سرايا - فيما شكك مسؤولون أمنيون من الاحتلال بحديث رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه ملتزم بمقترح الرئيس الأميركي جو بايدن، أعلن قادة الأجهزة الأمنية في الكيان المحتل المضي بصفقة تبادل مع حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" يطلق بموجبها 20 محتجزا لدى الحركة، وتنهي الحرب على غزة.

إعلان القادة الأمنيون الذي نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، استفز وزير المالية في الكيان المحتل المتطرف بتسلئيل سموتريتش والذي قال "لن أوقع على أي "صفقة التبادل" حتى لو انتهى مصيري السياسي".



وأضاف "سموتريتش": "الأجهزة الأمنية قررت المضي قدمًا نحو صفقة غير شرعية مقابل أي ثمن، سيتم بموجب الصفقة إعادة 20 محتجزا والتخلي عن البقية ووقف الحرب دون خطوط حمراء"، بحسب صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية.

يأتي ذلك في وقت قالت فيه هيئة البث في الكيان المحتل إن خلافا آخر نشب بين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية بشأن بقاء قوات الجيش في محور فيلادلفيا.

المسولون في الكيان قالوا إن تصريحات نتنياهو بأنه ملتزم بصفقة تبادل انطلاقا من الخطة الأميركية غير دقيق، خاصة بعد إدخاله شروطا تعرقل الصفقة.

وقالت هيئة البث بشأن الخلاف بين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية، أن سببه بالإضافة إلى موضوع محور فيلادلفيا، مطالبته من الوسطاء بخطة لمنع عودة المسلحين إلى شمال قطاع غزة.

وأشارت الهيئة أن رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي يرى أنه يمكن التعامل مع محور فيلادلفيا بطرق مختلفة دون الإبقاء على قوات فيه، بينما يصر نتنياهو على وجود فعلي لقوات الجيش الإسرائيلي هناك.

وكانت مصادر في الكيان المحتل أشارت في الأيام الماضية إلى أن تل أبيب تستعد لسحب قواتها من محور فيلادلفيا، إذا فرضت مصر إجراءات أمنية تمنع تهريب الأسلحة عبر الحدود إلى قطاع غزة، وقالت إن مسؤولين إسرائيليين أجروا محادثات بهذا الشأن في القاهرة.

كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن نقطة الخلاف الرئيسية بين نتنياهو وفريق التفاوض هي عودة السكان إلى شمال القطاع.

في الأثناء ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن قادة الوفد الإسرائيلي المفاوض وجّهوا انتقادات لاذعة لنتنياهو خلال اجتماعهم معه السبت الماضي، مضيفة نقلا عن مصادر مطلعة أن بيانات نتنياهو العلنية في خضم المفاوضات ومحاولة اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف جعلت حركة حماس تعتقد أن إسرائيل لا تريد الصفقة.

وفي رد على هذه الانتقادات، قال مكتب نتنياهو إن على الجهات المجهولة التي تنتقده بذل الجهود للدفع بالمفاوضات ضمن الشروط الأساسية التي حددها رئيس الوزراء والقيادة السياسية، وليس بالضغط على الجانب الإسرائيلي.

من جانبه، وصف رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي مسألة التوصل إلى اتفاق لإعادة الأسرى بأنها أمر مهم ومُلح.

يأتي ذلك وسط تواصل اعتصامات عائلات الأسرى المحتجزين في غزة ومناصرون لهم، فقد رددوا من أحد المجمعات التجارية في مدينة تل أبيب أمس، شعارات تطالب بإبرام صفقة تبادل وإعادة كافة الأسرى المحتجزين في غزة بأسرع وقت.

واتهم المشاركون في الاعتصام، نتنياهو بالتخلي عن الأسرى على مدار أشهر الحرب.

في الاثناء أعرب زعيم حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، في مقال بموقع "والا" العبري، عن قلقه الشديد إزاء الوضع الراهن في إسرائيل، إذ أشار إلى معاناة الجنود من الكوابيس، وانهيار الاقتصاد الإسرائيلي، وتآكل الدبلوماسية في ظل تدهور الوضع الأمني في الشمال، واستمرار إيران في تسليح نفسها، والحكومة غير الشرعية مستمرة كأن شيئا لم يحدث.

وأضاف "لا يكاد يوجد شخص في المجتمع الإسرائيلي لم يفقد أحد معارفه أو صديقه أو قريبه في الحرب.

وانتقد ليبرمان استمرارية الحكومة غير الشرعية، مشيرا إلى أن المفاوضات يجب أن تتم من أجل إطلاق سراح المختطفين، بعيدا عن عدسات الكاميرات.

كذلك طالب بتكليف فريق مهني بقيادة نيتسان ألون لقيادة المفاوضات ومنحه الدعم الكامل، كما دعا رئيس الموساد للخروج من المفاوضات للتركيز على التحدي الإيراني فقط.

وأكد ليبرمان في مقاله ضرورة إعادة إسرائيل إلى المسار الصحيح من خلال تشكيل حكومة جديدة تعيد بناء "الردع الإسرائيلي والكبرياء الوطني".

