الجزيرة:
2025-08-01@11:57:47 GMT

أفعى سامة تهدد أمن الأردنيين بسبب التغير المناخي

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

أفعى سامة تهدد أمن الأردنيين بسبب التغير المناخي

بعد نحو 10 أيام من دخوله المستشفى، لقي الشاب الأردني عمار عبيدات حتفه، نتيجة تمكن سم "أفعى فلسطين" من الانتشار في جسده، في محافظة أربد شمالي الأردن، والتي تعد واحدة من المحافظات التي ينتشر بها هذا النوع من الأفاعي.

عبيدات لم يكن الحالة الأولى من نوعها، إذ عادةً ما تتسبب "أفعى فلسطين" في عدد من الوفيات  في الأردن وفلسطين المحتلة، لكن العدد في فلسطين أكبر بفارق كبير، إذ يبلغ 300 حالة لدغ سنويا، حتى إن الحيوانات لم تسلم من تلك الأفعى؛ إذ يصل عدد حالات اللدغ بين الخيول والماشية إلى 130- 150 حالة لدغ سنويا وعلى الأغلب تنتهي بالوفاة، وفق دراسة نشرتها جامعة "جرش الأردنية".

وتشير الأبحاث التي أعدها الأستاذ في علوم البيولوجيا، الدكتور أحمد جرار، إلى أن أفعى فلسطين تُعد واحدة من أخطر الأفاعي السامة المنتشرة في الأردن وفلسطين ولبنان، وهي من أكثر الأفاعي المسببة لحالات اللدغ في المحيط الذي توجد فيه والتي ينتج عنها إمّا الوفاة أو بتر الجزء المصاب، وتتصدر الموقع الثاني ضمن قائمة أخطر الأفاعي في الشرق الأوسط تتقدم عليها "الأفعى المقرنة الكاذبة".

التغير المناخي يزيد من شراستها

بالرغم من وجودها منذ أعوام طويلة، فإن ثمة تغيرات مقلقة تتمثل في انتشار "أفعى فلسطين" الواسع، فبعد أن كانت توجد في عدد من المحافظات الشمالية في الأردن مثل إربد وجرش وعجلون، أصبحت تشاهد في أطراف العاصمة عمان و في محافظات الجنوب وأطراف البادية.

الأستاذ في علوم البيولوجيا في جامعة جرش، أحمد جرار، ومعد البحث في حديثه للجزيرة نت يقول: "عادة ما تنتشر أفعى فلسطين  بداية الربيع وخلال شهور فصل الصيف كاملة، وتنشط خلال الساعات الأولى من الغروب وتخرج ليلا وأثناء النهار في المناطق الشجرية، وتفضل الوجود بالقرب من المنازل ولا تهوى المسطحات المائية ولا تشاهد في المناطق الصحراوية، إلا أن التغير المناخي غيّر من عاداتها".

ويضيف جرار أن التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة أسهم في تقليل مدة بيات أفعى فلسطين الشتوي، فبدلا من شهرين لـ3 أشهر، أصبح يقتصر بياتها على أسابيع معدودة، وأثرت درجات الحرارة المرتفعة على تقليل فترة حضانة البيض إذ تضع 22 بيضة خلال أيام قليلة، بعد أن كانت تحتضنه من 6 إلى 7 أسابيع.

هذه جميعها عوامل أسهمت في زيادة نشاط أفعى فلسطين ليلا ونهارا، ومنحتها فرصة للظهور في البيئة لفترات أطول، وزيادة عدائها، ووصولها لمناطق أكبر لم تكن موجودة فيها قبل سنوات، إذ أصبحت تذهب لمناطق ساخنة أكثر، وفق جرار.

عادة ما تنتشر أفعى فلسطين  بداية الربيع وخلال شهور فصل الصيف كاملة وتنشط خلال الساعات الأولى من الغروب وتخرج ليلا ونهارا في المناطق الشجرية (الجزيرة)

 

سمّ مختلف

ويتفق خبير الأفاعي ياسين الصقور، مع أن التغير المناخي ساعد في زيادة شراسة ونشاط أفعى فلسطين، ولكنه يرى أن ثمة عوامل بشرية أسهمت أيضا  في ذلك وتتمثل في عادة قتل الأفاعي غير السامّة التي خُلقت لافتراس الأفاعي السامة، يقول في حديثه للجزيرة نت: "يوميا أشهد حالات لقتل أفاعي جُلها غير سامّ وهذا بدوره يمنح الأفاعي السامة فرصة الانتشار، ويفضل دائما عند مشاهدة أفعى بالقرب من المنزل عدم الاقتراب منها والتواصل مع الجهات المعنية".

ويمكن تمييز أفعى فلسطين من ضخامة رأسها المثلث، وجسمها الممتلئ، وذيلها القصير. أما عن أعراض لدغتها، فتسبب ألمًا مبرّحًا في مكان اللدغة، وورما بعد ذلك، ثم تبدأ في التقرّح والاسوداد، ويعود ذلك إلى قدرة السمّ على تكسير كريّات الدم الحمراء وإتلاف شبكة الأوعية الدموية، والتسبب بنزيف دموي.

بدوره، يؤكد الصقور الذي تعرض لـ3 لدغات أفاعٍ، إحداها لدغة من أفعى فلسطين كادت أن تودي بحياته، بعد أن استنجدت به عائلة أردنية شاهدت أفاعي بالقرب من منزلها، في منطقة الغور، شمالي الأردن، وعند وصوله تفاجأ الصقور بـ7 من أفاعي فلسطين، إلا أن إحداها غافلته بلدغة أدخلته العناية المشددة 12 يوما، ولكنه كان يملك الترياق احتياطًا بوقت سابق فأسهم ذلك في إنقاذ حياته.

