الأخف وزنا أنور مصباح.. نصيحة غالية منحته القمة في أولمبياد 1936
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
أنور مصباح من مواليد أبريل عام 1913 بمنطقة محرم بك بمحافظة الإسكندرية، بدأ ممارسة رفع الأثقال منذ صغره وشاهده أسطورة المصارعة إبراهيم مصطفى وصاحب ذهبية أولمبياد 1928 وقرر اصطحابه إلى النادى الأولمبى لممارسة رياضة رفع الأثقال ثم انتقل إلى نادى بوكالينى بالقاهرة.
وحقق أنور مصباح العديد من الإنجازات الكبرى على المستويين المحلى والعالمى، محققاً بطولة القُطر المصرى عام 1932 فى وزن الريشة لينضم بعدها للمنتخب الوطنى وحقق عدداً من البطولات على المستويين القارى والدولى.
بدأ «مصباح» مسيرته فى وزن الريشة إلى أن انتقل لمنافسات الوزن الخفيف بعد نصيحة غالية من مدربه السيد نصير أسطورة رفع الأثقال وصاحب أول ميدالية ذهبية أولمبية فى تاريخ مصر والعرب برفع الأثقال، ليحقق «مصباح» إنجازاً تاريخياً خلال مشاركته فى دورة برلين الأولمبية عام 1936، محققاً الميدالية الذهبية بعد منافسة قوية مع بطل النمسا، الذى تساوى معه فى مجموع الأوزان النهائى الذى بلغ 342.5 كيلوجرام، إلا أن البطل المصرى نال الميدالية الذهبية لأنه كان الأخف وزناً من منافسه النمساوى طبقاً للقانون.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أولمبياد باريس 2024 بعثة مصر فريال أشرف كرم جابر أشرف صبحي
إقرأ أيضاً:
بانو مشتاق.. صوت من الجنوب الهندي يعبر إلى العالم
في زوايا الجنوب الهندي، وبين الأزقة الضيقة لمدينة "حسن" في ولاية كارناتاكا، وُلد صوتٌ روائي اختزن في سطوره وجع النساء، وحرائق المجتمعات الهامشية، ونبض الأرض التي لا يُكتب عنها إلا نادرًا، هي بانو مشتاق، الكاتبة التي اختارت أن تكون مرآةً لنساءٍ طمست حكاياتهن في ظلال الصمت، فانفجرت بالكلمات، وكتبت لتُرى، وتسمع، وتخلد.
في مايو 2025، دخلت بانو التاريخ كأول كاتبة تكتب بلغة "الكانادية" وتحصد جائزة البوكر العالمية، عن مجموعتها القصصية "مصباح القلب"، لتصبح أول مجموعة قصصية قصيرة تفوز بهذه الجائزة العالمية منذ تأسيسها، وقد ترجم العمل إلى الإنجليزية بجهد المترجمة ديبا بهاستي، التي التقطت من بين أكثر من خمسين قصة، اثنتي عشرة حكاية تنبض بالوجع والأمل.
ولدت بانو في عام 1948 وسط أسرة مسلمة بسيطة، لوالد يعمل موظفًا حكوميًا، آمن بموهبة ابنته وشجعها على التعلم في مدرسة تبشيرية، ومنذ نعومة أظافرها، كانت الكلمة سلاحها، واللغة الكانادية وطنًا تكتب فيه ومنه، تحدّت التقاليد بالحب، والزواج عن اختيار، ودخلت غمار الكتابة مدفوعة باكتئاب ما بعد الولادة، لتتحوّل معاناتها الشخصية إلى مشروع أدبي كبير.
انخرطت بانو في حركة "بانديا سهتيه" التي ظهرت في السبعينات والثمانينات، والتي كانت بمثابة صرخة ضد التمييز الطبقي والديني، ومنصة للأدب الاحتجاجي، كتبت القصة والشعر، واشتغلت في الصحافة والإذاعة، وخلقت عالمًا موازياً لنساء الجنوب، حيث العنف الأسري، والتهميش، والتناقضات التي تعيشها المرأة المسلمة في مجتمع يرزح تحت أثقال الماضي والدين والسلطة.
"مصباح القلب" هو عمل عن النساء، ولكنه في جوهره عمل عن الإنسان، عن الروح التي تنكسر ثم تلمّ شتاتها وتضيء.
هذا ما أكده رئيس لجنة تحكيم البوكر ماكس بورتر حين وصف الكتاب بأنه "ترجمة جذرية" وتجربة أدبية لم يسبق لها مثيل.
احتفلت عائلة بانو في حي "بنشين محلة" بفوزها، وعبّر زوجها عن فخره رغم عدم تمكنه من مرافقتها إلى لندن بسبب تأشيرة السفر.
وفي قاعة متحف "تيت مودرن"، وقفت بانو بين أعمدة الأدب العالمي، لتقول بكل تواضع: "الأدب هو المساحة الوحيدة التي يمكننا أن نحيا فيها داخل عقول بعضنا البعض".
إن بانو مشتاق لم تفز بجائزة، بل فتحت نافذة تطل منها اللغات الإقليمية على العالم، ورفعت صوت الجنوب ليُسمَع في الشمال.
كتبت بلغة غير مرئية عالميًا، لكنها كتبت بصدق، وكان الصدق وحده كفيلًا بأن يُترجم ويُحتفى به ويُخلّد.