أتمكن من جمع المبلغ المطلوب وفي الثالثة فقدت الأمل، حتى نصحوني بالتقديم في الهيئة العامة للزكاة قبل عام تقريباً وقدمت واليوم عاد الأمل من جديد في إكمال نصف ديني وبناء أسرة مثل باقي الناس”.
التجار والمشككون
من جانبه وجه المستفيد محمود ياسين سعيد عبدالله الذي تم عقد قرانه بعد عيد الأضحى في العام الماضي، وقدم إلى هيئة الزكاة بعدها بشهر مباشرة، وجه رسالتين الأولى للتجار والثانية للمشككين في مشاريع الهيئة العامة للزكاة قائلا: ” ونحن اليوم هنا في بريد التحرير لاستلام المبالغ النقدية المخصصة لكل عريس في مهرجان العرس الجماعي الرابع، أوجه رسالتي إلى التجار بأن يعرفوا أن ثمرة زكاتهم ساهمت في تيسير زواج آلاف اليمنيين في كل المحافظات وبفضل هذه الزكاة كانت هذه المشاريع التي تحصن الشباب من كل الأفكار الهدامة، ونشد على أيديهم مواصلة تقديم الدعم للمزيد من مشاريع الزواج الجماعي، ورسالة أخرى أوجهها إلى المشككين في مشاريع الهيئة العامة للزكاة بأن يأتوا ليشاهدوا بأعينهم المستفيدين وهم يستلمون مبالغهم المالية، وليتأكدوا أن هذه المشاريع ليست وهمية ولا للاستعراض الإعلامي وغيره من الشائعات التي يشوه بها المغرضون هيئة الزكاة، فالشكر لها ولقيادتنا الحكيمة”.
متضامنون مع غزة
بدوره أشاد المستفيد أحمد عبدالله منصر المطري “33عاماً ” بقرار القائمين على مشروع العرس الجماعي الرابع، إلغاء المظاهر الفرائحية تضامناً مع أهلنا في قطاع غزة الذين يتعرضون للموت كل يوم قصفا وجوعا، مؤكداً أن هذا هو موقف اليمنيين جميعاً وفي مقدمتهم العرسان الذين تظل فرحتهم ناقصة بسبب حزنهم على دماء الفلسطينيين التي تسفك كل يوم على مرأى ومسمع دول وشعوب العالم العربي والإسلامي دون أن تحرك فيها ساكناً، وأكد المستفيد أحمد أن الاحتفال بهذه المناسبة في مثل هذه الظروف ليس من شيم الكرام وأهل اليمن هم أهل القيم والمبادئ الصادقة وهم من وقفوا مع الشعب الفلسطيني شعبياً وعسكرياً واعتبر القضية الفلسطينية قضيته الأولى والمركزية.
شكراً لقائد الثورة
المستفيد معمر ناجي فيصل مثنى “31 عاماً ” هو الآخر وجه رسالة شكر لقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي قائلاً: “بعد البحث ثلاث سنوات عن الزواج جاء مشروع الهيئة العامة للزكاة بإقامة العرس الجماعي الرابع في وقته وهذا يدل على اهتمام قيادتنا بالشباب، وفي هذا الصدد نشكر قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على اهتمامه المتواصل بفئة الشباب، فأخي من المستفيدين من مشروع التمكين الاقتصادي وانا مستفيد من مشروع الزواج، وهذا ليس غريباً على قائد الثورة الذي يوجه بمعالجة المشاكل الاجتماعية وعلى رأسها تيسير الزواج وتحصين الشباب من الظلال والانحراف والحرب الناعمة”.
دعاء الأمهات
محفوظ محسن أحمد صلاح من محافظة ذمار، انتظر حتى بلغ عمره اربعين عاماً ليكمل نصف دينه والآن تحقق بفضل مشروع العرس الجماعي الرابع حيث تحدث قائلا: “الحمد لله بعد صبر كبير وجهاد عظيم قدمت قبل عام في هيئة الزكاة واليوم ها أنذا استلم المبالغ المالية من بريد التحرير ومقدارها ثمانمائة ألف ريال لكل عريس، هذه المشاريع تساهم في رفع الثقة والمعنويات للشباب والشابات بأن هناك من يهتم بهم وحمايتهم من الفساد الأخلاقي، ولذلك هم يستحقون دعاء الأمهات وفي مقدمتهن أمي التي تدعو للقائمين على هذه المشروع ليلاً ونهاراً، كما تدعو للسيد القائد عبدالملك الحوثي بأن يحفظه الله ويديمه قائداً للشعب اليمني.
