ماكرون يبحث عن ائتلاف بعيد المنال.. غياب الأغلبية في الجمعية الوطنية يجعل المعادلة أكثر تعقيدا
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
مناخ سياسي عاصف وانقسامات أيديولوجية عميقة تجعل البحث عن أرضية مشتركة أمرًا بالغ الصعوبة.
فاز إئتلاف يساري واسع في الانتخابات البرلمانية الفرنسية الحاسمة لكن دون الحصول على الأغلبية المطلقة، مما أجبر البرلمان والسلطة التنفيذية على الدخول في مفاوضات صعبة المراس للاتفاق على تنصيب رئيس وزراء جديد للبلاد.
فبعد التقدم الكبير الذي أحرزه اليمين المتطرف في الجولة الأولى من التصويت، أبقى الناخبون في النهاية على حزب التجمع الوطني في الجولة الثانية، تاركين البلاد في وضع غير مسبوق يتمثل في عدم وجود كتلة سياسية مهيمنة على البرلمان.
ظهرت ثلاث كتل رئيسية، ولكن لم تقترب أي منها من الحصول على أغلبية 289 مقعدًا المطلوبة على الأقل من أصل 577 مقعدًا. وبدلا عن ذلك، منحت النتيجة 182 مقعدًا لتحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري و168 مقعدًا لتحالف الرئيس إيمانويل ماكرون الوسطي "التجمع من أجل الجمهورية" و143 مقعدًا لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف.
وتعني النتائج أنه من شبه المؤكد أن حلفاء ماكرون الوسطيين لن يتمكنوا من تنفيذ مقترحاتهم المؤيدة لقطاع الأعمال مثل الوعد بإصلاح إعانات البطالة. كما يمكن أن يجعل تمرير الميزانية أكثر صعوبة.
وفي حين أن وجود برلمان منقسم ليس بالأمر الغريب في أوروبا، إلا أن فرنسا لم تشهد برلماناً منقسماً في تاريخها الحديث. وهذا ما يمهّد الطريق لمفاوضات متوترة لتشكيل حكومة جديدة وتعيين رئيس وزراء، ستكون مهمته التركيز على السياسة الداخلية وتقاسم السلطة مع الرئيس.
لم يظهر أي مرشح واضح حتى الآن. وفي حين يمكن لماكرون أن يطرح اسمًا، إلا أنه لا يزال بحاجة إلى دعم أغلبية برلمانية وذلك بعد أن جاءت كتلته في المرتبة الثانية في الانتخابات المبكرة التي دعا إليها. وهو ما وضعه في إحراج كبير أما ناخبيه ومنتقديه.
وقد يسعى ماكرون إلى التوصل إلى اتفاق مع العناصر الأكثر اعتدالاً من اليسار، ولكن ليس لدى فرنسا تقليد في هذا النوع من الترتيبات. لذلك من المتوقع أن تكون مثل هذه المفاوضات صعبة، وقد تؤدي إلى تحالف غير رسمي وهش.
يشير سيلفان مايار، الرئيس السابق لمجموعة النهضة في الجمعية الوطنية الذي أعيد انتخابه تحت راية حزب التجمع، إلى أن الأمر سيستغرق "عدة أسابيع" لتشكيل أغلبية.
وقد قال ماكرون في وقت سابق إنه لن يعمل مع حزب "فرنسا الأبية" اليساري المتشدد، لكنه قد يتواصل مع أحزاب أخرى في الجبهة الشعبية الجديدة مثل الاشتراكيين والخضر. ومع ذلك، هذا لا يعني أنهم سيكونون منفتحين على عرضه.
ويبيّن الخصوم السياسيون أن فوز اليسار في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الأحد نابع من الخوف من اليمين المتطرف أكثر من أي جاذبية لميلينشون أو حزبه. في الوقت الحالي، يقول قادة الجبهة الشعبية الجديدة إن هناك حاجة إلى مزيد من المناقشات الداخلية.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أخذوا المكان والزمان وروائحهم عن الفخار.. الفلسطينيون في غزة يحملون مفاتيح بيوتهم على أمل العودة لاجئون سوريون في تركيا يخشون على مصيرهم بعد إعلان أردوغان استعداده لعقد محادثات مع الأسد كيف أدى سقوط معسكر ماكرون وانحسار شعبيته إلى تغيير المشهد السياسي في فرنسا؟ الانتخابات التشريعية الفرنسية 2024 حزب الجمهوريين الفرنسي إيمانويل ماكرونالمصدر: euronews
كلمات دلالية: روسيا غزة موجة حر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكي مجاعة روسيا غزة موجة حر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكي مجاعة حزب الجمهوريين الفرنسي إيمانويل ماكرون روسيا غزة موجة حر كييف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكي مجاعة الشرق الأوسط فلاديمير بوتين رجب طيب إردوغان متحف المملكة المتحدة السياسة الأوروبية فی الانتخابات یعرض الآن Next مقعد ا
إقرأ أيضاً:
ماكرون يحذر الصين من إبقاء كوريا الشمالية بعيدة عن حرب أوكرانيا أو المخاطرة بتدخل الناتو في آسيا
مايو 30, 2025آخر تحديث: مايو 30, 2025
المستقلة/- حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الصين من أن حلف الناتو قد يتعمق في آسيا إذا لم تبذل بكين المزيد من الجهود لمنع كوريا الشمالية من المشاركة في حرب روسيا على أوكرانيا.
وقال ماكرون يوم الجمعة خلال خطاب ألقاه في قمة دفاعية رئيسية في سنغافورة: “مسألة كوريا الشمالية في أوكرانيا مسألة مهمة لنا جميعًا. إذا كانت الصين لا ترغب في مشاركة الناتو في جنوب شرق آسيا، فعليها منع [كوريا الشمالية] من الانخراط على الأراضي الأوروبية”.
لطالما أكدت فرنسا على أن التحالف العسكري عبر الأطلسي لا ينبغي أن يوسع نطاقه ليشمل آسيا، وقادت حملة لمنع افتتاح مكتب اتصال للناتو في اليابان عام 2023.
وقال ماكرون: “كنت أعترض على دور الناتو في آسيا لأنني لا أؤمن بالانخراط في التنافس الاستراتيجي مع طرف آخر”، ملمحًا إلى أن باريس قد تعيد النظر في موقفها.
دعمت القوات الكورية الشمالية الغزو الروسي كجزء من اتفاق عسكري بين البلدين، حيث استخدمت موسكو قوات بيونغ يانغ لمحاولة إخراج القوات الأوكرانية من منطقة كورسك جنوب غرب روسيا.
يأتي خطاب ماكرون في أعقاب جولة آسيوية شملت فيتنام وإندونيسيا، حيث وقّعت فرنسا سلسلة من الاتفاقيات، بما في ذلك اتفاقيات دفاعية.
وتختتم رحلته في سنغافورة، حيث دُعي لإلقاء الكلمة الرئيسية في حوار شانغريلا التابع للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مؤتمر يجذب عادةً قادة ووزراء دفاع من جميع أنحاء العالم. وكان من بين الحضور هذا العام وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، وكبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس.
كما حذّر الرئيس الفرنسي من خطر الانتشار النووي واحتمال انهيار النظام العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية.
تأكيدًا على شعار فرنسا التقليدي، دعا الرئيس الفرنسي الدول الآسيوية إلى “الاستقلال” عن كلٍّ من الولايات المتحدة والصين.
وقال ماكرون: “فرنسا ملتزمة بالاستقلال الاستراتيجي وحرية السيادة. ندافع عن هذا النهج من أجل أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ”.