صحيفة: الأوروبيون يستغلون قمة الناتو للاتصال بشركاء ترامب تحسبا لعودته للبيت الأبيض
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر صباح اليوم الأربعاء، أن العديد من الوفود الأوروبية المشاركة في قمة زعماء حلف شمال الأطلسي "الناتو" المنعقدة حاليًا في واشنطن عقدوا اجتماعات مع شركاء دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي السابق والمرشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة أمام الرئيس جو بايدن) في السياسة الخارجية، وهو ما يُشير إلى ترقب العواصم الأوروبية واستعدادها لاحتمالية عودته قريبًا إلى البيت الأبيض.
وقالت الصحيفة - في مقال تحليلي نشرته حول هذا الشأن - إن التحركات الأوروبية الأخيرة تظهر القلق المتزايد بين حلفاء الولايات المتحدة بشأن احتمالات إعادة انتخاب بايدن، خاصة في ضوء تأخر بايدن في استطلاعات الرأي الأخيرة وتعرضه لضغوط شديدة للانسحاب من السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض بعد أداء وصفه البعض بـ"الكارثي"، في مناظرة أجراها الشهر الماضي ضد ترامب، وهو ما أثار مخاوف عميقة في حزبه بشأن تقدم عمره وملاءمته للمنصب.
ونقلت "فاينانشيال تايمز" عن أشخاص مطلعين على المحادثات - اشترطوا عدم الإفصاح عن هوياتهم - قولهم إن العديد من القادة والوزراء وكبار المسئولين من حكومات أوروبية متعددة، خاصة من حكومات أوروبا الشرقية ودول الشمال، رتبوا اجتماعات هذا الأسبوع مع شخصيات مرتبطة بترامب مثل كيث كيلوج، رئيس الأركان السابق في مجلس الأمن القومي ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو.
ومن المنتظر أن تُعقد هذه الاجتماعات على هامش قمة الناتو خلال الأيام المقبلة، والتي وُصفت في البداية بأنها فرصة لبايدن من أجل تقديم نفسه على رأس تحالف غربي موحد، وذلك قبل أن تطغى عليها الآن دعوات من قبل أعضاء حزبه الديمقراطي بالتخلي عن حملة إعادة انتخابه.
كذلك، تركز السفارات الأجنبية في واشنطن - حسبما كشفت الصحيفة - بشكل متزايد على بناء اتصالات داخل إدارة ترامب المستقبلية المحتملة مع احتدام السباق داخل الدورة الانتخابية حيث يشعر الدبلوماسيون بالقلق من الوقوع مجددًا في موقف محرج بعد أن فوجئوا بفوزه الانتخابي في عام 2016.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن ترامب - وهو منتقد صريح للناتو - أثار بالفعل ذعر العديد من العواصم الأوروبية بتصريحات تشير إلى أنه إذا فاز بالبيت الأبيض مجددًا في نوفمبر المقبل، فإن الولايات المتحدة قد لا تدافع عن جميع حلفائها في الناتو.. كما أثار إمكانية تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا إذا رفضت كييف محادثات السلام مع موسكو.. وطالب ترامب أمس الثلاثاء الدول الأوروبية بالمساهمة بنحو 100 مليار دولار لأوكرانيا من أجل "مساواة" الدعم الأمريكي لكييف.
واعتبر ترامب،في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به، أن الفضل في القوة الحالية لحلف الناتو يرجع إلى "مليارات الدولارات" التي تدفقت على التحالف بعد أن حث الأعضاء على المساهمة بشكل أكبر خلال فترة رئاسته الأولى.. وقال إن "الحلفاء في الناتو لا يمارسون ثقلهم المطلوب تجاه أوكرانيا وأن الولايات المتحدة تدفع معظم الأموال لمساعدة أوكرانيا في محاربة روسيا.. يجب على أوروبا أن تتساوى على الأقل! إنهم مدينون بأكثر من 100 مليار للقيام بذلك".. مشيرا إلى أن بايدن لم يطلب مطلقًا القيام بذلك.
مع ذلك، أبرزت "فاينانشيال تايمز" أن الدول الأوروبية التزمت مجتمعة بما لا يقل عن 102 مليار يورو لأوكرانيا منذ عام 2022، أي أكثر من مخصصات الولايات المتحدة البالغة 74 مليار يورو، وفقًا لمعهد كيل للاقتصاد العالمي، كما وافق الاتحاد الأوروبي في فبراير الماضي على حزمة دعم إضافية بقيمة 50 مليار يورو.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: عودة ترامب للبيت الأبيض قمة الناتو حلف شمال الأطلسي الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأوروبيون بين الارتياح والقلق حيال الاتفاق التجاري مع أميركا
تباين رد فعل الدول والشركات الأوروبية ما بين الارتياح والقلق اليوم الاثنين تجاه الاتفاق التجاري الإطاري الذي توصل إليه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وأقرت بأنه يعتبر اتفاقا غير متوازن لكنه منع حربا تجارية أكبر.
