صعود اليمن.. من حركة محلية إلى قوة إقليمية متنامية
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
منذ الحرب الأولى التي شنتها السلطة الحاكمة آنذاك على مران، والتي ارتقى فيها الشهيد القائد السيد “حسين بدر الدين الحوثي” “سلام الله عليه “، والغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يسعى لإخماد مشروعه القرآني، لأنهم رأوا فيه المشروع الذي لا يمكن أن يُبقي لهم موطئ قدم على الأراضي اليمنية إن استطاع أن يخرج إلى النور.
ست حروب قاسية خاضتها السلطة الظالمة في الفترة الماضية ، وبإشراف ومتابعة أمريكية وإسرائيلية، في محاولة لإخماد هذا المشروع في مهده، وتلك المحاولات باءت بالفشل رغم فارق القوة والعدة والعتاد. وهو الأمر الذي جعل أبناء اليمن آنذاك، بمختلف فئاتهم، يتساءلون عن شخصية السيد حسين بدر الدين الحوثي وعن مشروعه، ولماذا تستميت السلطة في محاولة إنهاء وإجتثاث مشروعه من خلال الحملات العسكرية والإعلامية التضليلية التي استهدفت شخصه وأسرته، وتلفيق التهم الباطلة له والعمل على تشويه ما يدعو إليه والترويج للادعاءات الكاذبة ضد مشروعه التحرري وتعميمها على عامة الشعب، بهدف منع التعرف عليه والبحث عنه ومعرفة مشروعه وأهدافه. إلا أن ذلك لم يمنع الكثير من أبناء شعبنا من البحث عن الحقيقة التي وجدوها “ناصعة” مع كل لقاء بالسيد القائد المجاهد “عبد الملك بدر الدين الحوثي” الذي قاد هذا المشروع بحنكة وحكمة واقتدار.
لم تتوقف قوى الشر المتمثلة بأمريكا عن كيدها وإشعال الحروب وتحريك كل الأوراق ضد المناطق التي باتت تحمل الثقافة القرآنية التحررية، مستخدمةً كافة الوسائل ومستعينةً بكل القوى العربية والإقليمية وشن حرب عدوانية استمرت لسنوات راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى أغلبهم من النساء والأطفال وتدمير معظم البنية التحيتة للبلد. إلا أن تلك المساعي الرامية لكبح جماح مشروع المسيرة القرآنية لم تؤت ثمارها، حيث جوبهت تلك التحركات التآمرية بالمقاومة والتصدي لها بكل قوة وعنفوان من قبل “ثلة مؤمنة” من الجيش اليمني واللجان والتي أراد الله لها أن ترسم مستقبل اليمن، وأن تخط بدمائها مساراً جهاديًا نحو طريق التحرر من الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، واجتثاث مشروعها من اليمن والمنطقة، “الذي أرادت به تدمير الأرض والإنسان”، ليسهل بعد ذلك تنفيذ مشاريعها وخططها وتحويل بلادنا إلى ولاية جديدة تتربع على أهم موقع جغرافي في المنطقة.
إنَّ كل ما تعرض له مشروع “الشهيد القائد” والمحاولات الأمريكية الإسرائيلية البريطانية لإيقافه، من خلال تحريك وفتح جبهات داخلية وخارجية عديدة، لم يثنه عن تحقيق أهدافه المتمثلة بنصرة المقدسات والتصدي لمؤامرات الأعداء، بل مكنه ذلك من زيادة نفوذه في المشهد الإقليمي الأوسع، وجعله ينمو بشكل كبير وملحوظ، خاصةً بعد المساندة الواضحة والتضامن الفاعل الذي اتخذ قراره السيد القائدعبدالملك بدر الدين الحوثي، وجعل الشعب اليمني هو الأول المناصر والناصر للشعب الفلسطيني. وهو الموقف الذي أكد على صوابية وصدق المشروع والقضية التي استشهد من أجلها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، “سلام الله عليه”.
لقد أظهر الموقف اليمني المؤيد للشعب الفلسطيني دوافع “المسيرة القرآنية” وجعلها أكثر وضوحًا أمام العالم بعد سنوات طويلة من المعاناة والمحاولات العدائية التي كانت ولا تزال تستهدف قاعدتها الشعبية من خلال حملات التشويه وإطلاق الشائعات، والحملات الإعلامية التضليلية، الهادفة إلى تشويهها وشيطنتها وتصويرها كعدو للشعب اليمني. إلا أن تلك المؤامرات تحطمت على وعي وبصيرة هذا الشعب.
