لم يتخيّل داود بن سليمان الدغاري أن جائحة كورونا وما صاحبها من تجول في أنماط الحياة ستكون بوابة لوجه مختلف من تطلعاته ومسيرة حياته حيث كانت الجائحة شرارة الانطلاق نحو آفاق أرحب في مشروعه لإكثار أشجار التين والتوسّع في نوعياته وأصنافه حتى وصل اليوم وبعد مرور أربع سنوات من بدء المشروع إلى إنتاج 107 أصناف يزداد الطلب عليها يوما بعد يوم.

في مزرعته بنزوى سرد الدغاري لـ«عمان» قصة مشروعه فقال:

على مساحة فدان زراعي تقريبا في قرية غبرة نزوى تقع مزرعة التين التي بدأت العمل بها صدفة (قتلا للملل)، فمع بدء جائحة كورونا وتعليق الأعمال والدراسة ولكوني معلّما بمدرسة أبو عبيدة بنزوى أحسست بالفراغ نتيجة انقطاعي عن التدريس، فخطرت لي فكرة الاهتمام بالمزرعة التي كانت مهجورة بسبب عدم التفرّغ وعدم الاهتمام فبدأت في زراعة شتلات التين التي جلبتها فزرعت عشر شتلات وبدأت الاهتمام بها بمساعدة أولادي وعائلتي فتشكّل أول خط من التين، وراقت لي الفكرة حيث قمت بإكثار عشر شتلات أخرى وزراعتها، ومن هنا انطلقت إلى دراسة جدوى المشروع حيث إن أشجار التين قليلة في الولاية وثمارها طيبة وعليها إقبال وكانت أولى الشتلات من نوع «براون التركي» ولم أكن أعرف نوعها فقط لاحظت نموها السريع وغزارة إنتاجها فبدأت في البحث عن أنواع أخرى من داخل وخارج سلطنة عمان وأتطلّع إلى الجودة والتفكير بطريقة زراعية تجارية بحيث تكون مزرعة وبها نافذة تسويقية ومع بدء تكاثر الشتلات بدأ شغفي بالمشروع وطموحي يتزايد إذ بدأت في طرحها للبيع للراغبين ووجدت إقبالا كبيرا وتشجيعا على إدخال أصناف أخرى ومن خلال البحث والتقصي استطعت إضافة المزيد من الأصناف حيث إن هناك فروقا كبيرة ومميزات لكل صنف فقمت بفرز الأصناف تباعا وإنتاج المزيد منها حتى توسّعت ولله الحمد فيوجد لدي الآن 107 أصناف محلية وعالمية وهناك طموحات لا تتوقّف.

وعن فترة التحضير للمشروع وبدء الإنتاج قال: في العام الأول وتحديدا منذ انطلاق المشروع في مارس 2020 كانت خطتي فرز الأصناف ثم إكثارها والبحث عن أصناف أخرى وتحرّي الأصناف المرغوبة واستغرق الموضوع قرابة العام حيث بدأت في منتصف عام 2021 في التسويق عبر شبكات التواصل نظرا لأن الجائحة كانت في أوجها وبعد العودة التدريجية للحياة بدأت الحركة في المزرعة تتزايد من خلال زيارة المختصين والمهتمين فبدأت بالإنتاج التجاري وكان الهدف الأساسي للمشروع هو إنتاج الشتلات وليس بيع الثمار ولكن مع تزايد عدد الأشجار وغزارة الثمار بها فقد بدأت في تزويد المحلات المختصة بثمار التين كما فتحت نافذة تسويقية بالمزرعة لمن يرغب في الشراء المباشر.

وقال: إن أصناف التين عديدة ومتنوّعة لكن الإقبال بكثرة على أصناف معينة فقط من بينها نوع البراون التركي وديانا والجامبو الأصفر الإسباني إلا أن هناك طلبات لباقي الأصناف وما يميّز التين سرعة إثماره حيث يحتاج إلى ثلاثة أشهر فقط من زراعته كما أنه يجود بالثمار طوال السنة لذلك فهو مُجدٍ اقتصاديا كما أن التين يتميز بسهولة تشتيله حيث إن أغصانه مرنة وقابلة للتشتيل بسهولة حيث أستخدم طريقة الترقيد الهوائي التي تتيح إنتاج شتلة جديدة من الأشجار القائمة خلال شهر فقط.