وينص الاتفاق على أن الولايات المتحدة ستفرض رسوما بنسبة 15% على معظم السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبي، أي نصف نسبة 30% التي هدد بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لكنها أكثر بكثير مما كان يتمناه الأوروبيون.
غير أن تفاصيل كثيرة عن الاتفاق غير معروفة حتى الآن.
أسئلة بدون إجاباتوكتب رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر على منصة إكس: "في الوقت الذي ننتظر فيه التفاصيل الكاملة عن الاتفاق التجاري الجديد بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، هناك شيء واحد واضح، وهو أنها لحظة ارتياح وليس احتفالا".
وأضاف: "ستزيد الرسوم الجمركية في عدة مجالات ولا تزال ثمة أسئلة رئيسية من دون إجابة".
وكان الاتحاد الأوروبي يتمنى في البداية التوصل إلى اتفاق يلغي الرسوم الجمركية تماما.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لصحفيين أمس الأحد إن ترامب مفاوض صعب، وإن هذا "أفضل ما تمكنا من التوصل إليه".
ورحب المستشار الألماني فريدريش ميرتس بالاتفاق، وقال إنه حال دون الدخول في صراع تجاري كان سيؤثر بشدة على الاقتصاد الألماني المعتمد على التصدير وعلى قطاع السيارات المحلي الكبير.
وقال وزراء فرنسيون اليوم إن ثمة مميزات للاتفاق، مثل الإعفاءات التي كانوا يأملون تطبيقها في بعض قطاعات الأعمال الفرنسية الرئيسية، لكنه غير متوازن رغم ذلك.
وشدد وزير الصناعة مارك فيراتشي على أهمية إجراء المزيد من المحادثات، التي ربما تستمر لأسابيع أو أشهر، قبل إبرام الاتفاق رسميا.
وقال لإذاعة "آر تي إل": "هذه ليست نهاية القصة".
في الوقت نفسه، لا تعرف الشركات الأوروبية ما إذا كان عليها أن ترحب بالاتفاق أو تأسف عليه.
وقال رئيس رابطة الصناعات الكيميائية الألمانية، فولفغانغ جروسه إنتروب: "من كانوا يتوقعون إعصارا ممتنون لأنه جاء عاصفة".
إعلانوأضاف: "تجنبنا المزيد من التصعيد، لكن الثمن باهظ بالنسبة للجانبين، الصادرات الأوروبية ستفقد قدرتها التنافسية، والعملاء الأميركيون سيدفعون الرسوم الجمركية".
وزاد سهم ستيلانتس 3.5%، وسهم فاليو لصناعة قطع غيار السيارات 4.7%، وسهم مجموعة ميرك الألمانية للأدوية 2.9%، في إشارة إلى الارتياح في هذه القطاعات.
ومن الأسئلة العديدة التي لا تزال بدون إجابة: كيف يمكن تحقيق تعهد الاتحاد الأوروبي باستثمار مئات المليارات من الدولارات في الولايات المتحدة وزيادة مشتريات الطاقة بشكل كبير؟
ولم يتضح بعد ما إذا كان الاتحاد الأوروبي قد قدم تعهدات محددة بزيادة الاستثمارات أو ما إذا كان لا يزال يتعين الاتفاق على التفاصيل.
ورغم تعهد الاتحاد الأوروبي بمشتريات إستراتيجية، من بينها النفط والغاز الطبيعي المسال والوقود النووي، بقيمة 750 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، ستجد الولايات المتحدة صعوبات في إنتاج ما يكفي لتلبية هذا الطلب.
ورغم استمرار حالة الغموض، أكد محللون أن الاتفاق لا يزال يساعد على تقليل حالة عدم اليقين. وارتفعت أسعار النفط واليورو اليوم.
وقال كبير خبراء العملات في بنك أستراليا الوطني، رودريغو كاتريل: "بعد أن اتضحت الأمور أكثر الآن، يُعتقد أنه سيكون هناك رغبة أكبر قليلا في البحث عن الاستثمار والتوسع وأماكن الفرص، ليس في الولايات المتحدة فقط، وإنما في العالم".