تتسبب أفعى فلسطين كل عام في 60 حالة لدغ بالأردن، ويبلغ عدد الوفيات بمعدل 5 على الأقل، يقول جرار إن: "هذا الرقم كبير بالنسبة للوفيات، أما من يبقى على قيد الحياة، ونتيجة لعدم حصولهم على العلاج المناسب فيتسبّب عدم توفر المصل الخاص بلدغة أفعى فلسطين في الأردن لهم في عاهة أو قد يُبتر الجزء المصاب".

ويتابع أن "تكلفة علاج اللدغة الواحدة 40 ألف دولار، لا يستطيع المواطن دفعها، وفي الحالات التي يتمكنون من الحصول عليها يكون السم قد استفحل في جسد المصاب كما حدث مع حالة الشاب عبيدات، وعادة ما يتم التعامل مع المصاب بمنحه ترياقا عامًّا إلا أنه غير كاف".

 

خبير الأفاعي ياسين الصقور (الجزيرة)

 

إرث يخشى منه وعليه

تثير الأفعى تخوفات لدى الأردنيين والفلسطينيين، خلال هذه الفترة من العام، يقابلها تحذيرات من انتشارها. من جهة أخرى يقلل حقوقيون بيئيون من خطرها، ويطالبون بعدم قتلها، والحفاظ عليها كرمز وطني .

يتفق جرار مع ذلك، ويقول إن أفعى فلسطين "مهددة بالانقراض ويجب ألا تقتل عند وجودها في الطبيعة، لأن لها دورًا أساسيًّا في توازن البيئة، أما إذا وجدت في البيت فيمكن قتلها أو يترك لها المجال للخروج، و إذا شوهدت في بيئتها الطبيعية يجب أن لا تقتل ويُبتعد عنها فقط".

وعن المطالبات بالحفاظ عليها، يؤكد جرار أن "هناك محاولات كبيرة من الاحتلال الإسرائيلي لمحو اسم فلسطين ونسبتها لهم، وبالفعل قامت حكومة الاحتلال بتغيير اسمها محليا إلى الحية الوطنية، وسعت إلى تغيير الاسم على نطاق أوسع كمحو اسم فلسطين من المصادر العلمية العالمية التي تعترف باسمها الحقيقي "أفعى فلسطين"، ولكنها فشلت في ذلك، وكانت اقترحت تغيير اسمها العلمي في أحد المنتديات العالمية ولكنها لم تستطع بعد أن تصدّى علماء البيئة النرويجيون والسويديون للفكرة".

وتشيع العديد من الأسماء التي تطلق على أفعى فلسطين وهي (الرقطاء والربداء والزعراء والحيزاء)، إلا أن الكثيرين يصرّون على تسميتها بـ"أفعى فلسطين" نسبة للمكان التي وثقت فيه ومنعًا لسرقتها ثقافيًّا من قبل الاحتلال، وحفاظا على إرث يخشى منه وعليه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التغیر المناخی أفعى فلسطین فی الأردن إلا أن بعد أن

إقرأ أيضاً:

منظمة التحرير: الهجوم على مصر والأردن حملة خبيثة بسبب دعم فلسطين

أكد نائب رئيس دولة فلسطين، نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، أن الهجمات الإعلامية والسياسية التي تطال مصر والأردن ليست عشوائية، بل تأتي ضمن "محاولات خبيثة لإضعاف مواقف البلدين وضرب أي توازن عربي داعم للقضية الفلسطينية".

وفي تصريح صحفي أدلى به اليوم الخميس، قال الشيخ إن "الهجمة المنظمة على مصر والأردن تتجاهل عمدًا ما يتحملانه من أعباء ومسؤوليات كبرى تتعلق باستقرار المنطقة، رغم التحديات الإقليمية والدولية المحيطة".

وأضاف أن "من يهاجم مصر والأردن يتناسى عن قصد الدور المركزي الذي تلعبه الدولتان في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ورفض مشاريع التهجير القسري، وتعزيز صمود الفلسطينيين على أرضهم".

وأشار الشيخ إلى الجهود السياسية المشتركة التي تبذلها القاهرة وعمان مع الأطراف الدولية من أجل وقف حرب الإبادة والتجويع في قطاع غزة، ومواصلة الحراك الدبلوماسي لتوسيع دائرة الدول التي أبدت استعدادها للاعتراف بدولة فلسطين.

واختتم الشيخ تصريحه بتحية مصر والأردن، قيادة وشعبًا، مؤكدًا "الامتنان الفلسطيني لمواقفهما الراسخة والمنتصرة لحق شعبنا في الحرية والاستقلال"، مشددًا على أن دورهما العربي المحوري لا يمكن تجاوزه أو التشكيك فيه.

طباعة شارك فلسطين غزة رام الله مصر الأردن

مقالات مشابهة

  • الدكتور محمد عبد اللاه: الهجمات الإعلامية التي تتعرض لها مصر بسبب موقفها من القضية الفلسطينية مؤامرة
  • خبير جيولوجي: التغير المناخي يهدد بزيادة النشاط الزلزالي في منطقتنا.. فيديو
  • اختتام برنامج الأمسيات الشعرية في رابطة الكتاب الأردنيين
  • منظمة التحرير: الهجوم على مصر والأردن حملة خبيثة بسبب دعم فلسطين
  • لعب مع الموت ونجا.. طفل هندي يقتل كوبرا بأسنانه!
  • الأردنيين في الصين بخير
  • الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان
  • لوك شو: الأجواء «سامة» في مانشستر يونايتد!
  • إدارة الديون في عالم شديد التغير
  • طفل هندي ينجو من الموت بأعجوبة بعد قتله كوبرا بأسنانه!