وقال الدغاري: أصبح للمزرعة زبائن من داخل وخارج سلطنة عمان إذ نقوم بتوفير الشتلات والعقل لمزارعين من دول الخليج إضافة إلى أن هناك الكثير من الزائرين من المزارعين المهتمين بالتين، ومتوسط سعر الشتلات ثلاثة ريالات إلا أن الأسعار تختلف من نوع إلى آخر حسب ندرتها أو توفرها مشيرا إلى أن القدرة التشغيلية حاليا هي إنتاج ألف شتلة في الشهر وقد يقل أو يزيد حسب الطلب، أما عن المحصول فكما تحدّثت أقوم بتسويقه مباشرة من المزرعة أو من خلال محلات الفاكهة المنتشرة بالولاية ويبلغ متوسط سعر الكيلو جرام الواحد ريالين أما في موسم الشتاء وعند غزارة الإنتاج يقل إلى ريال ونصف الريال ويسعى الدغاري لتلبية طلبات الزبائن من الثمار ولكن يقول في بعض الأحيان لا نستطيع توفير الكمية المطلوبة لزيادة الطلب وكذلك لأن اهتمامنا الأول هو إنتاج الشتلات.

وتطرّق الدغاري إلى اهتماماته الأخرى في المزرعة فقال لدي اهتمام بالسدر وقد بدأت مؤخرا في إنتاج شتلات متنوعة وفرز الأصناف حيث بلغت عشرين صنفا وبدأ الإقبال عليها كما أن لدي توجه للاهتمام بإكثار شتلات العنب وبدأت في الحصول على أنواع مختلفة غالبيتها من أصناف غير عمانية تتميز بغزارة الإنتاج وبلغت حتى الوقت الحالي خمسة عشر صنفا وآمل أن أتـوسّع في المشروع وأن يكون متوازيا مع إنتاج شتلات التين.

واختتم داود الدغاري حديثه بالقول: إن الاهتمام بالزراعة فيه الكثير من الفوائد فمشروعي مجدٍ اقتصاديا وكذلك هو رافد للزراعة والبيئة حيث انتشار المزارع يساعد على تنقية الهواء وتقليل التلوّث والحفاظ على الغطاء النباتي والرقعة الزراعية كما أنه متنفس بعد ضغوط العمل واستمتعت كثيرا بعملي في المزرعة وإشرافي المباشر على إكثار الشتلات والسقي وإنتاج الأسمدة والبذور وغيرها من الأعمال الممتعة التي تقضي على وقت الفراغ وتمنحنا طاقة جديدة وتغرس في نفوس أبنائنا حب العمل والاهتمام بالزراعة والاعتماد على النفس.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بدأت فی کما أن

إقرأ أيضاً:

تعاون «مصري – ألماني» لإنشاء أول مجمع من نوعه لإنتاج مستلزمات البنية التحتية الثقيلة

عقد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، اجتماعًا موسعًامع وفد شركتي سامكو ، وماورر الألمانية(  Maurer  برئاسة كل  من سامح سليمان، رئيس مجلس إدارة شركةسامكو، و هولغو روديكر، رئيس مجلس إدارة شركة ماورر، وذلك لوضع خارطة طريق لإنشاء مجمع صناعيمتكامل لإنتاج كافة مكونات ومستلزمات الكباري والأنفاق.


 ويأتي هذا المشروع في إطار خطة الدولة لتوطين الصناعات المختلفة، بهدف تحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي،تنفيذًا لتوجيهات  الرئيس  عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.

وقد حضر اللقاء الدكتورة ناهد يوسف، رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية، وعدد من قيادات وزارتي الصناعةوالنقل.

