لقاء عن "سينما ثورة يوليو" ضمن أنشطة قصور الثقافة بالفيوم
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت مواقع فرع ثقافة الفيوم مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية، ضمن برنامج الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة عمرو البسيوني، وفي إطار برامج وزارة الثقافة.
وعقدت مكتبة الطفل والشباب بسنورس لقاء بعنوان "سينما ثورة يوليو ما لها وما عليها"، شارك به الأديب د. عمر صوفي والكاتب أحمد طوسون.
استهل "صوفي" اللقاء متحدثا عن ثورة 23 يوليو، موضحا كيف كانت مصدرا للإلهام لكثير من الأعمال الفنية.
وأضاف أنه من المعروف أن السينما المصرية كانت ولا تزال لسان حال الشعب المصري، وساهمت بدور كبير في توثيق أوضاع ما قبل الثورة وأحداثها وأهدافها، مضيفا أن هناك الكثير من الأفلام تناولت إيجابيات الثورة وأهم إنجازاتها، منها "رد قلبي"، و"الأيدي الناعمة"، و"القاهرة 30".
وأوضح أن هناك بعض الأفلام دعمت الثورات العربية ومنها فيلمي "جميلة"، و"اليمن"، وغيرها إلا أننا مازلنا بحاجة إلى أعمال جيدة تتناول الثورة من منظور شامل وموضوعي بكل تفاصيلها وأبعادها.
من ناحيته ناقش الكاتب أحمد طوسون مدى ارتباط ثورة يوليو في الذاكرة السينمائية بعدد من الأفلام من أشهرها "رد قلبي" الذي يصور الطبقية التي كان يعيشها المصريون قبل الثورة، وفيلم "غروب وشروق" الذي يكشف الفساد السياسي في العهد الملكي ويرمز لشروق العهد الثوري، وأيضا فيلم "الله معنا" الذي كتبه إحسان عبد القدوس وتناول فيه قضية الأسلحة الفاسدة.
وضمن الأنشطة الصيفية المقدمة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، من خلال فرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل، شهدت مكتبة الطفل بمكتبة الفيوم العامة ورشة حكي تضمنت مناقشة عدد من القصص تشجيعا على القراءة والاطلاع، وأقام بيت ثقافة أبشواي ورشة لتعليم أساسيات الرسم تدريب الفنان أحمد السيد، بجانب ورشة تصميمات حرة ببيت ثقافة طامية، للفنان كارم ماهر، واختتمت مكتبة الفيوم العامة ورشة تعليم فن تصنيع وتحريك العرائس للفنان إميل ألفنس.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فرع ثقافة الفيوم الهيئة العامة لقصور الثقافة وزارة الثقافة ثورة 23 يوليو السينما المصرية
إقرأ أيضاً:
«الطوق والأسورة».. مأساة تتناسل من رحم الفقر والخذلان
قدمت فرقة المسرح بقصر ثقافة طنطا العرض المسرحي الطوق والإسورة على مسرح المركز الثقافي بطنطا،
ضمن فعاليات المهرجان الإقليمي للمسرح بمحافظة الغربية، والذي نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن خطة عروض وزارة الثقافة المسرحية.
"الطوق والإسورة"، مقتبس عن رائعة يحيى الطاهر عبد الله، ويكشف عبر دراما ريفية مأساوية رحلة الفتاة "حزينة" وابنتها "فهيمة"، التي تموت بالحمى، وتترك طفلة تقع ضحية علاقة غير شرعية مع صديق الطفولة، قبل أن تنتهي القصة بجريمة قتل.
شارك في بطولة العرض عدد من أعضاء فرقة طنطا المسرحية، من بينهم: عبد الله صالح، مي الخولي، يارا علي، وكان الإعداد والإخراج لمحمد عفيفي.
ينتمي "الطوق والأسورة" للأدب المصري الجنوبي الذي تميز به يحيى الطاهر عبد الله، حيث يكتب عن البشر المهمشين، وعن نساء مقهورات في مجتمع ينهش أرواحهن ويجعل أجسادهن ساحة للفقر والعار والتضحية.