الزكاة قديماً وحديثاً
المستفيد ايمن محمد علي زيد ” 24 عاماً ” قارن بين مشاريع هيئة الزكاة في السابق وحالياً بقوله:” الحمد لله قدمنا في مشروع العرس الجماعي الذي تقيمه الهيئة العامة للزكاة واليوم تم بحمد الله وعون المجاهدين صرف المبلغ وبفضل الموظفين في هيئة الزكاة، هذه الهيئة التي كانت في عهد الأنظمة السابقة تأخذ الزكاة من الأغنياء وتصرفها إلى جيوب اللصوص والفاسدين والهوامير ولا يصل للفقراء منها سوى الفتات هذا إن وصل، أما اليوم فمشاريع هيئة الزكاة متنوعة بين المشاريع الكبيرة مثل الزواج والتمكين والمساعدات النقدية والعينية وحتى وصل خيرها للمستشفيات الحكومية وهذه نعمة عظيمة من الله تعالى أن منَّ علينا بقيادة ربانية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك الحوثي والرئيس مهدي المشاط وكل من ساهم في هذا المشروع العملاق”.
غلاء المهور
المستفيد خميس أمين مكرد ثابت العزي ” 35 عاماً “من محافظة تعز عانى عشر سنوات وهو يبحث عن شريكة حياته لكن بسبب غلاء المهور لم يتمكن من الزواج، حيث أنه من أصحاب ذوي الدخل المحدود الذي بالكاد يكفي للعيش، الأخ خميس شكر القائمين على مشروع العرس الجماعي الرابع الذي بفضله سيتحقق حلمه أخيراً ويعيش كما يعيش الآخرون، حسب تعبيره.
مشروع جبار
المستفيدان فهيم محمد علي فضل “32 عاماً ” محافظة إب، ومحمد أحمد نايف زهرة “30 عاماً ” –صنعاء، أكدا أن ما يميز هذا العرس الجماعي هو أنه استهدف شرائحَ الفقراء والمساكين والمرابطين والأسرى والأيتام وأبناء الشهداء والمحتاجين، وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على الحرص الكبير من القائمين على هذا المشروع الخيري الجبار على اختيار المستحقين فعلا عبر وضع الشروط والمعايير التي لا بد أن تنطبق على الشخص المشارك في هذا العرس، وهذا ما شاهده اليمنيون في العرس الجماعي الثالث، حيث كان المستفيدون من الفقراء وكبار السن والجرحى في مشهد مهيب أوصل رسالةً للعالم بأن اليمنيين يحتفلون رغم الألم والجراح والعدوان والحصار، يعيشون حياتهم الطبيعية ويمارسون عاداتهم في التكافل والترابط ووحدة النسيج المجتمعي.
تصوير/فؤاد الحرازي
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الأسرة التركية في خطر
دق رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان ناقوس الخطر، حين ذكر أن معدل المواليد في تركيا تراجع إلى 1,48 لأول مرة في تاريخ البلاد، وأن هذه النسبة أقل بكثير من الحد الأدنى الضروري لتجديد الأجيال، وهو 2,1 طفل لكل امرأة، مشيرا إلى أن معدل المواليد في تركيا كان يبلغ 2,38 عام 2001، وفقا لأرقام معهد الإحصاء الوطني. وجاء هذا التحذير في كلمة الرئيس التركي بافتتاح المنتدى الدولي للأسرة الذي عُقد الأسبوع الماضي في مدينة إسطنبول.
أردوغان أعلن، في ذات الكلمة، العقد الممتد من عام 2026 إلى عام 2035 "عقد الأسرة والسكن"، مجددا مناشدته لجميع العائلات أن تنجب ثلاثة أطفال على الأقل. كما لفت إلى أن انخفاض معدل المواليد في تركيا لا يعود إلى مشاكل اقتصادية عابرة، مبديا أسفه لكون أسلوب الحياة الذي يعطي الأولوية للراحة الشخصية ينتشر بسرعة في المجتمع.
أسباب تراجع معدل المواليد في تركيا كثيرة، إلا أن كلها يمكن أن يدخل تحت عنوان "تغير النظرة إلى الزواج والحياة الأسرية"، في ظل تغير مفاهيم الراحة والرفاهية وغيرهما بسبب التطورات التكنولوجية. وهي ظاهرة منتشرة بين الشباب، بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية. ويرى كثير منهم أن الأفضل أن يهتم برعاية طفل أو طفلين، بدلا من أن يوزع اهتمامه وأمواله على أطفال كثيرة. وكان قديما يكفي للأسرة وجود هاتف ثابت في البيت، ولكن الآن يحتاج كل واحد من أفراد الأسرة إلى هاتف جوال، كما أن معظم الشباب الآن يتسابقون في شراء هواتف ذكية غالية للتباهي والتفاخر بين أقرانهم، حتى لو كان وضعهم الاقتصادي متواضعا للغاية. وكانت بالأمس الأسر الغنية ترسل أبناءها إلى المدارس الأهلية، ولكن اليوم حتى الأسر المنتمية إلى الطبقة المتوسطة تحرص على تسجيل أبنائها في تلك المدارس، بدلا من المدارس الحكومية المجانية، لتضمن مستقبل أبنائها، حسب اعتقادها.