وخلال الاجتماع، تم استعراض مشروعات شركة ماورر الألمانية الحالية وإنتاجها في مصر بالتعاون مع شركة سامكوالمصرية، حيث تنتج الشركتان أحدث أنواع ركائز الكباري في مصر وفقًا لأعلى معايير الجودة العالمية. كما تم استعراضالخطط المستقبلية لتوسيع منشآتهما الإنتاجية في مصر، بالتعاون المشترك، خاصةً في ظل تنفيذ الدولة لعدد منالمشروعات القومية الكبرى مثل القطار الكهربائي السريع، والكباري، والأنفاق العملاقة التي تُستخدم فيها هذه المنتجات.

كما تم التأكيد على استمرار تدريب الشركة الألمانية للكوادر المصرية من مهندسين وعمال على أحدث تقنيات تصنيع هذهالمكونات، إلى جانب زيادة نسبة المكوّن المحلي في ركائز الكباري المنتجة حاليًاوالتي تبلغ 75% — وصولًا إلىالتصنيع الكامل داخل مصر. بالإضافة إلى ذلك، يشمل المجمع المخطط إنشاؤه إنتاج مكونات أخرى مرتبطة بهذا القطاعمثل فواصل الكباري، وغيرها من المستلزمات، بما يلبّي احتياجات السوق المحلي ويفتح آفاق التصدير إلى الدولالإفريقية والشرق الأوسط، مع نقل الخبرات والتقنيات الصناعية المتقدمة إلى مصر.


 

ووجّه الوزير خلال الاجتماع بتشكيل لجنة فنية تضم ممثلين متخصصين من كل من الهيئة العامة للتنمية الصناعية،وهيئة الطرق والكباري، وشركة سامكو، لوضع خارطة طريق لتنفيذ هذا المشروع الضخم، تتضمن خطة زمنية شاملةلمراحل الإنشاء والتشغيل، وتحديد الاحتياجات التدريبية لتأهيل الكوادر البشرية اللازمة. وأكد أن المشروع يحظىباهتمام كبير من الحكومة المصرية في إطار جهودها لتوطين مختلف الصناعات وتعظيم دور القطاع الخاص في مجاليالصناعة والنقل.


 

من جانبهم، عبّر وفد شركة ماورر عن اعتزازهم بالعمل في السوق المصري، مشيدين بالتطور الملحوظ في البنية التحتيةوالبيئة الاستثمارية المحفزة. كما أكدوا أن الحكومة المصرية نجحت في تسهيل الإجراءات وتقديم الحوافز اللازمة، مماجعل السوق المصري وجهة جاذبة للاستثمار الأجنبي. وأعربوا عن فخرهم بالمشاركة في مشروعات استراتيجية تسهمفي تعزيز القدرات التصنيعية الوطنية وتوطين التكنولوجيا المتقدمة، مشيدين بمهارة وكفاءة المهندسين والعمالالمصريين في مواكبة أحدث تقنيات التصنيع العالمية.

طباعة شارك الرئاسية المتكامل مهندس والنقل روديكر المختلفة

مقالات مشابهة

  • إصابة نيمار بفيروس كورونا
  • تفكيك مخيم الركبان… انتهاء عقد من ألم النزوح وبدء عهد العودة والاستقرار
  • كورونا يعود للواجهة.. متحوّر جديد يثير القلق و الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر
  • تظهر لـ10 أيام فقط.. غرامة 557 ألف تركية ليرة لقطف “شقائق النعمان”
  • ضبط كيان غير مرخص بأشمون لإنتاج الملابس والمستلزمات الطبية
  • ضبط مصنع غير مرخص لإنتاج المستلزمات الطبية في المنوفية
  • أصدقاء الأمس أعداء اليوم .. كيف بدأت المبارزة الملحمية بين ترامب وماسك؟
  • واشنطن بوست: حرب أوكرانيا القذرة بدأت للتو
  • جيش الاحتلال يزعم مهاجمة منشآت تحت الأرض لحزب الله لإنتاج المسيرات بالضاحية
  • تعاون «مصري – ألماني» لإنشاء أول مجمع من نوعه لإنتاج مستلزمات البنية التحتية الثقيلة