السودان يعتزم دمج أنشطة الكهرباء والنفط تحت مسمى واحد
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
شملت مناقشات اللجان الفنية الوزارية إصلاح قطاعي النفط والكهرباء فيما يلي الفجوة بين حجم التوليد والطلب وأسباب ذلك، إلى جانب النظر في ايجاد إسم واحد للأنشطة الكهربائية وقطاع النفط.
بورتسودان: التغيير
تعتزم الحكومة السودانية دمج أنشطة الكهرباء والنفط تحت مسمى واحد وذلك ضمن خطة لمواجهة التحديات التي تواجه القطاعين في ظل الحرب التي تشهدها البلاد.
وناقشت اللجان الفنية الوزارية بمدينة بورتسودان اليوم الثلاثاء، إصلاح قطاعي النفط والكهرباء فيما يلي الفجوة بين حجم التوليد والطلب وأسباب ذلك، إلى جانب النظر في ايجاد إسم واحد للأنشطة الكهربائية وقطاع النفط.
وطبقاً لوكالة الأنباء الرسمية، قال وزير الثقافة والإعلام (المُكلف) جراهام عبد القادر، إن اللجان الفنية الوزارية أجازت المقترحات المقدمة من وزارة الطاقة والكهرباء على أن ترفع لمجلس الوزراء لاجازتها.
وأضاف: أن “الإجتماع أجاز ايضاً قانون المفوضية القومية لمراقبة وتخصيص الإيرادات ورفعه لمجلس الوزراء لاجازته بصورة نهائية”.
وذكر عبد القادر بأن “اللجان الفنية الوزارية أرجأت تعديل المادة 50 من قانون ضريبة القيمة المضافة وذلك لمزيد من الدراسة والمناقشة تحقيقا للشفافية والعدالة”.
ويشهد السودان تراجع كبير لإنتاج للطاقة الكهربائية بسبب الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع منذ منتصف أبريل من العام 2023 بعد الدمار الكبير الذي لحق البنيات التحتية للكهرباء ما تسبب في زيادة ساعات القطوعات.
الوسومآثار الحرب في السودان قطوعات الكهرباء وازارة الطاقة والنفطالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان قطوعات الكهرباء
إقرأ أيضاً:
نحن (السودانيين) لنا قيمة و فائدة لهذا العالم
We (Sudanese) matter!
نحن (السودانيين) لنا قيمة و فائدة لهذا العالم
بكري الجاك
فى كثير من اللقاءات التى تجمعني مع العديد من بنات و أبناء بلادنا اتضح لي اننا كسودانيين فى اغلب الاحوال لا نتفق فى تعريف طبيعة حرب ١٥ أبريل كما و ايضا لا نتفق فى تحديد المسؤولية لما حاق ببلادنا من جراء هذه الحرب بحكم التباين فى تعربف طبيعة و جذور الحرب، و مع الاخذ فى الاعتبار حجم التضليل و آلة الدعاية المستخدمة فى الحرب وفى توظيف ما تفعله الحرب من تفعيل لغريزة الخوف و البقاء و من ثم إرجاع الناس الى انتماءاتهم الأولية من قبيلة و عقيدة، و مع الاخذ فى الاعتبار حقيقة ان الناس فى بلاد السودان ظلوا يتموضعون فى الموقف من الحرب و أطرافها وفق عدة عوامل اهمها ١) الموقع الاجتماعي( الاثنية و الجغرافية و الطبقة) و ٢) المصلحة المباشرة و ٣) تصورات من المتسبب فى الاذي و اخيرا الفكر و التجارب الحياتية بالاضافة الى عوامل اخري يصعب حصرها.
الا ان الحقيقة التى نتفق حولها جلنا كسودانيين فى ظنى ان العالم بكل تنوعه (الافريقي و العربي و الاسيوي و الأوروبي و الأمريكي) لا يبدو انه يكترث البتة لنا و لما حل بنا و لكارثتنا الإنسانية الأكبر فى العالم و للحرب الضروس التى قبل ان تدمر كل ماهو مادي فقد دمرت فكرة الوطن و الانتماء و المواطنة و الشعور بالفخر بأن يكون الفرد منا جزءا من كل و ها قد تفرق هذا الكل الي جماعات كعقد السكسك الذي انفرط و اصبح الاتفاق على بديهيات أمر عسير و يتطلب ورشة و مؤتمر.