من جانبه، يرى رئيس حزب العمل يائير غولان أن الصفقة المحتملة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ستسهم إسهاما كبيرا في وقف الحرب في الشمال، خلافا لادّعاء نتنياهو أنها ستزيد من التوتر.

وأشار غولان أيضا إلى أن الصفقة ستمهد الطريق أمام تغيير النظام في إسرائيل، مؤكدا أنه إذا لم يتحقق ذلك فلن تكون هناك نهضة.

إلى ذلك قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن الخلاف الأعمق في المجتمع الإسرائيلي اليوم، بعد مرور 9 أشهر على يوم السبت الأسود، وبعد عملية الإنقاذ المؤثرة لـ4 محتجزين، هو الخلاف بين من يدركون أننا خسرنا الحرب ومن هم غير قادرين على تقبل هذه الفكرة، وبين القادرين على مواجهة الواقع ومن يواصلون تضليل أنفسهم بإمكانية محو الماضي عبر المستقبل، بإمكانية محو الخسارة المؤلمة ببعض النصر مهما كلف ذلك.

وأوضحت الصحيفة في مقال للكاتب يائير أسولين أن أولئك الذين نجحوا في مواجهة الواقع على حقيقته قد حققوا أهم اكتشاف، وهو أن إسرائيل والإسرائيليين يمكن أن يخسروا دون أن تتوقف حياتهم.-(وكالات)


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: فی الکیان المحتل الأجهزة الأمنیة محور فیلادلفیا

إقرأ أيضاً:

نائب رئيس حزب المؤتمر: الصمت الدولي يشجع إسرائيل على التمادي في جرائمها

قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إن اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إتمار بن غفير برفقة مئات المستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى هو اعتداء سافر على المقدسات الإسلامية واستفزاز فج لمشاعر أكثر من ملياري مسلم حول العالم، كما أنه يعكس بوضوح الوجه الحقيقي لحكومة الاحتلال التي تصر على إشعال المنطقة وإذكاء جذوة الصراع الديني في واحدة من أكثر البقاع حساسية في العالم.

وأضاف الدكتور رضا فرحات، في تصريح خاص لـ«الأسبوع»، أن هذه الخطوة تأتي ضمن سياق ممنهج يسعى لفرض سياسة الأمر الواقع وتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم للمسجد الأقصى، وهي استراتيجية صهيونية واضحة لتهويد القدس وتقويض أي فرص مستقبلية لتحقيق السلام العادل، مؤكدا أن هذا الاعتداء يعد تجاوزا خطيرا للخطوط الحمراء ويمثل انتهاكا صارخا لكل قرارات الشرعية الدولية واتفاقيات الأمم المتحدة التي تؤكد على حماية المقدسات الدينية وعدم المساس بها.

فرحات: الصمت الدولي يشجع إسرائيل على التمادي في جرائمها

وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن ردود الفعل الدولية لا تزال دون المستوى المطلوب، موضحا أن استمرار هذا الصمت أو الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة لن يردع الاحتلال الإسرائيلي، بل يمنحه الضوء الأخضر للمضي في سياساته القمعية، مطالبا بتحرك عربي وإسلامي موحد داخل أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لوقف هذه الانتهاكات، والعمل الجاد على توفير حماية دولية للمقدسات الإسلامية في القدس.

وأكد أستاذ العلوم السياسية أن مصر، قيادة وشعبا، ستظل سندا قويا للقضية الفلسطينية ومدافعة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مطالبا بتكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية للضغط على الاحتلال ووقف جرائمه المتكررة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته.

اقرأ أيضاًاللواء رضا فرحات: كلمة الرئيس السيسي بالقمة العربية عكست بوضوح موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية

«اللواء رضا فرحات»: الشعب المصري يدعم «السيسي» ولن يفرط في أرضه تحت دعاوى التهجير

«اللواء رضا فرحات»: لولا إصرار الرئيس السيسي على تسليح الجيش لكانت مصر تحت خطوط النار الإسرائيلية

مقالات مشابهة

  • عائلات أسرى الاحتلال بغزة: نطالب ترامب بمنع نتنياهو من تعطيل الاتفاق
  • حامد فارس: وقف الحرب في غزة قد يكون فاتورته سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو يعرقل الصفقة لأسباب سياسية .. وأملنا الوحيد ترامب
  • رئيس عمليات جيش الاحتلال السابق يتهم نتنياهو وسموتريتش بتوريط إسرائيل
  • مسؤول عسكري إسرائيلي سابق يتهم نتنياهو بتوريط إسرائيل في مأزق غزة
  • موقع عبري: مقترح ويتكوف الجديد يستجيب لمعظم طلبات إسرائيل ولا يضمن نهاية الحرب 
  • نائب رئيس حزب المؤتمر: الصمت الدولي يشجع إسرائيل على التمادي في جرائمها
  • نتنياهو: موافقتنا على مقترح ويتكوف لا تعني قبولنا وقف الحرب
  • اليوم الـ 600 من العدوان الإسرائيلي.. نداء دولي عاجل لوقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة
  • حذاء رياضي يُحرج ترودو.. انتقادات لاذعة خلال استقبال الملك تشارلز في البرلمان الكندي