تمكّن العرض المسرحي من استلهام روح النص الأم، لكنه لم يركن إلى السرد فقط، بل أعاد بناء الشخصيات والمواقف على الخشبة، بما يناسب الحس المسرحي والبصري، بفضل دراماتورج واعٍ من محمد عبد الله.
تدور الأحداث حول "حزينة"، الأم المقهورة التي تمثل صوت الجبر والخذلان، وتمر عبرها مأساة كاملة تمتد إلى حفيدتها "نبوية".
المميز هنا هو أن العرض لم يتعامل مع الشخصيات كأنها مفعول بها، بل أعطاها أبعادًا إنسانية واضحة، خاصة مع شخصية "فهيمة" التي قُدمت بوصفها ضحية مؤامرة جسدها المجتمع ضد الأنثى.
أما نبويه، فهي ذروة هذه المأساة، والنقطة التي التقت فيها خيوط الظلم الاجتماعي والجنسي والطبقي.
برز عدد من الممثلين في تقديم أداء صادق ومؤثر، لا سيما: مي الخولي التي أدّت دور "حزينة" بانكسار حقيقي وصوت مشحون بالحزن، وعبد الله فتح الله في دور "البشاري" قدم أداء داخليًا عميقًا، بلا مبالغة، ومريم ماجد ونورين إبراهيم في أدوار "فهيمة" و"نبويه" على التوالي، نجحن في تجسيد الألم الأنثوي والبؤس الاجتماعي بجسدية واضحة وصدق شعوري لافت.
ونجح المخرج محمد عفيفي في قيادة فريق كبير معظمه من المواهب الشابة، وحافظ على توازن الأداء داخل مشاهد كثيفة بالعواطف.
فيما أعطت أشعار سامح رخا العرض بُعدًا تأمليًا ووجدانيًا، وساهمت في خلق جسر بين الماضي والحاضر، وموسيقى عاصم علاء جاءت ملائمة جدًا للبيئة الصعيدية، تحمل نكهة محلية دون ابتذال، وتخدم الإيقاع العام للعرض.
أما الاستعراضات والدراما الحركية التي وضعتها رضوى إيهاب كانت متقشفة وموحية، ولم تخرج عن الإطار الشعبي للمأساة، بل دعمته بصريًا، وديكور نهلة مرسي قدم بيئة فقيرة موحشة بأدوات قليلة لكن دلالية (مثل السرير، الحفرة، والمعبد).
كما ساعدت الإضاءة (محمود علاء) في الانتقال السلس بين الأزمنة النفسية للعرض، وأضاءت مشاهد الحلم والموت والذاكرة بحرفية.
فيما جاءت الرؤية الإخراجية للمخرج محمد عفيفي لتقدم معالجة إخراجية تعتمد على التوازي بين الواقعي والرمزي.
فلم يكتفِ بسرد المأساة، بل عبّر عنها بصريًا عبر تكوينات مسرحية قوية، مع توظيف الحركة والغناء والإنشاد في لحظات ذروية تُشبه الطقوس الجنائزية، ما ضاعف من تأثير القصة على المتلقي.
عرض "الطوق والأسورة" لفرقة قصر ثقافة طنطا هو تجربة مسرحية ناضجة وواعدة، تعيد للخشبة دورها الاجتماعي والتنويري، ونجح في أن يكون صرخة مكتومة ضد الفقر والتواطؤ المجتمعي، عبر توليفة فنية مشغولة بصدق رغم محدودية الموارد.
يُذكر أن المهرجان يُقام بإشراف الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، والإدارة المركزية للشئون الفنية بقيادة الفنان أحمد الشافعي، وبالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة محمد حمدي، وفرع ثقافة الغربية برئاسة وائل شاهين، وبحضور لجنة مشاهدة تضم النقاد يسري حسان، وطارق مرسي، ومهندس الديكور يحيى صبيح.