الحقيقة الموضوعية بعيدا عن ما هو مادي من جغرافيا ان السودان بلد يربط شرق القارة بوسطها و غربها و شمالها بجنوبها و بعيدا عن قيمة المادي من ثروات من ذهب و يورانيوم و ثروة حيوانية و اراضي و موارد مائية و شواطي و غيرها من فرص للتبادل بين الشعوب، فعلي المستوي المعنوي، و فى ظني ان لا قيمة لما هو مادي ما لم يجد صيغة للتعبير عنه في صيغة ما هو معنوي، و للترجمة لا قيمة للثروات و المال ما لم يتم اعطاء معني للثروة و قيمة لها فى المخيلة الاجتماعية للمجموع البشري السائد فى ظرف ما فى مكان ما، و افضل مثال هو الذهب ذلك الشيء الأصفر القبيح شكلا فما هي قيمة الذهب سوي تصورات البشر التاريخية عن انه مخزون مادي للقيمة و الذي حلت محله النقود لاحقا و الأصول القابلة للتسييل من عقارات و اراضي و اسهم لاحقا. و هل سيكون للذهب قيمة اذا كان الانسان يواجه العطش فى الصحراء و لا يوجد مشتري او سوق بعرض و طلب او ان كان الانسان فى جب بئر و يبحث عن النجاة؟
نحن لنا قيمة معنوية فوق ارثنا المادي كشعوب فنحن وحدنا من يستطيع ان يمشي فى شرق أفريقيا و لا نشعر بأننا غرباء و نحن وحدنا ( وربما غيرنا) من نستطيع ان نذهب الي شمال أفريقيا و لا نشعر بأننا غرباء و نحن وحدنا من يتجول فى منطقة السهل و لا احد يسألنا عن من نكون و نحن من يستطيع ان نطبخ اللحوم بكافة انواعها من سلات فى شرقنا الحبيب الى كمونية دارفور ( ناس الوسط كمونية دارفور دي ما الكمونية البتعرفوها) بأكثر من ٤٠ طريقة كل له مذاق و شكل و لون و طعم.
و بخلاف قيمتنا و تقديرنا لذواتنا و هنا اعني ourself esteem و هى اقل درجات تقدير الانسان لذاته نحن صرة هذه القارة و حبلها السري، بلا ادني شك، اذا ما تدبرنا حالنا و رأينا انفسنا فى مراة الوجود، و لعل ما نجده من تعاطف و نظرة انكسار و حسرة للتعبير عن الاسي و الاسف من جل شعوب القارة حينما نمر بمطاراتهم و حينما نلتقي مثقفيهم و صناع الراي عندهم لما حل بنا لهو محل تقدير لنا و لتصورات هذه الشعوب عن من نكون و كيف يمكن ان نتصور مستقبلنا كأمة و كشعوب.
و لكن نظل نحن السودانيين و السودان كموطن و أرض و كثقافات و كجعرافيا و كمعبر و رابط لهذه القارة أناس لنا ما نقدمه للبشرية اكثر من الكوارث و الخراب و كل ما نرجوه من العالم (قريبه و بعيده) ان يقف معنا فى محنتنا التى من صنع ايدينا، و للأمانة هي من صنع اقلية منا قد لا تتجاوز اصابع الايدي و الارجل و لكنها طبيعة البشر و صيرورة الاشياء ان يمضي الحمقي فى تصوير جنونهم على انه محفل وطني و بكل اسف تتبعهم مالات الشعوب، و بكل تأكيد سوف لن يعدم الحمقي لفيفا من حارقي البخور و صانعي الاهازيج لتصوير ان خيارات الحمقي هى من لب مصالح الشعوب و عقيدتها و كينونتها و كهذا تعيد دوامة الجهل و العنف اعادة إنتاج تاريخ البشرية و نحن لسنا استثناء يا رفاق..
هذه مجرد ملاحظات من مئات اللقاءات و التقاطعات حول طريقة تعامل فاعلين سياسيين و اجتماعيبن و صناع رأي و اناس عاديين حين يسمعون عن ما يحدث فى بلاد السودان من خراب و موت جلهم لا يجد تقسير منطقي له فى جوهره و لمالاته و لصيرورته و انعكاس ذاك على أهلنا و ناسنا من غمار الناس الذين لا حيلة لهم و لا مأوي..
بكري الجاك
من مكان ما فوق الاطلنطي
١٢ الي ١٣ يونيو ٢٠٣٥
الوسومالسودانيين تحديد المسؤولية حرب 15 أبريل د. بكري الجاك قيمة و فائدة لهذا العالم