وبالتالي فإن الالتحام القوي بين القيادة والقوات المسلحة اليمنية، والشعب اليمني المتمثل في دعم ومساندة المقاومة الفلسطينية في غزة، سياسيًا، وعسكريًا، وماديًا، ومعنويًا، أكسب اليمن احترامًا ونفوذًا متزايدًا على مستوى المنطقة والعالم، وعزز مكانة “اليمن” الإقليمية، وأعطاها درجة من السلطة الأخلاقية تتجاوز حدودها. وكنتيجة لذلك، برزت اليمن كلاعب “إقليمي” متزايد الأهمية. ووفر النفوذ الإقليمي المتنامي لليمن درجة من الرافعة والقوة التفاوضية، وأعاق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والبريطانية، والإسرائيلية، وحلفائهم سواءً على مستوى اليمن أو على مستوى المنطقة والإقليم. وأثبتت اليمن بذلك أنها لم تعد حديقة خلفية – كما كان يقال- ولا مجرد بيدق في الصراع الإقليمي للقوى، بل لاعب متنام ومستقل. وهذا ما جعلنا نتيَّقن بمستقبل واعد للجمهورية اليمنية في ظل قيادة السيد “عبدالملك بدر الدين الحوثي” “يحفظه الله”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اليمن في عمق المواجهة.. خطوات عملية وسريعة لإعادة البنى التحتية التي دمرها العدو الصهيوني والأمريكي
الثورة /يحيى الربيعي
عقب استهداف العدوان مطار صنعاء الدولي ومينائي الحديدة ورأس عيسى، بالإضافة إلى مصنعي إسمنت باجل وعمران ومحطات ومحولات الكهرباء في العاصمة، تحركت حكومة البناء والتغيير بخطوات عملية لإعادة الحياة إلى هذه المرافق الحيوية.
وفي ميناء الحديدة، باشرت الكوادر الهندسية والفنية إعادة تأهيل الأرصفة المتضررة بوتيرة متسارعة بهدف إنجازها في فترة قصيرة لضمان استمرار تدفق السلع. وقد استمرت السفن في إفراغ حمولتها على مدار الساعة، ولم تتأثر برامج الاستقبال والتفريغ بفضل جهود الكوادر الفنية والملاحية.
وفي مطار صنعاء الدولي، بدأت الفرق الفنية والهندسية عملية إعادة الجاهزية والتشغيل للمطار في أقرب وقت ممكن لتقديم خدماته الإنسانية وتسهيل عودة العالقين والمرضى. وقد ناقش اجتماع موسع خطة العمل الطارئة والاحتياجات الضرورية لاستئناف الرحلات المدنية.
وفي مصنعي الإسمنت عمران وباجل، وجه وزير الاقتصاد والصناعة بسرعة إعداد تقارير فنية حول حجم الأضرار ووضع تصورات للإصلاح والتأهيل، مع تجهيز فرق العمل والطوارئ لبدء العمل بأسرع وقت.
وعلى مستوى تأمين الاحتياجات الأساسية، وتحديداً، توفير المشتقات النفطية، وعقب استهداف ميناء رأس عيسى، بذلت الحكومة جهوداً مكثفة لضمان توفير المشتقات النفطية، وتكللت هذه الجهود باستئناف عمليات الضخ لمادتي البنزين والديزل من السفن إلى الناقلات وتوجيهها إلى مختلف المحافظات لتزويد محطات التعبئة بعد انتهاء أعمال الصيانة لإعادة تأهيل منصات التعبئة المتضررة. وقد أكدت شركة النفط اليمنية على توفر المواد البترولية وحرصها على تحقيق الاستقرار التمويني.
فيما يتعلق بمشاريع التنمية المستدامة، ففي القطاع الزراعي، بدأت وزارة الزراعة تنفيذ مشروع زراعة مليون شتلة خلال الموسم الزراعي الحالي، بالإضافة إلى زراعة 100 ألف شتلة سدر في تهامة وصعدة، وإنشاء مشاتل جديدة في محافظات كانت تفتقر إليها كالجوف.
ورغم وطأة العدوان وتحدياته الاقتصادية والإنسانية، تُظهر الأرقام والخطوات العملية التي تتخذها حكومة التغيير والبناء إصراراً على تجاوز هذه الظروف الصعبة. من العمليات العسكرية النوعية التي فرضت واقعاً جديداً، مروراً بالجهود المضنية لإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة وتأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وصولاً إلى مشاريع التنمية المستدامة ومكافحة الفساد والحفاظ على الإرث الحضاري، تتجلى إرادة صلبة تسعى لبناء مستقبل أفضل لليمن رغم نيران الحرب.