تقديس التعليم الجامعي سبب آخر من أسباب تأخر الزواج وتراجع معدل الإنجاب. ويرى الشاب أنه يجب أن يتخرج أولا من الجامعة، ثم يتوظف، ويجمع ما يكفي من الأموال للزواج، كما ترى الشابة أنها لا بد من أن تحصل على شهادة جامعية، ثم تتساءل في نفسها: "لماذا ضيّعت كل تلك السنوات إن لم أعمل؟"، وهي ترى صديقتها لديها سيارة تقودها إلى مكان عملها وراتب شهري يشعرها باستقلالية مالية، لتأكل وتشرب وتشتري ملابس وأحذية جديدة كما تشاء، ثم تبحث هي الأخرى عن عمل. وهكذا يبقى الزواج في المراتب المتأخرة في سلم الأولويات، ويتأخر الزواج ويتراجع معدل المواليد. وإضافة إلى ذلك، تعتبر كثير من النساء اللاتي يعملن خارج البيت أن الإنجاب يعرقل نجاحهن في العمل.
الأرقام التي نشرها معهد الإحصاء التركي تشير إلى أن معدل الزواج كان 8,35 في الألف عام 2001 إلا أنه تراجع إلى 6,65 في الألف عام 2024. وفي المقابل، ارتفع معدل الطلاق من 1,41 في الألف عام 2001 إلى 2,19 في الألف عام 2024. كما ارتفع أيضا معدل سن الزواج لدى النساء من 22,7 عاما إلى 25,8 عاما، ولدى الرجال من 26 عاما إلى 28,3 عاما خلال ذات الفترة. وتشير الأرقام إلى أن 33 في المائة من حالات الطلاق تقع في السنوات الخمس الأولى للزواج. ومن المعلوم أن ارتفاع معدل سن الزواج ومعدل الطلاق يؤدي إلى تراجع معدل المواليد.
تكاليف الزواج المرتفعة وحالات الطلاق تخوِّف الشباب غير المتزوجين وتجعلهم يترددون في الإقبال على الزواج. وتدمر المشاكل الزوجية وحالات الطلاق التي تقع بعد عدة أشهر أو سنة أو سنتين من الزواج، وبعد كل تلك التكاليف، نفسيات المطلقين والمطلقات، تبعدهم عن تكرار تجربة الزواج إلى حد كبير. كما أن نسبة كبيرة من المتزوجين غير مؤهلين لتحمل أعباء الزواج وصعوباته، الأمر الذي يؤدي إلى العنف الأسري والطلاق لأسباب تافهة. وفي آخر مثال لذلك، قتل قبل أيام في مدينة قونيا رجل يبلغ من العمر 42 عاما؛ زوجته طعنا بالسكين إثر نقاش حاد نشب بينهما بسبب "طلب الزوجة تجديد الكنب"، حسب إفادة الزوج، وترك وراءه ثلاثة أطفال؛ أبوهم في السجن وأمهم في المقبرة.
الحكومة التركية تعد الشباب غير المتزوجين بتسهيل الزواج وإزالة العوائق أمامه، إلا أن ما تحتاج إليه تركيا بالدرجة الأولى لحماية الأسرة ورفع معدل المواليد هو تغيير عقلية الشباب الملوثة بالثقافة الغربية وتصحيح نظرتهم إلى الزواج والحياة الأسرية. من المؤكد أن المساعدات المادية مفيدة في تخفيف الأعباء المالية لتجهيز عش الزوجية، ولكن الأهم من ذلك هو تنظيم دورات تثقيف وتوعية من أجل حماية ذاك العش، وتدريب الشباب على تحمل مسؤولية الزواج، والتحلي بالصبر والخلق الحسن، وتبادل الاحترام، وحل المشاكل الزوجية بالحوار وتحكيم العقلاء من الأصدقاء والأسر دون اللجوء إلى العنف والطلاق. كما أن الشباب يجب أن يتعلموا أن الدراسة الجامعية ليست ضرورية، وأن هناك مهنا عديدة لا تتطلب تلك الشهادة، وأن أصحاب تلك المهن يحصلون على دخل شهري يفوق رواتب خريجي الجامعات، وأن تفرغ المرأة لرعاية أطفالها والعناية ببيتها ليس نقصا يقلل حقها من الاحترام.
x.com/ismail_yasa